صحيح أنّ الإتحادية الجزائرية لكرة القدم هي من تسهر حاليا على برمجة المباريات الودّية الخاصة بفترة تحضيرات منتخبنا الوطني لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، غير أن "الفاف" لا تتحمل كل المسؤولية في برمجة حتى الآن مبارتين أمام منتخبين من شرق أوروبا مع احتمال برمجة مواجهة ثالثة أمام منتخب من شرق القارة العجوز، لأن الناخب الوطني حليلوزيتش خلال الفترة التي تهور فيها وتعنت في تصرفاته يوم نشب خلاف حاد بينه وبين روراوة، هو من رفض كل المنتخبات العملاقة التي كان من شأن التباري معها أن يخدم منتخبنا بما أن طريق لعبها تشبه إلى حد بعيد طريقة منافسينا الثلاثة "بلجيكا، كوريا الجنوبيةوروسيا". روسيا من أوروبا الشرقية بتفكير مختلف منذ قدوم كابيلو نجحت"الفاف" حتى الساعة في برمجة لقاءين وديتين أمام كل من سلوفينيا بتاريخ 5 من مارس المقبل، ورومانيا في 4 جوان، وللوهلة الأولى يتبادر للأذهان أن اللعب أمام منتخبين من أوروبا الشرقية مناسب لمنتخبنا بما أنه سيلاقي في آخر جولة من الدور الأول للمونديال منتخب من أوروبا الشرقية ألا وهو روسيا، غير أن برمجة هذين المواجهتين لم تكن مدروسة بالشكل نفسه الذي سطرته الإتحادية الجزائرية عقب قرعة المونديال، والدليل على ذلك أن طريقة لعب "الدب الروسي" تغيرت كثيرا ولم تعد تشبه كثيرا طريقة منتخبات شرق القارة العجوز منذ مجيء المدرب الإيطالي كابيلو الذي جعل هذا المنتخب يلعب بطريقة سريعة ويعتمد على الجانب البدني أيضا ولعبه يشبه كثيرا الكرة الإنجليزية، دون أن ننسى أن التحضير بمنتخبين من شرق القارة الأوروبية لثالث منتخب سنواجهه في البرازيل خطأ ثان أغفل أصحاب القرار أمر الوقوع فيه. "الفاف" أكّدت سابقا على مواجهة منتخبات أوروبية وأمريكو لاتينية لكن البوسني غيّر كل شيء كانت الإتحادية الجزائرية لكرة القدم وفي وقت سابق وبالضبط عقب قرعة المونديال، قد كشفت في بيان رسمي أن منتخبنا سيواجه في برنامجه التحضيري منتخبات أوروبية وأخرى أمريكو لاتينية، وفعلا تلقى "الخضر" عروضا من العديد من المنتخبات الأوروبية الكبيرة في صورة إنجلترا والبرتغال، كما تلقى عروضا من منتخبات أمريكا اللاتينية علي غرار الإكوادور وكولومبيا، لكن البوسني رفضها كلها وأصر على التباري أمام منتخبات من أوروبا الشرقية واقترح حتى برمجة لقاء عودة ضد أبناء جلدته البوسنيين، قبل أن يوافق على برمجة لقاءي سلوفينيا ورومانيا ولقاء ثالث ضد منتخب من أوروبا الشرقية تسعى "الفاف" للفصل فيه، مبعثرا بذلك كل الأوراق ومضيعا على "محاربي الصحراء" إجراء أفضل تحضير لهم قبيل المونديال أمام منافسين كان سيفيدهم التباري أمامهم كثيرا. الجزائر سنة 1982 حضّرت أمام البيرو، إيرلندا ومنتخبات عريقة التركيز على منتخبات أوروبا الشرقية رغم تغير فلسفة المنتخب الروسي منذ قدوم المدرب كابيلو ورغم أن مباراة روسيا ستكون الأخيرة في المونديال، جعلنا نقارن البرمجة الحالية لمباريات المنتخب الوطني بفترة تحضيراته في مختلف نهائيات كؤوس العالم التي شارك فيها من قبل، والبداية بسنة 1982 وهي النهائيات التي أوقعت "الخضر" في مجموعة تضم كل من ألمانيا، الشيلي والنمسا، وحينها حضر الأفناك" ضدّ كل من البيرو الذي تشبه طريقة لعبه طريقة الشيلي وتعادلوا أمامه بهدف في كل شبكة ( ماجر سجل هدف التعادل)، كما تباروا مع إيرلندا الذي تشبه طريقة لعبه كل من ألمانيا والنمسا وفازوا عليه بثنائية من توقيع عصاد وماجر، دون أن ننسى أن منتخبنا في تلك السنة حضر ضد أندية أوروبية كبيرة (الوقت كان متاحا لذلك حينها عكس المعمول به حاليا) إذ واجه فرق ليل، بنفيكا، ريال مدريد، باستيا، لوزان، ليون وغيرها. وحتى سنة 1986 واجهت سويسرا، المجر والمكسيك وكوريا الجنوبية في سنة 1986 ورغم أن المنتخب الوطني ركز على كأس إفريقيا لضمان أفضل تحضير بما أنها جرت في مارس، إلا أنه ومع ذلك خاض بعض المباريات الودية أمام سويسرا وخسرها بثنائية نظيفة والمجر والمكسيك وكوريا الجنوبية وحضر بها لكل من إسبانيا، البرازيلوإيرلندا الشمالية التي واجهها في المونديال، كما لعب بعض المباريات الودية الأخرى أمام فرق أوروبية علي غرار بورتو، بيفرين، فلومينانس، هيندوفن، ليل". وفي 2010 أمام صربيا وإيرلندا تحضيرا لسلوفينا وإنجلترا تحسبا لمونديال 2010 واجه "الخضر" قبيل التوجه إلى جنوب إفريقيا منتخب صربيا بملعب 5 جويلية بما أن طريقة لعبه تشبه طريقة لعب سلوفينيا، وواجه إيرلندا الشمالية التي تشبه طريقة لعبه إنجلترا، ولم يضبط أي مباراة أمام منافس تشبه طريقة لعبه منتخب الولايات المتحدةالأمريكية، واكتفى بمواجهة الإمارات العربية المتحدة. الحل في إنقاذ موعد 31 ماي وتفادي، أوكرانيا، بلغاريا وبولونيا وسلوفاكيا يبقى الحل الوحيد لإنقاذ مرحلة تحضيرات منتخبنا في التعامل جيدا مع موعد 31 ماي الذي لا يزال شاغرا حتى الساعة، ما دامت "الفاف" لم ترسم أي مباراة ودية حتى الساعة، فالحديث في الوقت الحالي يدور عن منتخبات أوكرانيا، بولونيا، بلغاريا وسلوفاكيا وغيرها من منتخبات شرق القارة العجوز، والتباري مع منتخب آخر من هذه المنطقة لن يساعد "الخضر" كثيرا في التحضير لمباراة بلجيكا التي كان لا بد من الإحتكاك قبلها بنجوم إنجلترا.