يستهل المنتخب الأرجنتيني اليوم مشواره في مونديال البرازيل بمواجهة مفخخة أمام منتخب البوسنة والهرسك الذي سيلعب أول مباراة له في نهائيات كأس العالم، ورغم أن الفوارق تبدو كبيرة بين المنتخبين إلا أن الخبراء حذروا كثيرا من خطورة زملاء إدين دزيكو، الذي يسعى لقيادة منتخب بلاده لتحقيق أفضل النتائج في أول مشاركة، لكن ميسي وزملاءه يبدون في رواق أفضل للفوز، خاصة في ظل الخبرة الكبيرة التي يمتلكها أغلب اللاعبين، فضلا عن نجوميتهم ومهاراتهم التي لا تقارن مع قدرات لاعبي الفريق المنافس. التشكيلتان المحتملتان الأرجنتين: روميرو، روخو، غاراي، ديميكيليس، زاباليتا، ماسكيرانو، غاغو، دي ماريا، أغويرو، ميسي، هيغواين (لافيتزي). البوسنة: بيجوفيتش، مويجا، سباهيتش، بيشكاشيتش، كولاشيناتس، هايروفيتش، بشيتش، بيانيتش، ميسيموفيتش، لوليتش، دزيكو.
تاريخ المواجهات أول مباراة رسمية بين الأرجنتين والبوسنة ستكون مباراة الأرجنتين والبوسنة والهرسك اليوم أول لقاء رسمي بين المنتخبين على اعتبار أن البلدين يقعان في قارتين مختلفين، فضلا عن عدم مشاركة البوسنة في المحافل الدولية بعد استقلالها بداية التسعينيات، أما على الصعيد الودي فقد سبق للمنتخبين أن لعبا مباراتين، انتهت الأولى بفوز كاسح ل "التانغو" بخماسية نظيفة سنة 1998، أما الثانية فجرت العام الماضي وانتهت بفوز الأرجنتين بثنائية نظيفة سجلها النجم المتألق سيرجيو أغويرو، علما أن الاتحاد البوسني كان قد برمج مباراة ثالثة ودية أمام الأرجنتين، إلا أن نتائج قرعة المونديال ألغت تلك المباراة.
الغيابات هيغواين يثير مخاوف سابيلا والبوسنة بتعداد مكتمل سيكون غونزالو هيغواين الغياب الوحيد المؤثر في مباراة اليوم (مشاركته من عدمها تحدد صباح اليوم)، إذ لم يتم التأكد حتى أمسية أمس من حالة مهاجم نابولي الصحية، وقدرته على لعب مواجهة اليوم رغم خضوعه لعلاج طبيعي مكثف في الأيام القليلة الماضية، وأكدت أغلب وسائل الإعلام الأرجنتينية أنه ورغم توفر العديد من المهاجمين في تشكيلة المدرب سابيلا، إلا أنه متخوف جدا من غياب هيغواين الذي يعتمد عليه في كل المباريات منذ تعيينه مدربا للمنتخب، وفي الجهة المقابلة سيدخل منتخب البوسنة بتعداد مكتمل وبحضور كل اللاعبين الأساسيين، يتقدمهم دزيكو مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي.
مباراة داخل مباراة ديميكيليس وزاباليتا في مواجهة خاصة مع دزيكو لا يختلف اثنان على أن إدين دزيكو مهاجم منتخب البوسنة يمكنه تشكيل خطورة على أي دفاع نظرا لقوته البدنية الكبيرة، ومهارته المتفق عليها كرأس حربة صريح، إلا أن مواجهة اليوم ستضعه في صراع مع مدافعين يعرفهما جيدا بل وتقاسم معها الأفراح منذ سنوات في فريق مانشستر سيتي، ويتعلق الأمر ب مارتن ديميكيليس وبابلو زاباليتا، وهو ما سيضفي نكهة خاصة على مباراة اليوم في صراع متجدد بين زملاء ساهموا سويا في تتويج مانشستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي الموسم المنقضي.
نجوم المباراة بيانيتش ولوليتش للحد من خطورة دي ماريا وميسي سيكون الصراع كبيرا في مباراة اليوم وسينحصر حتما في وسط الميدان، أين يسعى سافيت سوسيتش مدرب منتخب البوسنة للاعتماد على بيانيتش نجم روما، ولوليتش نجم نجوم لازيو للحد من خطورة دي ماريا وميسي في وسط الميدان الهجومي، أين يرتقب أن يشهد معركة كروية حماسية خاصة أن نجمي البوسنة من أفضل لاعبي خط الوسط في الدوري الإيطالي، ما سيجعل الكفة متوازنة على الأقل في وسط الميدان، وتجدر الإشارة إلى أن مدرب البوسنة سبق أن لمح إلى أن الطريقة الوحيدة لمقاومة ميسي وزملائه هي الزج ب 5 لاعبين في وسط الميدان.
رقم منتظر ميسي ينشد هدفه الثاني في المونديال الثالث سيكون ليونيل ميسي اليوم على موعد مع التاريخ، إذ ورغم إبهاره العالم بأسره مع برشلونة وتتويجه بكل الألقاب، واحتكاره للكرة الذهبية في أربع مناسبات متتالية، إلا أن مردوده مع منتخب "التانغو" يثير الكثير من التساؤلات التي سيحاول "البرغوث" الإجابة عنها اليوم، وذلك لن يكون إلا بتسجيل ثاني هدف له في تاريخ مشاركته في المونديال، بعد أن عجز عن الوصول للشباك سوى مرة واحدة خلال مونديال 2006 ب ألمانيا وخروجه دون أهداف من مونديال 2010 ب جنوب إفريقيا.
ملعب المباراة الغريم الأرجنتيني يحظى بشرف اللعب في "ماراكانا" الجديد يعتبر ملعب "ماراكانا" من أشهر الملاعب في العالم إن لم يكن أشهرها على الإطلاق، إذ يعود تأسيسه إلى سنة 1950 حين استضافت البرازيل المونديال للمرة الأولى في تاريخها، واحتضن أول لقاء بين "السامبا" والأوروغواي الذي توج باللقب على أرض البرازيل، وخضع "ماراكانا" لعدة عمليات تجديد وتهيئة، كانت آخرها في السنوات الماضية بعد أن منحت البرازيل شرف تنظيم المونديال، لتضاف له عدة خدمات متطورة، إلا أن طاقته الاستيعابية انخفضت مع مرور الوقت من 200 ألف مناصر عام 1950 إلى 75 ألف مناصر عام 2014، علما أنه سيحتضن المباراة النهائية للمونديال الحالي.
حكم المباراة السلفادوري أغيلار والجزائري حيمودي تحت الضغط ستجعل الأخطاء التحكيمية الكثيرة المسجلة حتى الآن في مونديال البرازيل مهمة الحكام في مباريات المنتخبات الكبيرة صعبة للغاية، مثلما سيكون عليه الحال مع أنطونيو أغيلار الحكم السلفادوري، الذي سيدير مباراة اليوم بين الأرجنتين والبوسنة، إذ لم يعرف عن هذا الحكم إدارته للقاءات كبيرة ما سيجعله تحت الضغط، شأنه شأن الجزائري جمال حيمودي الذي سيكون حكما رابعا، ويتعين عليه مراقبة كل كبيرة وصغيرة فوق أرضية الميدان على اعتبار أن جماهير البرازيل قد تقوم بتصرفات غير رياضية في الملعب تجاه الغريم الأرجنتيني.