أشادت مختلف المواقع الرياضية العربية بتألق الجزائري عبد المالك زياية في بطولة رابطة أبطال آسيا بعد إحرازه ثلاثة أهداف خلالها جعلته يحتل الصف الثاني في ترتيب الهدافين بعد الإيفواري مهاجم السد القطري عبد القادر كايتا بعد مرور الجولة الثالثة.. لم تلعب لقاء الأمس (الحوار أجري أمس) مثل ما كان متوقعا، هل هذا بسبب الإصابة؟ نعم ولا، فقد سبق أن قلت لك أني أعاني على مستوى الكتف من إصابة شعرت بها خلال اللقاء الماضي أمام الوحدة الإماراتي، وكان المدرب سيعفيني من لقاء الأمس بشكل نهائي حتى أرتاح جيدا، خاصة بعد التعب الكبير الذي نال مني من جراء كثرة التنقلات، لكنه بالمقابل وضعني في كرسي الاحتياط وأكد لي أنه سيشركني إذا احتاجني وإلا فسيتركني ارتاح، وبما أننا كنا متفوقين في النتيجة فقد فضّل إبقائي في الاحتياط حتى ارتاح كما ينبغي. ما هو سبب إصابتك هذه؟ صراحة طبيب الفريق أكد لي أن الإجهاد جراء السفر المتكرر وراء هذه الإصابة، حيث أني تنقلت كثيرا في الفترة الأخيرة، سواء مع فريقي أو خلال سفري إلى الجزائر مرتين الأولى من أجل زيارة الوالد، والثانية من أجل الفريق الوطني، حيث كنت أسافر إلى تركيا وأبقى هناك فترة طويلة من الانتظار، وهو ما أتعبني كثيرا، لذا طلب مني الطبيب أن أركن إلى الراحة لفترة معينة حتى استرجع عافيتي. إذن أنت مستاء من ذهاب رحلاتك هذه وتعبك سدى بما أنك لم تشارك في مباراة المغرب؟ لا بتاتا، صحيح أني كنت أتمنى لو أني شاركت مع المنتخب في ذلك اللقاء، لأن أي لاعب يتمنى المشاركة في مباراة مماثلة، خاصة أنها تمثل أهمية بالغة لمنتخبنا ولكل الشعب الجزائري، هذا أمر طبيعي، لكني لم أغضب لأن المدرب لم يشركني، فالأهم بالنسبة لنا هو أن تفوز الجزائر وليس أن ألعب أنا أو شخص آخر، مثلما يعلم الجميع روح المجموعة هي التي تشكل نقطة قوة المنتخب الوطني ولا يمكن أن نغضب لمثل هذا الأمر. كيف عشت اللقاء من كرسي الاحتياط؟ على الأعصاب، لم أكن أستطيع تمالك نفسي، الأمر أصعب بكثير من أن تكون متواجدا في أرضية الميدان، هذا أمر واضح، كنا كلنا قلقين وكنا نريد الدخول والمشاركة لتقديم الدعم لمنتخبنا في مباراة فعلا مصيرية، لكن للأسف لا يمكن أن نتواجد كلنا فوق الميدان، والحمد لله، ال11 لاعبا الذين دخلوا كانوا في المستوى وتمكنوا من تحقيق الفوز المنتظر. لكن ألم تقل في نفسك أنك تعبت كثيرا دون أن تنال فرصتك؟ لا بتاتا، أنا ما علي إلا أن أقوم بواجبي وهو تلبية نداء الوطن، والحضور كلما تأتيني الدعوة، والأمر الآخر يبقى خيارات المدرب، لا يمكن أن أقول أني تعب دون مقابل لأن الأمر يتعلق بالمنتخب، لم أشارك في مباراة المغرب لكن مسيرتي لم تنته هناك، هناك الكثير من المباريات قادمة ويمكنني أن أقدم ما علي للمنتخب الوطني، سيأتي اليوم الذي أحصل فيه على فرصتي وحينها يجب أن أبرهن وأفرض نفسي، هذا كل ما في القضية، يجب أن أصبر وأضاعف العمل لأنه السبيل الوحيد لفرض نفسي. ماذا عن قضية رمي قميصك للأنصار والتي قيل أنها سبّبت لك مشكلا داخل المنتخب، ما الذي حدث؟ لا يمكن اعتباره مشكلا، فكل ما في الأمر هو أنه بعد اللقاء كانت تسودنا فرحة عارمة ولا أحد كان يعي ما الذي يقوم به، لقد حققنا فوزا مصيريا لأن الهزيمة كانت تعني إقصاءنا بشكل نهائي، المهم عندما ترى كل تلك الأنصار وما فعلوه معنا وكيف ساندونا لا يمكن إلا أن تكون سعيدا بعد الفوز، ومن شدة الفرح قمت برمي قميصي للأنصار تعبيرًا عن امتناننا لهم، وهنا تدخل حارس العتاد واستفسرني لماذا قمت برمي القميص للأنصار، الأمر عادٍ، أنا شخصيا لمّا انتهى اللقاء كدت أخرج دون حتى أخذ ملابسي من غرف حفظ الملابس من شدة الفرحة، وليس فقط أرمي قميصي للأنصار، المهم الأمر أعتبره لا شيء وأردت فقط أن أوضّح ما حدث حتى لا يفهم الناس شيئا آخر. اللقاء القادم مع المغرب سيكون حاسما أيضا، كيف ترى هذه المواجهة؟ الآن كل مبارياتنا القادمة ستكون حاسمة، وليس مباراة المغرب فقط، اللقاء الذي لعبناه في عنابة كان مهما للغاية لأن التعثر فيه كان يعني الخروج من سباق التأهل نهائيا، لكن الآن كل شيء انبعث من جديد وكل منتخب لديه كل حظوظه للتأهل، لكن كل المباريات القادمة مهمة، وسنلعبها من أجل تحقيق الفوز، ستكون بمثابة مباريات كأس وكلها لا بديل فيها عن الفوز، وبالتالي سنلعبها بهدف واحد وهو النقاط الثلاث حتى نضمن تأهلنا. إذن ستذهبون الى المغرب من أجل الفوز، هل أنتم قادرون على ذلك؟ بطبيعة الحال، سنذهب إلى هناك من أجل النقاط الثلاث وليس شيئا آخر مثل باقي اللقاءات، لا أقول أن المباراة سهلة، أو شيئا من هذا القبيل، لكن هدفنا الآن في كل مباراة هو تحقيق النقاط الثلاث، وبالمقابل نعرف أن مهمتنا صعبة للغاية خاصة أنه لقاء داربي وكل شيء فيه متوقع، لكننا برهنا أننا قادرون على تحقيق أفضل النتائج لمّا نعول على ذلك، هذا أمر واضح دون شك. المغاربة لحد الآن لم يعترفوا بأن الهزيمة كانت في أطار رياضي، إذ يؤكدون أن الحكم وراء الهزيمة، وركلة الجزاء غير شرعية، ماذا تقول؟ لا أريد أن أعلّق على الأمر، ولكن أقول فقط أن الصور توضح كل شيء، ولا يختلف اثنان على أن ركلة الجزاء شرعية مائة بالمائة، لكن المهم اللقاء هذا انتهى ولا يجب أن نكثر الحديث عنه، بل يجب أن نركز على المواجهات القادمة. مباشرة بعد عودتك إلى الاتحاد تمكنت من تسجيل هدف في كاس آسيا، هل هذا تأكيد على أنك كنت تستحق المشاركة أمام المغرب؟ (يضحك) لا، لم أقم إلا بواجبي مع فريقي، أنا مهاجم ومهمتي التسجيل في كل مباراة إن أتيحت أمامي الفرصة، والحمد لله فور عودتي تمكنت من التسجيل وهو أمر إيجابي للغاية بالنسبة لي، يرفع لي معنوياتي ويؤكد أني في لياقة جيدة، أتمنى أن أواصل على هذا المنوال إلى غاية موعد لقاء العودة حتى أكون جاهزا. لا تزال عازما على التألق مع “الخضر” رغم أنك لم تحظ بفرصتك بعد، ألا تعتقد أن فرض نفسك في المنتخب الوطني صعب؟ صعب، هذا أمر أكيد، الأمر يتعلق بالمنتخب الوطني وليس بشيء آخر، يجب أن تصبر وأن تعمل بجد، أنا من جهتي كنت قد أكدت لك في العديد من المرات أني عازم على تقديم الإضافة لمنتخب بلدي ما دمت قادرا على ذلك، أنا في مرحلة العطاء ويجب أن أستغل هذه الفرصة من أجل تأدية واجبي مع بلدي، هذا أمر مقدس بالنسبة لي ولا يمكن أن أتنازل عنه. من خلال الهدف الذي سجلته في مرمى الوحدة لاحظنا أنك تتفق كثيرا مع محمد نور، أليس كذلك؟ هذا صحيح، لقد سبق أن صرحت أني تركت الحاج في سطيف لأجده في جدة، أنا اتفق مع محمد نور بغمزة فقطة، أفهمه ويفهمني، مثل ما كان الأمر مع الحاج عيسى، لديه تقريبا نفس الفنيات، نفس الرؤية للعب، وهو فنان حقيقي، ومعه أجد راحتي كثيرا، هذا جيد بالنسبة لي. سجلت لحد الآن 3 أهداف مع الاتحاد في كأس آسيا، هل تسعى لكي تكون هداف هذه البطولة؟ بطبيعة الحال، الهداف الآن يملك في رصيده 4 أهداف، ولا يبعد عني سوى بهدف واحد، سنعمل أولا على التأهل إلى الدور القادم، ويهمني كثيرا أن أكون هدافا لكأس آسيا، فأنا متعوّد على التسجيل في مختلف البطولات لمّا كنت مع الوفاق، وفي كل مرة أسعى لكي أكون هداف هذه البطولة، وسأسعى لتحقيق ذلك مع “الإتي”. فريقك لم يعد بعيدا عن التأهل إلى الدور القادم من كأس آسيا، هل تعتقد أنكم قادرون على تحقيق هذا اللقب؟ بطبيعة الحال، أنا ألعب في اتحاد جدة، وهو فريق كبير ولديه تقاليده ودائما يكون مرشّحا للفوز بهذا اللقب، من جهتي أطمح لكي أنال لقبا آخر مع اتحاد جدة، وحبذا لو يتعلق بكأس آسيا، هذا أمر جيد للغاية سأعمل كل ما بوسعي من أجل مساعدة النادي على تحقيق هذا اللقب، ولا يوجد لاعب لا يتمنى أن يثري سجله بالألقاب، هذا الموسم لقب البطولة ضاع منا، ويجب أن نركز الآن على لقبي كأس آسيا وكأس ولي العهد التي ستنطلق الشهر المقبل، وبإذن الله سنحصل على لقب ما هذا الموسم، لكي ننقذ موسمنا ولا تضيع مجهوداتنا هباء. لنعود إلى المنتخب الوطني، سبق لك التعامل مع سعدان ولم يشركك، وهذه المرة الأمر نفسه حدث مع بن شيخة، ما الفرق بين المدربين؟ لا أريد الخوض في هذا الأمر، كل ما يمكن أن أقوله هو أني أثق في بن شيخة كثيرا، لأنه يعرفني جيدا، فقد عملت معه في منتخب المحليين سابقا وكان دائما يشجعني ويرى أن مكاني في المنتخب الأول، وحتى وإن كنت لم أحصل على فرصتي معه لحد الآن، إلا أن الوقت لا يزال أمامي وسأكون صبورا حتى أنال فرصتي وبعدها يجب عليّ البرهنة بأني قدر الثقة الموضوعة فيّ.