أكد رياض بودبوز أنه رغم خروج "الخضر" من الدور الأول لكأس إفريقيا إلا أنه كان هناك بعض الإيجابيات والدروس للمنتخب الجزائري الشاب... "تأسفت على عدم اللعب كثيرا خلال الكان" "فكّرت في تجريب بانينكا خلال ركلة الجزاء التي ضيّعتها" "في إفريقيا اللعب الجيد لا يضمن لك الفوز" "في المستقبل يجب أن نكون أذكياء أكثر في اللعب" "مشكلتنا كانت في تلقي أهداف كثيرة ويجب أن نصحّح الأمور بسرعة" وأبدى أسفه الشديد على عدم مقدرته على لعب وقت أطول، لكنه شدّد على أنه يحترم قرارات المدرب البوسني حليلوزيتش. في البداية ماذا لو نعود إلى ركلة الجزاء التي أهدرتها أمام كوت ديفوار، ماذا تقول عنها؟ بكل بساطة كانت أول ركلة جزاء أضيّعها في مشواري الكروي، فقد سجلت 11 على 11 في السابق والآن أصبحت بركلة جزاء ضائعة، هذا كان سيحدث في يوم من الأيام لكني تمنيت لو أن ذلك حدث في يوم آخر وفي لقاء آخر، أنا حزين لذلك لكن هذه الأمور تحدث في كرة القدم. هل فكرت في تنفيذها بطريقة "بانينكا" بما أنك نجحت في ذلك في مرات كثيرة؟ فيما يتعلق بمحاولتي تسديد الكرة بقوة في الركن الأيسر للمرمى فكان من الممكن أن ترتطم الكرة بالقائم وتدخل الشباك لكنها ارتطمت بالقائم وخرجت، وللعودة إلى سؤالك أقول لك بكل صراحة إنني فكرت في تنفيذ الركلة بطريقة بانينكا لكن أجواء اللقاء والظروف لم تكن تسمح بذلك، كان يجب أن أحاول ضمان تلك الركلة وهو ما حاولت القيام به لكن للأسف محاولتي باءت بالفشل. هل أنت راض بما قدمته خلال مواجهة كوت ديفوار؟ أعتقد أنني أعطيت كل ما عندي خلال هذه المواجهة وبذلت كل ما أستطيع خلال 60 دقيقة التي لعبتها، وأنا سعيد للغاية لأني شاركت في هذا اللقاء لأني لم ألعب أي مواجهة رسمية منذ أكثر من شهر. ماذا كان دورك بالضبط؟ المدرب طلب مني خلق الفرص ومحاولة جلب أكبر قدر من الأخطاء وكذلك التوغّل، وهو ما حاولت القيام به في الشوط الأول. هل تأسفت على التعادل أمام كوت ديفوار الذي اختتمتم به هذه المشاركة المحتشمة بما أنّ الجميع كان ينتظر الأحسن؟ نعم هذا أكيد، تأسفت على أمور كثيرة خاصة في لقاء كوت ديفوار أين كنا نتوجه نحو تحقيق نتيجة إيجابية كبيرة في هذه الدورة لكن للأسف المنافس عادل النتيجة، فقبل ربع ساعة من النهاية اللقاء كان في أيدينا وكنا قادرين على الفوز، أمر مؤسف أن تنتهي المواجهة بالتعادل بعد أن تلقينا هدفين في الدقائق الأخيرة. أنتم تلعبون جيدا لكنهم لا تسجّلون... نعرف جيدا ما الذي ينقصنا، نحن نلعب جيدا ونسيطر على الكرة وعلى منافسنا لكن في الدفاع لازالت هناك أمور يجب أن تصحّح لأننا نتلقى أهدافا كثيرة ويجب إعادة النظر في هذا الأمر حسب اعتقادي. لكن حتى على مستوى خط الهجوم لم تعودوا تسجلون مثل السابق... هذا صحيح، يجب أن نستعيد فعاليتنا بسرعة لكن هذا لا يأتي إلا بالعمل والاستمرارية. لكن يجب فعلا أن تتم الأمور بسرعة لأن موعد مواجهة البينين قد اقترب، أليس كذلك؟ هذا ما أردت قوله، لدينا تحدٍ هام يجب أن نعمل على أن نجهّز أنفسنا له بالشكل اللازم، إنه لقاء جيلنا حسب اعتقادي ويجب أن لا نضيّعه بأي شكل من الأشكال، فلو تكون لدينا فرصة صغيرة فقط للمرور إلى المونديال حتى وإن كانت 1 من الألف فيجب أن نستغلها ونعمل على تقديم كل ما لدينا فيها، إنه دين في رقابنا اتجاه الشعب الجزائري الذي رفعنا عاليا في وقت من الأوقات ومن دون شك خيّبنا أمله كثيرا في "الكان" بعد إقصائنا المر من الدور الأول. لمّا تواجهون نجوما عالميين مثل نجوم كوت ديفوار وتقفون أمامهم الند للند هل يعطيكم هذا ثقة بالنفس؟ منتخب كوت ديفور قوي للغاية ويستطيع العودة في أي لحظة من اللحظات، ولمّا تلعب أمام منتخب يملك جيرفينيو، يايا توري، دروڤبا، كالو وتكون السيطرة على الكرة بحوزتك وتسيّر اللعب تضع في ذهنك فعلا أنك تستطيع حجز مكان لك ضمن عمالقة إفريقيا وهذا الأمر دون شك سيمنح الثقة للمجموعة، نحن نعرف جيدا أنه في إفريقيا اللعب الجيد وحده لا يمكّن أي تشكيلة من الفوز. من الجانب الشخصي ما هو الدرس الذي خرجت به من هذه الدورة؟ أعتبر هذه المشاركة تجربة جيدة للغاية بالنسبة لي ولكل زملائي في المنتخب الوطني خاصة أولئك الذين يكتشفون أجواء هذه المنافسة لأول مرة، وحتى وإن كنت لم ألعب كثيرا إلا أني شاهدت زملائي يصارعون فوق الميدان، يجب الآن أن نتجاوز ما حدث ونعود للعمل لكي نتقدّم في المستقبل ونصبح أكثر نجاعة فيما يتعلق بالنتائج. تبدو متأثرا بسبب هذه الوضعية بما أنك لم تلعب كثيرا وبقيت فترة طويلة في كرسي الاحتياط... لا، الأمر ليس مقلقا بالنسبة لي، تجربتنا في "الكان" انتهت والعودة إلى ما حدث لن تفيدنا، ومثلما كنت أقول دائما المدرب قام بخياراته وعلينا تقبّلها. هل حدّثك المدرب في هذا الأمر؟ نعم هنّأني على أدائي أمام كوت ديفوار وأكد لي أنّ الأمور سارت على ما يرام، هدفنا خلال هذه المواجهة كان تحقيق نتيجة إيجابية من أجل حفظ ماء الوجه وهو ما حققناه فعلا أمام منتخب كبير. هذا يعني أنّ المشاركة لم تكن فاشلة كليا بالنسبة لكم... لا بتاتا، فرغم أننا خرجنا من الدور الأول إلا أننا خرجنا بدروس كثيرة، فمثلا فهمنا جيدا أنه خلال منافسة مثل "الكان" ليس كافيا أن تلعب جيدا لكي تفوز باللقب، أما فيما يتعلق بالجانب الشخصي فالكل يعرف أني متأسف لعدم تمكني من لعب وقت أطول خلال هذه "الكان"، وأكرر نفس ما قلته المدرب قام بخياراته ويجب أن نحترم ذلك. لكن بكل صراحة رياض من الناحية الشخصية لا يمكن أن تكتفي بمشاركة في شوط واحد... من الناحية الشخصية مثلما سبق أن قلت لك تأسفت كثيرا على عدم لعب وقت أطول، لكن من الناحية الجماعية أعتقد أن "الكان" حملت لنا أمورا إيجابية كثيرة يجب أن لا نخفيها وننساها، فالمنتخب لعب بشكل جيد ومميز لكن كانت تنقصنا الخبرة في المواعيد الكبرى لكي نحقق مشوارا أحسن. لاحظنا أنك لما غادرت أرضية الميدان لم تكن راضيا ولم تصافح المدرب حليلوزيتش واكتفيت بتشجيع زميلك فغولي الذي كان يستعد للدخول... ما تقوله غير صحيح، لماذا أتصرف بهذه الطريقة؟ كل ما حدث أنني لما كنت أغادر أرضية الميدان المدرب كان يعطي النصائح للزملاء ولم أرد إزعاجه في تلك اللحظة، وبعد أن انتهى من تقديم النصائح للاعبين توجّه نحوي وتصافحنا بشكل عادي، ولكي أكون واضحا أكثر أؤكد أنه لا يوجد أي مشكل مع المدرب حليلوزيتش. هل يمكن أن نقول إنّ الموسم الحالي هو الأخير لك في سوشو؟ لا أعرف، ولا أرغب في الحديث كثيرا مثلما حدث الموسم الماضي، سأنهي الموسم بشكل عادي وبعد ذلك سنرى. قبل أن نختم حوارنا، كيف يجب التصرف مستقبلا لتفادي سيناريوهات مثل السيناريو الذي حدث في جنوب إفريقيا؟ في المستقبل يجب أن نكون أكثر ذكاء من أجل تسير مثل هذه المواجهات، فمثلا تلقي هدفين في 10 دقائق أمر صعب تقبله مع احترامي للمنتخب الإيفواري، لكننا برهنا أننا لسنا بعيدين عن المنتخبات الإفريقية الكبيرة. كلمة أخيرة للجمهور... أشكر أنصارنا الذين ساندونا وتنقلوا من أجلنا إلى جنوب إفريقيا، أشكر كل من ساندني ولن أنسى وقفتهم ورد فعلهم بعد نهاية مواجهة طوغو عندما صفّقوا لي كثيرا وشجعوني وهو ما جعلني أتجاوز ما حدث رغم أني لم ألعب.