l أعلنت أمس الثلاثاء، الجامعة الملكية لكرة القدم عبر موقعها الإلكتروني، أن مباراة الإياب التي ستجمع يوم السبت 4 جوان القادم بين منتخبنا الوطني ونظيره المغربي، برسم الجولة الرابعة للمجموعة الرابعة لتصفيات كأس أمم إفريقيا 2012 ،ستجرى رسميا بالمعلب الكبير لمدينة مراكش السياحية الواقعة أقصى غرب المملكة المغربية، وهو الخبر الذي أعلنه أيضا موقع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، عقب تلقي مراسلة رسمية من هيئة علي الفاسي الفهري، وبحسب تقارير إعلامية مغربية، فإن القرار الذي تم اتخاذه لم يكن مبنيا على معطيات تقنية وفق ما تمليه رغبة مدرب الأسود إيريك غيريتس وأعضاء طاقمه الفني، حيث كان يأمل رفقة أغلب اللاعبين في إجراء اللقاء بمركب محمد الخامس بالدارالبيضاء. دوافع أمنية وسياسية أجبرت الفهري على اختيار مراكش أشارت مختلف المواقع المغربية المهتمة بقمة الجولة الرابعة للتصفيات المؤهلة إلى نهائيات غينيا الاستوائية والغابون، إلى أن خيار إجراء الداربي المغاربي بالملعب الكبير بمدينة مراكش، جاء لاعتبارات أخرى أفرزتها الأوضاع الأمنية والسياسية التي يعيشها الجار الغربي، وبناء على تقارير تم إعدادها بالتنسيق مع أجهزة الأمن ووزارة الداخلية، على الرغم من الأحداث الأخيرة والتفجيرات الإرهابية التي عرفتها ساحة «جامع الفنا» بمدينة مراكش، وأوضحت بعض وسائل الإعلام المغربية ولو في إشارات ضمنية بأن مراكش مدينة معروفة بالمنتجعات والمجمعات السياحية ما يجعلها في منأى عن تحولها إلى مسرح للشغب والمظاهرات ذات المطالب الاجتماعية، فضلا عن سهولة التحكم في الجماهير الوافدة إليها عكس الدارالبيضاء، ناهيك عن طبيعة مراكش المتميزة بسكانها المسالمين وفق ما تمليه ظروف العيش في المدن السياحية عكس الدارالبيضاء الآهلة بالعشوائيات والسكنات القصديرية التي طالما تتحول إلى بؤر للغليان الاجتماعي. المغاربة فروا من جحيم الدارالبيضاء في حال الخسارة مما لاشك فيه أن السلطات المغربية، قد علّقت قرار إجراء المواجهة التي ستجمع أسود الأطلس بالخضر يوم 4 جوان القادم، على مشجب الغليان الاجتماعي الذي تعرفه المملكة، ولجأت إلى مدينة مراكش كإجراء احتياطي من أجل تسهيل مهمة احتواء الوضع لتفادي وقوع انزلاقات أمنية في حال خسارة تشكيلة غيريتس المباراة أمام رفقاء عبد المجيد بوڤرة، وتحولها إلى تمرد اجتماعي يصعب إخماده، خصوصا أن مدينة مراكش تعتبر رابع أكبر مدينة من حيث عدد السكان، بعد الدارالبيضاء، الرباط وفاس، وبإجراء مقارنة بسيطة بين الدارالبيضاء التي كانت المرشح رقم واحد لاحتضان اللقاء ومراكش نجد أن عدد سكان كازا يفوق عدد سكان مراكش بأكثر من أربع مرات. فوضى وتأجيلات داربي «كازا» عززت خيار مراكش بالعودة إلى الأيام القليلة الماضية، يمكن استنتاج خلفيات قرار إجراء اللقاء بمراكش واستبعاد خيار احتضانه بمركب محمد الخامس بالدارالبيضاء، حيث من غير المستبعد أن تكون الأسباب ذاتها التي جعلت الاتحادية المغربية لكرة القدم تؤجل الطبعة 110 لداربي «كازا» بين الوداد والرجاء لأكثر من مرة، بسبب المظاهرات التي دعت إليها حركة يطلق عليها اسم شباب 20 فيفري، وقد أصدرت حينها بعض الجرائد المغربية عناوين بالبنط العريض أجمعت فيها على أن « الاتحادية رضخت للسلطات الأمنية وأجلت الداربي»، أما متتبعون مغاربة فاعتبروا القرار رسالة موجهة إلى الرأي العام العالمي مفادها أن التفجيرات الأخيرة حدث معزول وإجراء اللقاء بمراكش مفاده أن المغرب بلد آمن. الخضر سيتجنبون الضغط الجماهيري في سياق قرار إجراء مباراة الخضر ضد أسود الأطلس بملعب مراكش، يبقى منتخبنا الوطني أكبر المستفيدين من هذا الخيار، باعتبار أن سعة الملعب لا تتجاوز الخمسين ألف مشجع مغربي على عكس ملعب الدارالبيضاء الذي تتسع مدرجاته لما لا يقل عن ثمانين ألف متفرج، فضلا عن طبيعة أنصار فريقي الوداد والرجاء البيضاويين المعروفين بحماسهم وأهازيجهم التي طالما أربكت بضغطها المنافسين سواء في المباريات الدولية أو المحلية، وهو ما سيسهل إلى حد كبير مأمورية أشبال الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة المطالبين بالعودة بنتيجة إيجابية تبعث حظوظ التأهل إلى نهايات كان 2012 . غيريتس ولاعبوه كانوا يريدون اللعب بمركب محمد الخامس مثلما كان معلوما، لم يخف مدرب الأسود ورفقاء المهاجم مروان الشماخ، في جل التصريحات التي تناقلتها مختلف وسائل الإعلام المغربية والدولية، رغبتهم في إجراء مباراة الرابع جوان القادم فوق أرضية مركب محمد الخامس بالدارالبيضاء، إيمانا منهم بالدور الإيجابي لجماهير «كازا» المتميزة وسط كل جماهير المملكة والضغط المنتظر فرضه على لاعبي منتخبنا الوطني، لكن قرار هيئة علي الفاسي الفهري أخلط أوراق غيريتس ولاعبيه، وهي أول «معركة» يخسرها المغاربة قبل موقعة مراكش. الجماهير المغربية في قمة الغضب أعربت أمس، مجموعة من رواد منتديات الكرة المغربية عن جام غضبها تجاه برمجة مباراة الخضر وأسود الأطلس بالملعب الكبير في مدينة مراكش، بدلا من مركب محمد الخامس بالدارالبيضاء الذي يطلق عليه اسم ملعب الرعب، وكانت مجمل الردود تعكس خيبة الأمل التي أصيب بها الجمهور المغربي، وهو ما أكده استعمال عبارات « حسابات الجامعة تافهة جدا» ، «الله يأخذ فيك الحق يا بلخياط»، « ارتجال في صنع القرار»، «تسهيل مهمة الخصم» و«نريد 90 ألف مناصر وليس 45 ألف»، هذا وقد أجمعت مشاركات أعضاء المنتدى المشار إليه، في ردها على شبه سبر للآراء حول خلفيات قرار اللجوء إلى ملعب مراكش، على أنها سياسية محضة، لكنها لا تصب في مصلحة المنتخب المغربي على الإطلاق. وزير الشباب والرياضة المغربي يدعو إلى اللعب النظيف دعا وزير الشباب والرياضة المغربي، منصف بلخياط إلى «اللعب النظيف» في المباراة التي ستجمع المغرب والجزائر برسم الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الرابعة من تصفيات كأس الأمم الإفريقية، في الرابع من جوان المقبل بأرضية ميدان ملعب مراكش. وقال بلخياط على هامش الاجتماع الرابع والثلاثين لوزراء الشباب والرياضة العرب في مراكش: «سنستقبل المنتخب الجزائري بكثير من الصداقة والأخوة، على أمل أن نشاهد مباراة كبيرة في كرة القدم، ولينتصر الفريق الأفضل». غيريتس يجتمع بالفهري لمناقشة لائحة الأسود في سياق منفصل، حل نهار أمس، التقني البلجيكي إيريك غيريتس، مدرب منتخب أسود الأطلس بالمملكة المغربية، عائدا من جولته الأوربية التي قادته إلى فرنسا وبلجيكا وهولندا. وحسب ما ذكرته يومية «الصباح» المغربية استنادا إلى مصدر مسؤول، فإن اجتماعا مرتقبا بين غيريتس ورئيس الجامعة الملكية لكرة القدم علي الفاسي الفهري بداية الأسبوع المقبل، سيتم خلاله مناقشة جملة النقاط المتعلقة بتحضيرات المنتخب المغربي لمباراته أمام الخضر. ومن غير المستبعد أن يتناقش الطرفان حول الخطوط العريضة لقائمة اللاعبين الذين سيتم استدعاؤهم للداربي المغاربي.