يتواجد الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش بالعاصمة البوسنية سراييفو بعد أن أنهى زيارة عائلية إلى مدينة موستار تخللها إحياء سنوية شقيقه سالم الذي وافته المنية السنة الفارطة، وقد استغل مراسل شبكة "الجزيرة بلقان" الفرصة للقاء مدرب "الخضر" بفندق بريستول، حيث تطرق معه لعدة نقاط تتعلق بتأهله بالمونديال، مستقبله، ذكرياته في البوسنة وكذا منتخب بلاده المقبل على مشاركة تاريخية في البرازيل. حليلوزيتش أكد هذه المرة بما لا يرقى للشك أنه يفكر في تغيير الأجواء بعد المونديال، مفضلا تدريب الأندية وتدارك ما فاته من فرص، حيث كشف لأول مرة أنه اقترب في فترة ما من تدريب ريال مدريد أو تشيلسي لما كان على رأس العارضة الفنية ل باريس سان جرمان بين 2003 و2005، حيث قال: "تقرب مني مسؤولو الريال وتشيلسي لما كنت مدربا ل باريس، وقتها إدارة هذا الأخير تمسكت ببقائي ولم تبال برأيي، خاصة أني كنت مرتبطا بعقد ساري المفعول". "يستهويني فريق ينافس على الألقاب ويشارك في دوري الأبطال" الظاهر أن حليلوزيتش وصل لحالة التشبع بالنسبة للمنتخبات الوطنية، خاصة أنه على أعتاب تحقيق حلمه بالمشاركة في نهائيات كأس العالم، حيث نقلت "الجزيرة بلقان" (شبكة تابعة للجزيرة القطرية موجهة لبلدان البلقان وأخبارها لا تبث عبر القناة الناطقة بالعربية) أن الإشراف على أحد الأندية الكبيرة هو مشروعه القادم، مؤكدا أن دوري الأبطال الأوروبي يشكل حلما جديدا بالنسبة له يسعى لتحقيقه: "أريد الآن الإشراف على فريق يملك سمعة وألقاب، وبطبيعة الحال أريد المشاركة في دوري الأبطال، أبحث عن ناد حقيقي، طموحه كبير ويقاتل دائما من أجل نيل الألقاب". وتحسر حليلوزيتش بالمناسبة عن فترة إشرافه على باريس سان جرمان، وكشف أن ميزانية النادي يومها كانت تكفي لشراء الفول السوداني، بينما الميزانية الحالية تلبي تطلعات أي تقني في العالم. "لن أتحدث عن العروض الأوروبية، لكن أندية تركية، روسية، أوكرانية وحتى من أذربيجان اتصلت بي" سئل الناخب الوطني إذا تلقى العرض المنشود من فريق أوروبي كبير سيشكل المحطة المقبلة له عقب مونديال البرازيل، لكنه رد قائلا: "لا أدري" وهنا أشار مراسل "الجزيرة بلقان" إلى أن الناخب الوطني التزم الصمت ما يشير ضمنيا إلى وجود شيء ما، وتابع "كوتش وحيد" كاشفا لأول مرة عن عروض رسمية وصلته يكون قد رفضها: "أريد فريقا كبيرا وأمني نفسي بذلك خاصة بعد العروض التي وصلتني، وأريد التنويه أن عدة أندية ومن جنسيات عديدة اتصلت بي. هناك طرابزن سبور وفرق تركية، فضلا عن أندية روسية، أوكرانية، صينية وحتى نادي باكو في أذربيجان، غير أنني رفضت بشكل قاطع". "لن يغريني المال، أنا أفضل مدرب في البلقان وجائع جدا للألقاب" بالحديث عن عرض نادي باكو (يقصد نادي "نيفتشي باكو")، فقد أكد المدرب الوطني أن العرض الماليالأذربيجاني كبير جدا ولا يرفض، غير أنه لم يبال به سواء قبل المونديال كونه يحلم بأكبر مسابقات كرة القدم في العالم منذ سنوات، أو حتى بعده مع عزمه العودة لتدريب الأندية وتحقيق الألقاب، حيث قال: "العرض الأذربيجاني ضخم جدا في شقه المالي ولكنني لا أبالي بذلك، ما يهمني حاليا هو الجانب الرياضي فقط ولا يهمني المال تماما، أنا جائع جدا لنيل الألقاب"، مضيفا في نفس السياق: "أنا أفضل مدرب في بلدان البلقان حاليا مع احترامي للزملاء لكن أحد منهم يقف أمامي، لذا أرى أن تطلعاتي في محلها". "الجزائريون رائعون، لقد احترموني، قدروني وقدموا لي النجاح والشرف" جدد حليلوزيتش الثناء على أنصار المنتخب الوطني وكذا الجزائريين ككل في حديثه للصحافة في بلاده، إذ صرح ل "الجزيرة البلقان" أن عشق الجماهير لبلدهم ولاعبيهم يثير الإعجاب خاصة أنه فريد من نوعه، حيث عاد للقاء بوركينافاسو والتأهل للمونديال، وقال: "شعرت بسعادة شديدة والفرحة لم تسعني بعد صافرة نهاية الحكم، انتصارنا أهديتها لشقيقي سالم الذي مرت سنة على وفاته وللجمهور الجزائري، إنهم أناس رائعون جدا ومغرمون بمنتخبهم وبكرة القدم"، مضيفا حول الفرصة التي منحت له بلعب المونديال بعد أن حرم منها مع كوت ديفوار في مونديال جنوب إفريقيا: "حرمت من فرصتي الأولى وأخذت وقتا حتى تعافيت من الظلم، أما حاليا فأشعر براحة شديدة مع الجزائر، لقد حصلت الآن على الرضا، الشرف، الاحترام والنجاح أيضا". حليلوزيتش: "اللاعبون السابقون... ظاهرة خطيرة في الجزائر!" في تصريحات منفصلة، نشرت صحيفة "دنيفنيك آفاز" البوسنية حديثا ل حليلوزيتش عرج فيها للمشاكل التي رافقت عمله مع "الخضر" وقبل ذلك جل المحطات التي مر عبها، كاشفا أيضا عن سر الانضباط الشديد الذي يفرضه أينما حل أو ارتحل، حيث قال: "الكل يعرف عمله ومهامه سواء رئيس الاتحاد، نائبه وباقي المسؤولين، أنا سيد الموقف في غرف تغيير الملابس والآمر الناهي، كل شيء من اختصاصي هناك أما خارجه فلكل عمله"، مضيفا حول ما أسماها بالظاهرة الخطيرة في المنتخب الجزائري: "لقد عانيت من ظاهرة خطيرة في الجزائر وهي تدخل اللاعبين القدامى والدوليين السابقين، إنهم بمثابة المعارضة في كل شيء ويفرضون ضغطا شديدا". "الجزائر منحت البوسنة مئات الآلاف من الدولارات بسببي" من بين الأمور اللافتة التي تحدث عنها حليلوزيتش في حديثه مع الصحيفة البوسنية هي تأكيده على منحه مساعدة مادية ضخمة للاتحاد البوسني لكرة القدم وهذا بعد المباراة الودية التي جمعت المنتخب الوطني نهاية العام الماضي برفقاء إيدين دزيكو وميراليم بيانيتش في ملعب 5 جويلية، حيث كشف أن ودية الجزائر والبوسنة كانت مقابل مبلغ مالي كبير، وقال: "ساهمت في مساعدة الاتحاد البوسني ماديا، المباراة الودية التي لعبت السنة الفارطة كانت مقابل مئات الآلاف من الدولارات".