يبدو أن السلطات في بوركينافاسو تعيش قلبا وقالبا مرحلة الحسم من تصفيات المونديال، فعلى بعد ساعات من انطلاق تربص "الخيول" (غدا الاثنين) تحضيرا للقاء الذهاب من مرحلة الحسم أمام الجزائر المبرمج يوم السبت القادم ب واڤادوڤو، كشف بيان رسمي نشرته وكالة الأنباء البوركينابية عن مبادرة أطلقها الاتحاد المحلي بدعم من كبار المسؤولين في الدولة، الهدف منها شحذ الهمم على المستوى الشعبي لدعم رفقاء شارل كابوري أمام الكتيبة الجزائرية. المبادرة البوركينابية لتجهيز دعم غير مسبوق للفريق تحمل اسم " واڤادوڤو – الجزائر العاصمة: الهجوم النهائي". "الهجوم النهائي" مصطلح حربي أطلق على معارك كوت ديفوار وحتى تيڤنتورين ! من غرائب البيان الذي نشر عبر وكالة الأنباء البوركينابية وقيل إن مصدره الاتحاد المحلي هو تسميته. ف"الهجوم النهائي" أو L'Assaut final هو مصطلح عسكري معروف في ربوع العالم، يطلق عادة على مراحل الحسم في المعارك كما حدث في كوت ديفوار بين قوات الزعيمين غباغبو وواتارا، وهو غالبا مصدر التسمية، بما أن بوركينافاسو تتبع أبيدجان في كل شيء. علما أن المصطلح نفسه أطلق على تدخل الجيش الشعبي الجزائري لدى تحريره الرهائن في أحداث تيڤنتورين مطلع العام الجاري. يذكر أن تسمية "الهجوم النهائي" استخدمت لأول مرة في الحرب العالمية الثانية. بيان الاتحاد البوركينابي: "الهجوم النهائي تحضير ذهني لمعركة التأهل هنا وفي الجزائر" وورد في بيان الاتحاد البوركينابي أن التأهل للمونديال لن يلعب في واڤادوڤو فقط يوم 12 أكتوبر، بل يجب على الجماهير التطلع إلى الشوط الثاني من معركة الوصول إلى كأس العالم، بما أن الإياب سيلعب ب الجزائر يوم 19 نوفمبر (البيان ذكر الجزائر العاصمة ونظيرتها البوركينابية واغادوغو رغم أن اللقاء سيلعب ب البليدة)، وجاء البيان كما يلي: "المبادرة اسمها واڤادوڤو – الجزائر العاصمة: الهجوم النهائي، فالذهنيات يجب أن تتكيف مع حقيقة التصفيات التي تلعب في لقاءي ذهاب وإياب هنا في واڤادوڤو ثم الجزائر العاصمة". سنغاري يتفاءل بالتسميات بعد نجاح "المد الأخضر" ويبدو أن البوركينابيين يتفاءلون إلى أبعد الحدود بإطلاق التسميات على المباريات الحاسمة التي يلعبونها، ف سيتا سنغاري رئيس اتحادية بوركينافاسو سبق وأن استخدم مصطلح "المد الأخضر" على المباراة الفاصلة من تصفيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة، والتي وصل فيها منتخب "الخيول" إلى المباراة النهائية، فقبل الوصول إلى الدورة التي استضافتها جنوب إفريقيا، لعبت بوركينافاسو لقاءي ذهاب وإياب أمام جمهورية إفريقيا الوسطى وتأهلت بمجموع (3-2). البوركينابيون يجهزون لتنقل تاريخي إلى الجزائر من جهة أخرى، يرى مراقبون في بوركينافاسو أن بيان الاتحادية موجه لكل الفئات، بداية من لاعبي المنتخب والطاقم الفني، وصولا إلى الجماهير، وبخصوص الأنصار تحديدا ف سيتا سنغاري يريد هو الآخر التجهيز لتنقل هو الأكبر في تاريخ الجمهور البوركينابي، حتى وإن كانت بلاده تعاني من شتى أنواع الفقر والتخلف، فبيانه يطالب بضرورة دعم بانسي وزملائه في واغادوغو وأيضا الجزائر خلال مباراة الإياب، ومن غير المستبعد أن تمتد عملية "الهجوم النهائي" إلى المطالبة بتنقل الجالية البوركينابية في أوروبا إلى الجزائر لتشجيع الفريق، علما أن مصادر إعلامية تحدثت عن اقتراحات تقدم بها سنغاري إلى رعاة المنتخب لتنظيم رحلات إلى الجزائر يوم 19 نوفمبر المقبل في حدود المعقول كما فعل الطرف الجزائري في لقاء الذهاب.