تحدث السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم اليوم الأربعاء عما وصفه ب(الوضع غير المقبول) فيما يتعلق بالانتقادات الواسعة لحقوق العمال في قطر، وهو ما يعتبر أقوى بيان من قبل الفيفا تجاه الدولة المضيفة لكأس العالم عام 2022، كما طالب بلاتر أيضا عالم السياسة والأعمال بالضغط على قطر لتغيير هذا الوضع، وتأتي تصريحات بلاتر بعد مقابلته لوفد ألماني اليوم استمر لمدة ساعة في مقر الفيفا بزيوريخ، وضم الوفد الألماني فولفجانج نيرسباخ رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، وثيو زوانزايجر عضو اللجنة التنفيذية بالفيفا ورئيس اتحاد نقابات العمال الألمانية والدولية. وأوضح بلاتر "إنه ينبغي على القادة السياسيين والاقتصاديين أن يساهموا في تحسين هذا الوضع غير المقبول في قطر"، وأضاف "إنني أرحب بمبادرة اتحاد الكرة الألماني واتحاد نقابات العمال الدولية لأن بإمكاننا تحقيق التغيير معا. أنا مقتنع بأن قطر تأخذ هذا الموضوع بجدية بالغة. وجاءت هذه المناقشات بشأن قطر لتظهر الدور الهام الذي يمكن أن تلعبه كرة القدم في الدعاية وبالتالي إحداث التغيير". وتواجه قطر ضغوطا شديدة بشأن هذا الموضوع، حيث أشارت منظمة العفو الدولية في تقرير لها يوم الأحد الماضي أن العمال في دولة قطر الغنية بالبترول يعانون من العديد من الصعوبات المتمثلة في "عدم دفع أجورهم، والعمل في ظل ظروف قاسية وخطرة، وعدم توفير أماكن الإقامة الملائمة لهم". من جانبه بعث الفيفا برسالة عامة وقوية أكد فيها أنه لن يتسامح مع انتهاكات حقوق الإنسان في مشاريع البناء ذات الصلة بكأس العالم، ووفقا لإرقام حكومية، فإن الأجانب يشكلون ما يقرب من 94% من القوى العاملة في قطر عام 2011، وأوضح المسؤولون القطريون أنهم قاموا استعانوا بشركة المحاماة والاستشارات الدولية (دي إل إيه) مطلع أكتوبر الماضي لاستعراض الأوضاع في قطاع البناء والتشييد بما في ذلك تقرير منظمة العفو الدولية. وقال بلاتر إن قطر تقوم حاليا بمعالجة الأمر، فيما أضاف زوانزايجر أن "الهدف هو أن يكون الفيفا في وضع يسمح له بالحصول على تقرير عن التدابير الملموسة لقطر في اجتماع اللجنة التنفيذية الذي سينعقد في آذار/مارس القادم. كما ينبغي أن يتم تذكير الشركات الكبرى بواجباتها في هذا المجال، كما يتعين على المجتمع الدولي أن يضطلع بمسؤوليته". أما زومر فقال أن النقابات العمالية لن تهدأ حتى يتم حل هذه المشاكل، مضيفا "نشعر بالسعادة البالغة بانضمام الفيفا واتحاد الكرة الألماني إلينا في مهمتنا لإنشاء ظروف عمل إنسانية في البلد المضيف قطر"، وينبغي على قطر ضمان معايير العمل الأساسية لمنظمة العمل الدولية، ومن ثم القضاء على التمييز والعمل القسري، وكذلك السماح بتكوين الجمعيات لنحو 3ر1 مليون من عمالها المهاجرين.