بعد المغني محمد فؤاد الذي كان أوّل مواطن مصري أتته صحوة الضمير، وأجبرته على الاعتراف بأنّ كلّ الاتهامات التي وجّهها وأبناء جلدته إلى الجزائر في وقت سابق، كانت باطلة لا أساس لها من الصحة، فبركتها السلطات العليا للبلاد المصرية، وأجبرت ممثليها على تأدية أدوارها بنجاح وامتياز يومها. ها هو الإعلامي المصري ‘'أحمد شوبير'' ينضم إلى قافلة من أنّبهم ضميرهم ولو في الوقت بدل الضائع، ويعترف علنا عبر حصّته سهرة أول أمس الأربعاء في قناة ‘'موديرن سبور''، أنّه أجبر على اتهام الجزائر خوفا على سلامة روحه وسلامة عائلته، وفضلا عن ما قاله شوبير فإنّ ضيفه فجر عبد المنصف حارس مرمى “القونة” المصري، هو أيضا كانت له اعترافات بخصوص قضية تلك المباراة، بالإضافة إلى تدخل مسؤول العلاقات الخارجية في الإتحاد المصري السابق حمادة شادي، الذي استقال بسبب قضايا الفساد في مصر، وأدلى باعترافاته لأول مرة بأن الجزائر كانت مظلومة وأن زاهر هو من خطط لتلك المكيدة لها. شوبير وضيفه وصفا مباراة الجزائر بأكبر قضايا فساد نظام مبارك ولأن موضوع الحصة تمحور حول الفساد في مصر خلال عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك، فإن أوّل ما استهل به شوبير وضيفه فجر عبد المنصف حارس ‘'القونة'' الحديث هو قضية مباراة الجزائر ومصر، والتي صنفت على رأس أكبر قضايا الفساد في نظام الرئيس السابق، ومباشرة بعدما شرع الضيف في الحديث عن الشخص الذي خطط للاعتداء على الوفد الجزائري الرسمي، بجلب أشخاص مأجورين طلب منهم تنفيذ تلك الخطة الدنيئة، أخذ شوبير الكلمة منه وراح يحذره مما قد يحدث له جراء هذه الاعترافات، ويكشف على المباشر حقائق خطيرة تنصف الجزائر وتوّرط نظام مبارك في ضلوعه، خلف ما كانت الجزائر عرضة له من مؤامرة دنيئة حبكت لها في الظلام الدامس. شوبير يحذّر ضيفه: ‘'حذار لقد دفعت ثمن اعترافاتي من قبلك غاليا'' شوبير لم يجد حرجا في الاعتراف بذنبه ولو بعد سنة ونصف تقريبا من مرور الحادثة، وضميره مرتاح على حدّ قوله: ‘'خد بالك ( يعني حذار)، لقد قلت هذا الكلام من قبلك، ودفعت ثمنه غاليا، أقاموا الدنيا ولم يقعدوها في مصر بعد كلامي واعترافاتي بأن الحادثة كان مخططا لها، منعت من الظهور في التلفزيون، برنامجي الخاص توقف، العقود التي كانت تربطني بالقناة التي أعمل معها ألغيت، ألغوا بث الدوري على القناة التي عملت معها، حوصرت من كل النواحي، بلّغوا عني النائب العام، سارعوا إلى رفع الحصانة عني في مجلس الشعب، جلبوا شهودا وقفوا ضدي، هددت من طرف أحد قيادات الأمن، وهو الآن في السجن للأسف الشديد مسكين، فإن كان مدانا فعليه أن يأخذ عقوبته، وإن كان بريئا الله يكون معاه''. ‘'جاءني اتصال هاتفي وهدّدوني بحياتي بسبب الجزائر'' واستطرد الشوبير قائلا في اعترافاته الخطيرة التي تورط مبارك وحاشيته موجها كلامه لضيفه: ‘'بسبب ما قلته من حقيقة عن حادثة الاعتداء على الجزائر، تلقيت اتصالا هاتفيا على العاشرة والنصف صباحا في يوم من الأيام، وطلب مني أصحابه أن أتراجع عبر حصتي عن كل ما قلته، وأملوا علي أوامر إن لم أنصع لها سيكون مصيري الموت أنا وأفراد عائلتي، فخفت على نفسي وعلى عائلتي طبعا، وقلت ما طلب مني. يا أخي كادوا يسحبون الجنسية المصرية مني، لذلك أعيد وأكرر يا صديقي أنا أحذرك وأنبهك من خطورة ما ستقوله''. عبد المنصف:'' رفعنا دعوى قضائية على زاهر بسبب الجزائر'' وبما أنها كانت سهرة الإعترافات، فإن الضيف فجر عبد المنصف تناول الكلمة بعدها، وراح يكشف حقائق أخرى تورط زاهر وحاشيته وعصابته التي سلطها على وفدنا الرسمي، وتورط نظام مبارك الذي له ضلع فيما حدث طبعا، حيث قال:''أتكلم بالورقة والقلم وبالأدلة التي أمامي، ليعلم الناس في مصر أن سبب الثورة الجوهري هو الفساد في مصر في عهد مبارك، ومن بين صور الفساد قضية الجزائر، ولذلك لقد قدمنا بلاغا للنائب العام في المحكمة العليا للقاهرة ضدّ رئيس إتحاد الكرة المصري سمير زاهر''. حينها سأله شوبير عن السبب فرد فجر عبد المنصف قائلا: ‘'لقد اتفق هذا الشخص مع أفراد عصابات من أجل الاعتداء على الوفد الجزائري لدى وصوله، وهؤلاء الأشخاص استقدمناهم، وأدلوا بشهاداتهم المسموعة والمكتوبة أيضا بأن زاهر هو من حرضهم ودفع لهم من أجل الاعتداء على حافلة المنتخب الجزائري، وشهاداتهم الآن هي على طاولة النائب العام، وأنتم تعلمون ما هو سبب الاعتداء والتخطيط لهذه المؤامرة، وهو إرباك المنتخب الجزائري، وإدخال الرعب في نفوس لاعبيه قبيل موقعة القاهرة حتى يكون التأهل للمونديال من نصيبنا''. ‘'أشخاص من الإتحاد المصري بلغوا روراوة مسبقا ما سيحدث'' واستطرد حارس ‘'القونة'' في الحقائق الخطيرة التي كشفها عن زاهر ونظام مبارك قائلا: «ما أقدم زاهر على فعله لم يعجب عددا من الأعضاء في إتحاد الكرة المصري، فاتصلوا بروراوة وأبلغوه بالأمر، وهو ما يفسره بعدها تأهب لاعبي الجزائر، وتصويرهم للحادثة من بدايتها إلى نهايتها بطريقة احترافية، وأشهد من هذا المنبر أن الإصابات كانت حقيقية ولم تكن تمثيلية من طرف اللاعبين الجزائريين مثلما زعم زاهر، واللواء عدلي فايد كان حاضرا وسيدلي بشهادته أمام النائب العام لاحقا كي ينصف الجزائريين». ‘'مصالح المصريين في الجزائر تضرّرت بسبب زاهر وبسببه أيضاصرنا نعاني من أزمة الغاز'' بعدها توجه شوبير بسؤال لضيفه حول أهمية رفع دعوى قضائية ضدّ زاهر بخصوص قضية مضى عليها قرابة سنتين، وصارت الآن في طي النسيان، حينها ردّ عليه حارس القونة قائلا: ‘'لا لم تنس القضية، لأن زاهر وبسبب تصرفاته الصبيانية هو وأفراد عصابته تسبب في إلحاق الأذى بمصالح المصريين الاقتصادية في الجزائر، لقد تضررت شركات مصر للطيران، أوراسكوم، المقاولون المصريون العرب بسببه، وبسببه أيضا تضررت استثمارات كل مصري مقيم في الجزائر. بسببه صارت مصر تعاني من أزمة الغاز، وبسببه توترت العلاقات بين بلدين شقيقين كالجزائر ومصر، كل هذا دفعنا إلى رفع شكوى ضده وسيحاكم بإذن الله''. حمادة شادي: ‘'الطوب سقط على حافلة الجزائر كالمطر وأفراد زاهر هم الفاعل'' سهرة الاعترافات وكشف الحقائق والمستور الذي أخفاه المصريون في السابق، تواصلت باتصال من المسؤول عن العلاقات الخارجية في إتحاد الكرة المصري السابق حمادة شادي، الذي كانت الحقائق التي كشف عنها أكثر إثارة، ودون مقدمات نفضل أن نطلعكم على ما قاله بالحرف الواحد من بداية مكالمته الهاتفية حتى نهايتها خلال برنامج صحوة الضمير كما سميناه: ‘'لقد كنت حاضرا يوم تعرض الوفد الجزائر لذلك الاعتداء السافر، وصراحة عكس ما قيل عندنا إن الحافلة تعرضت لطوبة من شبان مراهقين، وعكس ما قيل أيضا إن لاعبي الجزائر هم من كسروا الحافلة، أؤكد أن أفراد زاهر هم من كسروها من الخارج بإلقاء سيل من الحجارة على الحافلة..... الطوب سقط على الأوتوبيس زيّ المطر يا جماعة.... بعدها تأكدنا من وجود ثلاثة لاعبين مصابين في صفوف المنتخب الجزائري، فتنقلنا كأعضاء للإتحاد إلى الفندق فطلب منا روراوة أن نقدم اعتذارا رسميا على الذي حدث لكن زاهر رفض ذلك رفضا قاطعا'' ‘'الجزائر كان بمقدورها الفوز باللقاء دون إجرائه'' وأضاف حمادة قائلا: ‘'زاهر وصف الأمر بالمسرحية رغم أنه وقف على حجم الخسائر في صفوف لاعبي الجزائر، وحجم خسائر الحافلة التي أتلف وهمش زجاجها عن آخره، وصراحة روراوة كان بوسعه ألا يتنقل أصلا للتدريبات وألا يلعب المباراة أيضا ما دامت التقارير الطبيبة تثبت إصابة ثلاثة من لاعبيه، وكان بمقدور الجزائر أن تفوز بثلاثة لصفر على البساط دون أن تخوض اللقاء، لكنه راعى العلاقات الوطيدة بين البلدين، وقرر ألا يفسد المباراة فأمر بخوضها مهما حصل''. ‘'القيادات العليا أمرت زاهر بإنكار الحادثة'' وعن الأسباب التي دفعت زاهر إلا اعتبار ما حدث بمثابة مسرحية من طرف الجزائريين، قال حمادة: ‘'قيادات أمنية عليا في البلاد اتصلت بزاهر وطلبت منه أن ينكر كل شيء، وأن يدلي بتصريحات تنفي وجود إصابات في الصفوف الجزائرية، وأن يقول بالحرف الواحد إن الحافلة همشت وأتلفت من الداخل وليس من الخارج، حدث هذا في وقت أننا كأعضاء لإتحاد الكرة نعرف الأشخاص الذين اعتدوا على حافلة الجزائر شخصا بشخص، هم مأجورون من طرف زاهر وأنا مسؤول هنا على كل كلمة أقولها وكل اعتراف أدلي به على مسامعكم ومسامع المشاهدين''. وأضاف: ‘'حتى المناصرون الجزائريون الذين تنقلوا إلى القاهرة لم يسلموا من الاعتداءات''. ‘'اللواء عدلي فايد متورط مع زاهر'' ومضى مسؤول العلاقات الخاريجة السابق لإتحاد الكرة المصري في الحقائق التي كشف عنها بالقول: ‘'اللواء عدلي فايد متورط مع زاهر في قضية الاعتداء، لقد أمره بالنفي وهدده إن هو اعترف بالحقيقة، فما كان على زاهر إلا أن نفى كل شيء محملا كامل المسؤولية للوفد الجزائري، الذي تحول من ضحية إلى متهم''. ‘'في السودان لم يعتد علينا أي جزائري'' وتنقل بعدها حمادة للحديث عن أحداث السودان التي فبركها أيضا زاهر، دون تقديم أي دليل قاطع يدين الجزائريين، حيث قال: ‘'لقد كنت المسؤول عن أمن منتخبنا هناك، وكل ما قيل من طرف زاهر وحاشيته يومها نصب واحتيال على الجزائريين، والحقيقة أن لا شيء مما قاله حصل، فلا أحد اعترض سبيلنا أو اعتدى على الوفد المصري، وكل ما في الأمر أن حافلات أنصارنا بعد نهاية اللقاء وهي في طريقها إلى المطار تعرضت لرشق بالحجارة، وهذا رد فعل عادي من جمهور أعتدي المصريون على منتخبه في القاهرة. ‘'علاء مبارك تسبب في توتر العلاقات بين البلدين'' بعدها أطلق حمادة النار على علاء مبارك نجل الرئيس المصري السابق حسني مبارك، واتهمه بالضلوع في الأزمة التي اندلعت بين الجزائر ومصر، وقال عنه بالحرف الواحد: ‘'ليس من حقّ علاء مبارك أن يتهكم على الجزائر بتلك الطريقة، لقد أضر بكلامه العلاقات بين البلدين، لقد أضر بمصالح المصريين في الجزائر، لقد كان بمقدوره أن يتحاشى الدخول في تلك الحرب الكلامية، لكنه زاد الطين بلدة بكلامه وأضر ببلدنا كثيرا وهدم كل شيء بيننا وبين الجزائر''. ‘'الإعلامي الذي قال إن شهداء الجزائر لقطاء صورة للفساد في مصر'' ثم فتح حمادة شادي النار على الإعلامي مصطفى عبده دون أن يذكر اسمه قائلا: ‘'حتى ذلك الإعلامي الذي أرفض أن أذكر اسمه قال بالحرف الواحد عن شهداء الجزائر، شعب المليون لقيط، كيف يقول هذا الكلام القبيح عن شهداء جزائريين شرفاء ضحوا بحياتهم من أجل استقلال هذا البلد، وهل كان يقبل هو والمصريون أن يقول الجزائريون شهداء مصر هم لقطاء؟. هذا الشخص صورة من صور الفساد في مصر''. ‘'علينا أن نحاكمه لأن دم الجزائريين سال في حرب أكتوبر'' وأكد حمادة على ضرورة رفع دعوى قضائية أيضا على مصطفى عبه، لأنه أساء بتصريحاته إلى الأشقاء في الجزائر على حد قوله، أساء للشهداء ورموز ثورتها، مضيفا: ‘'نحن شتمنا بلدا كالجزائر، ووقعنا بذلك في خطأ فادح للغاية، والذي يقع في مثل هذه الأخطاء لا بد أن يحاسب ويعاقب شرّ عقاب، لقد سال دم الجزائريين في حرب أكتوبر، نحن أشقاء يجمعنا تاريخ مشترك، تجمعنا مصالح اقتصادية، وللأسف الشديد أن نجل الرئيس هدم كل شيء، والغندور أيضا وعبده هو الآخر لا بد أن يحاسب ولا بد من تقديم بلاغ ضده لدى النائب العام حتى يعاقب على فعلته الشنيعة، في حق رموز الثورة الجزائرية''. ‘'نحن مدينون باعتذار رسمي للجزائر وشعبها'' وألح حمادة قبل أن يختم تدخله الهاتفي عبر الحصة التي وصفناها وسميناها بصحوة الضمير المصري، على ضرورة تقديم اعتذار رسمي للجزائر وشعبها على ما اقترف في حقها، بسبب مباراة في كرة القدم، وعلى ما قاله مصطفى عبده بالحرف الواحد في حقها وحق رموز ثورتها. ‘'في الحدود الليبية احتضنوا شعبنا وأوصلوه إلى مصر'' وراح المسؤول عن العلاقات الخارجية لإتحاد الكرة المصري السابق، يقدم دليلا على طيبة الجزائريين شعبا وحكومة، وعاد إلى ما يحدث في ليبيا من أحداث هذه الأيام حيث قال: ‘'ما يحدث اليوم في ليبيا جعل شعبنا المصري يفرّ نافذا بجلده عبر شتى الحدود التونسية والجزائرية، وهل علمتم ما الذي فعله معهم الأشقاء الجزائريون في الحدود الجزائرية؟، لقد رحبوا بهم بحفاوة استضافوهم بحرارة، وداووا جراح من أصيب، وبعدها أرسلوهم سالمين معافين إلى مصر، فهل يعقل أن نتهم هؤلاء مثلما فعل زاهر، ونشتمهم ونشتم شهداءهم مثلما فعل عبده؟''. ‘'أنا على دراية أن تصريحاتي لن تعجب الكثيرين لكني أتحمل كامل مسؤولياتي'' وفي الأخير قال حمادة: ‘'تصريحاتي من شأنها ألا تعجب الكثيرين، وقد يقال إن الجزائريين هم أيضا بادلونا الشتائم، حقيقة شتمونا وصوروا شحاتة بزي عروس، لكنهم لم يشتموا شهداءنا ورموز ثورتنا المصرية، وهذا الفرق بينا ما فعلناه وفعلوه، وختاما أكرر أنه لا بد من تقديم اعتذارات رسمية للأشقاء في الجزائر، وأنا مسؤول على كل ما قلته من اعترافات أمامك وأمام الله''. وفي النهاية لا يسعنا إلا أن نقول اللهم لا شماتة، لأننا كجزائريين لن نشمت في المصريين بعدما أنبهم الضمير مثلما شمت فينا مصطفى عبده، ومثلما شتمنا وشتم شهداءنا ورموز ثورتنا، بل نشكر الله على أنه أظهر الحق ولو بعد مرور سنة ونصف عن حادثة الاعتداء السافر الذي تعرض له منتخبنا الوطني في القاهرة. ظهر الحق وزهق الباطل وكفى.