أعلنت السلطات الإيرانية أنها اعتقلت عدداً من المشتبه بضلوعهم في الهجمات بالأحماض "الأسيد" على الفتيات في محافظة أصفهان. وحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، قال نائب وزير الداخلية مرتضى باقري لشبكات التواصل الاجتماعي: إن الشرطة اعتقلت 3 أو 4 أشخاص للاشتباه فيهم. وتشهد أصفهان (ثالث أكبر مدينة في إيران) تصاعداً في ظاهرة رش رجال يركبون دراجات نارية الأحماض على النسوة والفتيات؛ بدعوى أنهن لا يرتدين حجاباً مناسباً.
ويأتي ذلك بعد اتهامات متعددة وجّهها نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي للشرطة بعدم اتخاذ الإجراءات الكافية للقبض على المتهمين.
ودعا النشطاء الإيرانيون إلى مظاهرات في محافظة أصفهان للاحتجاج على ما قالوا: إنه "تقاعس رجال الشرطة" عن أداء دورهم في حماية المواطنات الإيرانيات.
وقال الداعون للمظاهرة: إنها ستتم الأربعاء القادم أمام مقر المحكمة في المدينة، بمشاركة أسر الضحايا؛ موضحين أن المظاهرة ستنأى بنفسها عن أي توجهات سياسية.
واتهم مستخدمو الإنترنت الإيرانيون، أعضاء في قوات التعبئة الشعبية شبه الحكومية "الباسيج" وأعضاء في حزب "أنصار حزب الله" الإيراني، بالضلوع في هذه الهجمات.
ووصف النشطاء على الإنترنت هذه الجهات بأنها متطرفة، وسموها "داعش الإيرانية"؛ لتشبيهها ب"تنظيم الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا، الذي يُتهم بالتشدد من قِبَل مخالفيه.
وبرغم أن السلطات الإيرانية أكدت وجود 4 حالات فقط من الفتيات تعرّضن لهجمات إلقاء الحمض عليهن؛ فإن مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في إيران يؤكدون أن العدد أكبر من ذلك.
وقال حسين عشتري قائد شرطة أصفهان: إنه يعتقد أن الضالعين في هذه الهجمات يعانون اختلالاً عقلياً.
وفي الوقت نفسه، قال خطيب الجمعة في أصفهان محمد تاغي رابار، الذي يوصف بالتشدد: "إن هذه الهجمات لا أساس لها في القانون، ولا تستمد شرعية من الدين".
وقال "رابار": "بغضّ النظر عن المبررات؛ وحتى لو خرجت المرأة بأسوأ شكل ممكن، لا يمكن تبرير هذه التصرفات، ولا يمتلك أحد الحق في شن هجوم مماثل".
ولا يزال البرلمان الإيراني -الذي يسيطر عليه المتشددون- يحاول منذ أشهر تمرير قانون جديد، يتيح للأفراد تعزيز تطبيق الشريعة الإسلامية في الشوارع؛ على غرار "جماعة الأمر بالمعروف" في المملكة العربية السعودية.