قبل ستة أشهر من انطلاق نهائيات كأس العالم لكرة القدم لم تكتمل بعض الاستادات حتى الآن بينما بدأت الفرق المتأهلة في حجز رحلات الطيران لكن أسعار تذاكر المباريات ترتفع بسرعة تفوق التوقع. وأصبح حلم كل مشجع لكرة القدم بإقامة كأس عالم في الموطن الروحي للعبة الجميلة على وشك أن يتحقق. لكن بينما يتطلع المشجعون كافة في مختلف أنحاء العالم للحظة الفريدة فإن العديد من البرازيليين لا يملكون مثل هذا القدر الكبير من الحماس. ويرى هؤلاء في كأس العالم العام المقبل فرصة مهدرة لتطوير موعود للبنية التحتية وهو إما لم يتحقق أو تأخر وازدادت تكلفته. وقال مارسيلو بروني الذي يدرس الاستعداد للأحداث الرياضية الكبرى في جامعة كامبيناس: "أعتقد أن بث المباريات إلى العالم سيمثل عرضا مبهرا ولن تكون في ذلك أي مشكلة." وأضاف: "لكن المال العام الذي ينفق على إعداد البلاد كان من الممكن إنفاقه في مكان آخر. سيسعد البرازيليون لاستضافة كأس العالم لكن هذا سيكون سببه الاحتفالات وليس انفاق المال بحكمة." وحصلت البرازيل على حق تنظيم كأس العالم في 2007، لكنها تأخرت لنحو عامين قبل أن تتخذ قرارا بشأن المدن التي ستستضيف 64 مباراة في النهائيات وبعدها اختارت 12 مدينة وهو عدد أكبر من المطلوب. وقال وزير الرياضة في البلاد إن 12 ملعبا سيتم بناؤها "بدون إنفاق سنت واحد من المال العام" وتعهد رئيس البلاد بأن تستغل البرازيل الفرصة لإنشاء وتحديث طرق ومطارات وخطوط للحافلات وقطارات أنفاق وفنتدق ونظم اتصالات وكلها أشياء محورية لاستمرار استمرار النمو الاقتصادي في هذا البلد لكن لم يتم الوفاء بتلك الوعود. ورغم أن بناء الاستادات يأتي بتمويل في معظمه من القطاع الخاص - ستة منها سلمت بالفعل واستخدمت في استضافة كأس القارات في جوان الماضي والستة المتبقية ستسلم بنهاية ديسمبر الجاري - فإن الكثير من المال مصدره البنوك الحكومية التي تقرض شركات الإنشاءات بفائدة منخفضة بينما تمنح الشركات فترة سماح ضريبية كبيرة. وهناك على الأقل استادان في ماناوس وكويابا قد يتأخر تسليمهما وثالث قد لا ينتهي العمل على تحديثه إلا في أواخر فيفري المقبل على الأقل. وقال المراقب العام الاتحادي للحكومة إن هناك أربعة استادات على الأقل لن يتم استخدامها حين تنهي البطولة. كما أن هناك خمس مدن بالبطولة لن يكون لها فرق في دوري الأضواء لتستخدم الاستادات. وقال ريكاردو اموريم المتخصص في الاقتصاد: "لم تحدث زيادة كبيرة في الاستثمار في البنية التحتية." ويضيف أموريم ان أحد مصادر القلق الكبرى تتمثل في احتمال اندلاع قلاقل شعبية أثناء كأس العالم. فخلال كأس القارات شهدت البرازيل أكبر احتجاجات شعبية في 20 عاما مع تظاهر الملايين في الشوارع ضد ارتفاع أسعار تذاكر الحافلات. وسرعان ما توجهت المظاهرات ضد الإنفاق الهائل على استادات كأس العالم وتساءل الناس عن سر الفشل في الاستثمار بغزارة مماثلة في الصحة والتعليم.