بعدما ارتبط اسمه منذ أسابيع بالنادي الأحمر والأسود، ها هو انضمام الدولي الجزائري فؤاد قادير إلى نادي "رين" الفرنسي يترسم، بعدما أقدمت إدارة نادي مرسيليا على إعارته لموسم واحد لنادي "رين" الفرنسي، إذ التحق أمس بصفوف هذا النادي هو والظهير الأيسر لنادي "تولوز" الشيخ مبينغ، لينتهي بذلك الكابوس الذي لطالما عانى اللاعب قادير منه منذ التحاقه بنادي أولمبيك مرسيليا في جانفي الماضي، إذ أجبر على المكوث على مقاعد البدلاء لفترة طويلة وهو ما كلّفه تراجعا رهيبا في مستواه وفقدانه مكانته الأساسية مع المنتخب الوطني، تلك الوضعية جعلت اللاعب يبحث عن مفرّ من هذا الجحيم، لاسيما بعدما تواصل تهميشه في البطولة الفرنسية في موسمها الجديد، فلم يجد سوى نادي "رين" الذي سيكون بوابة قادير كي يسترجع بريقه الضائع. إدراج بند إمكانية اشتراء عقده بعد نهاية مدة إعارته وكان نادي "رين" وحسب ما أوردته الصحف الفرنسية قد سعى من أجل اشتراء عقد اللاعب الممتد مع أولمبيك مرسيليا لثلاث سنوات، غير أن المفاوضات بين الطرفين لم تفض إلى اتفاق بينهما، إذ أصرّ نادي الجنوب الفرنسي على الحصول على 1.5 مليون أورو، وهو ما اعتبرته إدارة "رين" مطلبا مبالغا فيه بما أن قادير لما كانت أسهمه مرتفعة في السوق لم يشتر من "فالنسيان" بتلك القيمة، ما جعل الإتفاق يتم بقانون الإعارة وليس البيع النهائي، مع إدراج بند في العقد يمنح "رين" الأولوية لاشتراء عقد اللاعب إذ تألق معه في الموسم الجاري. "رين" مثل "فالنسيان" وقادير قد يتألّق معه ورغم أن قادير لم يعد يظهر بنفس الصورة التي عوّدنا عليها من قبل، إلا أن التحاقه بنادي "رين" قد يكون البوابة التي تجعله يسترجع ذلك البريق الذي عرف به عندما كان لاعبا في صوف "فالنسيان" الذي سجل معه الموسم الماضي ما لا يقل عن سبعة أهداف في مرحلة الذهاب واحد منها أمام مرسيليا، إذ سيجد اللاعب محيطا شبيها بمحيط فريقه السابق فالنسيان، كما سيجد ضغطا أقل من نادي الألقاب مرسيليا وهو ما سيسهل مهامه في فرض نفسه وأسلوبه وبعث مسيرته الكروية من جديد. قادير قال لمقربيه: "لا أريد تضييع المونديال" وتفيد مصادر مقربة من اللاعب بأنّه كان بوسعه البقاء في مرسيليا وتقبّل المنافسة وانتظار الفرصة إلى أن تتاح له، لاسيما أن الأمر يتعلق باللعب لناد عملاق لطالما حلم باللعب فيه، غير أن اقتراب المنتخب الوطني من لعب المونديال الذي لم يعد يفصله عنه سوى اللقاءين الفاصلين في أكتوبر ونوفمبر المقبلين، جعل اللاعب يرفض وضعيته في مرسيليا كلاعب بديل، وهي الوضعية التي كلفته حتى الآن تراجع أسهمه وفقدانه لمكانته الأساسية في المنتخب، قبل أن تكلفه تنحية اسمه من قائمة اللاعبين الذين سيواجهون منتخب مالي في العاشر من سبتمبر المقبل، وقد تكلّفه إذا تواصلت تضييعه فرصة المشاركة في لقاء السد وحتى المونديال، فقال لمقربيه حسب مصادرنا إنه يرفض تضييع المونديال الذي تذوّق طعم المشاركة فيه مع "الشيخ سعدان" سنة 2010. مشاركاته مع رين ستضمن له العودة قبل السد وبما أن قادير دفع ثمن وضعيته مع مرسيليا غاليا من خلال تنحية اسمه من القائمة الرسمية للمنتخب الوطني مؤخرا، فإن اللاعب مطالب برفع التحدي في بدايته مع رين، بداية ستكون صعبة بما أنه لاعب جديد في هذا الفريق وسيكون مطالبا بالصبر كي يحجز مكانته، غير أن ضيق الوقت واقتراب موعدي أكتوبر ونوفمبر سيجعلانه مطالبا بتكثيف جهوده كي يجدد الصلة بأجواء المنافسة الرسمية لفترة طويلة، وحتى لا يضيّع مبارتي السد اللتين تفصلان منتخبنا عن البرازيل، أمّا تواصلت وضعيته في بدايته كما كانت عليه فإنه سيضيع الموعد الحاسم حتما. البداية أمام ليل مساء اليوم؟؟ ومن يدري فقد لا يحتاج ظهور قادير باللونين الأسود والأحمر وقتا طويلا، بما أن نادي رين ومن خلال عودته للتفاوض مع مسؤولي مرسيليا من جديد بعد تعطل المفاوضات في وقت سابق أبدى حاجته الماسة للاعب، فمن الممكن أن نراه مساء اليوم بألوان فريقه الجديد عندما يستضيف نادي "ليل" في مباراة صعبة للغاية، وإذا حصل على فرصة اللعب فذلك سيكون في مصلحته كي يربح مباراة أو دقائق أكبر من المنافسة وكي ترتفع معنوياته بعدما همش في مرسيليا وأبعد من "الخضر".