بعد بروزه في مباراة البينين حين أدى سفيان فغولي إحدى أحسن مبارياته مع المنتخب الوطني، يؤكد لاعب "فالنسيا" الإسباني أن المواجهة لم تكن سهلة كما يعتقد البعض، مضيفا أن الضغط كان شديدا والنقاط الثلاث جعلت "الخضر" يعودون إلى المرتبة الأولى في انتظار مباري بعد أيام من مواجهة البينين، لو تحدثنا الآن ببرودة أعصاب عن هذا اللقاء والفوز بثلاثية. أظن أن اللقاء لم يكن سهلا لأنه كان محكوما علينا الفوز بالنقاط الثلاث، لذا دخلنا بقوة وتمكنا من التسجيل في الوقت المناسب، كما أننا أهدرنا الكثير من الفرص السانحة للتسجيل قبل أن يتم تعديل الكفة، لكننا في الشوط الثاني نظمنا صفوفنا وعرفنا كيف نتجاوز هذا المنتخب الذي كنا ننتظر أن يوجد لنا صعوبات، ليبقى الأهم هو الفوز قبل التنقل إلى البينين. قبل الحديث على لقاء العودة أمام البينين، شاهدنا أنك كنت أكثر راحة في منصبك وأديت مباراة ربما هي الأحسن لك مع المنتخب. أنا من عادتي أن أقدم كل ما لدي عندما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني، ففي كل مرة لا أقوم بأي حسابات وأبذل قصارى جهدي لأكون في المستوى المطلوب، لكن اللاعب لا يمكنه أن يقدم نفس المستوى في كل اللقاءات، أعتقد أنني في هذه المباراة كعادتي أعطيت كل ما عندي خاصة أننا كنا تحت ضغط النتيجة والفوز كان أكثر من ضروري كما أن خروجنا من الدور الأول من منافسة كأس إفريقيا جعلنا نريد أن ننسي أنصارنا هذا التعثر بتقديم مباراة جميلة وفي نفس الوقت تحقيق الفوز والحمد لله كنا موفقين وسجلنا فوزا هاما للغاية. فوز المنتخب المالي في رواندا هو الآخر زاد من الضغط، أليس كذلك؟ نعم فوز مالي جعلنا نطمح نحن أيضا للريادة في المجموعة، وذلك يمر عبر الفوز الذي حققناه، لكن حتى بدون البحث عن نتيجة مالي فللتأهل عن هذه المجموعة محكوم علينا على الأقل الظفر بكل النقاط على أرضنا، لذا الفوز كان ضروريا في كل الأحوال. تواجد لاعبين جدد كتايدر وبراهيمي وكذا غلام ألم يساهم في تسهيل بروزك هذه المرة؟ مثلما قلت لك أنا عندما أدخل أرضية الميدان لا أفكر إلا في تقديم كل مجهوداتي للمنتخب لكن بتواجد لاعبين كتايدر، براهيمي وحتى غلام بالتأكيد أنهم يسهلون المهمة لأنهم لاعبون ينشطون في بطولات معروفة ويملكون مستوى جيدا يسمح لهم بإعطاء الإضافة اللازمة للمنتخب الوطني. بصراحة، ألم تكن تخشى نقص الانسجام لأنهم لاعبون جدد ولم يسبق لهم اللعب في المنتخب؟ بالنسبة لغلام كان معنا في كأس إفريقيا وهو يعرف المجموعة جيدا، أما تايدر وبراهيمي فأعتقد أنهما اندمجا بسرعة في المجموعة وبالعكس لم يظهر أنهما جديدان، حيث كان التفاهم بين الجميع والدليل على ذلك هو صنع العديد من الفرص السانحة للتسجيل وهنا لا يجب نسيان دور باقي اللاعبين في المنتخب، فالفريق مكون من الجميع وليس 3 أو 4 لاعبين ثم إن الفوز ساهم فيه الكل وإن شاء الله سنواصل على هذا المنوال في بقية المشوار. على ذكر الفرص السانحة للتسجيل، ألا ترى أن المنتخب الوطني ما يزال يعاني من نقص الفعالية أمام المرمى؟ الأهم هو الفوز بالنقاط الثلاث، ثم إننا كنا بعد نهاية المرحلة الأولى متعادلين في النتيجة لكننا عدنا في المرحلة الثانية وواصلنا تحقيق الفرص لنسجل هدفين، ما جعلنا نسجل 3 أهداف كاملة مع تضييع فرص عديدة، ما يعني أن النتيجة كان بإمكانها أن تكون أثقل، علينا أن نصحح بعض الأخطاء مستقبلا لكننا على العموم راضون بهذا الفوز رغم أن أي لاعب يريد دائما الزيادة. بصراحة سفيان، ألم يداخلكم الشك بين شوطي اللقاء عندما كنتم متعادلين في النتيجة؟ لا بالعكس كنا متأكدين بأننا نستطيع الفوز لأننا حققنا العديد من الفرص والهدف الذي سجل علينا كان بعد فترة فراغ مررنا بها ل 5 أو 10 دقائق جاء خلالها هذا الهدف عبر كرة ثابتة، لكننا في المرحلة الثانية عدنا في النتيجة وتمكنا من التسجيل في الوقت المناسب قبل أن نضيف الهدف الثالث في الأخير، هذا لا يعني أننا واجهنا منتخبا ضعيفا فلا يوجد الآن في إفريقيا منتخبات ضعيفة والدليل ما حدث في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة، لذا علينا في كل مرة أن نعطي كل ما عندنا ولا نستصغر أي منافس. قدمت الكثير من الكرات للمهاجمين ولاحظنا في إحدى الكرات السانحة للتسجيل أنك فضلت التمرير لجبور عوض التسديد، لماذا؟ صحيح أنه في تلك اللقطة كنت أستطيع التسديد للمرمى لكنني لاحظت أن جبور كان أمامي وأردت منحه الكرة ليسجل حتى يسترجع الثقة لأنه لم يسجل منذ مدة مع المنتخب الوطني، مررت له الكرة لكن للأسف لم تزر الشباك، إن شاء الله في المرة القادمة سيتمكن جبور من التسجيل حتى يسترجع حسه التهديفي مع المنتخب الوطني. الكثير يرجع بروزك في هذه المواجهة إلى أنك وجدت نفسك في المنصب التي تحبه كما أن تواجد تايدر وبراهيمي سهل مهمتك. لا يمكنني الحكم على مردودي لكنني كما قلت لك عندما يتعلق الأمر بالمنتخب لا أقوم بأي حسابات أما عن زملائي الجدد فأعتقد أنهم قدموا ما عليهم، خاصة أنها المباراة الرسمية الأولى لهم وأمام الجمهور الجزائري، لذا فالأمور لا تكون سهلة لكننا بهذا الفوز سننتظر شهر جوان بأكثر راحة. مبارتا شهر جوان أمام البينين ورواندا ستلعبان خارج الديار وفي ظروف أصعب، هل تعتبرهما المنعرج في هذه التصفيات؟ بطبيعة الحال، فتنقلنا إلى "كوتونو" ثم إلى "كيڤالي" لن يكون سهلا وعلينا أن نكون جاهزين لهاتين المبارتين لأنهما هامتان للغاية في السباق داخل هذه المجموعة، أتمنى أن تكون المجموعة مكتملة وأنا متأكد من أن الجميع لن يدخر أي جهد لتحقيق نتائج إيجابية في هذين التنقلين. لتكون بعد ذلك المباراة النهائية أمام مالي. يجب ألا نفكر من الآن في مباراة شهر سبتمبر أمام مالي وننسى الأهم أي مبارتا شهر جوان لأننا سنلعب كما قلت خارج الديار وتحت حرارة شديدة وعلى أرضية ميدان لا نعرفها، لذا فالتركيز الآن سيكون على مبارتي جوان وبعد ذلك نفكر في لقاء مالي. لكنك تبقى متفائلا بتحقيق التأهل إلى مونديال البرازيل. التفاؤل موجود لكننا لحد الآن لم نقم بأي شيء، فالأصعب ما يزال ينتظرنا، لعبنا لحد الآن 3 مباريات وما تزال ثلاث أخرى يعني أننا في منتصف المشوار لذا يجب ألا نعتبر أننا حققنا الهدف الذي نسعى إليه رغم أننا الآن في المرتبة الأولى في نصف المشوار لكن علينا مواصلة سلسلة النتائج الإيجابية وهذا يمر بتحقيق ذلك في شهر جوان ثم في اللقاء الأخير على أرضنا. شاهدنا هذه المرة تفاعلك مع جمهور البليدة خاصة لما طلبت منه مواصلة التشجيع، ماذا تقول له؟ نملك جمهورا من ذهب وهذه حقيقة يؤكدها كل من يحضر مباريات المنتخب الوطني، لذا أنا دائما أتفاعل مع الجمهور الجزائري عموما وخاصة جمهور البليدة فأنا أجد راحتي مع هذا الجمهور وفي هذا الملعب، أتمنى أن يواصل تشجيعنا بتلك الطريقة ونحن من جهتنا سنفعل المستحيل لإسعاده في كل مرة. اللقطات الفنية التي قمت بها ألهبت الجمهور وأكدت أنك بمرور الوقت أصبحت "شوشو" الجماهير الجزائرية، هل تعدها بمثل هذه الحركات الفنية لأن الجمهور الجزائري يعشق الفنيات الجميلة؟ (يضحك) أعد الأنصار أولا بأن أعطي كل ما عندي في الميدان والأهم هو إحراز النقاط والفوز في كل مرة، أما عن الفنيات فستأتي لوحدها لأن الذي يهم هو وضع الكرات في الشباك.