لاسترجاع ما تسميه "ممتلكات اليهود" بها وبدول عربية أخرى نائب وزير خارجية أسبق وراء الحملة لادعائه أنه ابن جزائري وطرد من الجزائر أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن اعتزام حكومته رفع دعوى قضائية ضد الجزائر، وضد دول عربية أخرى، على رأسها مصر وتونس وليبيا والعراق واليمن، من أجل استرجاع ما يسميه ب"ممتلكاتهم وأموالهم"، تعود ليهود كانوا يعيشون في تلك الدول واضطروا لتركها في أعقاب هجرتهم سنة 1948. صنفت الجزائر وتونس وليبيا ومصر في مقدمة الدول العربية التي أشار إليها رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، في كلمة ألقاها بمناسبة "ذكرى الهجرة اليهودية"، مساء أول أمس، التي تم إقرارها لأول مرة، بهدف متابعتها قضائيا أمام المحاكم الدولية بغية استرجاع ما تزعم حكومة الاحتلال أنها "ممتلكات وأموال" يهود، اضطروا للتخلي عنها عقب هجرتهم سنة 1948. وذكر نتنياهو، في كلمته، حسب الإذاعة الإسرائيلية، أن "هناك 850 ألف لاجئ يهودي طردوا بالعنف والقسوة من الجزائر ومصر وتونس وليبيا، وغيرها من الدول العربية التي كانوا يقيمون فيها بعد قيام، حسبه، دولة إسرائيل عام 1948"، مشيرا إلى أن "الجاليات اليهودية التي جاءت من هذه الدول وغيرها عانوا من المذابح والاضطهاد السياسي والقوانين الصارمة ومصادرة مساحات كبيرة من أراضيهم وتأميم ممتلكاتهم، التي قدرت أصولها بمليارات الدولارات"، على حد زعمه. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي: إن "الدول العربية لم تقبل بإعلان إنشاء دولة يهودية، بل أجبروا اليهود الذين كانوا يعيشون على أراضيهم على مغادرة منازلهم وترك ممتلكاتهم وراءهم، وسنواصل العمل لكي لا تنسى مطالبهم، وسنواصل رفع الدعاوى القضائية بهدف استعادة ممتلكات اليهود من الدول العربية في أعقاب قيام دولة إسرائيل". وقال الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، من جانبه: "إنّه يجب إعادة أموال اليهود المتروكة في الدول العربية وإيران، وهذا الصوت وهذه القصّة يجب ذكرها في النظام التعليمي، ويجب ذكرها في وسائل الإعلام، تماما كما يجب ذكرها في القاعات الثقافية والمؤسسات الرسمية في إسرائيل، وهناك حاجة لذكرها على الساحة الدولية، وهناك حاجة لإصلاح هذا الظلم التاريخي، عبر إعادة الأموال". وذكرت صحف إسرائيلية أن اعتزام رفع دعاوى قضائية ضد الدول العربية، استكمال للحملة التي أطلقتها وزارة خارجية إسرائيل برعاية الوزير الأسبق، أفيجادور ليبرمان، تحت عنوان "أنا لاجئ يهودي"، تدعو اليهود الإسرائيليين الذين جاؤوا إلى فلسطين من الجزائر ومصر والعراق وتونس وسوريا واليمن وغيرها من الدول العربية، إلى نشر شهادات توثيق على شبكة الأنترنت تسرد حقائق، كيف تم سلب أموالهم وممتلكاتهم في بلدانهم الأصلية ومن ثم طردهم معدمين لمجرد كونهم يهودا، وذلك عقب إقامة الدولة العبرية. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن صاحب مبادرة الحملة هو نائب وزير الخارجية ويدعى "داني أيالون"، الذي يزعم أنه هو نفسه ابن لأب جزائري طرد من الجزائر، ويريد تصحيح ما يصفه ب"الظلم التاريخي"، ويريد حسم القضية عبر تحديد تعويضات لأولئك اللاجئين وأبناء عائلاتهم.