قبل أسابيع قليلة بدد المنتخب القطري المخاوف التي إنتابت مشجعيه قبل بطولة كأس الخليج.... الثانية والعشرين بسبب غياب بعض العناصر عن تشكيله في خليجي 22 . وقدم العنابي بطولة رائعة في خليجي 22 خاصة على المستوى الخططي بقيادة المدرب الجزائري جمال بلماضي الذي اجتاز عقبة غياب اثنين من أبرز نجومه وهما خلفان إبراهيم خلفان للإصابة التي داهمته قبل البطولة مباشرة والمهاجم سيباستيان سوريا الذي فضل الحصول على قسط من الراحة. لكن كتيبة العنابية ومدربها الجزائري يواجهون الآن التحدي الأكثر صعوبة عندما يخوض الفريق بطولة كأس آسيا 2015 التي تستضيفها أستراليا من التاسع إلى 31 جانفي الحالي. وإلى جانب فوزه باللقب الخليجي قبل أسابيع قليلة في العاصمة السعودية الرياض ، حقق العنابي مكاسب عديدة من مشاركته في هذه النسخة الخليجية حيث استقر بلماضي على مزيد من العناصر الجاهزة في تشكيلة فريقه بعدما بزغ نجم أكثر من لاعب سيكون معظمهم من العناصر الأساسية للفريق في البطولة الأسيوية. كما استعد الفريق قنيا وبدنيا وخططيا واكتسب لاعبوه دفعة معنوية هائلة تضاف إلى الثقة الكبيرة التي اكتسبها بلماضي نفسه وثقة الجماهير به. وكانت الكرة القطرية حصلت على دفعة معنوية هائلة في الفترة الماضية بفوز شبابها بلقب بطولة كأس آسيا للشباب (تحت 19 عام) في ميانمار وتأهل الفريق لبطولة كأس العالم 2015 للشباب (تحت 20 عاما) وتولد انطباع لدى كثيرين بأن هذا الفريق سيكون نواة للمنتخب القطري الذي سيخوض نهائيات كأس العالم 2022 بقطر ولكن الكرة القطرية ما زالت بحاجة لدفعة أخرى على مستوى الكبار. وحصل العنابي على جزء من هذه الدفعة عبر البوابة الخليجية لكنه يحلم بنصيب أكبر من الحافز المعنوي عبر الكأس الأسيوية في أستراليا هذا الشهر. وفرض المنتخب القطري نفسه بقوة على الساحتين الخليجية والعربية وكذلك على الساحة الأسيوية في السنوات الماضية وأصبح بين المنتخبات المرشحة للمنافسة على اللقب الأسيوي أو على الأقل للوصول بعيدا في أدوار البطولة. وفرض العنابي اسمه بقوة بين الكبار في قارة آسيا خلال السنوات الماضية نظرا للاهتمام الكبير بكرة القدم واستقدام أكبر المدربين وأبرز النجوم العالميين للعب في الدوري القطري للمحترفين (دوري نجوم قطر) . واستطاع الدوري القطري أن يخطف الأضواء داخل منطقة الخليج ويسعى العنابي إلى التأكيد دائما على أن الارتفاع الملحوظ في مستوى بطولة الدوري ألقى بظلاله على أداء المنتخب أيضا وأن الفريق أصبح قادرا على المنافسة قاريا رغم إخفاقه في بلوغ نهائيات كأس العالم. وعندما يشارك الفريق في النسخة الأسترالية ، ستكون هذه هي المشاركة التاسعة للفريق في البطولة حيث بدأ مشاركاته في نسخة 1980 ولكنه غاب عن نسخة 1996 التي استضافتها الإمارات. وعلى مدار المشاركات الثماني السابقة ، كانت أفضل إنجازات الفريق هي بلوغ دور الثثمانية في نسختي 2000 بلبنان و2011 التي استضافتها بلاده. وبعد بلوغه دور الثمانية في النسخة الماضية ، يحلم العنابي بخطوة جديدة إلى الأمام وحجز مكانه بالمربع الذهبي رغم صعوبة المنافسة التي تنتظره في أستراليا خاصة بعدما أوقعته القرعة في مجموعة عصيبة تضم معه منتخبات الإمارات المتألق والبحرين العنيد وإيران الفائز بلقب البطولة ثلاث مرات سابقة. ويرى المنتخب القطري أن الفرصة قد تكون مواتية له حاليا للوصول بعيدا في البطولة بعدما استفاد من تجارب الماضي وتمتع بمزيد من الاستقرار سواء على مستوى تشكيلته أو قيادته الفنية. وأسفرت السنوات القليلة الماضية عن اكتساب لاعبي العنابي لمزيد من الخبرة والاحتكاك بمدارس كروية عديدة منها الأسيوي والعربي والعالمي. كما يرغب العنابي في التأكيد على أن استضافة بلاده للعديد من البطولات الأسيوية والعربية والمباريات المهمة الودية بين عمالقة كرة القدم يثري الكرة القطرية بشكل فعال ويؤثر في قدرة الفريق على المنافسة. وبينما اعتمد العنابي كثيرا على المساندة الجماهيرية في النسخة الماضية من كأس آسيا، سيكون رهان الفريق هذه المرة على خبرة اللاعبين وإمكانياتهم البدنية والفنية العالية ورغبتهم في تقديم إنجاز جديد إلى جماهيرهم. ويعتمد بلماضي على مجموعة متميزة من اللاعبين وفي مقدمتهم الموهبة الفذة خلفان إبراهيم خلفان أفضل لاعب في آسيا سابقا وصاحب القدرات الرائعة في المراوغة والتسديد على المرمى حيث تعافى اللاعب من الإصابة التي حرمته من البطولة الخليجية مما سيدفعه بقوة للبحث عن التعويض المناسب في أستراليا. ويفتقد الفريق جهود المهاجم القناص سيباستيان سوريا الذي يواصل بينما تشهد صفوف الفريق تألق عناصر جديدة متميزة خوخي بوعلام وكريم بوضيف وعبد القادر إلياس إضافة للاعبين مؤثرين مثل حسن الهيدوس الذي قدم مع بوعلام بطولة رائعة في خليجي 22 .