“أشعر بالفخر في كلّ مرة يلعب مجيد مع الخضر” كنا قد نشرنا أمس تفاصيل مثيرة عن حياة المدافع الدولي مجيد بوڤرة، على لسان أفراد عائلته، وخاصة والدته الكريمة عند زيارتهم مقر جريدتنا “الهدّاف” أول أمس. واليوم نواصل نشر بقية أسرار حياة “ماجيك” لكن على لسان شقيقه الأكبر رابح. رابح، أنت الأخ الأكبر ل مجيد، كيف تعيش تألقه في الميادين العالمية؟ ما يصنعه أخي أمر مشرّف جدا ومفرح، ولا يُمكن أن تتصوّر كيف نشعر نحن ومجيد يصنع الحدث في ميادين الكرة العالمية، حيث أصبح محبوبا لدى كلّ الجماهير خاصة الجزائرية، وهو أمر يشعرنا بالفخر وبالعزّة، ويدفعنا دائما لمحاولة مساندته حتى يواصل على المنوال نفسه ولا يتوقف تماما، والأمر الذي يسعدني حقيقة هو ما يقدّمه مع المنتخب الوطني لأنه يدافع عن الألوان الوطنية ويشعرنا بالفخر والعزّة. أنت تشبهه كثيرا ولولا الوزن الزائد لمّا فرّق بينكما أحد، هل سبّب لك هذا بعض الحرج؟ في البداية، أريد أن أؤكد لك أنه هو من يشبهني لأني أخوه الأكبر (يضحك)... صحيح الكلّ يعرف مجيد ويُشبّهني به وفي الكثير من الأحيان الناس تخطئ وتتحدّث معي على أني مجيد. في فصل الشتاء يمكن أن تلاحظ الفرق بيننا لأني أكون قد زدت في الوزن قليلا وأصبحت أكثر سمنة بعد أن أكون قد أكثرت من أكل الحلويات في فصل الصيف، لكن قبل نهاية الربيع وعندما أعود إلى لياقتي العادية نصبح تقريبا كجسد واحد، لكن هذا الأمر لا يحرجني، بل على العكس في العديد من الأحيان أضحك عندما يقترب مني البعض ويتحدّث معي على أني مجيد. أخبرتنا الوالدة أنك الأخ المقرّب لمجيد وتتابعه كثيرا، هل هذا لأنه يطلب منك ذلك؟ لا، ليس هذا، بل من أجل مساندته وتحسيسه دائما بوجود عائلته إلى جانبه ونساعده من أجل البروز مثلما كان عليه الحال منذ صغره، أنا الإبن الأكبر في العائلة أكبره ب6 سنوات ومن الطبيعي أن أحاول الحضور في أهمّ محطات حياته من أجل دعمه ودفعه إلى الأمام، وهذا دون أن يطلب مني ذلك، لكن في بعض الأحيان هو من يطلب مني السفر من أجل مشاهدته يلعب خاصة عندما يتعلق الأمر بمباراة مهمّة، وبما أني الأكثر حركة في العائلة والأكثر وفرة فإني تقريبا أكثر واحد يُسافر ويُسانده. لاحظنا من خلال الحديث مع أفراد عائلتكم أنكم تولون إهتماما كبيرا ل مجيد وتُحاولون في كل مرّة تقديم الدعم له، هل يمكن اعتبار هذا الأمر هو سرّ نجاحه في مشواره لحد الآن؟ دور العائلة مهمّ في حياة أي إنسان ولا يمكن لأحد أن ينكر فضل عائلته عليه، نحن من جهتنا نحاول القيام بواجبنا، لكن الأمر الأكيد هو أن نجاح مجيد يعود بدرجة كبيرة لطموحه وثقته بنفسه، وكذا العزيمة القوية التي يتحلى بها، كما أنه إنسان ذكي للغاية ويعرف كيف يتعامل مع الأمور، وهو ما سمح له بالتوفيق في اختياراته لحدّ الآن. أمر آخر هو البساطة الشديدة التي يتمتع بها والتي تعتبر سرّ نجاحه الحقيقي، فلو لم يكن لينجح في كرة القدم كان سينجح في حياته بطريقة أخرى، حيث كان قد تحصل على شهادة البكالوريا وكان سيدخل عالم الإعلام الآلي، لكن القدر كتب له شيئا آخر. صراحة، ألم تشعر أن مجيد تغيّر بعض الشيء بعد أن أصبح مشهورا وتغيّر من ناحيتكم؟ لا تماما، مجيد هو مجيد يبقى دائما بسيطا ويحب الخير للناس ويتمنى مساعدة أي شخص يواجهه في طريقه، أنا أحيانا أندهش للبساطة التي يعيش بها، فمثلا عندما يسافر في الطائرة لا يأبه إن كان في الدرجة الأولى أو الثانية ويجلس مع الناس ويضع دائما سماعاته مثل أيّ شاب، ويتحدّث مع الناس بفرح وكأنه هو الذي يسعى للتقرّب منهم. ماذا عنك، هل تغيّرت حياتك بعد أن أصبح أخوك مشهورا؟ نعم ولا، صحيح أننا أصبحنا أكثر شهرة وهو أمر جيّد في بعض الأحيان، وصحيح أني أصبحت أشعر بفخر شديد كوني أخ مجيد بوڤرة الذي يعشقه الجميع في الوطن، لكني بالمقابل أبقى دائما أعيش نفس الحياة، ولدي عائلتي الصغيرة التي أعيش معها، فأنا أب لثلاثة أطفال وأعيش بمدينة “لانس“ وأبقى أحافظ على العمل نفسه الذي أقوم به منذ فترة طويلة. لذلك يمكن القول إني أعيش حياتي بطريقة عادية مع أكثر حماس وتأثر عندما يلعب مجيد لقاءاته. وأريد أن أوضح شيئا مهمّا للغاية؟ ما هو؟ لا أحد في عائلتنا يتكل على مجيد، ولا أحد يحاول أن يستغل لا شهرته ولا أمواله، فنحن دائما نسعى لنتركه حرّا ويتصرّف في الأشياء التي تخصه، لأنه لديه حياته الخاصة، لذلك يمكن القول إن ما وصل إليه أخي لم يؤثر كثيرا على حياتنا. متى عرفتم أن مجيد سيبزغ نجمه؟ لم نكن نراه يصل إلى كلّ هذا، صحيح أنه إنسان طموح جدا وجدي للغاية وفي كل مرة كان يحاول التقدّم في حياته، وأعتقد أن حتى مجيد لم يكن يتصوّر أن يصل إلى كل ما وصل إليه الآن، وسأكون معك صريحا هناك محطتان مهمتان في مشوار مجيد جعلتني أتأكد أنه سيكون له شأن كبير، الأولى بعد أن وصلته أول دعوة من المنتخب الوطني، هناك عرفت أن الأمر جدي للغاية وقد يذهب بعيدا، وهناك أيضا بعد توقيعه في نادي “تشارلتون“ الانجليزي، كنت دائما أذهب وأشاهد أخي يلعب عندما كان في نادي “ڤونيون“ وحتى قبله في “ديجون“، لكني عندما دخلت ملعب “تشارلتون“ وكان ممتلئا عن آخره وشاهدت كل تلك الأجواء، عرفت أن مجيد يسير في الطريق الصحيح وأن مسيرته الكروية أصبحت مهمة للغاية.
الأمر الذي يعجب الجزائريين في مجيد هو عشقه للمنتخب الوطني، من أين له هذا، وهل كنت تتحدّث معه في هذا الأمر قبل أن يصبح نجما؟ قبل أن تصله دعوة المنتخب الوطني لم نكن نتحدّث كثيرا عن الجزائر وعن المنتخب الوطني، لكني أعرف جيدا أنه متعلق بالجزائر ويحملها في قلبه، وأكبر دليل على هذا هو أنه عندما قبل دعوة “الخضر“ واللعب في الفريق الأول كان المنتخب الجزائري يمرّ بأسوأ أحواله، وهذا بعد سنة 2004، ففي كل مرّة كان يتلقى الدعوة للمشاركة مع “الخضر“ لا يتوانى ولا لحظة من أجل الالتحاق بالتشكيلة الوطنية. الآن العديد من اللاعبين قد يقبلون دعوة “الخضر“ بعد أدائهم الجيد وتأهلهم إلى “الكان” و“المونديال“، أما مجيد فقبل الدعوة بقلبه وليس بعقله، فقد طار من الفرح بعد أن وصله استدعاء منتخب الآمال. هل طالبته بقبول الدعوة؟ مجيد كان قرّر الالتحاق ب “الخضر“ قبل أن يخبرنا، حيث كنا آخر من يعلم ولم يخبر سوى والدتي بالأمر، أما نحن فتركها لنا مفاجأة، وكلّ ما قمنا به هو أننا أيّدناه في القرار الذي اتخذه وأكدنا له فخرنا به. هل تحاول التأثير عليه في قراراته التي تتعلق بمشواره الكروي؟ في بعض الأحيان، لكني اقتنعت أن مجيد هو الوحيد الذي يعرف جيدا ما الذي يجب أن يفعله بحياته. سأقصّ عليك قصة تروى لأول مرّة، بعد أن تألق مع نادي “ڤلاسڤو“ الموسم الماضي وتلقى العديد من العروض من أكبر الأندية الأوربية، كلنا نصحناه بالتوقيع لنادي “بوردو“ الذي نال بطولة فرنسا، لكنه فضّل الاستقرار والبقاء مع “ڤلاسڤو“ والنتيجة واضحة أمام الجميع، مستواه في تصاعد مستمرّ، تألق كبير مع “الخضر“ وسيذهب ل “الكان” ويعود إلى فريقه وهو يعرف أن مكانته الأساسية لا نقاش فيها، لهذا لن أحاول التأثير في قراراته لأنه يعرف ماذا يفعل. أنت تسافر إليه كثيرا لمشاهدة مبارياته، هل تتحدّث معه قبل المباريات؟ في بعض الأحيان، عندما يتعلق الأمر بمباراة عادية أتحدّث معه هاتفيا، أما إذا كان الأمر يتعلق بمباراة مهمّة ومصيرية فأنا لا أهاتفه، بل أفضل أن أرسل له رسالة قصيرة عبر الهاتف لأتمنى له حظا موفقا، أفضّل عدم التأثير على تركيزه. هل تحدّثت معه قبل مبارتي مصر والسودان؟ لا، بل أرسلت له رسالة قصيرة. بماذا أحسست عندما تعرّضت حافلة “الخضر“ للرشق بالحجارة في القاهرة؟ كنت حينها في الطائرة قادما إلى الجزائر، وبعد أن حطت الطائرة اتصل بي على الفور ليخبرني بما حدث، لهذا لم أقلق كثيرا لأني علمت بالخبر من مجيد وطمأنني عن حالته وحالة زملائه، لقد صدمت مما حدث في القاهرة لأني لم أكن أنتظر أن يعاملوا فريقنا بتلك الطريقة، لكني لم أكن خائفا كثيرا على أخي لأني أعرفه محاربا ولا يخشى شيئا. لماذا لم تتنقل معه إلى السودان؟ كنت سأسافر إلى السودان لحضور اللقاء، لكني لم أستطع لأن الجماهير كانت حاضرة بقوة في المطار ولم يكن من السهل الحصول على مكان ضمن الطائرات المسافرة للخرطوم. من جهة أخرى قلت سأترك الفرصة ومكاني لأحد الشبان الذين يعشقون “الخضر“ والذين لم تتح لهم الفرصة لمشاهدتهم في الأحداث الكبرى، أما أنا ففي كل مرة أتابعهم ولن يضرّني شيء إذا لم أتنقل إلى هناك. سأطرح عليك بعض الأسئلة القصيرة وتتعلق بعلاقتك مع مجيد؟ نعم، تفضل.. ما هو أحسن شيء تحبّه في مجيد؟ بساطته الكبيرة وتواضعه الشديد، وكذا حبّه مساعدة الآخرين، وهي أشياء لم تتغيّر في مجيد رغم كلّ ما وصل إليه. ما هو أسوأ شيء تكرهه فيه؟ عندما يعدني بالقيام بشيء ما ثم ينسى، في كل مرّة أصرخ في وجهه لماذا تنسى ما أوصيك به دائما، لكني بالمقابل أتفهمه كثيرا نظرا للانشغالات الكبيرة التي تربطه. أغرب حادثة مع مجيد؟ سأقص أغرب الحوادث، فهناك أمر لم أفهمه يوما في حياتي مع مجيد، عندما كان شابا لا يتجاوز 18 سنة كنت أعطيه سيارتي وفي كل مرّة يأخذها ولا يعود بها إلا وقد حدث شيء ما، سواء عطل، حادث أو أيّ شيء آخر، وفي كل مرّة أقول إنها آخر مرّة أعطيه السيارة لكني أعود وأمنحها له من جديد. هل قال لك إننا سنذهب إلى “المونديال“ قبل انطلاق التصفيات؟ نعم، أكد لي في العديد من المرّات أن هدفه هو الوصول إلى أبعد حد والذهاب إلى “المونديال“، وهذا حتى قبل انطلاق التصفيات. مجيد إنسان طموح ولا يرضى إلا ببذل أقصى المجهودات من أجل تحقيق أفضل النتائج. هل تحدّث عن الفوز بكأس إفريقيا؟ لا، لم يقل لي إننا سنفوز باللقب، لكنه أكد لي أنهم ذاهبون من أجل الذهاب بعيدا في المنافسة والوصول إلى أقصى دور ممكن. ماذا عن مستقبله الكروي، هل يخبرك بوجهته؟ نعم في معظم الأحيان، وحتى أنه يستشيرنا ويحاول معرفة آرائنا في الموضوع. أين يريد اللعب الموسم القادم؟ في البطولة الانجليزية، لأنه حلمه الأكبر. أي فريق يحلم أن يلعب فيه بالضبط؟ لا أعرف، ولا يمكن أن أخبرك بهذا الأمر، لكني أتمنى أن يتمكن من التوقيع في إحدى أندية المقدّمة والتي تحتل إحدى المراتب الست الأولى، أنا شخصيا أتمنى أن يوقع في مانشستر سيتي ولم لا مانشستر يونايتد. هل تشعر في بعض الأحيان أنه يلعب من أجلكم؟ نعم في كل مرة، فبعد نهاية مباراة الخرطوم اتصل بي مباشرة ليقول لي إننا تأهلنا فأجبته أنا شاهدت اللقاء وأعرف أننا تأهلنا (يضحك)... هذه الأمور تشعرنا أنه يلعب من أجلنا ومن أجل الشعب الجزائري. فأول سؤال طرحه عليّ بعد أن حملت سماعة الهاتف هو: كيف هي الأجواء في الجزائر وفي حجوط. لماذا تفضّل مشاهدة مباريات “الخضر“ في حجوط؟ حتى أعيش الحدث مع أبناء بلدي وأعيش النشوة معهم، ففي كل لقاء يلعب المنتخب الوطني ومجيد أتحوّل إلى الجزائر لمشاهدة اللقاء على غرار كأس إفريقيا هذه المرّة والتي سأتنقل إلى الجزائر في العديد من المرّات، لأن الأجواء في الوطن لا مثيل لها. لو تتكلم معه الآن ماذا تقول له؟ سأقول له حظا موفقا في مباراة الغد (الحوار أجري أول أمس)، وابذل قصارى جهدك لإسعاد الجزائريين. لماذا سمّيت ابنك مجيد؟ لدي ثلاثة أبناء ذكور، الأكبر أيوب أما الاثنان الآخران هما مجيد ومحمد، وقد سمّيت أحدهم باسم مجيد حتى أؤكد له فخرنا به، وحتى يصبح لاعبا مثل عمّه( يضحك طويلا)... سيكون بوڤرة “جينيور”. على كل حال سأدخل أيوب هذا الموسم إلى مركز تكوين “لانس“ الكروي. كيف إستقبلت خبر تعرّض حافلة المنتخب الطوغولي للاعتداء في أنغولا؟ قلقت بشأن الطوغوليين الذين تعرّضوا لحادث خطير من نوعه. أما عن المنتخب الوطني فلم أقلق كثيرا لأني وقفت على الإمكانات التي توفرها لهم “الفاف“ وأعرف أنه لن يصيبهم مكروه بسهولة. كلمة أخيرة.. أتمنى أن يكون مجيد ورفاقه عند حسن ظنّ الشعب الجزائري ويتمكنوا من التألق خلال هذه الدورة الإفريقية.