يقول الشيخ أحمد فريد... علامات مرض القلب : قد يمرض قلب العبد ، ويشتد المرض ، ولا يعرف به صاحبه ، بل قد يموت وصاحبه لايعرف بموته ، وعلامة مرضه أو موته ، أن صاحبه لا تؤلمه جراحات المعاصى ، ولا يوجعه جهله بالحق ، وعقائده الباطلة ، فإن القلب إذا كان حياً تألم بورود القبائح عليه ، وتألم بجهله بالحق - بحسب حياته - وقد يشعر بالمرض ، ويشتد عليه مرارة الدواء ، فهو يؤثر بقاء الألم على مشقة الدواء . ومن علامات أمراض القلوب عدولها عن الأغذية النافعة إلى الضارة، وعدولها عن الدواء النافع إلى دائها الضار، فالقلب الصحيح يؤثر النافع الشافى على الضار المؤذى ، والقلب المريض بضدّ ذلك، وأنفع الأغذية : غذاء الإيمان ، وأنفع الأدوية : دواء القرآن . علامات صحة القلب : أن يرتحل عن الدنيا حتى ينزل بالآخرة، ويحل فيها حتى يبقى كأنه من أهلها، أو أبنائها ، جاء إلى هذه الدار غريباً يأخذ منها حاجته ويعود إلى وطنه، كما قال ( لعبد الله بن عمر: " كن فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل " (13) . وكلما مرض القلب آثر الدنيا، واستوطنها، حتى يصير من أهلها. - ومن علامات صحة القلب: أنه لايزال يضرب على صاحبه حتى ينيب إلى الله، ويخبت إليه ، ويتعلق به تعلق المحب المضطر إلى محبوبه، فيستغنى بحبه عن حب ما سواه، وبذكره عن ذكر ما سواه ، وبخدمته عن خدمة ما سواه . - ومن علامات صحة القلب: أنه إذا فاته وِرْدهُ أو طاعة من الطاعات، وجَدَ لذلك ألماً أعظم من تألم الحريص بفوات ماله وفقده . - ومن علامات صحته: أنه يشتاق إلى الخدمة كما يشتاق الجائع إلى الطعام والشراب . - قال يحيى بن معاذ: " من سر بخدمة الله سُرت الأشياء كلها بخدمته ، ومن قرت عينه بالله قرت عيون كل أحد بالنظر إليه " . - ومن علامات صحته: أن يكون همه واحداً ، وأن يكون فى الله يعنى فى طاعة الله -. - ومن علامات صحته: أن يكون أشح بوقته أن يذهب ضائعاً كأشد الناس شحاً بماله . - ومن علامات صحته: أن يكون إذا دخل فى الصلاة ذهب عنه همه وغمه بالدنيا ووجد فيها راحته ، ونعيمه وقرةَ عينه ، وسرور قلبه. - ومن علامات صحته: أن لا يفتر عن ذكر ربه ، ولا يسأم من خدمته، ولا يأنس بغيره إلا بمن يدله عليه ويذكره به . - ومنها: أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل أعظم منه بالعمل ، فيحرص على الإخلاص فيه ، والنصيحة ، والمتابعة ، والإحسان ، ويشهد مع ذلك منةَ الله عليه فيه ، وتقصيره فى حق الله .