رغم الحصار المفروض على مقر تربص “الخضر“ هنا في بأعالي جبال “كرانس مونتانا“ (1500 متر عن سطح البحر) وبقاء اللاعبين بعيدين عن الأضواء في الفندق المحجوز للبعثة الجزائرية فقط، إلا أن “الهدّاف” وكعادتها تنقل لقرائها الأوفياء يوميات رفقاء كريم زياني الذي، كما أكد على صفحات “الهدّاف” كان حاضرا في اليوم الأول من التربص رفقة العديد من العناصر المحترفة... على غرار مجيد بوڤرة، عنتر يحيى، عبدون، حليش، إضافة إلى العناصر التي قدمت من الجزائر على غرار ڤاواوي، مطمور وزماموش الذين إلتحق بهم الجدد ڤديورة، مجاني ومبولحي قبل أن يصل منتصف نهار أمس رفيق صايفي. الجميع تأسف لغياب زاوي ورحو... واندماج الجدد كان صعبا بداية التربص، رغم أنها لم تعرف حضور كل التعداد الذي من المنتظر أن يكتمل بعد أيام قليلة، إلا أن ذلك لم يمنع العناصر الحاضرة من الحديث عن العديد من الأمور التي تخص “الخضر“، ولا سيما الغائبين عن التعداد، ليظهر جليا أن عدم تواجد كل من سمير زاوي وسليمان رحو كان واضحا، خاصة في ظل تواجد العناصر الجديدة بعيدة عن اللاعبين القدامى وملازمة كل من ڤديورة، مجاني ومبولحي لغرفهم، ما جعل الجميع يعلق على الأمر بالقول: “لو كان هناك لاعب مثل زاوي حاضرا لما بقي هؤلاء في غرفهم ولكان اندماجهم مع المجموعة سريعا“، والحقيقة أن غياب قائد جمعية الشلف كان جليا منذ انطلاق الوفد الجزائري من الجزائر وصولا إلى هنا بسويسرا، حيث ترك الثنائي رحو - زاوي فراغا كبيرا داخل المجموعة التي ظهر لاعبوها كاليتامى كل لاعب كان منزويا عن الآخر. إقصاء لموشية من المنتخب محل نقاش لدى المحترفين من جهة أخرى، وفي أول يوم من التربص، كانت حصة الأسد من حديث لاعبي “الخضر“، خاصة المحترفين منهم، حول خيارات سعدان والقائمة التي وضعها ل المونديال، إذ علق اللاعبون كثيرا على إبعاد خالد لموشية من التعداد وهو الأمر الذي اعتبره البعض من اللاعبين في محله لأن اللاعب تصرف بطريقة غير لائقة مع زملائه، وخاصة المدرب رابح سعدان، لكن فئة أخرى اعتبرت أن إقصاء لموشية لم يكن في محله لأنه لاعب ساهم في تأهل “الخضر“ وشارك منذ بداية التصفيات بداية من مواجهة السنغال، مساهما بقسط وافر في تأهل الجزائر إلى المونديال معطيا أصحاب هذا الطرح مثالا حيا على ما حدث لهذا اللاعب في القاهرة و دمه الذي يبقى شاهدا على تضحيات هذا الرجل من أجل الجزائر . شطب إسمي بن زيمة وناصري على كل لسان كما لم يقتصر حديث اللاعبين بشأن إقصاء سعدان لبعض اللاعبين من القائمة، بل تعدى الأمر ذلك إلى الحديث عن المنتخب الفرنسي وما حدث ل كريم بن زيمة وسمير ناصري اللذين حرما هما أيضا من التواجد حتى في قائمة ال 30، لكن لاعبينا في دردشتهم ظلوا يؤكدون أن “دومينيك“ كغيره من المدربين الفرنسيين لا يحب كل ما هو جزائري الأصل، بدليل هروب جلّ العناصر المحترفة في فرنسا من هذا البلد بسبب العنصرية التي وصلت حتى إلى المنتخب الفرنسي لأن عدم إستدعاء لاعب مثل بن زيمة أمر غير معقول في ظل تواجد أسماء مغمورة في تعداد “دومينيك”. مقر إقامة “الخضر” أبهر اللاعبين والجميع ينتظر إكتمال التعداد وبخصوص مكان تواجد “الخضر“ للتحضير ل المونديال هنا في “كرانس مونتانا“، كشفت لنا العناصر الوطنية الحاضرة في التربص أن الجميع أعجب إلى حد الإنبهار بالفندق الجميل الذي يقيم فيه الوفد الجزائري، كما أن سعة الغرف والخدمات المقدمة أفرحت الجميع، رغم أن كل لاعب كان ينتظر إكتمال المجموعة لأن العدد ليس كبيرا في ظل حجز الفندق كاملا للعناصر الوطنية، ما جعل الجميع يشعر وكأنه يعيش لوحده، لكن توافد العناصر تباعا سيجعل هذا الشعور يزول بمرور الوقت. مباريات “البلايستايشن“ إنطلقت وزياني في انتظار بلحاج وغزال وفي ظل عدم وصول العديد من الأسماء، يقضي اللاعبون أوقات فراغهم بالإتصال هاتفيا بذويهم أو كالعادة بتنظيم دورات مصغرة في “البلايستايشن“ مثلما هو حال زياني، بوڤرة وعبدون الذين ينتظرون بفارغ الصبر إلتحاق كل من غزال وبلحاج بالمجموعة لتنطلق الدورات اليومية في “البلايستايشن“ دون ملل، وهذا طبعا في أوقات الفراغ لأن التدريبات ستكون مرتين في اليوم خلال الأسبوع الثاني من التربص وهذا لتعويض نقص المنافسة لدى الكثير من اللاعبين، كما أن العائدين من إصابة سيخضعون من جهتهم إلى برنامج خاص للعودة بسرعة إلى الميادين. ------------------------------------------------------------------------- ڤديورة: “لم أكن أتصوّر أن ألعب المونديال وأنا فخور بالدفاع عن ألوان بلدي” “لهذا السبب رفضت إجراء حوارات مع الصحافة الجزائرية وحتى الإنجليزية” خرج وسط ميدان “ويفليرهامبتون” الإنجليزي، عدلان ڤديورة، عن صمته أخيرا، ووافق مجبرا هذه المرة على إجراء حوار مع الصحافة الجزائرية التي لم تتمكن جميعها في وقت سابق من الوصول إليه والتطرق معه إلى قضية إنضمامه إلى المنتخب، وبتحفظ شديد تحدث إلى رجال الإعلام مساء أمس، دون أن يخوض في التفاصيل، معربا عن فخره بالدفاع عن ألوان بلده، وعن سعادته للتواجد ضمن المجموعة. هل أنت سعيد لتواجدك هنا مع المنتخب الوطني، وفي مناسبة كبيرة، ألا وهي التحضير لنهائيات كأس العالم؟ لست فقط سعيدا، بل أنا فخور جدّا لتواجدي هنا، ولأنني سأمثّل ألوان المنتخب الوطني الذي لطالما حلمت بتقمص ألوانه منذ الصغر، والشعور الذي ينتابني الآن لا يُمكن تخيّله أو وصفه. وهل من تعليق حول الإستقبال الذي حظيت به من طرف الأنصار لدى وصولك إلى سويسرا؟ قبل أن أكون هنا كلاعب، كنت مثلهم مناصرا، وأعرف الطريقة الحماسية التي يشجّعون بها اللاعبين، والمنتخب أيضا، لذلك لم أتفاجأ كثيرا. ما دمت كنت مناصرا بالأمس القريب وتعرف طريقتهم في التشجيع، حبّذا لو تكشف لنا إن كنت قد احتفلت بعد تأهل الجزائر للمونديال على حساب مصر؟ في الحقيقة لم أخرج للاحتفال يومها، لأني كنت وحيدا مع فريقي، ولم يتسنّ لي الخروج للشوارع للاحتفال. هل تعرف بعض اللاعبين هنا؟ نعم أعرف البعض، وأشكرهم جميعا لأنهم سهلوا لي مهمة الاندماج داخل المجموعة، إذ لحدّ الساعة لم أشعر بأنّني لاعب جديد ولو للحظة واحدة. هل لنا أن نعرف السبب الذي جعلك ترفض الإدلاء بتصريحات في الفترة الماضية؟ لتعلموا أني لم أرفض الحديث للصحافة الجزائرية وفقط، ولم أرفض الإدلاء بحوارات أو تصريحات لصحافة بلادي فقط، بل أني رفضت التصريح حتى للصحافة الإنجليزية، واكتفيت بالتصريح للموقع الرسمي لفريقي “ويلفيرهامبتون”. وما السّبب الذي جعلك اللاعب الوحيد الذي لا يصرح؟ بكل بساطة كنت مركزا مع المباريات الهامة التي تنتظرني مع فريقي، لا تنسوا أنني كنت معارا، وغير مستعدّ للعودة من جديد إلى شارل لوروا البلجيكي، وهو ما جعل تركيزي ينصب على مباريات فريقي وفقط، دون أن أكترث للحوارات والتصريحات. لكنّك الآن صرت ملك “ويلفيرهامبتون” الذي أمضيت معه عقدا مدته ثلاث سنوات، أكيد أن ذلك يريحك؟ بطبيعة الحال هو أمر مريح لي، لأنني تعودت على اللعب في البطولة الإنجليزية التي تعد من أقوى البطولات الأوروبية، عكس البطولة البلجيكية التي كنت عازما على عدم العودة لها، وهو ما تسنى لي بعدما فرضت نفسي مع فريقي. هل كنت تحلم يوما بأنك ستشارك في نهائيات كأس العالم؟ أكذب عليك لو قلت نعم، في الحقيقة لم أكن أتصور أن ألعب المونديال، لكنني حلمت باللعب في صفوف المنتخب الوطني، وهو هدف راودني منذ الصغر، وها أنا أحققه في الأخير. والدك كان لاعبا كبيرا، فهل ترى أن ذلك سيكون حافزا لك؟ والدي يضع ثقة كبيرة في شخصي، ويساعدني كثيرا بالنصائح التي يسديها لي، وهو مثل أي والد يتمنى أن تكون مسيرة ابنه حافلة سواء مع المنتخب أو مع الأندية التي يلعب لها ابنه. هل سبق أن لعبت معه من قبل؟ لا لم ألعب معه يوما كرة القدم. في إنجلترا، هل مازحك رفاقك الإنجليز بفوز منتخبهم على الجزائر في المواجهة الثانية التي ستجمعهما بجنوب إفريقيا؟ في الحقيقة كنّا نتطرق للحديث عن المباراة، لكن جميعهم تمنوا لي حظا موفقا في تجربتي الجديدة مع المنتخب. ---------------------------------------- زياني: “لست فرنسيًا لألعب المونديال في كل مرة... وضغط الجمهور الجزائري أشبه بالسكين على الرقبة” بالرغم من أنه لم يشارك منذ مدة طويلة رفقة ناديه الألماني، فولفسبورغ، إلا أن نجم المنتخب الوطني الأول كريم زياني أكد أنه سيعمل المستحيل لكي يكون جاهزا من كل النواحي للمشاركة في فرصة العمر حين يُسافر رفقة أشبال سعدان إلى جنوب إفريقيا للتواجد في كأس العالم شهر جوان القادم، وذلك حين أشار إلى أهمية هذه الفرصة التي لا تتكرّر للجزائر دوما حسبه، وهذا إضافة إلى تعريجه بحديثه الى وضعه هذا الموسم رفقة “الذئاب” حين أشار إلى أنه عاش أحد أسوأ مواسمه على مستوى النوادي، لكن ذلك لم يؤثر عليه بالشكل الكبير كونه حقق نتائج إيجابية مع الجزائر بتأهل الفريق إلى المنافسة العالمية الأبرز والتي ستقام على أرض العم مانديلا. “عوّضت إخفاقي مع فولفسبورغ بنجاحي رفقة المنتخب” كان كريم زياني من أوائل الملتحقين بتربص سويسرا وذلك لضمان استعادته للياقته البدنية المعروفة، إضافة إلى الدخول الجيد في أجواء المنافسة بالتربص الذي يجريه أشبال رابح سعدان ب كراس مونتانا السويسرية، وفي تصريح لصاحب ال27 عاما إلى جريدة “فرانس فوتبال”، أكد زياني أنه خائب الأمل بسبب إمضائه للفريق الألماني الذي عاش معه فترة صعبة على المستوى الشخصي، ليُشير بعدها إلى تألق “الخُضر” الذي عوضه – حسبه - كل الإخفاقات على مستوى النادي، وذلك في قوله : “لقد مررت بعام سيء في فولفسبورغ، لكن مع ذلك أنا أعتبر هذا الموسم من أفضل المواسم في حياتي بفضل التجربة الكبيرة التي عشتها مع الأفناك”. “لست فرنسيًا لأشارك في المونديال في كل نسخة“ هذا ولم يستطع مدلّل الفريق الوطني أن يخفي سعادته بمشاركته في المونديال لأول مرة في حياته بعد عدة سنوات رفقة “الخضر”، الأمر الذي عبّر عنه بأنه فرصة نادرة ولا تتحقق في كل مرة، حيث أشار في كلامه أنه جزائري، لذا ليس عليه انتظار المونديال كل أربع سنوات كما هو حال البرازيلي، الأرجنتيني وحتى الفرنسي للإمكانات الكبيرة التي تتوفر عليها هذه البلدان على مستوى التركيبة البشرية للفريق أو المادية، ومما جاء على لسانه تكلم كريم زياني قائلاً : “أن تكون فرنسيا، برازيليا أو أرجنتينيا فإنك تنتظر المونديال في كل مرة، وتجزم بأنك ستلعبه، لكني جزائري والفرصة لا تأتي دائما”. “كنا نذهب إلى الشواطئ ثم نرجع باكرًا إلى الديار لأجل مشاهدة المونديال على التلفاز” وفي ذات الشأن أشار صانع ألعاب “الخضر” أن السعادة بالمشاركة في أكبر مسابقة في كرة القدم على مستوى العالم لا يمكن أن توصف لاسيما أنه سيكون ضمن اللاعبين الذين سينشطون المسابقة الحلم بالنسبة لأي لاعب، إذ أوضح أن عاداته في الصيف ستتغير هذه المرة وليس عليه انتظار الموسم الجديد للظهور مجددا في الملاعب، أو العودة باكرا من رحلاته الإستجمامية لمشاهدة المونديال على التلفاز، وذلك في قوله : “في العادة كنا نمضي اليوم في فصل الصيف على الشواطئ وفي المقاهي، بعدها نرجع إلى الديار قصد اللحاق بمباريات كأس العالم”، وهو ما لن يعيشه محبوب الجماهير الجزائرية هذا الصيف بسبب التزامه الكبير مع “الخضر”. “لاعبو منافسينا لا يفوقوننا مستوى وأعرف الكثير منهم” هذا وأشار لاعب أولمبيك مرسيليا السابق إلى أمله في تحقيق نتائج إيجابية شهر جوان القادم، حين أكد أن الجزائر لن تذهب لتخسر المباريات الثلاث بل ستصارع من أجل التأهل وتشريف الألوان الوطنية، إضافة إلى توضيحه بأنه يعرف البعض من لاعبي المنتخب الأمريكي والفريق السلوفيني الذين أكد أنهم لا يفوقون نجوم “الخُضر” في مستواهم إذا في ظل المقارنة الفردية وذلك في قوله : “لا أعتقد أننا سنخسر المباريات الثلاث، أعرف بعض اللاعبين السلوفينيين والأمريكان وبالنظر إلى الإمكانيات الفردية لا أعتقد أنهم يفوقوننا في شيء، لست قلقا على حالة لاعبينا في كل الأحوال وخاصة كوادر المنتخب”. “فلتطمئن جماهير فأنا مستعد لتقديم الأفضل” بعدها طمأن كريم جماهير المنتخب الوطني الذين يتواجدون في حالة خوف من عدم دخوله بكامل إمكاناته في اللقاءات المبرمجة في المونديال القادم أمام منافسين على أعلى مستوى، حيث أوضح أن بعده عن المنافسة لا يعني بالضرورة فقدانه لمستواه البدني أو الفني وذلك لكثرة الأمثلة عن اللاعبين المبعدين عن الملاعب لفترات معيّنة، لكن عودتهم دائمًا ما تكون قوية ومفيدة لفريقهم، حيث تكلم قائلا : “يوجد العديد من اللاعبين الذين لم يلعبوا لمدة شهرين أو أكثر لكنهم يعودون بمستوى قوي في أول مشاركة لهم”، هذا وكانت الكثير من الجماهير الجزائرية قد تخوّفت من عدم تمكن زياني من تقديم نفس المستوى في التصفيات القادمة خلال كأس العالم القادمة، وذلك لكونه بعيدا عن المنافسة، لكنها قد تطمئن بعد تصريحات اللاعب أو حتى لرؤيتها نفس الوضع في كبريات المنتخبات، كما حدث مع اللاعب “أوين هارغريفز” في إنجلترا، إذ استدعاه “كابيلو” للمشاركة في المونديال رغم أنه مبعد لمدة عامين. “الجمهور الجزائري عصبي ويكره الخسارة، لكنه فعلا يُحبنا” بعدها واصل كريم زياني كما عهده الكل، واصل افتخاره بوطنيته الجزائرية وحمله لقميص المنتخب الجزائري، مُشيرا الى أنه يتأثر كثيرا لسماعه النشيد الوطني لأنه يذكّره بأبويه ووطنه ويُشعره بحقيقة الدم الذي يجري في عروقه، حيث تكلم في ذات الشأن للجريدة الفرنسية “فرانس فوتبال” قائلاً : “أنا فخور لحملي قميص المنتخب الوطني، وعندما أسمع النشيد الوطني أفكر بوالدي وبوطني وبهويتي ودمي، إنه بالفعل إغراء كبير أن يحبك كل هؤلاء المشجعين في الجزائر، المشجعون الجزائريون يصنعون ضغطا كبيرا علينا وهو ما يكون إيجابيا في كثير من الحالات، يضعون لك السكين فوق الرقبة وعندما نخسر ينزعجون كثيرا لكنهم بالفعل يحبوننا”.