طوابير على الخبز وإلتهاب في أسعار الخضر واللّحوم وإكتظاظ بمكاتب البريد.. ظهرت مع أول أيام رمضان، العديد من الأسواق، خارج الرقابة وخارج دائرة التحكم، سواء من حيث الأسعار أو من حيث الممارسات، حيث عرفت مع بوادر فتح أبوابها في وجوه المتسوقين، أكثر من مشاجرة بين التجار الموسميين، على خلفية أماكن عرض السلع من خضروات وفواكه وزيتون، حيث شهد أكثر من جناح في هذه الأسواق أكثر من شجار بين العديد من الشباب، والذي انتهى إلى ضارب ومضروب والمئات من المتفرجين من مختلف الفئات، ويضحى كل شبر في هذه الأسواق، محل أطماع من كل الجهات، بهدف عرض مختلف السلع التي "يلهف" المتسوقين على اقتنائها، وهناك مساحات صغيرة أمام طاولات العرض يتم تأجيرها بأكثر من 3 ملايين سنتيم في هذا الشهر، الأمر الذي يبين ويعطي انطباعا عن "قدسية" كل شبر من مساحة الأسواق في هذا الشهر الفضيل، ويؤكد أن كل متعدي على أي مساحة هو في حكم المضروب والمعتدي عليه. أسواق وسط البلاد تغرق في القاذورات على مختلف أنواعها خاصة على مستوى طاولات بيع اللحوم، لتتحول مع كل موسم رمضاني إلى ساحة ملاكمة و«ركل ودبزة"، سواء بين الزبائن والتجار أو بين التجار والتجار، وبينت جولة "البلاد" أمس حجم الضغط الكبير وحجم "التعفاس" القائم، وكذا حجم غياب هيئات الرقابة في أول يوم من رمضان، حيث أنواع اللحم تباع بشكل عادي من دون وجود ختم مصلحة الذبح، في الوقت الذي يتهافت عليها عشرات المواطنين، زيادة على طاولات عرض اللحوم والشحوم و«الدوارة" والتي تقطر دما وهما ووسخا، لتسيطر المشاجرات العديدة بين التجار الموسميين، على مجريات الأمور، إذ نشب أكثر من صراع دامي باستعمال "العصي والهراوات"، حينما يبادر أحد التجار إلى احتلال مكان آخر لعرض سلعته. والمثير في الأمر أن أماكن عرض اللحوم تم تأميمها منذ اليوم الأول من رمضان، لتصبح ملكية خاصة، والويل لمن يتطاول على الاقتراب منها. أسواق الجنوب بولايات الجلفة والأغواط وحتى ورقلة وبسكرة، كان الوضع بها متقاربا ومتقاطعا، حيث ظهرت في أول أيام رمضان خارج الرقابة، فكل شيء يباع وكل شيء معروض على المباشر من دون احترام شروط العرض والنظافة، خاصة اللحوم بمختلف أنواعها، حيث تم وضعها في طاولات "وسخة" تقطر دما ومياه قذرة من كل حدب وصوب، في ظل الاكتظاظ الكبير وأيادي اللمس التي تفعل فعلتها في اللحوم المعروضة. والثابت في الأخير أن هذه الأسواق خضعت لمنطق "تسوق وكفى"، فلا حديث عن النظافة والصحة ولا حديث أيضا عن التحكم في الأسعار، بعد أن قفز سعر البطاطا إلى حدود 70 دينارا وسعر لحم الخروف إلى أكثر من 1300 دينار وسعر الطماطم إلى 100 دينار. وخلافا لتأكيدات وزارة التجارة، فقد قفزت أسعار الدجاج إلى حدود 330 دينار رغم أنها "بشرت" المستهلكين في وقت سابق بتحديد سعر 240 دينار و«عيش يا الزوالي". مع العلم أن هذا الوضع لم يمنع مطلقا من تهافت الجميع على اقتناء كل شيء وظهور طوابير طويلة وعريضة أمام غالبية محلات بيع اللحوم وكذا محلات الخضر والفواكه والتي نفذت منها كل المعروضات مع حلول الساعة 11 والنصف صباحا. وشهدت الولايات الغربية للوطن في أول أيام رمضان أزمة حادة في مادة الخبز، وهي الأزمة التي ظهرت بوادرها منذ أول أمس السبت، حيث دخل المواطنون في أماكن عديدة في رحلة بحث عن رغيف خبز. فيما انتعشت تجارة الخبز التقليدي من طرف الشباب البطال الذين اعتادوا على بيع الخبز تقليدي الصنع في كل رمضان، إما بسبب نقص مادة الخبز أو بسبب رداءتها، الأمر الذي يدفع الكثير من العائلات إلى تفضيل الخبز التقليدي ولو بسعر أكبر. ويعود سبب نقص مادة الخبز في الأيام الأولى من شهر رمضان إلى قيام العديد من المخابز بتغيير نشاطها والتوجه إلى نشاطات صناعة الحلويات الخاصة برمضان مثل "الزلابية" و«الشامية" و«البقلاوة" وغيرها. ورغم أن مديرية التجارة لولاية وهران، كانت قد حذرت التجار من تغيير نشاطاتهم دون رخصة في رمضان، غير أن كثيرا من التجار ضربوا بتعليمة الوزارة عرض الحائط. من جهة أخرى، تميز اليوم الأول من شهر رمضان بوهران بالازدحام الكبير والطوابير الطويلة التي شهدتها مكاتب البريد، خاصة وسط المدينة والسانيا التي عرفت ضغطا كبيرا منذ أول أمس السبت، حيث سعى غالبية المواطنين لسحب أموالهم قبل حلول الشهر الفضيل، غير أن ذلك تسبب في ضغط وازدحام كبيرين، وتسبب انقطاع التيار الكهربائي في العديد من الأحياء مساء يوم السبت في الإطالة من عمر الأزمة والضغط على مكاتب البريد حيث تكرر المشهد نفسه في أول أيام رمضان، مثلما رصدناه في العديد من مكاتب البريد ووصل الأمر إلى نشوب مناوشات وملاسنات حادة بين المواطنين فيما بينهم أو مع قابضي مكاتب البريد بسبب الانقطاعات المتكررة للشبكة.
حملة سحور للمتشردين كل يوم سبت "العائلة الفايسبوكية" تتجند لخدمة العائلات المعوزة خلال رمضان
100 مطعم للفقراء وعابري السبيل وأخرى خاصة بالسوريين والأفارقة يعرف النشاط الخيري للجمعيات وكذا المجموعات المتطوعة من الشباب، انتشارا كبيرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "الفيسبوك" منها، مع حلول الشهر الفضيل، من خلال حملات تحسيسية، هدفها تخصيص قفة رمضان لكل محتاج، حيث تنوعت محتوياتها، والتي اشتركت جميعها في المواد الغذائية الأساسية، التي تحتاجها العائلات الجزائرية المعوزة خلال هذا الشهر الكريم من سميد، زيت، طماطم، قهوة، سكر، فريك، ملح، حليب، وعجائن. وتهدف هذه الجمعيات والمجموعات المتطوعة، من خلال حملاتها التحسيسية، إلى تشجيع المواطن الجزائري على دعم مجهوداتها، من خلال التبرع بمواد غذائية، ومن ثم توزيعها على العائلات المعوزة والمحدودة الدخل، هذه الحملات التي بادرت بها قبيل حلول شهر رمضان، بمشاركة العديد من الشباب من جمعيات مختلفة وكذا مجموعات متطوعة عبر مختلف بلديات العاصمة، والتي تبدأ بالجمع والتنظيم وتنتهي بتوزيعها لفائدة العائلات المعوزة قبل أول يوم من شهر الصيام. في سياق متصل وفي إطار النشاطات الخيرية لشهر رمضان الكريم دائما، نظمت مجموعة "مازال كاين الخير" بالعاصمة، حملة سحور للمتشردين على الساعة الثانية ونصف صباحا وذلك كل يوم سبت. علما أنها بحاجة إلى المساعدة بمبلغ مالي أو إحضار اللوازم التالية 250 علب بلاستيكية، كؤوس بلاستيكية، ملاعق، 250 قارورات الماء "حجم صغير"، 250 بريوش، تمر، لبن، قهوة، حليب، وكذا أشياء أخرى، من أجل توفير وجبة السحور للأشخاص الذين يبيتون في الشارع. من جهته كشف رئيس الجمعية الخيرية "جزائر الخير"، عيسى بن لخضر، أن جمعيته خصصت لمناسبة شهر رمضان الفضيل أكثر من 100 مطعم للفقراء والمعوزين وعابري السبيل. كما خصصت مراكز إطعام خاصة في بعض الولايات للنازحين السوريين والأفارقة. وأطلقت الجمعية هذه السنة عشرة مشاريع منها خمسة مشاريع اجتماعية، تتمثل في مطاعم الخير، وتوزيع الوجبات عبر الطرقات، مشروع قفة المحتاج، مشروع مائدة اليتيم، وخمسة مشاريع أخرى ذات طابع تربوي ثقافي تتمثل في مسابقة بلال لأحسن أذان، مسابقات تربوية للشباب، مهرجانات الشعر والنشيد، مسابقات الأسر القرآنية، الأمسيات القرآنية للقراء والمقرئات. ورفعت الجمعية، هذه السنة، من عدد الوجبات والمطاعم، فقد وصل عدد المطاعم إلى أكثر من 25 مطعما على مستوى ولاية وهرانوالجزائر العاصمة. كما ركزت الجمعية على الولايات التي يتواجد بها نازحون مثل تمنراست، وهران، عنابة، بشار، الجلفة. أما على مستوى العاصمة ففتحت الجمعية مطاعمها بكل من الرغاية، الشراڤة، باب الزوار والديار الخمس. وذكر رئيس الجمعية أن هذه المطاعم الخيرية هدفها تقديم المساعدة للعمال البعيدين عن مقر سكناهم، ومن جهة أخرى تدريب الشباب على التطوع والعمل الإنساني وكذلك نشر ثقافة العمل الخيري في ظرف صارت فيه وسائل التواصل الاجتماعي مشغلة للشباب الهارب من الواقع العملي.
تم دسه في قفة رمضان الموزعة على المعوزين حليب منتهي الصلاحية يوزع بسكيكدة ومديرية التجارة تحقق فتحت مصالح مديرية التجارة بولاية سكيكدة تحقيقا في توزيع حليب منتهي الصلاحية تم دسه في قفة رمضان الموزعة على المعوزين عشية حلول الشهر الفضيل ببلدية الحروش في ولاية سكيكدة. هذا واشتكى مستفيدون من قفة رمضان من عدم صلاحية علبة الحليب المسحوق الموزعة عليهم من طرف البلدية، حيث تنبعث منها رائحة كريهة فضلا عن أن الغلاف لا يشير إلى أية مواصفات خاصة بهذه النوعية سواء الاسم أو تاريخ الصنع ونهاية الصلاحية أو العنوان التجاري، وكان من المفروض على الجهات التي اقتنت هذه السلعة التأكد من صلاحيتها قبل توزيعها على العائلات الفقيرة. وحذّر المستفيدون في اتصالهم بنا من مغبة استهلاك هذا الحليب، مشيرين إلى أن الكثير من المستفيدين قاموا برمي هذه العلب من الحليب خوفا من الإصابة بالتسمم، وهذا ومن خلال ملاحظتنا علبة الحليب التي تحصلنا عليها وجدنا أنها خالية من أية تاريخ أو مواصفات خاصة وهذا ما يخالف القوانين المعمول بها في هذا المجال. وقد طالب بعض المستفيدين السلطات الولائية المعنية بالأمر، بالتدخل لسحب هذا الحليب من السوق ومحاسبة المتورطين في القضية. البلاد" ترصد أول أيام شهر رمضان في العاصمة محلات وأسواق مغلقة صباحا.. عامرة ليلا` استقبل الجزائريون، أمس، أول أيام شهر رمضان المعظم، شهر اختلفت ملامح ساعاته وأيامه عن باقي أيام السنة، حيث بدت شوارع وأحياء العاصمة في الصبيحة خاوية على عروشها، وسادتها حالة من الهدوء والصمت جراء خلوها من المارة والسيارات، إلى غاية فترة ما بعد الظهيرة، حيث بدأت الحركية تدب في الأسواق التي عرفت إقبالا منقطع النظير من قبل المواطنين، لتعرف مختلف الشوارع حركية غير عادية في الليل اختلطت بين السعي الى مضاعفة الأجر بأداء صلاة التراويح ومشاهدة مباريات المونديال البرازيلي.. خلال جولة استطلاعية قادتنا إلى مختلف الشوارع والساحات العمومية بالعاصمة، لاحظنا حالة من الصمت والهدوء غير المعهودة فتارة يخيل للمتجول فيها بأنه في يوم من أيام العطلة. المحلات مغلقة والشوارع خاوية على عروشها تميزت مختلف الشوارع العريقة بالعاصمة في الصبيحة بحالة من السكينة والهدوء، حيث كان الحديث بين الجزائريين كله منصب على إلقاء التهاني بحلول هذا الشهر، وقد شهد أول أيام رمضان المعظم غياب طاولات وكراسي المقاهي على أرصفة شوارع ديدوش مراد، ساحة أودان، بلكور وغيرها. فيما شهدت بالمقابل محطات النقل بتافورة وساحة أول ماي توافدا قليلا للمسافرين مقارنة بالأيام العادية. فيما لم تعرف مآرب السيارات ذلك الاكتظاظ والتوافد الكبير الذي تشهده في الأيام العادية، الأمر الذين مكن العمال والإداريين من استغلالها بكل راحة، وبالمقابل فقد أغلق سوق السكوار المعروف بجامع ليهود أبوابه صباحا، حيث قام أصحاب المحلات التجارية وبائعي الألبسة وكذا الخضر والفواكه ببرمجة توقيت ورزنامة خاصة بهذا الشهر، حيث سيتم وضع السلع على الطاولات ابتداءا من الظهيرة. الملاسنات والشجارات ظلّ للصائم لم تغب الملاسنات والشجارات عن يوميات الصائمين، حيث شهد أول يوم شجارات بين المواطنين، خاصة منهم العاملين الذين في كل مرة يتحججون بالتعب والإرهاق جراء النهوض باكرا في شهر الصيام، في صورة إحدى السيدات التي التقيناها داخل القطار والتي لم تجد ما تفعله سوى مشاجرة أحد المسافرين على مقعد للجلوس!!، والحال نفسه ينطبق على أحد سائقي السيارات الذي تشاجر مع سائق آخر في شارع عميروش أمام أعين الشرطي الذي اضطر إلى توقيفهما. فيما يعمد آخرون والذين في معظمهم عاطلون عن العمل للجوء إلى النوم كوسيلة لتمضية الوقت وتجنبا للكلام واللغو. الأسواق تستعيد حيويتها بعد الظهيرة في الجهة المقابلة، بدأت تدب الحركية شيئا فشيئا في العاصمة بدءا من الظهيرة لتصل إلى ذروتها بعد العصر، حيث شهدت مختلف الأسواق والشوراع توافدا معتبرا للمواطنين لاقتناء مختلف السلع المعروضة في أجواء مميزة تعكس نكهة شهر رمضان المعظم، حيث إنه وعلى الرغم من الحرارة الشديدة التي ميزت دخول شهر رمضان، إلا أن الأسواق شهدت حركية غير عادية بعد الظهيرة، حيث شهد كل من سوق ميسوني ببلدية سيدي أمحمد، كلوزيل وسوق 12 ببلكور، توافدا معتبرا للنساء والآباء قصد التسوق واقتناء أجود السلع من مشروبات وحلويات شهية ارتبط اسمها بالشهر الفضيل. .. والسهرات الليلية بنكهة كروية مونديالية.. شهدت أولى سهرات رمضان وعلى غير العادة إقامة المونديال الكروي في البرازيل، والذي ميزته مشاركه النخبة الوطنية فيه والتي تمكنت من التأهل إلى الدور الثاني لأول مرة في تاريخها، حيث ستقابل اليوم العملاق الألماني، وهو الأمر الذي أضفى نكهة خاصة على السهرات التي أضحى فيها المواطن يتلذذ بمشاهدة مباريات كرة القدم في توقيتين مختلفين على الساعة الخامسة مساء وكذا الساعة التاسعة ليلا، حيث كان الموعد أمس مع مشاهدة مباراة كوستاريكا واليونان.
مسنون يكسبون قوت يومهم وسط القمامة كثيرا ما يقترن شهر رمضان بالإسراف والتبذير في موائد العديد من العائلات الجزائرية أو بالارتفاع اللافت في أسعار الخضر والفواكه واللحوم، لكن عندما تقوم بجولة بشوارع العاصمة في أولى أيام رمضان وعند دخول الأسواق قد يكون أول ما يلفت انتباهك هو تلك المسنات اللواتي يكسبن قوت يومهن من وسط القمامة. الحاجة "حليمة" عجوز في ال74 من عمرها، واحدة من المسنات اللواتي يعانين ويلات هذا الزمان، صادفناها في إحدى الأسواق بالعاصمة بحالة أقل ما يقال عنها إنها مأساوية، سألناها عن سبب لجوئها إلى القمامة عوض دور العجزة أو جمعيات تضامية، فأجابت أنها متعودة على ذلك وأنها تتردد إلى هناك لتقتات قوت يومها بعدما حرمها القدر من الذرية ووفاة زوجها قبل سنوات لتحرم من بيتها بطريقة غير قانونية وتجد نفسها تحت سقف قبو تقاسمها جدرانه عبء وقساوة الحياة، كانت قفة الحاجة حليمة تحتوي على بعض بقايا الخضر كالجزر والبطاطا والبصل والثوم، أما عن عدم لجوئها إلى دور العجزة والجمعيات التضامنية خاصة في هذا الشهر الفضيل قالت إنها لا تعرف أحدا ولا كيف تلجأ إليها وإنها متمسكة بالله وحده من يعينها في كل بلائها. وغير بعيد عنها صادفنا امرأة أخرى طاعنة في السن، قاربت ال63 من العمر وبملابس جد بالية تأتي يوميا من ولاية بومرداس باتجاه العاصمة، ولأنها أصيبت بعدة أمراص أفقدتها القدرة على العمل بعدما اشتغلت لسنوات طويلة كعاملة نظافة في البيوت اتجهت إلى القمامة لسد رمقها ورمق ابنتها المزوجة التي يعاني زوجها من المرض مما يجعله طريح الفراش، وعن المساعدات تقول الحاجة فاطمة إنها كل باب تطرقه يسد في وجهها أما عن مساعدات الهلال الأحمر فهي ليست من المستفيدين منها لأن زوجها قد تركها دون أن يطلقها ولكي تستفيد من تلك المساعدات يجب أن تثبت بأنها مطلقة. السيد "س. و"، في51 من العمر، يقول إنه تعود أن يرى هؤلاء المسنين في كل أيام السنة وليس فقط في شهر رمضان وأن المواطنين يساعدونهم في الكثير من الأحيان حسب قدراتهم، لكن من المفروض أن مثل هذه الحالات وفي هذه السن يجب على الدولة أن تتكفل بهم لأنه مهما ساعدهم المواطن فلن يسد رمق عيشهم. أما السيد "ح. ب" هو تاجر في إحدى الأسواق يقول بأنه وباقي التجار يساعدون هؤلاء المسنين من فترة لفترة لأنهم في الأخير هم أيضا يأتون للعمل لسد لقمة عيشهم وبإمكانهم مساعدة اثنين أو ثلاثة وليس الجميع. من جهتها، تحضر العديد من جمعيات المجتمع المدني من بينها ناس الخير، جمعية الإرشاد والإصلاح موائد رمضانية لإفطار الفقراء والأيتام، بالإضافة إلى قفة رمضان التي استفاد منها المئات، ولأن ديننا هو دين تعاون وتضامن فقد حث العديد من الأئمة ورجال الدين الأفراد على التكفل بهذه الفئة، خاصة في هذا الشهر الفضيل لكي يتسنى لهم أداء فريضة الصيام في ظروف ملائمة.
الظاهرة تتفاقم خلال هذا الشهر في غياب الرقابة مستودع مهترئ ومواد غير صالحة.. كل ما يحتاجه "زلابجية" رمضان ما يفتأ شهر رمضان الفضيل يطبع بظواهر متعددة في العديد من ولايات الجزائر، أصبحت تقترب من العادات التجارية والاستهلاكية التي تلازم حلوله كل سنة، على غرار الانتشار الكبير لبائعي الحلويات الشرقية وصناعة "الزلابية" الحلوى التي تمثل علامة مسجلة في رمضان الجزائريين، حيث ساعد الإقبال الواسع للجزائريين على هذه الأكلة من الانتشار الكبير لصانعيها وسط ظروف لا تتلاءم مطلقا مع النشاط وتشكل خطرا حقيقيا على المستهلك، تتزايد نسبته مع الارتفاع الكبير لدرجة الحرارة المتزامنة مع رمضان هذا العام، بعد أن أصبح التجار الموسميون للزلابية يقومون قبيل حلول الشهر باستئجار محلات لممارسة النشاط، كثير منها لا يحتوي على أدنى شروط النظافة وبعضها عبارة عن مآرب وأخرى لم تستكمل الأشغال بها بعد ولا تزال عبارة عن طوب مرصوص ومتلاصق بالإسمنت، ويقومون بجلب وسائل أغلبها غير صحية من أجل صناعة هذا النوع من الحلوى الذي لا يتطلب في الغالب سوى بعض الأوعية الحديدية وموقد كبير تقليدي الصنع يوقد في الغالب من قارورة لغاز البوتان، فيما تبقى المواد الغذائية التي تدخل في صناعة الزلابية مثل الزيت والدقيق والزبدة المستعملة في بعض الأنواع من الحلويات الشرقية، بالإضافة إلى السكر العادي والسكر المحول، بعيدة عن الشروط الضرورية للحفظ والنظافة، وإن كان الأمر لم يكن ليثر اهتمام المستهلكين في الشتاء، فإن المواطنين عبروا عن مخاوفهم من هذه التصرفات خلال شهر رمضان المتزامن مع فصل الحرارة.. 7 ملايين سنتيم.. ثمن إيجار "مرأب" لصناعة الزلابية وفي استقصائنا عن الموضوع عبر سؤال أحد المواطنين بباتنة، أكد لنا أن هذه المحلات المبنية بالطوب والإسمنت، يعرف إيجارها ارتفاعا قياسيا مع قرب رمضان وخصيصها لصناعة الزلابية، حيث إن الربح السريع المبتغى من طرف الصانع أو التاجر، يشترك فيه صاحب المحل، وقد يتفقا على بدل إيجار يتجاوز في غالب الأحيان ال7ملايين سنتيم، في المواقع العادية، وبأضعاف المبلغ في الشوارع التي تشهد حركة تجارية نشيطة، أو يتفقان على شراكة بنسبة معينة قد تصل إلى المناصفة، على اعتبار أن الصانع سيغادر المحل بعد انقضاء شهر رمضان، كما أن صاحب المحل لا يريد هو الآخر تفويت الفرصة في الحصول على أرباح إضافية وغير عادية من وراء التجارة الموسمية للزلابية.. أصحاب المطاعم يستنجدون "بالزلابجية" الموسميين خلال رمضان وفي السياق نفسه، يضيف محدثنا، أن المتضرر الأول من التجار خلال رمضان هم أصحاب المطاعم، على اعتبار هذا الشهر هو شهر عطلة بالنسبة إليهم، غير أن أغلبهم مرتبط بأعباء الإيجار بموجب عقد رسمي أو اتفاق مع مالك المحل، ويلجؤون إلى تأجير المحل بقاعدته التجارية إلى صانع زلابية خلال رمضان لتسديد ما عليهم من أعباء وتجنب الخسارة، كما يعمد بعض أصحاب المطاعم إلى الاستنجاد بصانعي الزلابية كي يضعوا محلاتهم تحت تصرفهم سعيا لتحقيق الربح وعدم تضييع فرصة الشهر الفضيل، فيتحول بذلك النشاط إلى صناعة الحلويات الشرقية طيلة الشهر، ويؤكد بعض أصحاب المطاعم أنهم يتحررون من تسديد بدل الإيجار خلال شهر رمضان الذي يتوقفون فيه عن العمل، ويعمد صاحب المحل إلى تأجيره لصناع الزلابية طيلة الشهر حسب اتفاق مسبق معهم. وزارة التجارة تنتهج المتابعة القضائية للحد من الظاهرة.. وتزامنا مع الشهر الكريم، خصصت مديريات التجارة عبر الوطن مخططا خاصا لحماية المستهلك ومحاربة الغش والحد من التجارة الفوضوية، حيث سيتركز نشاطها حول مراقبة المواد الغذائية الأكثر استهلاكا مثل اللحوم البيضاء والحمراء والأجبان والحليب، في حين ستكون محلات صناعة الحلويات الشرقية تحت المجهر، مع إلزام أصحابها باستصدار تصريح من مديرية التجارة بولايتهم، وقد كشف مسؤول بمديرية التجارة بباتنة أن هناك 34 فرقة باشرت عملها مع حلول رمضان عبر 61 بلدية بالولاية باستثناء بلدية لارباع التي لا وجود لأنشطة تجارية بها، وتضطلع هذه الفرق بالدرجة الأولى بمراقبة تطبيق شروط الحفظ والنظافة وقواعد ممارسة صناعة الزلابية خلال رمضان، بعد أن أصبح يأخذ منحى مقلقا، حيث أكد لنا مواطن بحي بوعقال الشعبي بباتنة أن ما يبقى من هذه الحلويات، قد يمر عليه يوم أو يومان أو أكثر ثم يعاد بيعها للمستهلك دون مراعاة لصحته، وهو ما قد يسبب حالات تسمم خلال هذا الشهر، وإن كانت "الزلابية" حديثة الصنع فإن رائحتها أحيانا تثير الشكوك حول صلاحية المواد التي صنعت بها، يضيف المواطن، وقد أكدت مصادر من مديرية التجارة بباتنة أن هناك إجراءات قد تصل إلى المتابعة القضائية في حق من تثبت مخالفته لضوابط النشاط. مواطنون: "الزلابية" تراث مادي له صنّاع متخصصون وبعيدا عن الرؤية الربحية من طرف التجار لهذا النوع من الحلوى ذي المكانة الخاصة على موائد الجزائريين في رمضان، يرى الكثير من المواطنين الذين سألناهم في الموضوع أن "الزلابية" تدخل ضمن التراث المادي الذي لا يمكن أن يصنعه أيا كان، ولا يمكن أن يحافظ عليه سوى من يرى فيه تراثا وحفاظا على مهنة متوارثة، بغض النظر عن آثاره الربحية والدليل على ذلك أن الصنائعي الذي يحترف نشاط صناعة الزلابية منذ عشرات السنين ويمارسه طوال السنة يكون محله أكثر استقطابا للمواطنين في رمضان، من المحلات التي تنتشر كالفطريات في هذا الشهر، فالمستهلك "الذواق" يفرق بين الغث والسمين، لذلك يلجأ الكثير من الصائمين في الكثير من الولايات إلى قطع مسافات طويلة خارج مدنهم من أجل شراء الزلابية ممن يثقون فيه، ولم يغير طريقة صناعتها منذ سنين طويلة.