ينحدر مسلمو رومانيا من قوميتين رئيسيتين هما: الأتراك والتتار، إلى جانب أعداد قليلة من الغجر والسيجان، وقليل من الرومان. ويتركز المسلمون (لا توجد إحصائية دقيقة لعددهم) في مناطق مطلة على البحر الأسود وهي مجيدية - المدينة التي أسسها السلطان العثماني عبد المجيد، إبان الفتوحات العثمانية لشرق أوروبا - والمحمودية، وإقليم دبروجيه الشمالي، وتعد هذه المناطق من أجمل المناطق الرومانية. وفي رومانيا حاليا حوالي 70 مسجدا، لكن أغلبها مغلق وغير صالح للعبادة، وأصبح البعض منها مجرد آثار سياحية وقد دخل الإسلام إلى رومانيا على أيدي القوات العثمانية التي فتحت رومانيا سنة 1262م بقيادة الأمير عز الدين، الذي أتجه إلى منطقة دبروجيه ثم تبعتها حملات أخرى بقيادة الأمير سارو سلطق دادة الذي عسكر بجيشه بالقرب من مدينة بابادانج، وقد تركت الجيوش العثمانية التي كانت نواة الجالية الإسلامية في رومانيا الكثير من الآثار التي تميزت بالتراث العسكري كالقلاع والحصون إضافة إلى المساجد التي من أشهرها مسجد مدينة بابادانج المبني سنة 1552 ميلادية رمضان في رومانيا أما اجواء شهر رمضان المبارك والتى تحيط بالعالم اكمله تبرز وجودها بكل حيوية و نشاط فى رومانيا و فى اقليم دوبروجا. ويوجد فى اقليم دوبروجا الذى يتكون من محافظتى كوستينجه و تولسيا المدن و القرى من امثال مجيدية وجوكور اوفا وطوزلا وباشبينار ومحمودية وحتى مدينة ماشين التى يمر ذكرها فى المثل المشهور "من الصين الى ماشين" توجد فى هذا الاقليم. ومجيدية هى المدينة الاولى التى تستقبلكم بعد دخولكم فى حدود اقليم دوبروجا، وكانت تعرف باسم قرية باسم كاراصو الا انها حولت الى مدينة فى سنة 1856 و يقع فى وسط المدينة جامع عبدالمجيد الذى شيد فى نفس السنة. ومجيدية هى اكثر المدن سكانا من المسلمين، و جامع عبد المجيد الذى يرفع الاذان على منارته خمس مرات فى اليوم يشتهر بتلاوة المسلمين فيه للقران الكريم في رمضان مع استماع الحاضرين والمتابعة من المصحف و بصلوات التراويح فى الليالى الرمضانية. ويتلو الحفاظ القران الكريم للرجال و هم يتابعون القراءة من المصاحف و بعدهم ياتى دور النساء. والذين لا يعرفون تلاوة القران من العربية يتابعون من المصاحف المطبوعة بالحروف اللاتنية. ويصل عدد المشتركات فى متابعة القرآن الى ما يقرب من 150 متابعة وهن يبقين فى الجامع لاستماع الدروس الدينية بعد اتمام التلاوة المقررة مباشرة. والشيخ هارون كوجوك الذى تم توظيفه من قبل رئاسة الشؤون الدينية منذ 4 سنوات راض عن الجماعة. و هو يلفت الإنتباه الى الزيادة الملحوظة فى عدد الشباب فى الجماعة و يقول: "امتلاء الجوامع و زيادة الجماعة و النتائج التى حصلنا عليها حتى اليوم تبشر بمستقبل جميل للاقلية المسلمة فى هذه البلاد." ويحرص محمود حسن (76 عاما) من اشراف قرية باش على جمع ابناءه وزوجاتهم وبناته واحفاده و الجيران والضيوف على مائدة الإفطار التي تمتاز برغيفها الخاص المعمول بالجبن حيث لا تخلو مائدة إفطار رومانية منه الى جانب شوربتها و محشيها. وبعد الإفطار وشرب القهوة ، يبدأ العم محمود بحكاية تقاليد أسلافه في شهر رمضان "نحاول ان نعيش كل ما رايناه من اجدادنا.. نجتمع فى موائد الافطار.. و نتلو القران الكريم ..نصلى النوافل ونسعى لعدم ازعاج احد." و يقول انه يشعر بالفخر حين يرى الشباب يتوجهون الى المساجد. ومريم ابنة محمود التي تزوجت حديثا وانتقلت للعيش مع زوجها في مدينة أخرى تقول إنها تنتظر رمضان ليجتمع افراد الاسرة حول موائد الافطار عند والدها، فى حين يؤكد الابن الاكبر و رجل الاعمال عمر زيادة و قوة علاقات المودة بحلول الشهر المبارك. و صلوات التراويح التى تؤدى فى المساجد من العبادات التى يحرص مسلمو رومانيا على أداءها. ويتناوب مسلمو القرية في تقديم عصير الفواكه للمصلين عقب صلاة التراويح. وفي منطقة "مارنى" البالغ عدد سكانها 4500 نسمة وفيها 50 مسلما من اصل تاتار، دعا الوير احمد زملاءه من الجامعة الى وجبة سحور ولم يمنع البرد والمسافة البالغة 40 كيلومترا من حضور المدعوين. و يجلس حول المائدة الواحدة كل من انس، محمود، عرفان، باتير و مرغن و جميع الزملاء من المناطق المختلفة مكانا وثقافة. والاكلة الرئيسية في وجبة السحور هي الشيبوريك (البوريك وهو خبز شبيه بخبز السمبوسة) و يوضع فيه لحم مفروم غنى بالتوابل و لكنه قد يعمل بالجبن و البطاطس ايضا ويشوى على الزيت ويقدم مع شربة الفواكه.