ضيعت تشكيلة مولودية سعيدة نقطتين ثمينتين فوق أرضية ميدانها بعد تعادلها أمام اتحاد العاصمة أول أمس، في لقاء متوتر عرف الكثير من الأحداث المؤسفة التي تسبب فيها الحكم زواوي بالدرجة الأولى نظرا لتسييره الكارثي للقاء، كما تسبب كل من دحام ورونار في فوضى عارمة بملعب سعيدة وذلك بسبب بعض التصرفات غير الرياضية التي قاما بها قبل اللقاء بدقائق معدودة. بداية حذرة وتدخلات عنيفة من لاعبي الاتحاد بدا واضحا خلال اللقاء الأخير أن رفقاء عشيو أرادوا تقليد لاعبي المنتخب الوطني وإظهار الحرارة فوق أرضية الميدان، كما أن لاعبي اتحاد العاصمة لم يفرقوا بين الحرارة والاعتداءات المباشرة على نظرائهم السعيديين، حيث شهدت الدقائق الأولى تدخلات عنيفة جدا من لاعبي الاتحاد خاصة من اللاعب خوالد الذي اعتدى على مادوني وشرايطية في ثلاث مناسبات وأمام أنظار الحكم زواوي الذي لم يحرك ساكنا رغم قوة التدخل والذي لم يستطع بعد ذلك أن يتحكم في زمام الأمور وفقد السيطرة على مجريات المواجهة بدليل أن أغلبية قراراته كانت خاطئة، وهو الأمر الذي أثار غضب واستياء كل من تابع اللقاء. سيطرة عاصمية وفرص منعدمة من كلا الجانبين سيطر العاصميون خلال الشوط الأول بالطول والعرض على مجريات اللقاء، حيث كانوا الأكثر احتفاظا بالكرة والأكثر مبادرة نحو الهجوم، لكن التنظيم الدفاعي الجيد للسعيديين أوقف كل المحاولات حيث لم نسجل أي محاولات خطيرة للاتحاد سوى في (د7) التي سجل فيها دحام هدفا لم يحتسب بسبب التسلل. السيناريو نفسه تقريبا حدث مع أبناء المدرب روابح حيث لم يستطع السعيديون الوصول إلى منطقة الاتحاد ولم تسجل أي محاولات خطيرة باستثناء رأسية مادوني التي مرت فوق العارضة، لتشهد الدقائق الموالية عملية أخذ ورد بين لاعبي الفريقين إلى غاية نهاية الشوط الأول الذي ظهر فيه أبناء المدرب روابح بمستوى غير مقنع على الإطلاق. المولودية تواصل تقديم مستواها السيئ في الشوط الثاني بعد أن دخل الجميع غرف حفظ الملابس، توقع أنصار المولودية أن يظهر اللاعبون بوجه مغاير خلال الشوط الثاني، لكن أداء رفقاء كيال غير المقنع تواصل في المرحلة الثانية حيث لم يستطع السعيديون اختراق الدفاع العاصمي وتركوا المبادرة لهجوم الاتحاد الذي ضيع أكثر من فرصة سانحة للتسجيل. والغريب أن رد فعل المولودية لم يكن قويا، حيث وجد السعيديون صعوبة بالغة في الاقتراب من منطقة العمليات بسبب العدد الكبير لمدافعي الاتحاد وبسبب بُعد لاعبي الوسط عن مهاجمي المولودية. بن دحمان يُحرّر السعيديين ويسجل في التوقيت المناسب مع مرور الوقت وفي ظل الأداء غير المقنع للعناصر السعيدية فقد الكثير من أنصار المولودية الأمل في تحقيق الفوز، لكن المهاجم مادوني كان له رأي آخر عندما قطع كرة أحد المدافعين ومررها بطريقة جميلة إلى سعدي الذي كان ذكيا ومنح كرة على طبق ل بن دحمان الذي لم يجد أي صعوبة في تحويلها إلى الشباك مطلقا العنان لفرحة جنونية في مدرجات ملعب سعيدة، خاصة أن التوقيت الذي سجل فيه الهدف كان في مناسبا وفي صالح "الأمسياس" وقبل 18 دقيقة فقط من نهاية اللقاء. الحظ يقف إلى جانب الاتحاد ويمنح بولبدة هدف التعادل بعد الهدف الذي سجله بن دحمان كان الجميع يعلق الآمال على الدفاع السعيدي حتى يحافظ على التقدم ويمنح للمولودية الفوز، لكن الحظ لعب دورا فعّالا في قلب مجريات المواجهة، حيث حصل رفقاء غازي على مخالفة من حوالي 35 م. نفدها بولبدة تجاه المرمى لتزور الكرة الشباك بطريقة غريبة وبعد تعثر الحارس كيال الذي لم يحمله أنصار المولودية المسؤولية بدليل أن الجميع صفق ل كيال الذي اعتذر من الجميع على الخطأ غير المقصود. الحكم لم يحتسب ركلة جزاء شرعية لسعيدة قبل الحديث عن الأحداث التي عرفها ملعب سعيدة في الدقائق الأخيرة من مواجهة الاتحاد وبعد نهاية اللقاء، لا بد من الإشارة إلى أن لقطات التلفزيون أكدت أن المولودية تستحق ركلة جزاء شرعية ولا غبار عليها في (د39)، وذلك بعد أن رفع سعدي كرة تجاه الرؤوس واصطدمت بيد أحد المدافعين لكن الحكم ورغم قربه من اللقطة، إلا انه أمر بمواصلة اللعب رغم أن لمسة اليد كانت واضحة للجميع. زواوي خارج الإطار ويتسبب في فوضى عارمة لم يكن الحكم الذي أدار لقاء المولودية والاتحاد موفقا في أداء مهمته على أكمل وجه، حيث عقد الأمور في الملعب وتسبب في نهاية فوضوية وأحداث غير رياضية حصلت بملعب سعيدة، فأغلبية قرارات الحكم لم تكن صائبة سواء من جانب الاتحاد أو حتى من جانب المولودية والكثير من الأخطاء التي ارتكبها لاعبو الفريقين لم تصفر خاصة بالنسبة للاعبي المولودية الذين عانوا الأمرين من قوة تدخلات لاعبي الاتحاد، والغريب أن الحكم زواوي ارتكب خطأ فادحا عندما أشهر البطاقة الحمراء في وجه دحام حيث تمادى اللاعب في تضييع الوقت وبقى في الملعب لمدة 7 دقائق كاملة لكن الحكم لم يحرك ساكنا واكتفى بتهدئة لاعبي المولودية الذين لم يتقبّلوا تصرفات دحام. ... وأمر بتقديم العلاج ل دحام رغم طرده ومن بين النقاط التي أثارت استياء الأنصار واستغرابهم هو تصرف الحكم الذي أكد في الدقائق الأخيرة من المواجهة جهله للقوانين الخاصة بالتحكيم، حيث سمح للاعب دحام بتلقي العلاج فوق أرضية الميدان رغم أنه تلقى البطاقة الحمراء. فالحكم وبعد أن طرد دحام أمر ممرض الاتحاد بدخول الملعب ليقدم الإسعافات الأولية للاعب، وهو الأمر الذي استغله مهاجم الاتحاد ورفض الخروج وبقي في الملعب لمدة تفوق 7 دقائق. والأكثر من ذلك أنه منع رجال الحماية المدنية من نقله للخارج وتلفظ بكلمات بذيئة تجاههم، كل ذلك حدث أمام أنظار حكم اللقاء الذي التزم الصمت وترك الأمور تأخذ منعرجا خطيرا في المدرجات. رونار "خلّطها" مع محافظ اللقاء وأشغل النار في ملعب سعيدة قام مدرب الاتحاد رونار بتصرف أكد للجميع أنه مدرب غريب الأطوار، حيث لم يعط المثل لغيره من المدربين وقام بتصرف مشين تسبب من خلاله في فوضى عارمة بملعب سعيدة. رونار ثارت ثائرته في (د89) وحاول الاعتداء على محافظ اللقاء، والأكثر من ذلك أنه دفع أحد رجال الشرطة الذي حاول فض الاشتباك، وهنا قام أنصار المولودية برشق الملعب بالقارورات، وبعد فوات الأوان تدخل الحكم زواوي وأمر مدرب الاتحاد بالخروج ودخول غرف حفظ الملابس قصد تهدئة الوضع. والغريب أن الحكم ورغم مشاهدته لكل ما حصل لم يوجه البطاقة الحمراء للمدرب رونار. أكثر من 10 دقائق وقت بدل الضائع لم يحتسبها الحكم ولعل ما زاد من سخط أنصار المولودية في اللقاء الأخير هو أن الحكم الذي أعلن 4 دقائق وقت إضافي أطلق صافرة النهاية بعد مرور دقيقة ونصف، والغريب أن زواوي لم يحتسب الوقت الذي ضيعه مهاجم الاتحاد دحام والذي بقي ساقطا فوق أرضية الميدان ورفض أن يحمله رجال الحماية المدنية وضيع أكثر من سبع دقائق، ناهيك عن الوقت الذي ضيعه رونار وهذا طبعا دون احتساب الوقت الذي ضيعه لاعبو الفريقين خلال سقوطهم المتكرر فوق أرضية الميدان، بالإضافة إلى التغييرات التي أجراها الفريقان. عدد مسيري اتحاد العاصمة في غرف حفظ الملابس فاق كل التصورات أمر غير مفهوم على الإطلاق حصل في ملعب 13 أفريل الثلاثاء الماضي، حيث شوهد أكثر من 10 مسيرين من الاتحاد في غرف حفظ الملابس وهو الأمر الذي يطرح أكثر من تساؤل عن الجهة التي سمحت لكل هؤلاء بالدخول والتحرك بكل حرية في غرف حفظ الملابس. والأكثر من ذلك أن بعض المسيرين حاولوا بعد اللقاء الدخول إلى حكم المواجهة حتى لا يدون تقريره ضد رونار ودحام، وهو الأمر الذي لم يتقبّله مسيرو المولودية ومنعوهم من الاقتراب منه. غازي أهان أنصار سعيدة بلقطة غير أخلاقية من بين الأسباب التي جعلت أنصار سعيدة يثورون في ملعب 13 أفريل هي اللقطة غير الأخلاقية التي قام بها اللاعب غازي مباشرة بعد تسجيل الاتحاد هدف التعادل، حيث وجه يده اتجاه الأنصار وقام بلقطة غير أخلاقية أهان بها أنصار سعيدة وجعلهم يرشقون الملعب بالقارورات والحجارة. والأكثر من ذلك أن غازي وقبل دخوله غرف حفظ الملابس كرر ما فعله وقام بحركة غير أخلاقية أخرى ودخل النفق وهو يتلفظ بكلمات بذيئة وجارحة في حق السعيديين. ... وتلفظ بكلمات بذيئة في بهو غرف حفظ الملابس ولم يكتف غازي عند هذا الحد، بل وصلت به الجرأة ليهين كل من كان متواجدا في بهو غرف حفظ الملابس، حيث دخل النفق رفقة أحد المسيرين وهما يتلفظان بكلامات غير أخلاقية وجارحة في حق السعيديين، وهو الأمر الذي لم يتقبّله بعض السعيديين الذين دخلوا معه في ملاسنات وكادوا أن يعتدوا عليه لولا تدخل قوات الأمن التي سهلت ل غازي والمسير الصعود إلى غرف حفظ الملابس. فرڤاني تدخل وحاول تهدئة الوضع أمام غليان السعيديين الذين لم يتقبّلوا تصرفات غازي تدخل المناجير العام لاتحاد العاصمة فرڤاني وحاول أن يهدئ الوضع وأكد للجميع أنه شاهد بعينه التصرف الذي قام به غازي وأحد المسيرين، وأنه سيقوم بإبلاغ إدارة الاتحاد لتتخذ كل الإجراءات الضرورية في حقهما. تدخل فرڤاني هدأ من روع السعيديين، خاصة أن الجميع في سعيدة يكن ل فرڤاني كل الاحترام. =============================== روابح بدا في قمة التأثر بعد اللقاء بعد اللقاء شوهد المدرب روابح وهو في قمة التأثر، حيث لم يهضم التعادل الذي خطفه العاصميون من ملعب سعيدة، لكن رغم ذلك توجه روابح إلى الندوة الصحفية وأجاب باحترافية عالية على مختلف أسئلة رجال الإعلام. روابح: "لا أوافق الحكم في عديد القرارات التي اتخذها" أجاب مدرب المولودية عن سؤال يخص رأيه في التحكيم حيث قال: "رغم أنني لا أوافق الحكم في الكثير من القرارات التي اتخذها، إلا أنني أفضل أن أتحدث عن الجوانب الفنية للقاء وأترك تقييم مستوى الحكم للاختصاصيين". التعادل أحسن بكثير من الهزيمة رغم أن التعادل لم يرض أنصار المولودية الذين كانوا يمنون النفس بفوز يضمن لفريقهم المركز الثالث، إلا أن مجريات اللقاء تؤكد أن التعادل أفضل بكثير من الهزيمة، فأداء التشكيلة السعيدية التي كانت خارج الإطار ولم يكن يسمح لها بتحقيق الفوز لذلك يمكن القول أن نقطة واحد أفضل بكثير من لا شيء. ========================= الحكم زواوي دوّن تقريرا أسود والملعب قد يعاقب دوّن حكم اللقاء زواوي في تقريره الأحداث التي شهدها ملعب سعيدة، حيث أشار إلى رشق الأنصار أرضية الميدان بالقارورات، وهو الأمر الذي قد يجعل مسؤولي الرابطة يسلطون عقوبة بحرمان المولودية من الاستقبال بملعبها، لكن رغم ذلك تأمل إدارة المولودية أن تكتفي الرابطة بتوجيه إنذار فقط خاصة أنه سيكون الإنذار الأول لسعيدة بعد أن قررت الاتحادية مسح كل العقوبات والإنذارات المسلطة على الملاعب. يذكر أن المولودية كانت تملك قبل رفع العقوبات إنذارين. دوّن تصرفات رونار ودحام كما قام الحكم زواوي بتدوين التصرفات التي قام بها كل من دحام الذي رفض الخروج من الملعب رغم تلقيه البطاقة الحمراء وكذا ما قام به المدرب رونار الذي تسبب في فوضى عارمة في مدرجات ملعب سعيدة. ... ولم يحمّلهما مسؤولية ما حدث لم يقم حكم اللقاء بتحميل مسؤولية كل من دحام وزواوي ما حدث في الملعب، واكتفى بوصف ما حصل دون التطرق إلا أن تصرفات المدرب ولاعبه خلقت فوضى في الملعب وكان بمثابة تحريض أنصار المولودية على القيام برشق أرضية الميدان. لكن النقائص والأداء الكارثي لا يمكن إنكارها بعيدا عما حصل قبل نهاية المواجهة بدقائق معدودة، يمكن القول إن المولودية لعبت أسوأ لقاء لها منذ انطلاق البطولة هذا الموسم، حيث كان غالبية اللاعبين خارج الإطار ولم يقدموا ما كان منتظرا منهم، فالتشكيلة أظهرت أداء كارثيا لا يمكن تفسيره إلا بحالة عدم الاستقرار التي تعرفها المولودية منذ مدة وكذا لعنة الإصابات التي طالت عديد اللاعبين. =============================== الأنصار صفقوا مطولا ل كيال بعد هدف الاتحاد بمجرد أن سجل لاعبو الاتحاد هدف التعادل، قام أنصار المولودية برفع معنويات حارسهم مروان كيال الذي ارتكب خطأ غير مقصود بعد تعثره أثناء محاولته صد الكرة. كيال اعتذر من الأنصار وهو الاعتذار الذي قابله الجميع بالتصفيق، مؤكدين بذلك أنهم لم ينسوا ما فعله حارس المولودية في المباريات السابقة وبالتحديد في لقاءات الكأس الأخيرة.