قبل تفكيرك في الارتقاء بمنزلتك عند الله جلَّ وعلا، عليك أن تُقلِع عن ذنوبك.. لأنك لن تستطيع أن تتقرب إلى الله عزَّ وجلَّ وتزداد محبتك له سبحانه، وأنت ما زلت مُصِرًا على الوقوع في بعض الذنوب.. وإن قلت: أنك ترغب في الإقلاع عن المعاصي، لكن كلما حاولت فشلت.. عليك أن تسأل نفسك: هل تكره الذنب بالفعل وتكره أن تقع فيما يُغضِب الله عزَّ وجلَّ عليك؟! أم أنك تخشى أعيُن الناس ولا تخشى عينه الناظرة إليك؟! وهو الرقيب الشهيد البصير.. يسمع كلامك ويرى مكانك ويعلم سرك وعلانيتك، وصدق من قال: يَا كَاتِمَ السِّرِّ وَمُخْفِيهِ... أَيْنَ مِنَ اللهِ تُوَارِيهِ بَارَزْتَ بِالْعِصْيَانِ رَبَّ الْعُلَى... وَأَنْتَ مِنْ جَارِكَ تُخْفِيه وعن بكر بن عبد الله المزني، قال: "من يأت الخطيئة وهو يضحك، دخل النار وهو يبكي" [حلية الأولياء (1:312)] فلا يوجد ذنب بلا عقوبة، إلا ذنب استدرك العبد منه نفسه في الحال فتاب من قريب.. فأوقف نزيف المعاصي والذنوب، حتى تخرج من ذل المعصية إلى عزّ الطاعة.. كان داود الطائي يقول: "ما أخرج الله عبداً من ذل المعاصي إلى عزّ التقوى إلا أغناه بلا مال، وأعزّه بلا عشيرة، وآنسه بلا أنيس". [حلية الأولياء (3:324)] وحينها فقط تتذوق طعم الحياة الطيبة..