نجح نادي غرناطة سهرة أول أمس في وضع حد لسلسلة نتائجه السلبية في الدوري الإسباني بفوزه برباعية نظيفة على ضيفه بلد الوليد في المباراة التي جمعتهما على ملعب "لوس كارمينيس" في افتتاح مباريات الجولة 19 من المسابقة، وشهدت المباراة مشاركة ياسين براهيمي بصفة أساسية من جانب غرناطة، حيث شغل منصبه المعتاد كجناح أيسر ولعب كامل أطوار المواجهة، كما ساهم في تسجيل الهدف الأول لفريقه بعد تقديمه كرة الهدف لزميله مورييو من توزيعة دقيقة في (د11)، ورفع رفاق الدولي الجزائري بهذا الفوز رصيدهم إلى 23 نقطة، ليعودوا بذلك مجددا إلى المنطقة الدافئة في وسط جدول الترتيب. مرر كرات من ذهب لرفاقه لكنهم فشلوا في تسجيلها وكاد براهيمي الذي تلاعب كما يحلو له بمدافعي بلد الوليد أول أمس أن يتسبب في تسجيل فريقه لأهداف أخرى، لكن للأسف ضعف فعالية مهاجمي فريقه حال دون حدوث ذلك، حيث فشل أغلبهم في تحويل الكرات الرائعة التي كان يمدهم بها في منطقة الجزاء إلى أهداف، رغم أن ذلك كان يبدو سهلا عليهم بالنظر إلى اهتزاز دفاعات بلد الوليد بسبب الاختراق المتكرر له من طرف براهيمي الذي عرف كيف يستغل مهارته الفنية لمصلحة الفريق الجماعية، إذ كان يتبع أي مراوغة له بتمرير جيدة نحو زملائه دون المبالغة كثيرا في الحفاظ على الكرة، وهو ما أعابه عليه في وقت سابق أنصار غرناطة. تحسن كثيرا بدنيا وساعد رفاقه من الناحية الدفاعية وتعد مباراة بلد الوليد خامس مباراة كاملة ل براهيمي على التوالي في الدوري الإسباني، حيث سبق له أن أكمل جميع أطوار المباريات الأربع التي سبقتها أمام كل من ألميريا، ريال سوسيداد، رايو فايكانو وإشبيلية، وهو ما يؤكد تحسنه من الناحية البدنية في الأسابيع الأخيرة مقارنة ببداية الموسم التي كان يعاني خلالها من نقص بدني واضح، كان يدفع وقتها مدربه لوكاس ألكاراز إلى استبداله مبكرا في أشواط المباراة الثانية، كما أن هذا التحسن ساهم أيضا في تطوير آدائه الدفاعي الذي أصبح أفضل بكثير، إذ ساعد أمس كثيرا زميله برايان أنغيلو في تغطية الرواق الأيسر واسترجع خمس كرات كاملة. "ماركا" منحته أفضل علامة في المباراة ولم يمر المردود المميز الذي قدمه براهيمي أول أمس بملعب "لوس كارمينيس" مرور الكرام على وسائل الإعلام الإسبانية، حيث منحته صحيفة "ماركا" أعلى علامة (8)، ليكون بذلك من أفضل لاعبي المواجهة إلى جانب رفاقه مانويل إيتورا، جيسون مورييو وريسيو الذين نالوا ذات العلامة، كما أثنت اليومية الإسبانية المتخصصة كثيرا على المستوى الذي أظهره لاعب المنتخب الوطني في تقريرها المنشور على موقعها الإلكتروني عن المباراة، إذ وصفت تحركاته القاتلة وسط دفاعات الفريق المنافسة ب"الكابوس" الذي أتعب كثيرا لاعبي بلد الوليد الذين لم يجدوا حلا لإيقافه وشل نشاطه سوى استعمال التدخلات الخشنة. موقع "غرانادا هوي" وصفه ب"الجوهرة" وسار موقع "غرانادا هوي" الإخباري المهتم بمنطقة غرناطة وضواحيها على نهج مختلف وسائل الإعلام المحلية، وأشاد كثيرا بالمستويات التي أصبح يقدمها براهيمي في مباريات غرناطة الأخيرة، حيث وصفه ب"الجوهرة الحمراء والبيضاء" وتنبأ برحيله في المستقبل القريب عن النادي الأندلسي، بالنظر إلى التطور الكبير الذي عرفه مستواه خلال الموسم الحالي، كما أشار الموقع الإسباني إلى مشاركته المرتقبة رفقة "الخضر" في نهائيات كأس العالم الصائفة القادمة، وهي المناسبة التي ستسمح للجمهور العالمي حسب ذات الموقع باكتشاف موهبة نجم رين السابق الذي يبقى حاليا معروفا على المستوى الإسباني فقط، نظرا إلى لعبه مع ناد صغير مثل غرناطة. عودة ريسيو القوية ستعقد وضعية يبدة أكثر من جانب آخر، شهدت مباراة بلد الوليد تألق ملفتا للانتباه من ريسيو لاعب مالاغا المعار إلى غرناطة، والذي منحه الطاقم الفني ل غرناطة فرصة اللعب أساسيا وتعويض غياب حسان يبدة بسبب الإيقاف والإصابة في نفس الوقت، حيث عرف الإسباني صاحب 23 سنة كيف يستغل فرصته جيدا وخطف الأنظار بتسجيله ثنائية في مرمى بلد الوليد، رغم نشاطه في منصب وسط الميدان المحوري، وهو ما يرشحه لاسترجاع مكانته الأساسية التي كان قد فقدها في الجولات الثلاثة الماضية لصالح يبدة، إذ من المتوقع أن يجد الدولي الجزائري نفسه حبيس مقاعد البدلاء مجددا عند تعافيه وعودته إلى الميادين في حال واصل ريسيو اللعب بنفس المستوى.