أخي المفضال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذي رسالة ملؤها الحب و الإخاء أرسلها إليك يا من ابتليت بمشاهدة الأفلام أو المقاطع الإباحية عبر أي وسيلة كانت، وبادئ ذي بدء اعلم يا رعاك الله أن من أسماء الله الحسنى الرقيب أي : المراقب ، المطلع على أعمال العباد، الذي لا تخفى عليه خافية قال تعالى:﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ وقال تعالى :﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً﴾ ولو لم يكنفي كتاب الله إلا هاتين الآيتين لكفت، لمن استشعر عظمتها وأدرك معناها ﴿ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ فأنت أنت يا من جلست أمام هذه المشاهد الفاضحة وترى الرجال والنساء يرتكبون الفواحش المغلظة بكل تفسّخ ومجون بأبشع صورها وأفضح مناظرها اعلم أنهم كما قال الله ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾ فالفطر السليمة والأعراف المستقيمة تستنكر هذا وأنت تتلذذ بالنظر إلى هذه الأجساد الفاضحة، والله جل وعلا من فوقك مطلع عليك يرى حركاتك وسكناتك ويرى عيناك نعم عيناك وهما تحدِّقان في هذه الفواحش، وسمعك وهو يتمتع بأصوات البغايا وأنت غافل أو متغافل عن رقابة الله لك، وشهوده عليك ومنها جوارحك التي ستشهد عليك يوم القيامة يوم لا تخفى منك خافيه { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ } .. إذا خَلَوتَ بريبة في ظُلمةٍ *** والنفس داعية إلى العصيان فاستحِ من نظر الإله وقل لها*** إن الذي خلق الظلام يراني أخي المبارك إياك إياك أن يكون الله تعالى أهون الناظرين إليك ..كن لله كما يريد يكن لك فوق ما تريد، فالنصيحة تقوى الله في السر والعلن والحياء منه، والحذر الحذر من سوء الخاتمة؛ فالموت لا يعرف كبيراً أو صغيراً، ولا يفرق بين صحيح أو سقيم أو قوي أو ضعيف يا رعاك الله .. واعلم أن التمادي في هذه الأعمال المستنكرة والإصرار عليها كبيره من كبائر الذنوب، فاحذر أن تلقى الله وأنت مصرٌ على مشاهدة هذه القاذورات، واعلم أن السعادة ليست بالأفلام الإباحية إنما السعادة كل السعادة بطاعة الله قال تعالى :﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ . ثم إني أدلّك أخي العزيز الغالي على بعض الوسائل التي تساعدك على ترك هذه الأمور المحرمة منها: حاول أن تتلف جميع ما لديك من أشرطة أو قنوات أو مواقع إباحية، أو مقاطع، واحزم مع نفسك كي لا تعود وجاهدها بكل ما تستطيع، ومن الوسائل أيضاً: لا تختلي بنفسك وكن دائماً مع أسرتك أو أصدقائك وإذا وسوس لك الشيطان وتاقت نفسك للمنكر فاشغل نفسك بأي عمل مباح واطرد هذه الوساوس، وإن كان لك أحد الأصدقاء من يعينك في الوقوع في هذه المعصية فانصحه وابتعد عنه، ومارس الرياضة باستمرار وعليك بالصوم وسؤال الله أن يصرف عنك هذه المنكرات وحصّن نفسك بالزواج وابذل أسباب ذلك، أسأل الله أن يمتعك بالصحة والعافية وأن يتوب علينا وعليك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...