"يجب الفوز في البينين ورواندا لتحضير مباراة النهائي أمام مالي" "عندما تلعب في الرواق نفسه مع فغولي الأمور تصبح أسهل" "مبولحي لا يستحق ما حدث معه وسيقود الخضر للتأهل إلى كأس العالم" "تايدر، براهيمي وغلام قدموا الإضافة وسيكونون مستقبل المنتخب" يعود مهدي مصطفى للحديث عن المواجهة الأخيرة ل "الخضر" أمام المنتخب البينيني والتي أكد أنها أعادت الهدوء إلى المجموعة وأعطت اللاعبين أكثر ثقة في النفس بعد خيبة الأمل الأخيرة في كأس إفريقيا للأمم، مهدي مصطفى تحدث عن مستوى "الخضر" بعد التحاق الجدد وقيم مستواهم وفي نفس الوقت مستواه هو، كما كشف عن العديد من الأمور المهمة التي تطالعونها في هذا الحوار الحصري والشيق للاعب "أجاكسيو"... - أولا، لنتحدث عن الفوز المحقق أمام البينين يوم الثلاثاء الماضي، ما تعليقك على النتيجة؟ كلنا سعداء بهذه النتيجة، بل مرتاحون بعد تحقيق النقاط الثلاث التي أعادت الروح إلى المجموعة ورفعت معنوياتنا كثيرا، كما سمح لنا هذا الفوز بالتصالح مع أنصارنا بعد خيبة الأمل في كأس إفريقيا الأخيرة. - بعد خيبة الأمل في "الكان" أصبحتم تحت ضغط شديد، أليس كذلك؟ هذا أكيد، فكنا أمام حتمية الفوز في هذه المباراة بأي ثمن، كان مطلوبا منا أن نستعيد نجاعتنا أمام المرمى خاصة أن نقاط المواجهة كانت مهمة للغاية، ومن الطبيعي أن يكون هناك ضغط بما أن الأمر يتعلق بمستقبلنا في هذه التصفيات. - من الناحية الفردية، شاهدناك هذه المرة تشارك أكثر في الهجوم، ولكن لم تسر معك الأمور بالشكل اللازم في كل مرة... منذ أن أصبح المدرب يشركني في هذا المنصب، وأنا آخذ كل يوم ثقة في النفس أكثر فأكثر، ورغم أني قمت ببعض الهجمات من جهتي إلا أنه من المؤكد أني أحتاج إلى تطوير نوعية توزيعاتي لكي تصبح أحسن في المستقبل، هناك تحسن فعلا ولكن الأمور لم تصل إلى المستوى المطلوب بعد. - ولكن رغم هذا لعبت بكل راحة على الرواق الأيمن، هل هي تعليمات من المدرب حليلوزيتش لكي تصعد أكثر في الهجوم؟ نعم هي تعليمات المدرب، هو من طالبني بالصعود أكثر إلى الهجوم، لذلك في كل مرة أحاول أن أتحمل المسؤولية أكثر في الهجوم وأشارك في بناء الهجمات مع زملائي، وهناك أمر يجب أن نشير إليه... - تفضل... لما تلعب مع لاعب مثل فغولي في نفس الرواق الأمور تصبح أكثر سهولة، فهو يحتفظ بالكرة بشكل جيد ويتوغل إلى المحور كثيرا وهو ما يفتح أمامي فراغات عديدة، وبكل صراحة من الرائع اللعب بجانب لاعب مثله فهذا الأمر يسمح لي بتطوير مستواي. - لاحظنا أنك في بعض فترات اللقاء كنت متوترا على غير العادة، كيف تفسر هذا الأمر؟ هذا صحيح، كنا جميعا متوترين بعض الشيء لأننا كنا مطالبين بالفوز بهذه المواجهة بأي ثمن للبقاء على قيد الحياة أو للإبقاء على آمالنا في هذه المجموعة، كما توجد أسباب أخرى لهذا التوتر، والسبب الرئيسي هو رغبتنا الكبيرة في القيام بالأمور بالشكل الصحيح، يجب ألا ننسى أنه كان هناك بعض اللاعبين الجدد في التشكيلة. - شعرنا أيضا بأن تايدر وبراهيمي لعبا تحت ضغط شديد، هل تعتقد ذلك أيضا؟ هذا أمر طبيعي، اللقاء كان مهما للغاية وهؤلاء اللاعبون كانوا بحاجة للتأقلم مع التشكيلة وطريقة لعبنا، أقول إنه ليس من السهل أن تبدأ مباشرة في لقاء مهم بهذا الشكل، أضف إلى هذا أن أغلبية المجموعة لا تعرف تايدر وبراهيمي وحتى غلام، حيث لعبنا معهم لأول مرة. - ما رأيك في مردودهم في هذه المواجهة؟ لقد لعبوا مباراة في المستوى، هم شباب ويملكون مؤهلات كبيرة، فمثلا تايدر وبراهيمي قدما الإضافة فعلا في وسط الميدان، ولكن لازال يلزمهما وقت للتأقلم مع التشكيلة والمجموعة ككل. - ما الذي يمكنك أن تقوله لنا عن هذا الثلاثي الذي عاشرته خلال تربص المنتخب؟ هم لاعبون شبان أمامهم مستقبل زاهر، لقد كانوا موفقين بأن يبدؤوا مع المنتخب في سن مبكر ليس مثل ما حدث معي مثلا، أو مع العديد من اللاعبين، وبالتالي أقول إن هؤلاء اللاعبين هم مستقبل المنتخب الجزائري، وستكون لهم فرصة لكسب خبرة أكبر لتمثيل الجزائر أحسن تمثيل، ومن الجميل أن تشاهد شبانا من موهبة تايدر، براهيمي وغلام يختارون اللعب للجزائر بلدهم الأصلي. - كيف وجدت المنتخب البينيني الذي ستواجهونه في مواجهة العودة ب "كوتونو"؟ هذا اللقاء مهم للغاية، ولن يكون لنا الحق في أن نخطئ لأننا نعرف أن منتخب مالي سيلعب في ميدانه وسيكون محتما علينا تحقيق نقاط هذه المواجهة، ونقاط مواجهة رواندا من أجل التحضير للنهائي المصغر الذي سيجمعنا مع المنتخب المالي في الجزائر أمام أنصارنا، علينا أن نحرز الفوز في المواجهتين القادمتين بأي ثمن، ولكن لكي نحقق ذلك يجب أن نعمل جيدا وبجد في أنديتنا ونبقي دائما في ذهننا ما ينتظرنا في شهر جوان. - كيف تنتظر أن تكون هذه المواجهة؟ نعرف جيدا أن نهاية الموسم تكون دائما حرجة بالنسبة للاعبين، ونتمنى قبل كل شيء أن يكون لاعبونا في المستوى وفي حال جيدة خلال هذه الفترة، وعن اللقاء ستكون هناك دون شك الكثير من العوامل التي تدخل في الحسابات، ولكن متأكد بأننا سنكون متسلّحين كما ينبغي لهذه المواجهة ولمواجهة رواندا أيضا. - صديقك رايس مبولحي عاش أمسية سوداء في البليدة، خاصة أن الجمهور كان قاسيا عليه، ما تعليقك على الأمر؟ بكل صراحة، مبولحي لا يستحق كل هذا، هو شخص أحبه والجميع في المجموعة يحبه، وهو عنصر مهم للغاية في المنتخب سواء داخل أو خارج الملعب، وهو يمنح كل ما عنده للمنتخب، وكان دائما يعرف كيف يرفع معنوياتنا لما تسوء الأمور، ويمكن القول إنه قائد حقيقي. - كيف عاش انتقادات الجماهير بعد نهاية الشوط الأول؟ شاهدناه متأسفا للغاية ومتأثرا بما حدث معه، ولكنه لاعب محترف حقيقي حيث حافظ على هدوئه بشكل عادي وبقي مركزا على اللقاء، رغم أني أعترف بأن الأمور لم تكن سهلة بالنسبة له، ولكنه كان مطالبا بإنهاء المواجهة وهو ما قام به على أكمل وجه. - نعرف أن الإجابة مكانه أمر صعب، ولكن ما رأيك في رد فعل الجمهور؟ أولا أريد أن أثير انتباه الجميع إلى أن رايس سبق له أن أنقذ "الخضر" في الكثير من المرات، يجب ألا ننسى ذلك، أنا متأكد بأن رايس سيقدم مباريات كبيرة عديدة، وأما فيما يخص رد فعل الجمهور فهو حر في تصرفاته، ولكن رايس يبقى لاعبا محترفا مميزا وهو يعرف ما الذي يجب أن يفعله، وهو يتقبل الانتقادات لأنه يملك هدفا محددا وهو تأهيل "الخضر" إلى نهائيات كأس العالم. - هل تعتقد أن آمال المنتخب كبيرة في المرور إلى مونديال البرازيل؟ لازال الوقت مبكرا للحديث عن كأس العالم والتأهل، خاصة أنه ينتظرنا معرج مهم وحاسم في هذه التصفيات شهر جوان القادم، ولكن الأكيد أني رفقة كل اللاعبين المتواجدين في المجموعة نعمل على تقديم أحسن ما عندنا في الميدان من أجل تحقيق هذا الهدف، سواء كنا أساسيين، احتياطيين أو حتى نبقى في المدرجات، كلنا نلعب من أجل الوطن وفقط، نفهم جيدا أننا نمثل بلدا بالكامل ويجب أن نكون قدر هذه المسؤولية، وكل ما نفكر فيه هو تأهيل الجزائر إلى المونديال الثاني على التوالي، وإن تحقق ذلك فسيكون أجمل هدية يمكن أن نقدمها لأنصارنا الأوفياء والمميزين. - الكثير يتحدث عن مشكل أنانية في المجموعة، بكل صراحة هل تشعر فعلا أنه يوجد هذا المشكل؟ بكل صراحة لم يسبق أن شعرت بمشكل أنانية في المنتخب الوطني، أقول هذا بدون أي تزييف بل أتحدث فقط عما شاهدته، إلا إذا كنت أعيش أنا في عالم منعزل ولا أشاهد ما يحدث في الحقيقة (يضحك)، الروح الموجودة في المجموعة رائعة وكلنا نعيش في أجواء مميزة خلال التربصات. - هناك حديث عن أن الجدد أخذوا مكان آخرين أحق مثلما حدث في سنة 2010، ما تعليقك؟ لا يوجد مثل هذا التفكير في مجموعتنا تماما، يمكن أن تسأل اللاعبين الشبان الذين التحقوا بالمجموعة مؤخرا وسيخبرونك بأن الأمور سارت على أحسن ما يرام، فعلاقتنا مميزة وتجمعنا الصداقة والأخوة، إسأل حتى أولئك الذين لم يحضروا هذا اللقاء سيقولون لك نفس الشيء وهو ما يؤكد أن الجميع يرى في المنتخب عائلته الثانية، لا يوجد أي مشكل بين لاعبي المنتخب الوطني، كلنا نصارع ونحارب من أجل هدف واحد وهو تأهيل الجزائر إلى كأس العالم. - ما الذي يمكن أن تقوله لنا عن تدعيم الأنصار لكم في كل لقاء، خاصة في المواجهة الأخيرة؟ لم نكن ننتظر استقبالا مماثلا من الأنصار، وبكل صراحة لما أتذكر ذلك يقشعر بدني، فنحن كنا نعتقد أن الجماهير غضبت علينا بعد خيبة "الكان" الأخيرة، وأن رد فعلهم سيكون قاسيا معنا، ولكننا وجدنا العكس تماما، لقد اندهشنا لما شاهدنا الملعب ممتلئا عن آخره، كل هؤلاء الناس قدموا إلى الملعب من أجل مشاهدتنا الأمر لا يصدق، لما كنا في الحافلة بدأنا ننظر إلى بعضنا البعض وكأننا نقول: "كل هؤلاء تنقلوا فقط من أجلنا...؟" بكل صراحة الأمر رائع وساعدنا كثيرا خلال هذا اللقاء. - هل من كلمة نختم بها؟ أريد أن أقول لأنصارنا إنهم يملكون كل الحق في انتقادنا، وأن تكون لهم أفكار مغايرة لأفكارنا، ولكن يجب ألا ينسوا أبدا أننا نملك نفس أهدافهم ونريد تحقيق نفس رغباتهم، نحب مساندتهم لنا وتشجيعاتهم، والأكيد أنه إذا ذهبنا إلى كأس العالم فهذا سيكون بفضلهم، أريد أن أشكر الناس من مستغانم الذين تنقلوا إلى غاية البليدة من أجلي حيث شاهدت بعض الرايات التي علقوها لي وهو الأمر الذي أسعدني كثيرا وشرّفني، كما أريد أن أوجه تحية عبر جريدتكم لوالدي وجدّي وكل العائلة التي تابعت هذه المباراة. - هل عائلتك كانت متواجدة في الملعب؟ هذه المرة لم تكن موجودة، ولكن أمام مالي والدي وجدّي سيكونان حاضرين إن شاء الله.