تحدث السيد رابح سعدان في مؤتمر صحفي عقدته جريدة "ديكا نيوز" عن الكثير من الأمور التي تتعلق بالمنتخب الوطني والتكوين في كرة القدم الجزائرية، كما قارن بين كرة القدم في سنوات الثمانينات وكرة القدم الحديثة في الجزائر... كما أكد على ضرورة التنظيم والتسيير الجيد في مشروع الاحتراف الجزائري الذي وصفه بالغير كاف تماما لتطوير الكرة الجزائرية، وعاد مدرب الوفاق السطايفي أيضا إلى التأهل التاريخي للمنتخب الوطني في 2010 والذي كان المشرف فيه على المنتخب الوطني ووصفه بأنه قفزة نوعية لكرة القدم الجزائري على العموم. "علينا العودة للتكوين لتشكيل نخبة وطنية في كرة القدم" وصف السيد رابح سعدان الكرة الجزائرية الحالية والسياسة التي تنتهجها الأندية الجزائري بالعقيمة والتي لا يمكن أن تعطي ثمارها على المستوى البعيد، إذ قال أن الأندية الجزائري لا تعمل على تطوير الفرق والبطولة الوطنية، لأنها لا تعتمد تماما على سياسة التكوين التي انتهجتها الجزائر سنوات الثمانينيات والتي أعطت ثمارها على مستوى البطولة والمنتخب الوطني، كما شدد على انتهاج سياسات حكيمة من قبل رؤساء الأندية للتخطيط المحكم والقويم من اجل تطوير كرة القدم الجزائرية والبطولة الوطنية، واكتشاف شبان بإمكانيات وفنيات رائعة تعكس التكوين المحكم.
"يجب أن تتوفر الجزائر على 100 مركز تكوين على الأقل" من جهة أخرى شدد سعدان على التكوين المحكم والتسيير الجيد في مراكز التكوين التي لم تعد موجودة بكثرة إن لم تكن منعدمة في بعض الولايات من الوطن، وقارن السيد سعدان الوضع الحالي بما كانت عليه الكرة الجزائرية في سنوات الثمانينيات أين كانت الدولة والأندية تولي أهمية كبيرة للتكوين الذي آتى أكله آنذاك حسب السيد رابح سعدان، كما قال أيضا: "إن بلدا كالجزائر يجب أن يحتوي على الأقل على 100 مركز تكوين في كامل التراب الوطني" وذلك لانتقاء خيرة اللاعبين في البلاد، وتطوير المهارات الشبانية وصقلها جيدا لتقدم للمنتخب الوطني في النهاية.
"دخلنا الاحتراف دون تخطيط والتنظيم غائب فيه تماما" كما لم يغفل الناخب الوطني سابقا الحديث عن مشروع الاحتراف الذي دخل حير التنفيذ منذ سنوات لكن دون نتائج كبيرة، واستند السيد سعدان في ذلك إلى المنتخب الوطني الذي تشكل نواته لاعبين مزدوجي الجنسية، ومكونين في مراكز تكوين أجنبية، كما وصف مشروع الاحتراف بالمشروع المخيب لحد الىن لأن النتائج لم تظهر تماما، والنتائج ليست محفزة لحد الآن، وذلك رغم الأموال الكبيرة التي تضخ موسميا في هذا المشروع، كما أكد غياب التنظيم تماما في مشروع الاحتراف الذي لا يقارن مع التنظيم الذي شهدته الكرة الجزائرية والبطولة الوطنية في سنوات الثمانينيات ومطلع التسعينات، حيث قال: "من وجهة نظري التنظيم في الثمانينات كان أحسن من التنظيم في البطولة المحترفة حاليا رغم توفر الأموال"، وإضافة لذلك أكد على عدم وجود تنظيم وتخطيط محكمين في ذات المشروع.
"تربص مارس غير كاف لتحضير منافسة بحجم كأس العالم" كما تحدث الناخب الوطني السابق عن المنتخب الوطني لكن بشيء يسير ودون الدخول في كل المواضيع، حيث اكتفى سعدان بالحديث عن تربص مارس القادم والذي سيجمع لاعبي "الخضر" لمدة 48 ساعة فقط يتخللها لقاء ودي أمام المنتخب السلوفيني الذي واجهه سعدان سنة 2010، وقال مدرب الوفاق أن التربص ليس كافيا تماما لتحضير منافسة بحجم كأس العالم، التي تضم كوكبة من المنتخبات العالمية يلعب نجومها في أبرز الأندية الأوروبية، وقال سعدان: "تربص مارس ليس كافيا لتحضير منافسة عالمية كالمونديال، وبالتالي يجب أن يتوفر المنتخب الوطني على قاعدة ضخمة من اللاعبين المحليين الموكنين تكوينا جيدا" وذلك حتى يكون هناك تناسق بينهم ويسود تفاهم كبير وسط المجموعة.
"تأهل 2010 أعطى اللاعبين الجزائريين في الخارج فخرا ببلدهم" وفي الأخير عاد المدرب الوطني السابق لتأهل الخضر سنة 2010 إلى مونديال جنوب إفريقيا، وقال بأن ذلك التأهل أعطى اللاعبين الجزائريين القاطنين في الخارج فخرا كبيرا بمنتخبهم الأول وببلدهم، لذلك صاروا أكثر قربا من المنتخب وصارت تتملكهم الرغبة في اللعب تحت قميص "الخضر"، كما أضاف أن اللاعبين الجزائريين المحترفين والمكونين في الأندية الأوروبية: "كانوا يخجلون في السابق بالمنتخب الجزائري لأنه لم يكن معروفا ولم يكن مرشحا في أي منافسة، لكن تأهل الجزائر لمونديال 2010 أعاد لهم انتماءهم للمنتخب وحبهم لوطنهم وفخرهم بحمل قميص الخضر في كل المناسبات" ختم السيد رابح سعدان قائلا.