رغم أن الأجواء لم تكن حماسية كثيرا في لقاء الذهاب وفي الفترة الماضية، وهو ما جعل البعض يعتقد أن حماس الجزائريين وتعلقهم بالمنتخب الوطني قل إلا أن الأوضاع تغيرت مع اقتراب موعد اللقاء، حيث بدأت أجواء المونديال تزور كل ولايات الوطن من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، حيث عرفت معظم ولايات الوطن حركة غير عادية والكل مجندا للموعد الهام، حتى وإن كان غير معني بالتواجد في ملعب "تشاكر" غدا الثلاثاء، ويعتبر الجزائريون المواجهة بمثابة حدث مهم في تاريخ الكرة الجزائرية، ومن الضروري أن يكون لها تحضيرات خاصة لا يعرف سرها سوى الجزائريون. الرايات الوطنية في كل مكان ومثلما كان عليه الأمر كلما يتعلق الأمر بلقاء مهم بالنسبة للمنتخب الوطني، فإن الرايات الوطنية تنتشر بسرعة في شتى أنحاء الوطن، فكل الأحياء تجد فيها إما رايات وطنية عملاقة أو رسومات للاعبي "الخضر" مع كأس العالم كرمز لطموحهم في التأهل إلى المونديال، كما عادت قبل حوالي 3 أيام حركة بيع الأعلام الوطنية بقوة، أين وجد التجار ربحا سريعا وسهلا بما أن الجميع يريد أن تكون له راية يحتفل بها بعد اللقاء، وحتى الرايات التي تعلق في السيارات أصبحت سلعة يندر إيجادها بعد أن نفذت الكميات بسرعة كبيرة في العديد من الولايات.
الأمطار لم تعق الجزائريين عن صناعة أجواء أم درمان ويبقى الجزائريون محافظين على تقاليدهم الخاصة في مناصرة منتخبهم الوطني أين يصنعون في كل مرة أجواء مميزة للغاية، والأجواء هذه المرة رائعة في كل الولايات تقريبا، وحتى إن كانت الأمطار قد فعلت فعلتها وأعاقت الكثير عن الاحتفال بالشكل الذي كانوا يريدونهن ولكن رغم هذا نجح الكثير في صنع أجواء مميزة شابهت أجواء مباراة "أم درمان" والاحتفالات التي سبقت ذلك الحدث.
الاحتفالات انطلقت في بعض المناطق يرى سكان بعض المناطق أن أمر التأهل محسوم بالنسبة لأشبال حليلوزيتش، حيث يرى الكثير من أنصار "الخضر" أنه ورغم صعوبة المباراة إلا أنه من المستحيل تقريبا أن يفلت التأهل من الجزائريين، خاصة أن ورقة التأهل تلعب في البليدة وهو الملعب الذي لم يخسر فيه "الخضر" أبدا، وانطلق الجزائريون في الاحتفالات حيث نشاهد في العديد من الأحياء مواكب السيارات تمر وهي تطلق العنان لأبواقها مع أغاني المنتخب الوطني كتعبير منهم على ثقتهم في الفوز، هذا الأمر سيزيد أشبال حليلوزيتش تحفيزا وهم الذين سيجدون خلفهم شعبا يثق في قدراتهم ويؤمن بهم. بعض الولايات حضرت شاشات عملاقة لمتابعة الحدث الأجواء في العاصمة والبليدة مثلما جرت عليه العادة مميزة وتشعر فيها أن المنتخب سيلعب لقاء مصيريا، وهي أمور عادية لمن يحضر نفسه للذهاب إلى الملعب يوم اللقاء، ولكن حتى في الولايات الأخرى الرايات معلقة على السيارات والكل يهيئ نفسه لمتابعة المواجهة بشكل خاص ومميز، حيث قررت السلطات المعنية في بعض الولايات وعلى رأسها مديريات الشباب والرياضة تخصيص شاشات عملاقة - مثل ولاية وهران- لكي يتسنى للأنصار متابعة المواجهة في أجواء مميزة يوم الثلاثاء، وهو ما أكده حاج شردودي رئيس مكتب الشباب والرياضة لولاية وهران، والذي صرح لوكالة الأنباء الجزائرية أن الولاية ستسعى لمنح الفرصة للأنصار لمتابعة اللقاء بشكل جماعي.