حضور المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة إلى نهائي كأس الجمهورية في ملعب 5 جويلية كان بهدف معاينة حارس الحراش دوخة الذي يتواجد في قائمة الحراس المعنيين بتربص إسبانيا.. وذلك بعدما قام بتسليم جواز سفره إلى سكريتير الاتحادية الجزائرية شنيوني من أجل تحضير تأشيرة دخول دول المجموعة الأوروبية في حال تواجد اسمه في قائمة المسافرين إلى مركز مورسيا “مانغا كلوب”، وقد تابع بن شيخة باهتمام مردود دوخة في المباراة النهائية ليس كمعيار نهائي للفصل في مستقبله مع الفريق الأول وإنما كمحطة هامة لمتابعة بعض المواصفات الفنية والنفسية التي يشترطها المدرب الوطني لاستدعاء اللاعبين الدوليين لموعد “الداربي“ المرتقب في بداية جوان القادم. الضغط كان شديدا عليه بسبب “الخضر“ ومن بين الأسباب التي أثّرت في معنويات حارس الحراش في نهائي الأحد بالإضافة إلى أهمية المباراة ونقص خبرة لاعبي الحراش في مثل هذه المواعيد حضور المدرب الوطني بن شيخة للملعب من أجل معاينته عن قرب، حيث كان دوخة يحس وكأنه بصدد إجراء إختبار في مباراة كان لتحضير النفسي فيها دورا كبيرا في تجهيز هذا الحارس، وقد دفع دوخة ثمن نقص خبرة زملائه الذين لم يدخلوا في المباراة وارتكبوا عدة أخطاء في بداية اللقاء منها إعادة الكرة بشكل خاطئ من المدافع ڤريش نحو دوخة الذي أراد مراقبة الكرة برجله لكن سوء استقباله لها جعل حميتي يستغل الفرصة ليوقع هدف المباراة الذي منح القبائل الكأس. الخطأ لم يكن فنيا وإنما في التقدير ورغم أنّ بعض المختصين حاولوا تحميل مسؤولية الهدف إلى الحارس دوخة بسبب عدم إبعاده الكرة بشكل مباشر ودون المغامرة أمام الهداف حميتي، إلا أنّ البعض يعتبرون خطأ دوخة في سوء التقدير وليس خطأ فنيا بسبب عدم تموقعه الجيد في المرمى أو عدم مسكه الكرة بشكل جيد أو غيرها من الأمور التي تُحسب على الحارس، لكن نقص خبرة دوخة في مثل هذه المباريات جعله يتخذ القرار الأسوأ بمحاولة التحكّم في الكرة بالرجل وذلك رغم أنّ ڤريش أعادها بشكل خاطئ (كرته كانت عالية) لذلك كان من الصعب التحكم فيها ثم إبعادها بشكل سريع، وهو ما كلّف دوخة هدفا قاتلا في بداية المباراة. بن شيخة لن يحكم عليه في لقطة ويعتبر المتتبعون أنّ الخطأ الذي ارتكبه دوخة قد يقلل حظوظه في التواجد مع الثلاثي الذي سيسافر إلى المغرب للمشاركة في “الداربي“، لكنه لن يُخرجه من حسابات بن شيخة الذي لن يحكم على حارس الحراش بسبب لقطة واحدة بل هناك جولات أخرى من عمر البطولة سيحسم فيها بن شيخة هوية الحارسين المحليين اللذين سينافسان مبلوحي. وسبق ل بن شيخة أن جدّد الثقة في مبولحي رغم أنه تحمّل مسؤولية هدف تانزانيا في عهد سعدان وهدفي إفريقيا الوسطى في بانڤي. وضع شاوشي يُبقيه في السباق من جهة أخرى فإنّ المشاكل التي يعرفها الحارس شاوشي المبعد من مباريات فريقه بسبب عقوبات إنضباطية قد تكون في مصلحة دوخة الذي أبان في مباراة النهائي عن هدوء أعصاب، حيث لم يتأثر رغم الطريقة التي سجّل بها الهدف وبقي مركزا في المباراة ومحافظا على هدوئه دون أن يحتج على أخطاء زملائه الدفاعية خلافا للحارس شاوشي المعروف عنه انفعاله السريع وفقدانه التركيز بمجرد تلقيه الأهداف. حنيشاد: “بن شيخة لن يحكم على دوخة في لقطة” ومن أجل معرفة الأسباب التي جعلت دوخة لا يقدم الوجه المنتظر منه على الأقل في بداية اللقاء وتسببه رفقة ڤريش في هدف المباراة، دافع مدربه حنيشاد عنه حيث قال: “تعلم بأنّ قوة الحراش في المجموعة وأظن أن نقص الخبرة أثر في اللاعبين خلال النهائي حيث تأثروا بالأجواء ولم يدخلوا في المباراة وهو ما جعلنا نرتكب أخطاء دفاعية بسبب الضغط على منطقتنا في الشوط الأول، ودوخة حارس شاب وكان محفزا قبل اللقاء لأداء مباراة كبيرة رغم أنه كان تحت ضغط رهيب خاصة بحضور المدرب الوطني لمعاينته، وهناك من انتقد دوخة بسبب عدم إبعاده الكرة عوض مراقبتها لكن أقول لهم إنّ الحارس يقرر في لحظة وتلك اللقطة سهلة عندما تكون في الإعادة، ورغم ذلك فلا أظن أنّ بن شيخة سيحكم عليه من لقطة واحدة خاصة أنّ عز الدين لم يرتكب فيها خطأ فنيا وإنما لم يُحسن التقدير وهو يبقى من أبرز الحراس في البطولة الجزائرية هذا الموسم مما يرشحه للتواجد في المنتخب مستقبلا”.