تواصلت الاحتجاجات وأعمال الشغب في مختلف أنحاء إيران مع تشبث المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي بمطلبه إلغاء الانتخابات الرئاسية، بينما وجه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد رسالة إلى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي عبّر له فيها عن تقديره لكلمته التي دافع فيها عن نتائج الانتخابات. فقد تحدى المتظاهرون أول أمس السبت أمرًا صارمًا من خامنئي لوقف التظاهرات، وخرج المئات منهم في طهران ومدن أخرى، وذكر شهود عيان أن الشرطة استخدمت الغاز المدمع ومدافع المياه والهراوات لتفريق المتظاهرين، كما أطلقت الرصاص الحي في الهواء لتفريقهم، بحسب تقارير أخرى. وحاول المتظاهرون التجمع في ميدانين رئيسيين واقعين غربي ووسط طهران بعد ظهر أول أمس وواجهوا عددًا ضخمًا من عناصر الشرطة وقوات الشرطة العسكرية بالإضافة إلى قوات شبه عسكرية حسبما ذكر شهود عيان. وبحلول المساء بالتوقيت المحلي وقعت اشتباكات في العديد من المناطق في المدينة حيث أظهرت صور تلفزيونية لم يتسنّ التحقق من صحتها نشرت على الإنترنت استخدام الغاز المسيل للدموع ووقوع انفجارات قنابل حارقة وحشود تلوذ بالفرار بعيدًا عن خطوط الشرطة. إلاّ أن أعنف حوادث يوم أول أمس تفجير انتحاري في ضريح الإمام الخميني الواقع جنوبي غربي العاصمة، أسفر - حسب وسائل إعلام إيرانية- عن مقتل منفذ التفجير وإصابة ثلاثة زائرين بينهم اثنان من جنسيات عربية بجراح طفيفة. من ناحية أخرى أصدر المحتجون الإيرانيون أول أمس صحيفة تنطق بلسانهم تحمل اسم ''الشارع'' على شبكة الإنترنت. ويأتي تواصل المظاهرات في إيران مع إصرار موسوي المرشح المهزوم في الانتخابات الرئاسية على إلغائها، معبرًا عن اعتقاده بأنه جرى التخطيط لتزويرها بشكل مسبق. ووجّه موسوي أول أمس رسالة من سبع صفحات إلى مجلس صيانة الدستور- أعلى هيئة تشريعية في إيران- قال فيها: إن ''هذه الإجراءات المثيرة للسخط (تزوير الانتخابات) كان مخططًا لها قبل شهور من التصويت، بالنظر إلى كل الانتهاكات يجب إلغاء الانتخابات''. من جهة ثانية أفاد التليفزيون الإيراني أمس الأحد بأن 13شخصًا قتلوا أول أمس السبت في الاشتباكات التي وقعت بين الشرطة والمتظاهرين في طهران، بالإضافة إلى سقوط قتلى جراء قيام متظاهرين بإشعال النيران في مسجد بطهران. وفي سياق متصل أكدت تقارير منفصلة أن السلطات الإيرانية اعتقلت ابنة هاشمي رفسنجاني رئيس مصلحة النظام و4 من أفراد أسرته. إلى ذلك ذكر موقع ''تويتر'' الإلكتروني أن انفجاراً قوياً دوّى في ساحة الثورة بالعاصمة الإيرانيةطهران. وأفاد نشطاء على الموقع بأن قوات ''الباسيج'' بدأت فرض رقابة صارمة على مقار السفارات الأجنبية في طهران ما يحول دون توجه الجرحى إليها. وقالوا: إن تلك القوات بدأت عمليات دهم للمنازل الخاصة. بينما ذكرت معلومات غير مؤكدة أن مقراً للباسيج أضرمت فيه النيران.