أمل البريطاني لويس هاميلتون في المحافظة على حماسه الذي وضعه على مسافة خطوات قليلة من إحراز لقبه الثاني ببطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا -1 عندما ينطلق سباق الجائزة الكبرى البرازيلي قبل الأخير بالموسم غدا الأحد. ويعتبر سباق الجائزة الكبرى البرازيلي من أكبر السباقات المحببة برزنامة سباقات فورمولا -1 في الموسم، كما أنه يحمل ذكريات خاصةبالنسبة لهاميلتون على وجه الخصوص عندما أصبح السائق البريطاني من خلال هذا السباق الذي اختتمت به منافسات موسم 2008 أصغر بطل للعالم في تاريخ بطولات فورمولا -1 . ولا يستطيع هاميلتون أن يحسم لقب بطولة العالم الحالية خلال السباق البرازيلي ، لأن قرار مضاعفة نقاط الفائز في السباق الأخير من الموسم يعني أن سباق الجائزة الكبرى في أبو ظبي في 23 نوفمبر الجاري هو ما سيسحم ما تحول إلى سباق من طرفين اثنين فقط بين هاميلتون وزميله بفريق مرسيدس الألماني نيكو روزبرغ. ورغم أن هاميلتون يتجه إلى البرازيل فائزا بخمسة سباقات متتالية ، فقد أصر السائق البريطاني /29 عاما/ على أن فرصة روزبرج مازالت قائمة في الفوز بلقب بطولة العالم. وعزز فوز هاميلتون بلقب سباق الجائزة الكبرى الأمريكي في أوستن يوم الأحد الماضي من تصدره للترتيب العام للسائقين بهذا الموسم بفارق 24 نقطة أمام روزبرغ، ولكن الفرصة مازالت قائمة أمام كلا السائقين لإضافة الحد الأقصى المتبقي من النقاط والبالغ 75 نقطة من سباقي البرازيل وأبو ظبي الذي يحصل الفائز به على 50 نقطة. ويأمل هاميلتون أن تكون حلبة "إنترلاجوس" هي خطوته قبل الأخيرة نحو النجاح متذكرا أحداث موسم 2008 في السباق البرازيلي نفسه عندما كان عليه أن يحرز المركز الخامس أو أفضل لكي يحرز لقب بطولة العالم وهو ما تحقق له بالفعل. ففي المنعطف الأخير من آخر لفة بهذا السباق ، اجتاز هاميلتون السائق الألماني تيمو جلوك ليحل في المركز الخامس بترتيب السباق ولكنه لم يكن يعرف وقتها إن هذا كافيا لمنحه اللقب حتى تم إبلاغه بالخبر عبر اللاسلكي في سيارته. وقال هاميلتون :"كان سباقا لا يصدق ولحظة ستظل حاضرة معي لنهاية حياتي". وأضاف :"لم يكن سجل نتائجي في إنترلاجوس هو الأفضل على مستوى ما حققته من مراكز هناك من ذلك الوقت حيث أنني اعتليت منصة التتويج مرة واحدة في 2009 . آمل أن يكون سباق هذا الأحد هو المسؤول عن تغيير هذا الأمر". من جانبه ، اعترف روزبرج بأن سباق الجائزة الكبرى الأمريكي عندما خسر تصدره للسباق لمصلحة هاميلتون لينهيه في المركز الثاني "كان سباقا قاسيا علي" ولكنه أصر على أن فرصته في إحراز لقب بطولة العالم مازالت قائمة. وقال روزبرج :"في النهاية ، قدم لويس أداء أفضل مني بذلك اليوم والأمر الآن منوط بي لكي أستغل السباقين المتبقيين بالموسم على أفضل نحو واقتناص أي فرصة قد تسنح لي". وأضاف :"ستكون المهمة صعبة ولكنني سأبذل قصارى جهدي حتى عبور خط النهاية في أبو ظبي". وأكد توتو فولف مدير رياضة السيارات في مرسيدس أنه "من الرائع أن نرى" هاميلتون وروزبرج متقاربين في المستوى إلى هذا الحد مع قرب نهاية الموسم. وقال فولف :"إنه أمر مرض تماما أن نعرف الآن أن سائقا من فريق مرسيدس هو فقط من سيفوز بلقب بطولة العالم على مستوى السائقين". وأضاف :"بالتأكيد هذا الأمر لا يعني أننا سنحظى بأي راحة فيما بين الوقت الراهن ونهاية الموسم، حيث أن السباق الختامي للموسم الذي يمنح نقاط مضاعفة في أبو ظبي مازال قادرا على أن يلقي بظلاله على موسم رائع في حال أصبح الاعتماد على السيارة عنصرا حاسما في النهاية". وتابع فولف :"مازال تركيزنا منصبا تماما على التأكد من عدم حدوث شيء كهذا". ويغيب فريقا كاترهام وماروسيا من جديد عن سباق البرازيل بعدما غاب الفريقان عن السباق الأمريكي لأنهما حاليا تحت الوصاية القانونية بإشراف الحراس القانونيين بسبب تعثرهما ماليا، بينما لم تسحب فرق لوتس وساوبر وفورس إنديا تهديداتها بمقاطعة السباقين المتبقيين بالموسم تعبيرا عن المشاكل المالية التي تواجهها العديد من فرق بطولة العالم. وقال جيرارد لوبيز مالك فريق لوتس :"نريد أن نرى حلولا الأسبوع المقبل في البرازيل ، وأن نصل لاتفاق ما بحلول السباق الختامي في أبو ظبي". وفي الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى المنافسة الثنائية بين هاميلتون وروزبرج ، يبحث بطل العالم الحالي الألماني سيباستيان فيتيل عن بعض العزاء المتأخر في نهاية الموسم على مضمار يحمل له الكثير من الذكريات الحميمية أيضا. فقد كان لقب فيتيل الأول في السباق البرازيلي عام 2010 هو ما مهد له الساحة أمام إحراز لقبه الأول ببطولة العالم ، بينما حسم السائق الألماني لقب البطولة في عام 2012 من خلال السباق البرازيلي أيضا رغم أن سيارته دارت حول نفسها خلال اللفة الأولى من ذلك السباق ليجد نفسه بعدها متذيلا باقي سائقي السباق. وكان فيتيل ، الذي ينتقل من فريق ريد بول إلى فيراري الموسم المقبل ، أحرز لقبه التاسع على التوالي بالموسم الماضي من خلال السباق البرازيلي ليفوز بلقب بطولة العالم من جديد. ومنذ ذلك الوقت لم يفز فيتيل بأي سباقات ، بل وتفوق عليه زميله الأسترالي بالفريق دانييل ريتشاردو. ويبدو من المرجح أن ينهي فيتيل الموسم دون الفوز بأي سباقات وذلك للمرة الأولى منذ عام 2007 .