حديثنا اليوم إليكم عن موضوع هام وخطير ومنكر شنيع وفعل فضيع وعمل مستقذر قبيح راج وانتشر للأسف الشديد بين بعض أبنائنا وشبابنا. ولولا أن مصيبته حلت بنا وانتشرت في أوساطنا وبين شبابنا لما تكلمنا فيه أو طرقنا الحديث عنه وقد ترددت كثيراً في الكلام فيه ولكننا رأينا أن قبحه يزداد وشره يستشري وينتشر ونتنه يتعاظم ويستفحل. إنها الأفلام الإباحية ومشاهدة الصور الجنسية وتحميلها من الانترنت وتبادلها عبر البلوتوث والجوالات ونسخها من أجهزة الحاسوب والكمبيوتر ومشاهدتها على القنوات الفضائية والمحطات الإعلامية، وقد حذر الله تعالى من هذا السبيل حيث قال ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ﴾ - مجرد الاقتراب - ﴿ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ ويقول: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ﴾ ويقول: ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ﴾.وقد أظهرت دراسة ألمانية نشرت نتائجها في الولاياتالمتحدة أن كثافة المادة الرمادية في بعض أجزاء المخ تتراجع لدى الرجال الذين يمضون وقتاً طويلاً في مشاهدة الأفلام الإباحية على الإنترنت، وتتراجع وظائفهم الدماغية. وقال معدو الدراسة الباحثون في معهد "ماكس بلان" في برلين "لاحظنا وجود صلة سلبية بين مشاهدة الأفلام الإباحية على مدى ساعات أسبوعياً، وكتلة المادة الرمادية في الجزء الأيمن من الدماغ، ووظائف القشرة الدماغية الأمامية"، مضيفين "وتشير هذه الآثار إلى تغيّرات في اللدونة العصبية سببها تحفيز مرتفع الوتيرة لمركز الشعور باللذة". غير أن العلماء أشاروا إلى أن هذه الخلاصات ما زالت بحاجة لمزيد من البحث والدراسة، للتثبت بما لا يقبل الشك من أن مشاهدة الأفلام الإباحية هي المسؤولة عن هذه الآثار. وتشكل هذه الدراسة مؤشراً أولياً على الصلة بين الأفلام وتقليص كتلة الدماغ ووظائفه نتيجة للتحفيز الجنسي. وشارك 64 رجلاً يتمتعون بصحة جيدة، تتراوح أعمارهم بين ال 21 عاماً وال 45 في هذه الدراسة، إذ طلب منهم الإجابة عن أسئلة حول الوقت الذي يمضونه في مشاهدة هذه الأفلام، وتبين أن المعدل الوسطي أربع ساعات أسبوعياً. وعمد العلماء إلى تصوير أدمغة هؤلاء المشاركين بالرنين المغناطيسي، ورصد كيفية تفاعلها مع الصور الإباحية، ولاحظوا أن الأكثر مشاهدة منهم لهذه الأفلام تقلصت لديهم البنية العصبية تحت القشرة الدماغية. كما لاحظ العلماء أنه كلما ازدادت مشاهدة الأشخاص للصور الإباحية، تدهورت الاتصالات بين البنية العصبية والقشرة الأمامية المسؤولة عن السلوك وعن اتخاذ القرارات. وخلصت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين تتقلص لديهم البنية العصبية يصبحون بالتالي أكثر حاجة إلى محفزات خارجية لبلوغ اللذة، ومن المحتمل أن لا يجدونها إلا عبر الأفلام الإباحية، في ما يشبه حالة الإدمان.