تقول دراسة أمريكية جديدة أن الإدمان على مشاهدة الصور الجنسية والأفلام الإباحية يؤدي إلى خلل في نظام عمل الدماغ، مما يفقد الزوج إحساسه بالاستقرار في بيته ويفقده الشعور بالسعادة مع زوجته وبالتالي تبدأ المشاكل الزوجية بالظهور. وتتحدث أخصائية العلاج السلوكي "أندريا كوزاوسكي" حول أسباب هذه الظاهرة (حسب مجلة "تايم") فتقول: "بعد ممارسة الجنس، يفرز الدماغ مركب دوبامين أوكسيتوسين المسؤول عن الشعور بالسرور والحب، ولذلك تزداد متانة العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة. ولكن عندما يشاهد الرجل أفلاما إباحية، فإن دماغه يعتاد على إفراز هذه المادة دون وجود شريك حقيقي، وبالتالي تنحرف نقطة التوجيه في الدماغ من الشريك الحقيقي إلى الوهمي، ويبدأ التعوّد على اللذة المتأتية من هذه الأفلام. وقد رصد الباحثون آلاف الحالات التي انتهت بالطلاق بسبب الإدمان على مشاهدة هذه الأفلام، وتقول دراسات أخرى: هناك آلاف الأسر تعيش حياة تعيسة بسبب انحراف الزوج عن الفطرة وإدمانه على مشاهدة أفلام الجنس. ويقول الباحثون: إن الشباب الذين يكبرون في هذا الجو من الجنس الخيالي تنشأ لديهم مشاكل على المستوى العصبي والعقلي تجعلهم ينفصلون بشكل كامل عن زوجاتهم روحياً وجسدياً. عندما يشاهد الإنسان مناظر مثيرة يبدأ دماغه طبيعياً بالاستعداد لعملية الجماع... والتي تنتهي بلا شيء كل مرة، وهذا يسبب أضراراً بالغة لأجهزة الجسد وبخاصة القلب والجهاز العصبي. ويقول العلماء إن دماغ الإنسان مبرمج طبيعياً ليوجه العملية الجنسية من أجل الزواج والإنجاب والتكاثر، وكلما انحرف الإنسان عن هذه الغاية كثرت الأمراض النفسية والجسدية. ولكن نجد أن كثيرا من دعاة التحرر والعلمانية اعترضوا على بعض تعاليم الإسلام واعتبروها تقييداً للحريات، ولكن أثبتت الأبحاث أن نظرتهم ضيقة وأن كل ما جاء به الإسلام إنما ليحقق مصلحة ومنفعة وسعادة للمؤمن. فالله تبارك وتعالى أعلم بخلقه من أنفسهم وأعلم بما يحقق لهم الفائدة والسعادة، ولذلك لا يمكن أن يفرض عليهم أمراً إلا ويكون فيه الخير. ولا ينهاهم عن أمر إلا ويكون فيه الشر والضرّ. ولذلك قال تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور: 30]. وتأملوا معي عبارة (ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ) أي عندما يغض المؤمن بصره فإن ذلك يجعله زكي النفس مطمئن القلب مستقراً في حياته سعيداً في علاقاته. والآن.. هل نستجيب لنداء الحق تبارك وتعالى ونغض البصر عما حرم الله فنكسب بذلك سعادتي الدنيا والآخرة؟