يتواجد مهاجم اتحاد جدة السعودي عبد المالك زياية في الجزائر من أجل زيارة والده المريض، حيث منحته إدارة فريقه فترة راحة حتى يزور عائلته خاصة بعد تألقه في المباراة الأخيرة في رابطة أبطال آسيا، وبعد وصوله إلى أرض الوطن اتصلنا به فاستغل الفرصة ليوضح العديد من النقاط الهامة في أول حوار يجريه بعد إبعاده عن المنتخب الوطني، حيث عاد إلى ما حدث له مع المدرب الوطني السابق سعدان، وتحدث عن إبعاده بعد مباراة إفريقيا الوسطى وعن قضية قرار اتحاد جدة التخلي عنه وكل الكلام الذي قيل عنها، إضافة إلى قضايا أخرى يكشفها لأول مرة في هذا الحوار الشيق. أنت متواجد بالجزائر من أجل زيارة الوالد، أليس كذلك؟ بلى، لقد أخذت ترخيصا من الإدارة والمدرب من أجل زيارة الجزائر بما أن الوالد مريض نوعا ما حيث أعفاني المدرب يوم الاثنين في البطولة وهو ما استغليته حتى أزور العائلة في الجزائر، فبعد انتهاء اللقاء الأخير بمناسبة كأس آسيا ركبت الطائرة مباشرة إلى هنا وأنا الآن بين الأهل والأحباب وهو أمر مُفرح بالنسبة لي. نتمنى الشفاء لوالدك. شكرا، الوالد يعاني قليلا على مستوى الصدر وبإذن الله سيشفى عن قريب. سجلت هدفين جميلين في آخر مباراة خضتها مع فريقك اتحاد جدة، كيف شعرت بعد نهاية اللقاء؟ كنت سعيدا للغاية بتمكني من تسجيل هدفين في لقاء واحد، حيث مرت فترة طويلة منذ أن سجلت آخر ثنائية، وفي ذلك اللقاء أمام بيروزي الإيراني كنت عازما على التسجيل من أجل إهداء الهدف لوالدي، والحمد لله تمكنت من تسجيل ثنائية وهو أمر جميل أتمنى أن أواصل عليه في اللقاءات القادمة سواء في البطولة أو في المنافسات الأخرى. الهدفان كانا أيضا رسالة واضحة على عودتك القوية، أليس كذلك؟ عودتي القوية أكدتها من خلال المستوى الذي ظهرت به في اللقاءات الأخيرة لفريقي منذ نهاية تربصنا التحضيري الأخير، وقد كان هذان الهدفان بمثابة ثمار الجهد الكبير الذي أقوم به في التدريبات، في حياتي اليومية أو خلال اللقاءات. قبل هذا سجلت هدفا رائعا بتسديدة أكروباتية قد يكون أجمل هدف في البطولة السعودية، ما تعليقك؟ هذا صحيح، إنه هدف جميل فقد استغليت تمريرة دقيقة من زميلي نور وحولتها بتسديدة مقصية للشباك، والأمر الجميل أنّ هذا الهدف جاء في مرمى الأهلي الغريم التقليدي للاتحاد وهو ما يعطيه أهمية كبيرة خاصة أنه كان هدف الفوز، الحمد الله لقد وفّقت في قيادة فريقي في اللقاءين الأخيرين إلى تحقيق الفوز وهو أمر مهم بالنسبة لي خاصة في هذه الفترة، أمّا عن الهدف فقد سجلت أهدافا مشابهة له مع وفاق سطيف. على ذكر المرحلة الصعبة التي عشتها في الفترة الأخيرة، كثر الحديث عن مغادرتك فريقك اتحاد جدة وعن تخلي النادي عن خدماتك لكن لحد الآن لم نسمع القصة الحقيقية منك. وسائل الإعلام هوّلت القضية نوعا ما، لكن لا أنكر أن الكلام الذي قيل حدث فعلا وهذا بتحريض من مدربي السابق مانويل جوزيه، حيث كان يريد التخلّص مني ولم يعد يحملني في قلبه وهو الذي طلب من الإدارة أن تفسخ عقدي وتجلب مهاجما آخر، من جهتي لم أفهم شيئا من الذي حدث حيث انقلبت الأمور بين عشية وضحاها، لكن إدارة النادي كانت حكيمة ولم تتسرع في اتخاذ أي قرار بل فضلت التريث إلى غاية تقصي الأسباب والدوافع التي جعلت المدرب يطلب التخلي عني خاصة أنّ الجميع في الفريق يعرفون إمكاناتي ويعرفون ما الذي يمكن أن أقدمه للنادي، وفي الأخير غادر جوزيه النادي ومع قدوم المدرب الجديد أصبحت أكثر راحة وأبرزت قدراتي وهو ما جعله يعرف أن التخلّي عني لن يكون في مصلحته. لكن الغريب أننا عندما جئنا إليك في البرتغال في بداية الموسم مانويل جوزيه كان من بين أشد المعجبين بك حتى أنه صرح لنا بأنك تستطيع اللعب في أوروبا وليس الخليج فقط، فما الذي قلب الأوضاع بهذا الشكل وكيف توترت العلاقة بينكما؟ لقد أصبت فيما قلت، عند بداية الموسم المدرب مانويل جوزيه كان يحبني كثيرا وكان يعتمد عليّ في كل المباريات وقال لي بنفسه إنه منبهر بمستواي، لكنه انقلب عليّ 180 درجة بعد حادثة بسيطة سأحكيها لك. تفضل ... في إحدى المباريات في البطولة السعودية هذا الموسم سجلت هدفا وتوجهت مباشرة لزميلي محمد نور الذي كان في الاحتياط ورفعت يده، وكما يعلم الجميع فإن المدرب مانويل جوزيه كان لا يتحدث مع نور وكان في مشاكل معه، وهنا فهم من اللقطة التي قمت بها أنني أتضامن مع نور ضده، وهو تفكير خاطئ فكل ما في الأمر أنني حاولت تشجيع نور الذي كان محبطا، لكن المدرب فهم غير ذلك ومن يومها انقلبت الأمور رأسا على عقب حيث أصبح منذ ذلك اللقاء لا يشركني أساسيا ويدخلني في اللحظات الأخيرة فقط، وطلب بعد ذلك من الإدارة أن تتخلى عني لأنه ليس بحاجة لخدماتي، لكنه لم يقل إنه بسبب ما حدث بل أرجع الأمر إلى تراجع مستواي، لكن إدارة الفريق لم تتخذ قرارا سريعا. وفي ظل هذه المشاكل كيف تعاملت مع الوضعية؟ بقيت هادئا وتعاملت مع الموقف باحترافية حيث لم أشأ أن أقوم بأي شيء اتجاه المدرب، بل على العكس حافظت على رزانتي وبقيت أنتظر القرار الأخير الذي ستتخذه الإدارة لأني أولا كنت أعرف أني لن أُظلم لأنه عندي عقد يحميني ولو قررت الإدارة فسخ عقدي كان واجبا عليها أن تعوضني عن الفترة المتبقية من العقد، أضف إلى هذا أن مئات الأندية كانت تتمنى خدماتي فلا أخفي عليك أن العديد من الأندية في ذلك الوقت تقدمت مني من أجل طلب خدماتي وهو ما خفف عني الوضع، حيث كنت متأكدا أني سأوقع بعد ساعتين في أي ناد أريد، وبالتالي لم أقلق إطلاقا. ما هي الأندية التي طلبت خدماتك؟ الفترة التي لعبتها مع اتحاد جدة صنعت فيها اسما في البطولة السعودية وبرهنت فيها عن قدراتي وبالتالي أصبحت محل أطماع العديد من الأندية الخليجية، وكما يعرف الجميع فإنّ قطبي الكرة السعودية الهلال والشباب كانا يريدان خدماتي بأي ثمن، إضافة إلى ثلاثة أندية من الدوري القطري تلعب على المراتب الأولى كانت تنتظر تسريحي بفارغ الصبر، وبالتالي فإنّ العروض لم تكن تنقصني أبدا، وسأكون صريحا معك فلو قررت الإدارة تسريحي قبل ساعتين من انتهاء الميركاتو كنت سأوقع في ناد كبير رغم ذلك، هذا الكلام يعرفه كل من في نادي الاتحاد، والحمد لله الإدارة كانت حكيمة وعرفت كيف تتعامل مع الوضع وقد بقيت في الأخير في النادي دون أي مشكل، وما ساهم في ذلك هو ذهاب المدرب مانويل جوزيه حيث لم تعد الإدارة في حاجة للتخلي عني لأن الضغط مانويل هو الذي فرضه من أجل تغييري. لكن هذا الأمر أثر عليك دون شك، أليس كذلك؟ بطبيعة الحال، فقد عشت ضغطا رهيبا والصحافة كانت تكتب والحديث كان يكثر والكل كان يطرح السؤال نفسه هل سيغادر زياية أم سيبقى؟ ورغم أني كنت واثقا بأني لن أقع في أي مأزق إلا أنّ هذا الأمر أثر فيّ خاصة أن المدرب في تلك الفترة لم يكن يعتمد عليّ وأصبح يتحجج بأي سبب ليبعدني عن الفريق، صحيح أني كنت هادئا وتصرفت باحتراف لكني تأثرت كثيرا من الناحية النفسية والرياضية لأنه لا يوجد لاعب يتقبل أن يحدث معه ما حدث لي، لكن الحمد لله بقيت صابرا والعمل الذي قمت به في بدايتي مع الفريق لم يذهب سدى، بل على العكس الكل كان يعرف قيمتي وكان يحترمني ويرى أنني يجب أن لا أغادر النادي، وقد لقيت تضامننا واسعا من اللاعبين والمقربين مني وبالتالي تمكنت من تجاوز تلك المحنة. الآن كيف هي علاقتك مع إدارة فريقك ومدربك الجديد أوليفيرا؟ العلاقة على أحسن ما يرام فلم تتأثر علاقتي مع الإدارة رغم الذي حدث، من جهة أخرى تربطني علاقة جيدة مع المدرب أوليفيرا حيث برهنت على قدراتي وتأكد من أني أملك قدرات تساعد الفريق كثيرا، حيث عملنا لفترة وجيزة تأكد فيها بأني كنت مظلوما، وأنا الآن في أحسن أحوالي في نادي اتحاد جدة وسأقول لك شيئا، منذ فترة وجيزة اقترب مني أعضاء الإدارة وطلبوا مني أن أجدد عقدي مع النادي وهو ما يؤكد أنّ المشكل انتهى بشكل كلي. وماذا كانت إجابتك على العرض؟ طلبت من الإدارة التريث إلى حين انتهاء العقد الحالي وبعدها سنناقش الأمر، فليس لدي مانع في البقاء في اتحاد جدة لأني وجدت راحتي هناك من كل النواحي وبالتالي سنؤجل الحسم في الموضوع. لكن هذه المشكلة جاءت في وقت حساس بما أنها صادفت مشكلة أخرى مع المنتخب الوطني، حيث تم إبعادك من تشكيلة "الخضر" بعد لقاء لوكسمبورغ، كيف عشت ظروف إبعادك؟ الأمر صعب عليّ لأني أرى أنني لم أنل فرصتي في المنتخب الوطني، والكلام عن قضية إبعادي سأعود له بعد قليل، سأجيبك عن سؤالك وأقول لم أكن في حالة نفسية جيدة بعد أن عرفت أنني من بين اللاعبين المبعدين لأني كنت أعتقد أنه ستمنح لي فرصتي بعد قدوم بن شيخة لأني كما يعلم الجميع لم آخذ فرصتي مع المدرب سعدان، لكني تفاجأت بالإبعاد لكن هذا جعلني أضع في ذهني أنه يجب عليّ البرهنة أكثر حتى أعود إلى المنتخب الوطني لأني عازم على تأدية مشوار لافت مع "الخضر" ولن يوقفني أحد إلا إذا عرفت أني فعلا لا أنفع لأكون مهاجما في المنتخب الوطني. ماذا عن قضية إبعادك؟ اندهشت من كلام الصحافة بعد مباراة إفريقيا الوسطى حين أكدت أن المبعدين مغضوب عليهم ولم يقدموا ما عليهم، أنا لم ألعب سوى 8 دقائق وبإضافة الوقت الإضافي تصبح 10 دقائق، من هو المدرب الذي يحكم على لاعب من خلال 10 دقائق لعب فقط؟ لا أعتقد أنّ لمستواي في لقاء إفريقيا الوسطى دخل في إبعادي لأن هذا لن يكون منطقيا، لم ألعب تقريبا ذلك اللقاء فكيف أُبعد بسببه؟ إنه أمر غريب، المبعدون الآخرون لعبوا اللقاء كاملا ومفهوم أن يغضب كثيرون بسبب أدائهم رغم أن الظروف هي التي حتمت على المنتخب الظهور بذلك الوجه، لكني لم ألعب فكيف يتم الحكم عليّ؟ في ذلك اللقاء كنت أنتظر أن أكون أساسيا بساطة لأن الظروف المناخية لم تكن لتؤثر عليّ لأنني متعوّد على اللعب في الحرارة والرطوبة وهي ميزة المناخ في السعودية، لكن لم أكن أساسيا ولم أحتج، غير أنه لا يمكن أُتهم بأنني لم أقدم ما هو مطلوب مني رغم أني شاركت 8 دقائق فقط. وما الذي تقصده بأنك لم تأخذ فرصتك مع المنتخب؟ الكل يعرف أن أي لاعب في المنتخب الوطني أخذ فرصته كاملة وتم إشراكه أكثر من مرة حتى وإن لم يقدم ما عليه بل يتم منحه العديد من الفرص حتى يتأقلم ويفرض نفسه مع "الخضر"، لكن هذا الأمر لم يحدث معي ولا أعرف السبب، حيث أنه فضلا عن التهميش الذي تعرضت له من قبل لم أنل الفرصة كاملة في اللقاءات الأخيرة ولعبت لوقت قصير فقط، أتمنى أن أنال فرصتي كاملة مع المنتخب الوطني ويسمح لي بإظهار قدراتي مع المنتخب الوطني وبعدها إذا لم أقدم ما عليّ سأطلب عدم استدعائي مجددا لأني لا أصلح ل "الخضر" لأن الأمر يتعلق بفريق وطني وليس فريق حي، لا يمكن أن نبقى نطمع في اللعب ونحن لا نقدّم ما علينا لأن الأمر يتعلق بشعب بأكمله، لذا أنا مستعد لكي أقول لا تستدعوني للمنتخب لأني لست قادرا على منح الإضافة. لحد الآن لم نفهم ما الذي حدث بالضبط في كأس إفريقيا فرغم تصريحاتك الحصرية لنا في الصائفة الماضية إلا أن الأمر بقي غامضا، هل لك أن تشرح لنا ما الذي حدث بالضبط؟ سأكون صريحا معك، في كأس إفريقيا للأمم بأنغولا كنت عازما على تأدية بطولة استثنائية وهذا بكل بساطة لأني متعوّد على الأجواء الإفريقية وكنت أسجل في كل مرة مع فريقي السابق وفاق سطيف في الأدغال الإفريقية، لكن اصطدمت بحقيقة مرة هي أنّ المدرب سعدان "ما يقيّمنيش كامل"، في التدريبات تقريبا لم أسمع اسمي أبدا ولم يكن يتحدث معي ولا يوجهني، حتى في المباريات التطبيقية كنت أتألق وأسجل أهدافا لكنه لم يكن يقل لي حتى أحسنت، بالمقابل هناك لاعبون يسمعون هذا التشجيع وهو ما أكد لي أن سعدان لا يحملني في قلبه فقررت عدم العودة إلى المنتخب معه لأن الأمر اعتبرته إهانة لي، أعترف بأنني كنت مخطئا في قراري وأعيد وأكرر أكبر خطأ قمت به هو عدم القبول بدعوة "الخضر" للمونديال، لكن ما حدث لي يؤثر على أي لاعب فلا أحد يقبل أن يُعامل بتلك الطريقة. في رأيك لماذا قام سعدان بذلك؟ صدقني أني لا أعرف، بل كنت متفاجأ بذلك، لم أفهم سبب انقلاب سعدان عليّ بتلك الطريقة، فقد عملت معه في وفاق سطيف ونلت معه رابطة أبطال العرب والبطولة الوطنية ويعرفني جيدا ويعرف عقليتي، علاقتنا كانت جيدة في سطيف وكان يعتمد عليّ أمّا في المنتخب الوطني فلم أفهم شيئا، كنت أشك في ذلك قبل التحاقي ب "الخضر" لأني كنت أتألق مع الوفاق في كل المنافسات وفي كل لقاء كنت أسجل هدفا أو اثنين، لكن رغم هذا لم أكن استدعى للمنتخب الوطني وكان يتم استدعاء لاعبين من القسم الثاني، لكن بعد التحاقي تأكدت بأنّ سعدان لم يكن يريدني وهو ما جعلني أقرر عدم العودة في ظل وجوده. لكنك عدت للمنتخب بعد كأس العالم. تيقنت بأن قراري خاطئ لأن المنتخب الوطني ليس ملكا لأحد ولا يمكن أن أغادره بسبب شخص، إنه ملكية الشعب الجزائري ومادام الجمهور الجزائري يريد مشاهدتي فسأكون دائما تحت تصرفه ولن أكرّر هذا الخطأ مجددا. سعدان بعد مغادرته العارضة الفنية ل "الخضر" صرّح بأنك المهاجم الذي يناسب المنتخب الوطني، ما تعليقك؟ هذه التصريحات أدهشتني وأضحكتني، فأتذكر أنه عندما عقد ندوة صحفية بباتنة في 1 نوفمبر الماضي بعد تنحيه من قيادة "الخضر" صرّح بأنني أفضل من غزال وأنه على بن شيخة الاعتماد عليّ، أقول له: يا سعدان إذا كنت ترى أني لاعب جيد ويناسب المنتخب لماذا لم تكن تشركني عندما كنت على رأس "الخضر"؟ إنه أمر غريب، الآن عندما جاء بن شيخة يقول له اعتمد على زياية ولا تعتمد على غزال، غزال لاعب جيد ومهاجم ممتاز وأنا أملك قدرات جيدة وبن شيخة يعرف عمله يجب أن لا نلقي باللوم على الآخرين. وهل أنت عازم على العودة للمنتخب الوطني؟ بطبيعة الحال، مادمت أملك القدرات لذلك وأستطيع تقديم الإضافة اللازمة لمنتخب بلدي فلم لا أفكر في ذلك، لم أنزع يوما فكرة العودة للمنتخب الوطني من ذهني لأن هدفي هو القيام بمشوار محترم مع "الخضر" وإعطاء كل ما لدي لبلدي، أنه أمر لن أنزعه من ذهني حتى أتأكد أني لا استطيع أن أقدم ما عليّ "ألخضر" عندها فقط لن أفكر في العودة للمنتخب الوطني. وهل تعتقد أن بن شيخة سيوجه لك الدعوة مجددا؟ أعتقد ذلك وأتمنى ذلك، لأني أريد أن أؤكد على أني أملك القدرات اللازمة لأكون المهاجم المثالي ل "الخضر" وأتمنى فقط أن تمنح لي الفرصة مثل بقية اللاعبين، وسأقول لك شيئا لقد تحدثت مع بن شيخة عندما كنت في قطر حيث كنا مع اتحاد جدة في تربص تحضيري ولعبنا مباراة ودية أمام نادي الجزيرة وجاء بن شيخة لمتابعتي وتكلم معي، حيث أكد لي أنه ينتظر أن أعود بقوة مع فريقي وسيعتمد عليّ في المستقبل، هذا الكلام أراحني كثيرا ودفعني للعمل أكثر وسأبرهن أني أستحق العودة للمنتخب. إذن الأهداف التي سجلتها في الفترة الأخيرة رسالة ل بن شيخة من أجل لفت انتباهه؟ (يضحك) ليس هذا فقط، صحيح أني أعمل على التسجيل في كل لقاء لأنه أولا واجبي اتجاه فريقي ولأنه دوري لأني مهاجم ولا يعقل أن لا أبحث عن تسجيل الأهداف، كما أني بحثت في الفترة الأخيرة على أن أبرهن لكل من شكك في قدراتي على أنني موجود ولازال أمامي الكثير لأقدمه، كما أني أؤكد أني جاهز وفي خدمة المنتخب الوطني في أي وقت. وهل تعتقد أنك ستُستدعى للقاء المغرب؟ أتمنى ذلك من كل قلبي لأني في أفضل أحوالي وأشعر أني أمر بفترة جيدة، فالأهداف موجودة والأداء متميز وأستطيع تقديم الإضافة للمنتخب لو توضع فيّ الثقة، المهم أنّ القرار الأول والأخير بيد بن شيخة الذي يعرفني جيدا ويعرف قدراتي وإذا رأى أنه يحتاجني في هذا اللقاء سأكون أكثر من سعيد بالعودة إلى المنتخب، خاصة أن الأمر يتعلق بلقاء "داربي" حاسم أمام المغرب. كيف ترى هذه المباراة؟ إنها مباراة صعبة ستجمع بين شقيقين يعرفان بعضهما جيدا، إنه لقاء "داربي" وله خصوصيته وبالتالي يجب أن نتعامل معه بحذر خاصة أنه لقاء مصيري بالنسبة لنا، لا يمكن لنا أن نسجل نتيجة سلبية في هذه المواجهة لأنّ ذلك سيرهن حظوظنا في التأهل، لذا يجب أنّ نمنح فيه كل ما عندنا حتى نحقق الفوز ونُسعد أنصارنا، صحيح أنّ مهمتنا ستكون صعبة أمام المغاربة العائدون بقوة في الفترة الأخيرة، لكننا قادرون على رفع التحدي، المهم أن يكون اللاعبون في يومهم خلال اللقاء ويكون الدعم الجماهيري موجودا، وهو ما لا أشك فيه. مرّ الآن أكثر من سنة على التحاقك باتحاد جدة السعودي، هل تأقلمت مع الأجواء في السعودية؟ بطبيعة الحال، لقد وجدت راحتي في السعودية أولا لأن الأمر يتعلق ببلد عربي وإسلامي وثانيا نظرا للإمكانات المتوفرة، ففي بداية الأمر عانيت قليلا بسبب المناخ حيث توجد حرارة شديدة ورطوبة عالية، لكن بعد مرور شهرين تعوّدت على ذلك وأنا أقدم مستويات جيدة تؤكد أني في تطور مستمر، وأحمد الله على ما أنا فيه. إذن لم تندم على اختيارك اللعب في السعودية عوض فرنسا رغم المشاكل التي حدثت لك مؤخرا؟ لماذا أندم؟ أنا مرتاح وأعمل باحتراف، وعن المشاكل فكما قلت لك المدرب جوزي مانويل هو الذي خلقها. ما الفرق بين اللعب في السعودية والجزائر؟ الفرق واضح وهو الاحتراف، أنا هنا أعتبر نفسي فعلا لاعبا محترفا فنحن نتدرب باحتراف ونعيش على الاحتراف ونأكل ونشرب بطريقة مدروسة، كل شيء متوفر وإمكانات كبيرة موجودة، وفعلا لا يمكن أن تندم على اللعب في فريق مثل الاتحاد أو بطولة مثل البطولة السعودية. قيل الكثير حول صفقة تحويلك إلى اتحاد جدة حيث اعتبر كثيرون أنّ الرئيس السطايفي عبد الحكيم سرّار هو الذي فرض عليك التوقيع لهذا النادي وضيّع عليك فرصة الاحتراف، والبعض اعتبر أنك فضلت الجانب المادي على الجانب الرياضي، فهل لك أن توضح الرؤية وتتحدث بصراحة بعد مرور سنة عن القضية؟ يجب أن أوضح أمرا هاما وهو أن سرّار "وقف معايا راجل" وكان يريد مصلحتي وليس شيئا آخر، القضية أنّ عرض نادي سوشو كان من أجل إعارة فقط بينما الاتحاد كان يريد شراء عقدي وخاف سرّار أن يستغلني سوشو لفترة وجيزة ثم يعيدني لذا اشترط عليهم اشتراء العقد وليس أمرا آخر، وبما أنّ الاتحاد كان يريد شراء عقدي فقد فضلنا اختيار هذا العرض، كما لا أنكر أن الجانب المادي كان مهما للغاية حيث أن صفقة تحويلي كانت الأكبر على الإطلاق بالنسبة لنادي سطيف، وأكد سرّار حينها أنّ صفقة زياية أنقذت الوفاق وإعادته إلى الطريق الصحيح، وبالتالي أنا سعيد للغاية لأنني ساهمت في تحسين الأوضاع بالنسبة للوفاق. لكن فريقك السابق يعاني في الفترة الأخيرة والرئيس سرّار استقال، فما الذي تقوله عن هذا الأمر؟ القضية واضحة، الوفاق بدون "حكوم" سيسير إلى الهاوية أقولها بصراحة أحب من أحب وكره من كره، أنا ضد فكرة ذهاب سرّار لأنه قدّم الكثير للوفاق فهو يحب فريقه كثيرا وقدم له كل ما يستطيع، وأتمنى أن يبقى على رأس النادي لأنه الوحيد القادر على تسيير الوضع. المنتخب المحلي حقق نتيجة جيدة في "الشان" ووصل إلى نصف نهائي الدورة التي أقيمت بالسودان، هل تابعت أخباره وما تعليقك على النتيجة التي حققوها؟ بطبيعة الحال كنت أتابع أخبار المنتخب وكنت أشاهد مبارياته كلما أتيحت أمامي الفرصة، لقد سعدت كثيرا باحتلاله المركز الرابع رغم أنه كان قادرا على فعل أفضل من هذا، ما قدمه المنتخب المحلي أمر هام للغاية بالنسبة للاعب المحلي وأكد أن كرة القدم في الجزائر لم تمت وستبقى تعطي لاعبين ممتازين، كما فرحت ل بن شيخة الذي نجح في مهمته مع المنتخب المحلي وقاده إلى بر الأمان في انتظار أن يقوم بالمثل مع المنتخب الأول. بماذا تريد أن تختتم الحوار؟ أريد أن أوجه تحية خالصة لكل الجماهير الجزائرية التي كانت دائما تساندي وأعرف جيدا أنها قلقت على وضعيتي بسبب ما كانت تطالعه في الصحافة، وأريد أن أقول لها إنّ المنتخب الوطني ملك لها ويجب أن تبقى خلفه حتى يحقق ما حققه في سنة 2009 لأنّ ذلك كان بفضل التفاف الجماهير، كما أتمنى أن أكون حاضرا في المستقبل مع "الخضر" وأقدم ما عليّ لمنتخب بلادي لأنه واجب وطني يتمنى أي جزائري القيام به. ---------------------------------------- منتظر اليوم في جدّة.... زياية يعود إلى الواجهة والإعلام السعودي ينصفه يبدو أنّ الانتفاضة الأخيرة لعبد المالك زياية لاعب "إتحاد جدّة" لفتت أنظار وسائل الإعلام في المملكة، فبعدما كان من أشد المغضوب عليهم خلال الفترة السابقة، تحوّل لاعب وفاق سطيف السابق إلى مادة دسمة في الإعلام السعودي، خصوصاً بعد أن قاد "الاتحاد" إلى فوزين مهمين خلال الأسبوع المنقضي، الأول في داربي جدة برسم البطولة السعودية والثاني يوم الأربعاء الماضي أمام "بيروزي" الإيراني ضمن منافسة رابطة الأبطال الآسيوية. هذا، ويكون زياية بذلك وجّه رداً قوياً الى جميع منتقديه الذين طالبوا بإلغاء عقده خلال فترة الانتقالات الشتوية المنقضية. دار الحياة: "زياية... من حي قهدور إلى قيادة النمور" أعدّت يومية "دار الحياة" السعودية تقريراً مفصلاً عن ابن ڤالمة، تحت عنوان "زياية من حي قهدور إلى قيادة النمور"، سردت ضمنه المسيرة الكروية ل"ملك الرأسيات" كما يلقب في السعودية منذ بداياته في ترجي ڤالمة مروراً بوفاق سطيف ووصولاً إلى البطولة السعودية. كما أشارت إلى التحوّل المدهش في مستوى اللاعب خلال الأسابيع الأخيرة، وفي مقتطف من التقرير جاء ما يلي: "نجح هداف الاتحاد، الجزائري عبد المالك زياية في الرد على كل من انتقده وقلل من موهبته وشأنه وطالب بإلغاء عقده في فترة الانتقالات الشتوية الماضية، حيث أبهر النقاد والمحلّلين والمراقبين والجماهير كافة". زياية يدخل قائمة هدافي رابطة الأبطال الآسيوية من جهة أخرى، نشر الموقع الرسمي للاتحادية الآسيوية لكرة القدم قائمة هدافي مسابقة رابطة الأبطال. هذا، وجاء زياية في المركز الثالث بفضل ثنائيته في شباك "بيروزي" الإيراني الأسبوع المنقضي، في الوقت الذي تصدّر فيه "عبد القادر كايتا" مهاجم "السدّ" القطري القائمة بعد إمضاءه لأربعة أهداف حتى الآن. إلى ذاك، وصفت جريدة "عكاظ" زياية بالمتخصص في التسجيل بالشباك الإيرانية، بعدما كان قد أمضى الموسم الماضي هدفا في شباك "زوب آهان". قد يكون احتياطياً في مباراة "التعاون" في سياق آخر، من المنتظر أن يعود زياية إلى جدّة صبيحة اليوم بعد أن اطمأن على حالة والده المريض، لذا فمن المستبعد جدّاً أن يُشرك أساسياً في لقاء الغد أمام "التعاون" برسم الجولة التاسعة عشرة من "دوري زين للمحترفين"، حيث يُجهز "طوني أوليفرا" المدرب البرتغالي المهاجم نايف هزازي لإقحامه في التشكيلة الرسمية، في حين سيجلس زياية على كرسي الاحتياط. وجدير بالذكر أنّ زياية سجل 7 أهداف في البطولة السعودية هذا الموسم. عبد الحق ل.