مع اقتراب بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل الصيف المقبل، يراود الأمل المنتخب الكاميروني لكرة القدم في تقديم عروض جيدة وجديرة بالاحترام وحتى وإن لم يكن مرجحا أن يستعيد الفريق أمجاده السابقة في بطولة كأس العالم. ولم يعد المنتخب الكاميروني (الأسود غير المروضة) على شاكلته السابقة التي نجح من خلالها في بلوغ دور الثمانية لمونديال 1990 بإيطاليا. وفجر أسود الكاميرون مفاجأة من العيار الثقيل في مونديال 1990 بالتغلب على المنتخب الأرجنتيني حامل اللقب في المباراة الافتتاحية، وكاد يطيح بنظيره الإنجليزي من دور الثمانية للبطولة علما بأنه كان أول فريق إفريقي يبلغ دور الثمانية في تاريخ البطولة العالمية لتحتفل القارة السمراء بأكملها بهذا الإنجاز. ويشارك المنتخب الكاميروني في بطولات كأس العالم للمرة السابعة عندما يخوض فعاليات المونديال البرازيلي ليكون أكثر المنتخبات الإفريقية مشاركة في البطولة، كما سبق له الفوز بلقب كأس أمم إفريقيا أربع مرات. ويمثل مونديال 2014 تحديا هائلا للأسود حيث يخوض الفريق فعاليات الدور الأول للبطولة ضمن المجموعة الأولى، التي تضم معه المنتخب البرازيلي صاحب الأرض ونظيره المكسيكي العنيد والمنتخب الكرواتي. ولكن الألماني فولكر فينك، الذي يدرب الفريق منذ منتصف 2013، يرى أنه يمتلك الوقت الكافي لإعادة بناء الفريق واستعادة روح الآداء الجماعي. واعتمد فينكه في بناء الفريق على المهاجم المخضرم صامويل إيتو الذي فاز بلقب دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات سابقة خلال مسيرته الحافلة بالإنجازات مع عدد من أكبر الأندية الأوروبية كما يلعب حاليا لتشيلسي الإنجليزي. ولكن المنتخب الكاميروني عانى في الفترة الماضية من المشاكل مع الاتحاد الكاميروني للعبة مما دفع إيتو وبعض زملائه بالفريق إلى الإضراب خلال تواجد الفريق في المغرب، حيث شارك في دورة ودية خلال نوفمبر 2011 ورفض اللاعبون السفر إلى الجزائر وقتها لخوض مباراة ودية أمام المنتخب الجزائري، وذلك بسبب عدم حصولهم على مستحقاتهم المالية المتأخرة. كما انتقد اللاعبون أسلوب الإدارة بالاتحاد وقرار الاتحاد بإقالة المدرب الإسباني خافيير كليمنتي. وتسبب هذا الإضراب، خلال تواجد الفريق بالمغرب، في إيقاف إيتو 15 مباراة ولكن الرئيس الكاميروني بول بيا أقنع الاتحاد بان يضمن ألا تزيد فترة الإيقاف عن ثمانية شهور. والآن، ومع اقتراب المونديال البرازيلي، تحتاج روح الفريق إلى أن ترتفع للقمة خاصة قبل مباراة الفريق الأخيرة في مجموعته بالدور الأول حيث يصطدم بالمنتخب البرازيلي ليكون اللقاء تكرارا للمواجهة التي جرت بينهما في مونديال 1994 بالولايات المتحدة والتي فاز فيها المنتخب البرازيلي 3/صفر دون عناء. وينتظر أن يعتمد مصير المنتخب الكاميروني في المونديال على نتيجته في مباراتيه الأوليين أمام المكسيك وكرواتيا، خاصة أن الهزيمة أمام المنتخب البرازيلي صاحب الأرض تبدو منطقية ومتوقعة لحد كبير وإن نجح المنتخب الكاميروني في تفجير مفاجآت سابقة وما زال لديه الأمل في العودة لسابق عهده.