حذرت هيئات وجمعيات أهلية عديدة داخل الولاياتالمتحدة من إتباع شركات التبغ وسائل مكر وخداع جديدة لجذب مدخنين جدد، وزيادة قوة الإدمان لدى المدخنين. ويحذر أطباء هذه الجمعيات من أن الأساليب الجديدة التي تتبعها شركات التبغ جعلت السجائر أكثر خطورة من التي كانت تُدخن منذ 50 عاما، حينما ظهر أول تحذير ضد مخاطر التدخين عام 1964 من هيئة الجراحة العامة بالولاياتالمتحدةالأمريكية. واستندت تحذيرات الجمعيات الأهلية إلى استعراض الدراسات العلمية، ووثائق من شركات التبغ، بالإضافة إلى تقارير من هيئة الجراحة العامة الأمريكية. وجدت الدراسات أن مدخّني اليوم معرضون لمخاطر سرطان الرئة ومرض الانسداد الرئوي المزمن أكثر من مدخني عام 1964، حتى وإن كان عدد السجائر التي يتم تدخينها أقل بكثير. وأرجعت البحوث هذا الأمر إلى التغيير الذي طرأ على تصميم السجائر ومكوناتها، والذي زاد من فعاليتها بشكل كبير على خلق حالة إدمان النيكوتين لدى المدخنين، كما جعلها أكثر قدرة على جذب مدخنين شباب جدد. وجاء في تقرير الأطباء أن الشركات المصنعة للسجائر تعاملت مع منتج له مخاطر صحية واسعة من البداية، وطوّروا فيه وعدّلوه ورفعوا من نسب النيكوتين، بحيث أصبح أكثر فعالية في الإدمان وأكثر قدرة على القتل. بينّت البحوث أن الشركات زادت من نسب مادة الأمونيا، التي تُزيد من السرعة التي يصل بها النيكوتين إلى المخ، وأيضا أضافوا للسجائر سكريات من نوع خاص، تزيد من إدمان مادة النيكوتين، وتجعل سحب النفس من السيجارة نفسها أكثر سهولة. ومع زيادة نسب حمض الليفولينيك جعل ذلك من السيجارة أقل قساوة من ذي قبل، وجعل عملية التدخين أكثر راحة للمدخن وأقل من ناحية تهيُج الصدر. سجائر اليوم أصبحت أكثر سرعة في توصيل النيكوتين من الرئتين إلى القلب والمخ، ومع تغيير الرائحة والمذاق، جعلت الشركات الأمر أكثر سهولة للبدء في التدخين والاستمرار به. وجاء في الدراسة أن شركات التبغ تعي جيدا أن المدخنين الشباب الجدد لا يستسيغون طعم أول سيجارة، ولذلك طوّروا من بحوثهم وصرفوا مبالغ طائلة، حتى لا ينفر منها المدخن الجديد ويستمر في التدخين، وإن تسببت هذه المواد المضافة في زيادة مخاطر الوفاة بالسرطان.