سادت أمس العاصمة ساعات فقط قبل حلول الشهر الفضيل أجواء مميزة حيث شهدت معظم الأسواق إقبالا كبيرا من طرف المواطنين الذين بدت حيرتهم جلية أمام الأسعار المعروضة لمختلف المواد خاصة منها الخضر والفواكه واللحوم بمختلف أنواعها الحمراء والبيضاء . كما عاد الاختناق إلى حركة المرور منذرا بعودة الآلاف من المواطنين من العطلة السنوية واستئنافهم العمل الذي يتزامن هذا العام مع حلول شهر الصيام. ففي سوق رضا حوحو "كلوزال" الكائن بقلب العاصمة الذي زرناه أمس كان الإقبال أكثر على بعض أنواع الخضر الضرورية لتحضير شربة رمضان كالكوسة والجزر واللحم والتوابل هذه الأخيرة التي استقطبت محلاتها عدد كبير من المواطنين. في الوقت الذي التزم فيه العديد من المواطنين الذين حضروا إلى السوق بالحذر مكتفين باقتناء ما يحتاجونه لليوم الأول في انتظار ما يستجد بالأسعار خلال الأيام المقبلة. وكانت الأسعار أمس بأسواق العاصمة مستقرة مقارنة بالأيام الأربعة الأخيرة التي شهدت ارتفاعا مذهلا، حيث تراوح سعر الخس من 100 إلى 140 دينار والجزر 70 دج والكوسة ب60 دج والفاصوليا الخضراء ب100 دج بينما تراوح سعر البطاطا من 28 و52 دينارا كما قفز سعر الحمص إلى 120 دج واللوز الى650 والفول السوداني ب160 إلى 200 دج. أما اللحوم فهي كالعادة ليست في متناول جيوب كل المواطنين. وقد عرف لحم الدجاج ارتفاعا محسوسا أمس حيث بلغ 320 دج للكيلوغرام مما جعل العديد المواطنين يمتنعون عن اقتنائه . وفي هذا الشأن أكد لنا أمس احد الباعة بسوق كلوزال أن الإقبال على الدجاج ضعيف جدا معتقدا أن ذلك راجع ربما لدرجة الحرارة التي لا تزال تعرفها البلاد، حيث تفضل العديد من العائلات الاكتفاء بالأكل الخفيف في انتظار ما تأتي به الأيام المقبلة من الشهر الكريم . كما عمدت العديد من محلات الفاست فود والمختصة في الوجبات الخفيفة طيلة نهار أمس إلى تصفية ما تبقى لديها من مواد غذائية وسلع في حين أغلقت البعض منها يوما قبل حلول الشهر الكريم. وما يتوقعه العديد من أصحاب هذه المحلات هو النقص الكبير الذي تعرفه السوق بالنسبة لبيع الحلويات الشرقية خاصة منها الزلابية التي اتخذت وزارة التجارة هذه السنة إجراءات صارمة بشأنها واضعة شروطا لأصحاب المحلات الذين يرغبون في تحويل نشاطهم بالمناسبة إلى بيع هذا النوع من الحلويات . فيما أدخلت المطاعم تغييرات على قائمة الوجبات المعروضة لتصبح الشربة والبوراك وبعض الأطباق الجزائرية المعروفة في الصدارة . وما لوحظ أمس بمختلف الساحات والشوارع بالعاصمة هو خلوها من التجار الفوضويين الذين اعتدناهم يعرضون مختلف المواد على الأرصفة من خبز المطلوع الى الديول الى أنواع أخرى من الحلويات التي كانت تباع في ظروف يرثى لها بعيدا عن أدنى شروط النظافة . يذكر أن مصالح وزارة التجارة فرضت على التجار الذين يرغبون في بيع الحلويات الشرقية وعلى رأسها الزلابية التزود بسجل تجاري خاص بالمناسبة والذي أعطت تعليمات خاصة بشأنه قصد تسهيل استخراجه وعليه فان كل من ليس لديه هذا السجل لا يمكنه ممارسة هذه التجارة. وبعيدا عن ضجيج الأسواق وتحرير الأسعار عرفت بعض المطاعم المعروفة على غير عادتها إقبالا كبيرا حيث فضلت بعض العائلات الاستمتاع بآخر وجبة غداء بها قبل رمضان بينما فضلت أخرى التنقل من بعض الأحياء المجاورة للالتقاء حول طاولة واحد وتذوق آخر كوب مثلجات خلال النهار.