رشح الكثيرون المنتخب الكولومبي ليكون مفاجأة نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا بالبرازيل قبل انطلاق المسابقة، ولكن اختلفت آراؤهم كثيرا عقب الإعلان عن غياب هداف الفريق راداميل فالكاو عن المشاركة في المونديال بسبب الإصابة. تسعة أهداف في ثلاثة لقاءات أحرزها المنتخب الكولومبي في الدور الأول جعلت مخاوف محبي المنتخب الكولومبي تتبدد من تأثير غياب فالكاو السلبي على الفريق. وكان مهاجم موناكو الفرنسي /28 عاما/ الذي أحرز 13 هدفا لمنتخب بلاده ليقوده للحصول على المركز الثاني في تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة إلى المونديال، قد تعرض للإصابة في أربطة الركبة خلال مشاركته مع ناديه في بطولة كأس فرنسا شهر جانفي الماضي. وحبست الجماهير الكولومبية أنفاسها خلال المعركة التي خاضها فالكاو ضد الإصابة، قبل أن يشعر الجميع بخيبة أمل فور الإعلان رسميا عن غياب النجم الكولومبي عن القائمة النهائية للفريق المشارك في المونديال يوم الثاني من حزيران/يونيو الجاري. وقال فالكاو "إن رد فعل الجماهير الكولومبية على غيابي، أثر كثيرا في نفسي بالفعل، لم يكن الوضع جيدا بطبيعة الحال بالنسبة لي، ولكنه جعلني أدرك مدى الأهمية التي أحظى بها في هذا البلد". ورغم غياب فالكاو المؤثر، إلا أن المنتخب الكولومبي قدم أداء رفيع المستوى خلال مبارياته الثلاثة في الدور الأول. وكانت البوادر طيبة قبل انطلاق البطولة، بعدما سجل الفريق خمسة أهداف خلال مباراتيه الوديتين أمام السنغال والأردن استعدادا للمونديال، وكان من الواضح القدرة التهديفية العالية للفريق قبل انطلاق المسابقة. ولعب الفريق في المجموعة الثالثة الصعبة التي ضمت معه منتخبات كوت ديفوار واليونان واليابان، ولكن أثبت الفريق تفوقه على جميع منافسيه بالفوز في جميع مبارياته الثلاثة، ليتصدر المجموعة محققا العلامة الكاملة، ولكن تنتظره مواجهة من العيار الثقيل في الدور الثاني أمام منتخب أوروغواي غدا السبت على ملعب ماراكانا الأسطوري بمدينة ريو دي جانيرو. وفي ظل القدرات الهجومية العالية للفريق في البطولة، فإن الجوانب الدفاعية للفريق سارت على نفس النهج، ولم تكن محل شك على الإطلاق تحت قيادة المدير الفني الأرجنتيني خوسيه بيكرمان، حيث لم تهتز شباك الفريق سوى مرتين فقط خلال دور المجموعات. وما ساعد الفريق بشدة خلال البطولة أن غياب فالكاو كان محسوما منذ البداية وبالتالي اعتمد بيكرمان على مجموعة اللاعبين المتواجدين لديه دون أن يتأثر تركيزه بحضور أو غياب مهاجم موناكو الفرنسي. وإن غياب فالكاو عن بعثة الفريق في البرازيل، جنب بلاده المصير الغامض الذي عاشه الفريق البرتغالي قبل كل مباراة له في كأس العالم حيث كان كل تركيز الفريق ينصب على مشاركة كريستيانو رونالدو من عدمها. ويتمتع فالكاو بقدرات هجومية لا غبار عليها، حيث أحرز 52 هدفا خلال 67 مباراة خاضها مع فريق السابق أتليتكو مدريد الأسباني، قبل أن ينتقل مطلع الموسم المنقضي إلى صفوف موناكو مقابل 55 مليون جنيه استرليني (6ر93 مليون دولار). وساهم غياب فالكاو عن منتخب كولومبيا في المونديال في منح الفرصة لتألق مجموعة أخرى من اللاعبين على رأسهم جيمس رودريجيز وجاكسون مارتينيز وتيوفيلو جوتيريز وأدريان راموس وخوان جييرمو كوادرادو الذين كانوا على موعد مع النجومية في كأس العالم. وقال فالكاو قبل انطلاق المونديال "لدينا الفرصة هذه المرة، نحن نمتلك مجموعة جيدة للغاية من اللاعبين، ونلعب بشكل جيد كفريق واحد، نحن بلد يبلغ تعداد سكانه 47 مليون نسمة، ولذلك فقد حان وقت التألق في كأس العالم". وتحدث فالكاو أيضا عن معتقداته الدينية خلال معركته للتعافي من الإصابة حيث قال "إن إيماني ساعدني كثيرا، أنا أؤمن بالله وبالمعجزات، لقد عانيت من إصابات عديدة في مسيرتي من قبل، ولكني عدت في النهاية".