السليماني(مدافع المنتخب المغربي): “نريد الأمن في الجزائر ولا يهمنا الملعب الذي سيحتضن هذا الداربي”

شارك رشيد السليماني في آخر مباراتين وديتين للمنتخب المغربي الأول أمام إيرلندا الشمالية وكذا أمام النيجر..
وهو اللاعب الذي ينشط في منصب ظهير أيمن ويعوّل عليه كثيرا المدرب ڤيريتس في المباراة المقبلة أمام منتخبنا الوطني، واستغللنا فرصة وجودنا بالمغرب من أجل الاقتراب من هذا اللاعب الذي ينشط حاليا في صفوف الرجاء البيضاوي ويؤدي واحدا من أحسن مواسمه سواء مع النادي أو المنتخب المغربي الذي يفكر هو الآخر في التألق معه من أجل رفع قيمته في السوق والاحتراف في أوروبا.
معك صحفي من جريدة “الهدّاف“ الجزائرية وأوّد أخذ القليل من وقتك، هل يمكن ذلك؟
نعم بالطبع يمكنك ذلك، ومرحبا بك عندنا في المغرب وفي مركب الرجاء البيضاوي، أنا تحت تصرفك أخي تفضل.
كيف هي أمورك في الرجاء البيضاوي؟
جيدة لغاية، فنحن نقدم موسما مقبولا إلى أبعد الحدود ونلعب على عدة جبهات على أمل حصد لقبين أو أكثر مع نهاية الموسم.
لكن الكل هنا في المغرب يتحدث عن الحلة الجديدة التي اكتساها الرجاء هذا الموسم، كيف ذلك؟
نعم لقد قام الرئيس الحاج حنات باستقدام عدة عناصر بارزة وهذا من أجل إعادة هيبة الرجاء من جديد ولعب الأدوار الأولى ليس فقط على المستوى المحلي بل أيضا على المستوى القاري والذهاب بعيدا في رابطة الأبطال الإفريقية.
نعرّج للحديث عن المنتخب المغربي، كيف تركت الأجواء بعد آخر تربص أجريتموه في مدينة مراكش؟
تركت الأجواء رائعة مثلما كانت عليه دائما داخل المنتخب المغربي أين أصبحنا نكون عائلة واحدة، وأنا شخصيا أشتاق لمواعيد التربصات خاصة أننا أصبحنا نتعارف جيدا ولا توجد أي فروقات فيما بيننا مثلما كان عليه الحال في السابق.
نفهم من كلامك أنه كانت توجد بعض المشاكل فيما بينكم، أليس كذلك؟
أكذب عليك إن قلت لك إنه لم تكن هناك مشاكل بيننا في المنتخب، لأنه كانت ظاهرة تسمى بالخلافات بين اللاعبين المغتربين والمحليين، لكن مع مجيء المدرب إيريك ڤيريتس زالت هذه الظاهرة ويركز كثيرا في حديثه معنا على روح المجموعة ونسيان كل شيء لأن الأهم التكثيف من العمل حتى نشرف ألوان الوطن العزيز الغالي قبل كل شيء.
وكيف وجدت العمل مع المدرب الجديد ڤيريتس؟
العمل مع ڤيريتس رائع، فهو لا يشعرك إطلاقا بأنه أجبني ويحاول الاقتراب منا لكن لا يتسامح إطلاقا في الجانب الانضباطي ويمكنني أن أؤكد لك بأن الأمور اختلفت كثيرا داخل المنتخب ولم يسبق لي أن عشت هذه الفترات.
وهل يمكن اعتبار قدوم ڤيريتس وراء النتائج الإيجابية المحققة؟
نعم يمكن ربط النتائج المحققة مؤخرا بقدوم المدرب ڤيريتس الذي لعب دورا كبيرا في هذا الجانب وحتى نحن اللاعبون نشعر بهذا التطور من يوم إلى آخر وصرنا نشتاق إلى مواعيد التربصات كما قلت لك ذلك من قبل.
حتى الجمهور المغربي هنا أصبح يثق في منتخب بلاده أكثر من ذي قبل، هل تشعرون بذلك؟
نعم اهتمام الجماهير هنا ازداد أكثر من ذي قبل، ففي السنوات الأخيرة كانت الجماهير تعطي أهمية قصوى للأندية المحلية وتهمل كليا المنتخب الوطني، لكن منذ بداية التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا القادمة تغيرت الأمور كثيرا وأصبحت ثقة الأنصار كبيرة بالمنتخب وهذا ما يفرحنا كثيرا في حقيقة الأمر.
ألا تعتبر هذا الاهتمام الزائد ضغطا إضافيا عليكم أنتم اللاعبون؟
لا أعتقد أن هذا الاهتمام يشكل ضغطا علينا، بل بالعكس فإنه يحفزنا أكثر فأكثر لبذل مجهودات إضافية والمحافظة على هذه الثقة التي استعادها فينا الجمهور الرياضي المغربي الذي نعده بأننا سنعمل كل ما في وسعنا لكي لا نخيبه إن شاء الله.
لمسنا من خلال تواجدنا هنا بأن الجماهير تولي أهمية قصوى للمباراة القادمة أمام الجزائر، ألا تخشى بأن تنقلب عليكم الجماهير في حال أي تعثر في هذه المباراة؟
نحن لا نفكر بهذه الطريقة لأن الجماهير تدرك جيدا بأننا في أحسن أحوالنا والمنتخب استعاد هيبته وسيؤكد ذلك في لقاء الجزائر وسنرمي بكل ثقلنا لتحقيق نتيجة إيجابية هناك وإن لم يكن لنا ذلك فإن هذا لا يعني نهاية العالم لأن حظوظنا ستبقى قائمة دائما.
حققتم في آخر خرجة مع المنتخب فوزا باهرا أمام النيجر، هل ذلك اللقاء يكفي لتحضير مباراة مثل تلك التي تنتظركم أمام منتخبنا الجزائري؟
لقد حضرنا كما ينبغي وسندخل تربصا آخر قبل لقاء الجزائر، وعن مباراة النيجر فإنها كانت امتحانا مفيدا بالنسبة لنا، واجهنا منافسا عنيدا يوجد في أحسن أحواله ويتصدر مجموعته في التصفيات في تواجد بطل إفريقيا وأقصد بذلك المنتخب المصري، فقد تفوق عليه في مباراة رسمية، ومن جهتنا فقد أدينا مباراة في المستوى أمام النيجر، سجلنا ثلاثة أهداف كاملة ولم نتلق من الجهة الأخرى أي هدف في مرمانا، وهذه نقطة تحتسب لنا نحن المدافعون وكذا حارس المرمى بطبيعة الحال.
شاركت أساسيا في ذلك اللقاء وفي المباريات التي سبقت، هل تشعر حقا بتطور في أداء المنتخب المغربي؟
نعم هناك تطور ملحوظ وأهم شيء أننا تخلصنا من العقدة التي كانت تلازمنا وحرمتنا من التأهل إلى كأس إفريقيا الأخيرة في أونغولا.
وما هي هذه العقدة التي تتحدث عنها؟
كنا في السابق نلعب جيدا لكننا لا نسجل أهدافا، وفي المقابل نتلقى أهدافا كثيرة، وهو ما تغير الآن حين عادت الفعالية لمهاجمينا وحتى الدفاع يوجد في أحسن أحواله وسنؤكد ذلك في المباراة المقبلة أمام الجزائر إن شاء الله.
منذ متى وأنت متواجد مع المنتخب المغربي؟
لديّ أكثر من سنة وأشارك دائما أساسيا والحمد لله.
حتى مع قدوم ڤيريتس حافظت على مكانتك على الرغم من التغييرات الكثيرة التي قام بها والعناصر الجديدة التي التحقت بالمنتخب، كيف ذلك؟
هذا أمر جيد بالنسبة لي ويؤكد بأنني في أحسن أحوالي وأدخل في خطة الناخب الوطني وأتمنى المواصلة على هذا النحو لكي أبقى دائما لاعبا أساسيا.
هل تحدث معك ڤيريتس عن اللقاء القادم أمام منتخبنا الوطني وإمكانية تواجدك في القائمة المعنية بهذا اللقاء؟
نعم لقد تحدث معي وأكد مؤخرا بأنه سيعتمد عليّ في مباراتنا أمام الجزائر وهذا أمر محفز بالنسبة لي لكنه يزيد من حجم المسؤولية على عاتقي.
كيف ذلك؟
سأكون اللاعب الوحيد أو معي لاعب آخر في التشكيلة الأساسية من اللاعبين المحليين والضغط سيكون شديدا لأننا هنا في المغرب نتلقى انتقادات لاذعة وأي خطأ نرتكبه لا نسلم من الصحافة، وسبق لي في لقاء إيرلندا الشمالية أن ارتكبت خطأ عاديا في الدفاع لكني لم أسلم والصحافة لم ترحمني بل وصل بالبعض إلى أن طالب ڤيريتس بإبعادي من المنتخب نهائيا وهذا من غير وجه حق.
إذن حتى أنتم هنا في المغرب تعانون هذا النوع من الضغط فيما يتعلق باستصغار اللاعب المحلي، أليس كذلك؟
نعم نعاني كثيرا من هذا الجانب على الرغم من أننا لا نقل أهمية عن زملائنا الذين ينشطون في مختلف الأندية الأوروبية ونسعى دائما للتأكيد على أننا نستحق بأن توضع فينا الثقة وعدم توجيه سهام الاتهام دائما للاعب المحلي.
سبق لك مواجهة كل من إفريقيا الوسطى وتنزانيا، ماذا يمكن أن تقول لنا عن هذين المنافسين في هذه المجموعة؟
أعتقد بأن إفريقيا الوسطى أقوى من تنزانيا، وفي المباراة الأولى الذي جمعتنا مع إفريقيا الوسطى عندنا في الرباط أدينا مباراة في المستوى لكن الكرة رفضت الدخول في المرمى، وهو ما منح مع مرور الوقت ثقة أكثر للاعبي الفريق المنافس وكنا بعد ذلك في وضعية صعبة وكان الخطأ بالنسبة لنا ممنوع في المباراة الثانية في تنزانيا، وهي المباراة التي تفاوضنا فيها جيدا وحققنا الفوز وذلك ما كان يهمنا والآن ننتظر مباراة الجزائر بفارغ الصبر.
بالحديث عن مباراة الجزائر، كيف تحضرون لها أنتم كلاعبين في المنتخب المغربي؟
لم نلتق مع بعض في المنتخب منذ التربص الأخير الذي تخللته مباراة النيجر (التربص كان في بداية شهر فيفري) ولكن نحن في اتصال دائم مع بعضنا البعض ونتحدث عن اللقاء القادم أمام الجزائر الذي نتشوق كلنا لاكتشاف الأجواء التي ستسود هذا “الداربي المغاربي“ الكبير أمام منتخب محترم بحجم الجزائر الذي شارك في كأس العالم الأخيرة.
وكيف ترى مواجهتكم لمنتخبنا الوطني في الجزائر؟
هذا اللقاء سيكون قمة في الإثارة بين جارين يعرفان بعضهما البعض جيدا والأوراق كلها مكشوفة والأكثر تركيزا فوق الميدان هو الذي ستعود له الكلمة الأخيرة بطبيعة الحال، فهذا هو منطق كرة القدم ومن جهتنا فسنعمل كل ما في وسعنا لمباغتة المنتخب الجزائري في عقر دياره ومواصلة النتائج الإيجابية التي حققناها مؤخرا.
لم يُحسم في الملعب الذي سيجري فيه اللقاء إلا مؤخرا وستوجهون المنتخب الجزائري في ملعب عنابة، ما هي الفكرة التي بحوزتك أنت شخصيا عن هذا الملعب؟
لا أعرف هذا الملعب وسمعت بأن أرضية ميدانه ليست في المستوى المطلوب ولا أعتقد بأن الإخوان في الجزائر يتعمدون ذلك لأن رداءة الأرضية لا تساعد جميع اللاعبين فوق الميدان، ولكن ما يهمنا في هذا اللقاء أن يكون الأمن متوفرا بما فيه الكفاية ويكون هناك الأمان الذي يسمح بإجراء مباراة في المستوى من الجانبين.
هل سمعتم بأن مدينة عنابة غير آمنة؟
لا ليس ذلك فقط نريد الأمن ولا يهمنا الملعب الذي سيجري فيه اللقاء ونحن أشقاء قبل كل شيء.
وهل ترى أن مباراة الذهاب ستكون حاسمة؟
لا إطلاقا نحن في المرتبة الأولى وسنعمل على الحفاظ على هذه المرتبة قدر المستطاع، وندرك مدى صعوبة المهمة أمام المنتخب الجزائري الجريح ولكن سنرمي بكل ثقلنا لتحقيق التعادل على الأقل، ولا أعتبر هذا اللقاء مصيريا بالنسبة لنا وهو كذلك بالنسبة للمنتخب الجزائري لأنه في حال التعثر فإن حظوظه ستتبخر في التنافس على تأشيرة التأهل وبذلك أقول إن مباراة العودة هي التي ستكون حاسمة في تأشيرة التأهل إلى كأس إفريقيا بنسبة كبيرة.
هل تعرف بعض لاعبي المنتخب الجزائري؟
نعم أنا أعرف النجم زياني الذي بإمكانه صنع الفارق في أي لحظة من اللقاء وبذلك فإنني سأتكفل بحراسته وسأعمل على الحد من خطورته وحتى المدرب ڤيريتس يعرفه جيدا لأنه دربه على ما أعتقد في أولمبيك مرسيليا من قبل وأكد لي بأنه سيمنحني بعض النصائح قبل اللقاء من أجل إيقاف زياني لأنه يعرف جيدا نقاط قوة وضعف هذا اللاعب الذي أحترمه كثيرا والذي أعتبره النجم الأول للمنتخب الجزائري.
هو قصير القامة مثلك...
(يضحك) أعرف ذلك، ولكن هذا لا يعني أي شيء لأن الفارق لا يصنعه الطول بل مدى جاهزية اللاعب وما يستطيع تقديمه فوق الميدان لا غير.
كيف وجدت اللاعبين الجدد الذين استدعاهم المدرب ڤيريتس مثل “كارسيلا“ مثلا؟
كل لاعب يستدعيه ڤيريتس فهذا يعني أنه لاعب جيد ومن الرائع تدعيم المنتخب بلاعبين جيدين ومن المستوى الجيد لأننا بحاجة إلى ذلك لكي نصمد في الاستحقاقات القادمة التي تنتظرنا.
ألا تفكر في الاحتراف بأوروبا؟
نعم أفكر جديا في هذا الجانب ولعلمك فقد تلقيت عدة عروض من فرنسا، بلجيكا، لكنني أريد الاحتراف في إسبانيا أين تلقيت عرضا رسمي ومن ناد ينشط في الدرجة الأولى بالليغا الإسبانية.
ألا يمكننا أن نعرف اسم هذا النادي؟
من فضلك لا تحرجني وأنتظر أن تحسم الأمور معي حتى أتحدث عن اسم النادي لكي يسير كل شيء على أحسن ما يرام، والأكيد أنني سأحترف في إسبانيا الموسم القادم إن شاء الله لأنني في اتصالات متقدمة جدا مع مسيري هذا النادي الإسباني الذي يريدني.
من دون شك أن مسيري هذا النادي سيتابعونك في لقاء المغرب مع الجزائر، أليس كذلك؟
لا أدري لكن من الطبيعي أن يفعلوا ذلك لأن مباراتنا أمام الجزائر من المستوى العالمي ويهم مسيري هذا النادي الوقوف على مستواي في مثل هذه المباريات التي تضم 90 بالمائة من اللاعبين الناشطين في أكبر الأندية الأوروبية سواء من المغرب أو الجزائر.
هل سبق لك اللعب في الجزائر؟
نعم لقد لعبت في الجزائر من قبل مع الرجاء البيضاوي في مناسبتين الأولى كانت في 2006 حين واجهنا في رابطة الأبطال شبيبة القبائل وأعجبتني كثيرا الأجواء هناك بحيث وجدتها تشبه كثيرا الأجواء عندنا وللأسف طردت بالبطاقة الحمراء، أما في المناسبة الثانية فإنني واجهت وفاق سطيف في كأس شمال إفريقيا لكننا انهزمنا في النهائي.
على ما يبدو فإنك تحتفظ بذكريات سيئة عن مشاركاتك في الجزائر ومثلما يقول المثل الفرنسي لا يوجد اثنان من دون ثالثة أي أنك ستحتفظ بذكري سيئة في المباراة القادمة مع المنتخب المغربي، ما قولك؟
(يضحك) نعم لدي ذكريات سيئة في الجزائر ولم أوفق لكنني سأخالف المثل الفرنسي وأساهم في طرد هذا النحس والمساهمة في تحقيق نتيجة إيجابية في الجزائر.
ماذا يمكن أن تقول للجماهير الجزائرية من خلال هذا المنبر؟
أوجه سلامي لهم جميعا وأؤكد لهم بأننا كلنا في المغرب ناصرنا المنتخب الجزائري في كأس العالم وكأن الأمر يتعلق بمنتخبنا الوطني، هذه المرة ستجمعنا مباراة في كرة القدم وعلينا أن نشرف سمعة الكرة في شمال إفريقيا، ويكون عرسا كبيرا بين الأشقاء وليست مباراة من تسعين دقيقة التي تفرق فيما بيننا والمهم أن تسود الروح الرياضية والأحسن هو الذي تعود له الكلمة الأخيرة إن شاء الله وتحية لكل الجماهير الجزائرية مني باسم كل لاعبي المنتخب المغربي.