تصنع قضية انتقال نايمار دا سيلفا الحدث في البيت الكتالوني منذ انتقاله قادما من البرازيل الصيف الماضي حيث اتصفت هذه القضية بالغموض من قبل طرفي الصفقة، سواء برشلونة أو سانتوس الفريق السابق للمهاجم البرازيلي، خاصة فيما يتعلق بالإعلان عن المبلغ الذي دفعته إدارة ساندرو روسيل في نايمار، إذ كان هناك حديث في بداية الأمر عن 17 مليون أورو، وهو ما لم يتقبله الكثير من المختصين، ليعلن سريعا أن الصفقة بلغت 57 مليون أورو ثم 72 مليون، الأمر الذي أثار شكوكا كبيرة حول هذه الصفقة، لتزيح صحيفة "إل موندو ديبورتيفو" الإسبانية أمس الستار عن كواليس هذه الصفقة، وفاجأت الصحيفة الكل بعد إعلانها أن روسيل الرجل الأول في برشلونة متهم باختلاس الأموال في صفقة صاحب 21 عاما. أحد معارضي روسيل تقدم بشكوى رسمية إلى المحكمة العليا وليست هذه هي المرة الأولى التي يتهم فيها ساندرو روسيل بمثل هذه الأعمال، حيث توجد العديد من القضايا الشائكة في البرازيل، والتي يتهم فيها الرجل بإنشاء شركة غير شرعية مختصة في إعداد اللقاءات الودية، لتضاف قضية الاختلاس إلى قضايا أخرى معلقة، وكان المسؤول عن تفجير هذه القنبلة هو أحد معارضي روسيل في إدارة العملاق الكتالوني جورجي كاسيس، والذي قال: "رئيس برشلونة اختلس 40 مليون أورو في قضية انتقال الرقم 11 من سانتوس، لقد قمنا بوضع شكوى يوم الخميس الماضي لدى المحكمة الوطنية العليا في إسبانيا" وما دامت الأمور قد وصلت إلى هذا الحد، فهذا يعني أن القضية اتخذت صبغة الجدية. الرئيس قدم عمالة ب 40 مليون أورو لوالد اللاعب وللتوضيح، فإن القيمة الإجمالية لعملية شراء نايمار بلغت 57.1 مليون أورو، بينها 17.1 مليون كحقوق للاعب، و9.3 ملايين ل سانتوس و17.1 مليونا لشركتي "ديس" التي تملك 40% من حقوق بيع الدولي البرازيلي و"تيسيا" المالكة ل 5% هي الأخرى، وتضاف 7.9 ملايين أورو ل سانتوس من أجل حصول برشلونة على حقوق تفضيلية لشراء ثلاثة لاعبين شباب من النادي البرازيلي، بجانب 9 ملايين أورو بسبب إلغاء الكتالان لمباراتين وديتين، ولكن البلاغ يتطرق إلى 40 مليون أورو دفعتها البارصا كعمولة إلى مؤسسة "إن أند إن" التي تخضع لسيطرة والد نايمار، وتم إدراج المبلغ تحت بند السرية ورفض روسيل الكشف عن تفاصيله بهذه الحجة. المبلغ تم إدراجه كراتب غير معلن ل نايمار في بند سري ودارت تكهنات كثيرة بسبب هذا المبلغ الكبير الضائع في الصفقة، وكثرت التساؤلات حول ماهيته، لكن التفسير الأنسب هو ما جاء به بعض المختصين في شؤون الانتقالات، إذ أنه يمثل راتبا غير معلن ل نايمار ووالده لإغرائه بقبول الانتقال إلى برشلونة، وإذا صحت هذه الأقاويل فإن هذا الأمر يعتبر جريمة ضريبية في القانون الإسباني (وفي أي قانون)، وذلك لعدم إبلاغ وزارة المالية بمبلغ 40 مليون أورو لإضافته إلى راتب اللاعب أوإدراجه ضمن مداخيله التي يقدم عنها تقريرا للمالية الإسبانية لحساب ضرائبه. الصفقة كلفت برشلونة 100 مليون أورو مع المبلغ المختلس وواصلت صحيفة "إل موندو ديبورتيفو" في كشف كواليس صفقة نايمار الغريبة، إذ اعترفت أن هذه الأخيرة كلفت برشلونة أكثر مما يعتقد الجميع، وأن مبلغ انتقال اللاعب البرازيلي وصل إلى حوالي 100 مليون أورو (57 مليون زائد 40 مليون) إذا أضفنا المبلغ المختلس، وفي هذا الصدد نتذكر تصريحا غريبا جدا ل فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد الذي انسحب في وقت مبكر من صفقة صاحب 21 ربيعا، حين أكد أن سعر اللاعب مبالغ فيه وأنه وصل إلى 150 مليون أورو، بقوله: "كان بإمكاننا أن نوقع ل نايمار، لكن الأمر سيمس كثيرا بسياسة النادي، لقد قمنا بكل ما في وسعنا، لكن الصفقة قد تصل إلى 150 مليون أورو" ويقصد بيريز ب "المساس بسياسة النادي" بأنه لا يريد الدخول في متاهات كالتي دخل فيها نظيره روسيل. روسيل: "ليس هناك ما يقلقني وأنا هادئ للغاية" وفور انتشار هذه الأخبار، سارع ساندرو روسيل إلى الإعلان عن ردة فعله تجاه هذه الاتهامات الخطيرة، وتفاجأ الجميع بأن رد رئيس برشلونة كان قصيرا ولم يطل هذا الأخير حتى الحديث في الأمر، حيث عبر عن عدم رغبته في الخوض بهذه التفاصيل "المعروفة" بالنسبة له، كما أبدى ارتياحه بهذا الشأن ولم يعلق أبدا على الموضوع، وقال الرجل الأول في "كامب نو" خلال تصريحات للصحافة الإسبانية باختصار تام: "أنا هادئ، ليس هناك أمر يقلقني والحديث عن أمور معروفة وواضحة لا يستهويني، أنا مرتاح للغاية".