تفاجئ الرأي الرياضي العام أمس لإعلان برمجة المنتخب الوطني للقاء ودي يوم 5 مارس القادم أمام نظيره السلوفيني في ملعب "تشاكر" في البليدة، بعد أن تخلت "الفاف" عن فكرة مواجهة المنتخب البرتغالي بطلب من الناخب الوطني "حليلوزيتش"، الذي يكون قد تخوف مسبقا من الانتقادات التي قد تطوله في حال تلقي "الخضر" لهزيمة ثقيلة مثلما كان الحال سنة 2010 مع الناخب سعدان بعد مباراة صربيا الاستعدادية ل "مونديال"، ويبدو جليا أن خيار مواجهة منتخب سلوفينيا لن يفيد المنتخب الوطني في تحضيراته لنهائيات كأس العالم لأسباب كثيرة سنحاول تلخيصها فيما سيأتي. ماذا سنستفيد من منتخب انهزم في ملعبه أمام البوسنة بثلاثية نظيفة؟ أولى الأسباب التي تجعل مواجهة منتخب سلوفينيا ليست بالاختبار الجيد لكتيبة "حليلوزيتش" في استعدادها ل "مونديال" البرازيل هو مستوى هذا المنتخب، الذي بغض النظر عن ترتيبه في "الفيفا" (يحتل المركز 29)، فإن نتائجه تبقى متوسطة جدا رغم أن غالبيتها أمام منتخبات متواضعة في القارة الأوروبية، بدليل أنه منذ 2012 واجه 3 منتخبات متأهلة إلى "المونديال" القادم فقط، وهذا مرتين أمام سويسرا وخسر اللقاءين ولقاء أمام اليونان تعادل فيه، وأخيرا أمام البوسنة لما انهزم في ملعبه بثلاثية نظيفة، وباقي مواجهاته كانت كلها أمام منتخبات لا تملك تاريخا ولا مستوى في أوروبا، ومنه فإنه يستحيل مقارنة هذا المنتخب مع البرتغال التي كانت مرشحة بقوة لمواجهة "الخضر". أفضل نتيجة حققها منذ لقاء "الخضر" في 2010 هي التعادل داخل الديار أمام بلجيكا ولعل أكثر ما يوضح أن المنتخب السلوفيني مستواه ليس بالكبير، ولا يمكن بأي حال من الأحوال قياسه بمستوى منتخبي روسياوبلجيكا اللذين سيواجهان "الخضر" في "المونديال" من القارة الأوروبية، فهو نتائجه التي تبقى متواضعة مادام أنه منذ لقائه أمام الجزائر في جنوب إفريقيا يوم 13 جوان 2010 لعب 35 لقاء ولم يتمكن من الفوز على أي منتخب كبير بل بالعكس من هذا انهزم أمام إنجلترا، إيطالياوسويسرا ذهابا وإيابا، مع العلم أنه تعادل يوم 10 أوت 2011 سلبيا أمام بلجيكا خارج الديار، وهو أفضل نتيجة حققها أمام منتخب كبير منذ "مونديال" 2010. منتخب لا يضم أي "نجم" وكيف سيختبر لاعبونا أنفسهم ل "المونديال"؟ العامل الآخر الذي سيجعل مواجهة 5 مارس القادم دون فائدة كبيرة للمنتخب الوطني هو أن سلوفينيا لا تضم في صفوفها "نجوم" عالميين كبار، إذ أن أبرز لاعبيها ينشطون في نواد إيطالية متوسطة مثل "كييفو فيرونا"، "بولونيا، "هيلاس فيرونا" والنجم الوحيد إن صح التعبير أن نسميه نجما ويلعب في ناد كبير هو حارس "الإنتير" سمير هاندانوفيتش، ومن هذا المنطلق فإن لاعبينا لن يتمكنوا من اختبار إمكاناتهم قبل مواجهة "نجوم" منتخب روسيا وخاصة بلجيكا الذين سيلاقونهم في "المونديال"، في صورة "هازارد"، "كومباني" والبقية. طريقة لعبه تشبه أكثر طريقة لعب النمسا، كرواتيا والمجر وحسب بعض أصحاب الاختصاص، فإن طريقة لعب منتخب سلوفينيا لا تشبه في شيء طريقة لعب لا المنتخب الروسي ولا المنتخب البلجيكي، لأنه قبل كل شيء سلوفينيا تقع في جنوب القارة الأوروبية وليس في شمال شرقها مثل روسيا أو شمال غربها أين تقع بلجيكا، ومن هذا المنطلق فإن طريقة لعبها تشبه أكثر طريقة لعب منتخبات لبلدان تجاورها مثل النمسا، كرواتيا، المجر وحتى إيطاليا، مادام أن الكثير من اللاعبين السلوفينيين ينشطون في "الكالتشيو". الجزائر لم تواجه منتخبا كبيرا منذ مواجهة إنجلترا في جوان 2010 ويبقى الأمر المؤسف حاليا هو أن المنتخب الوطني عاجز عن مواجهة منتخب كبير منذ فترة طويلة، وهو أمر قد ينعكس سلبيا على أدائه ونتائجه في "المونديال" القادم، مادام أنه سيكون مستحيلا قياس قوته أمام منتخبات ضعيفة مثل تلك التي واجهها كثيرا منذ تولي "حليلوزيتش" عارضته الفنية، في صورة غامبيا، رواندا، البينين وغيرها. تجدر الإشارة إلى أن "الخضر" لم يتمكنوا من مواجهة منتخب عالمي بكل ما تحمله الكلمة من معنى منذ يوم 17 جوان 2010 لما واجه المنتخب الإنجليزي، رغم أنه في وقت سعدان كان زملاء بوڤرة قد واجهوا وديا قبل "المونديال" منتخب صربيا وقبل حتى التأهل منتخب الأوروغواي.