يكون العديد من متتبعي الكرة في بلادنا وحتى المختصين في عالم الكرة قد اندهشوا لقرار حليلوزيتش استدعاء 36 لاعبا تحسبا لمباراة ودية، حيث أن العدد كبير وهائل ولا يمكن أصلا لأي مدرب العمل مع كل هذا العدد من اللاعبين، وهو ما يوضح أيضا أن استدعاء كل هذا لا علاقة له بمباراة سلوفينيا بل إن الأمر يتعلق برسالة يريد الناخب الوطني أن يوجهها للاعبين، حيث يريد أن يوضح من هم الذين سيتابع خطواتهم من هنا إلى موعد "المونديال"، ويريد أن يوضح أن الجميع لازال معنيا بالسباق نحو حصد مكان وما عليهم سوى مواصلة العمل من أجل الظفر بثقته. قائمة البرازيل ستحدد من هذه القائمة لا غير رسالة المدرب الوطني واضحة، حيث يريد أن يقول إن قائمة المسافرين إلى البرازيل ستحدد من هذه القائمة الموسعة، وإنه لن يفكر في لاعبين آخرين، حيث استبعد أسماء أخرى وفضل وضع إسم كل من شارك في التصفيات الماضية، لأنه يريد اللعب على ورقة الاستقرار، قائمة "المونديال" ستحمل أسماء 23 لاعبا فقط، أي أن البوسني سيتخلى عن خدمات 13 لاعبا لاحقا، ولكنه أكد للاعبيه أنه ليس ممن يستعملون لاعبين ثم يتخلون عنهم لما تحين المواعيد الكبرى، لذلك استدعى الجميع لتربص سلوفينيا الذي سيكون آخر تربص قبل تربص "المونديال" بداية شهر ماي. لن يكون هناك أي لاعب جديد لأن الوقت قصير وتشير كل المعطيات إلى أن حليلوزيتش حسم الأمور بنسبة كبيرة فيما يتعلق بقائمة "المونديال" النهائية، ووضع أسماء اللاعبين الذين يريد الاعتماد عليهم خلال كأس العالم في بلاد "السامبا"، ولم يبق سوى تحديد بعض اللمسات الصغيرة ووضع حساباته لأي تغييرات اضطرارية قد تحدث بسبب الإصابات خاصة، البوسني أكد بهذه القائمة أنه لن يستدعي أي لاعب جديد عدا بن طالب، وقد أصر على حضور بن طالب لهذا التربص حتى لا يكون اللاعب قد جاء مباشرة للمشاركة في كأس العالم ويأخذ مكان لاعب آخر، حيث سيشعر الجميع بأنه لاعب قديم في التشكيلة، وما عدا إسم بن طالب لن يكون هناك أي إسم لاعب جديد في كناش حليلوزيتش، لأنه لن يكون أمامه الوقت الكافي لتجريبه، حيث سيكون قد بقي حوالي شهران عن "المونديال" ولا فائدة من جلب أسماء جديدة. الأمور حسمت بالنسبة لزفان والبقية وكانت هناك بعض الأسماء المرشحة من أجل الانضمام إلى المنتخب الجزائري في الفترة القادمة، خاصة الظهير الأيسر لنادي "ليون" الفرنسي زفان، ولكن في النهاية هذا اللاعب لن يكون ضمن قائمة حليلوزيتش، ولن يشارك في "المونديال"، وسيكون عليه وبقية اللاعبين انتظار ما بعد "المونديال" من أجل الحصول على فرصة مع "الخضر"، تحديد حليلوزيتش قائمة ب 36 لاعبا لا تحتوي على إسم زفان أو لاعب آخر من المرشحين يعني أنه حسم أموره ولن يحدث تغييرات. القائمة كان قد حضّرها قبل لقاء بوركينافاسو ولا يمكن أن نقول إن البوسني قد جاء بشيء جديد في هذا التربص، لأنه أصلا كان قد حدد هذه القائمة منذ فترة، قبل حتى تأهل الجزائر إلى "المونديال"، حيث كان قد وضع قائمة ب 35 لاعبا قبل موعد مباراة السد الأخيرة أمام بوركينافاسو كان يريد من خلالها أن يخاطب كل الموجودين فيها ليقول أنتم المعنيون ب "المونديال" حتى وإن لم تشاركوا في لقاء السد، إذ يريد أن يبقي كل اللاعبين المرشحين مركزين في العمل مع أنديتهم ويضعوا في أذهانهم أنهم قادرون على التواجد في القائمة النهائية، وهو أمر يمكن وصفه بالإيجابي بما أنه يجعل الجميع يعمل ويأمل إلى غاية شهر ماي القادم. يريد تفادي حساسيات في القائمة النهائية وكان الناخب الوطني قد عبر في وقت سابق عن عدم وجود نية منه في استدعاء أي لاعب جديد إلى "الخضر" تحسبا ل "المونديال"، وكشف أنه سيعتمد على القائمة التي كانت تشارك معه في التصفيات المؤهلة والتي بنى منها نواة المنتخب الوطني، حيث يريد تفادي أي حساسيات في المجموعة، لكي لا يقال إن فلانا أخذ مكان لاعب تعب في التصفيات وإن فلانا جاء فقط من أجل "المونديال"، حليلوزيتش يعرف أن مثل هذه الأمور من شأنها أن تكسر روح المجموعة وتجعل العمل صعبا بالنسبة له وبالنسبة للاعبين أيضا. الأكيد أنه لن يكرر خطأ سعدان ويبدو أن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم هي الأخرى كان لها رأيها في هذه القائمة لأنها سبق وأن عاشت التجربة وقام المدرب سعدان وقتها بخطأ كبير بجلب 7 لاعبين جدد في آن واحد، وهو ما تسبب في كسر روح الفريق، البوسني لن يكرر نفس الخطأ وسيعتمد على نفس التعداد الذي عمل به طوال السنتين الماضيتين، ولن يكون هناك سوى إسم جديد هو نبيل بن طالب، وهذا أمر إيجابي في حد ذاته ولكن تواجد 36 لاعبا في مركز سيدي موسى في آن واحد تحسبا لتربص "الخضر" القادم في بداية شهر مارس قد لا يكون إيجابيا. البوسني يريدهم للتحدث إليهم وكان يمكن للبوسني أن يضع أسماء لاعبين في القائمة الاحتياطية ليظهر أنهم معنيون بحسابات "المونديال" مثلما فعل في مباراة السد أمام بوركينافاسو ويكتفي باستدعاء 25 لاعبا مثلما جرت عليه العادة، ولكن مدرب "الخضر" هذه المرة يريد الاجتماع بالكل في أول تربص بعد التأهل إلى كأس العالم، حين سيضع النقاط على الحروف معهم وسيحاول شرح موقفه من بعض القضايا وما الذي يريده من كل لاعب في الفترة المتبقية قبل كأس العالم.
