نشرت : الهدّاف السبت 31 يناير 2015 11:30 هذا الأمر ليس مستغربا كون تشكيلة "الفيلة" تمتلك نجوما كثيرين منذ السنوات الأخيرة، إلا أن الحظ يعاند دائما الإيفواريين كيف لا وهذا المنتخب لم يتوج بأي لقب قاري في أعز فترات تاريخه الكروي؟، رغم حضوره في 5 دورات متتالية سنوات 2006، 2008، 2010، 2012 و2013، وعلى أساس إخفاقاته السابقة لم يرشح هذا المنتخب بقوة خلال الدورة الحالية في غينيا الاستوائية سواء قبل انطلاقتها أو حتى بعد انتهاء دور المجموعات، كون زملاء كولو توري لم يقدموا الآداء الكبير في 3 لقاءات متتالية ولا حتى في التصفيات أو في المونديال الأخير. لاعبوه نجوم مع أنديتهم لكن لم يحققوا شيئا مع "الفيلة" يتشكل المنتخب الإيفواري من نجوم ينشطون ضمن أقوى الدوريات الأوروبية وأنديتها، على رأسهم القائد الحالي ونجم السيتي يايا توري الذي نال جائزة أفضل لاعب إفريقي خلال 4 سنوات متتالية وإلى جانبه جيرفينيو نجم روما الإيطالي، فيما يقود الخط الأمامي ويلفريد بوني المنتقل حديثا إلى مانشستر سيتي للعب بجوار قائده في المنتخب، كما لا يستهان بإمكانات بقية اللاعبين على غرار شيخ تيوتي (نيوكاسل يونايتد)، سايدو دومبيا (سيسكا موسكو)، سيرج أوريي (باريس سان جرمان)، كولو توري (ليفربول) وحتى سالومون كالو (هيرتا برلين)، لاسينا تراوري (موناكو) وغيرهم، وهي التشكيلة التي تصل قيمتها في سوق الانتقالات إلى حدود 147 مليون أورو، لتتصدر قائمة أغلى التشكيلات على الإطلاق في إفريقيا. كل من تجاوزهم مؤخرا توّج ب "الكان" إلا "الخضر" كدليل على قوة هذا المنتخب على المستوى القاري فقد أصبحت القاعدة خلال الدورات الأخيرة لكأس أمم إفريقيا هي أن كل من يتجاوز كوت ديفوار يكون صاحب اللقب، إذ حصل ذلك في دورة 2006 ب مصر لما توج صاحب الأرض باللقب على حساب "الفيلة" في النهائي، قبل أن يحتفظ المنتخب المصري بلقبه في 2008 بعد تجاوزه الإيفواريين في نصف النهائي، كما توجت زامبيا بلقبها الوحيد في 2012 على حساب كوت ديفوار ومن ثم حقق المنتخب النيجيري لقب 2013 بعدما أطاح بنظيره الإيفواري في ربع النهائي، ليكون المنتخب الوطني الاستثناء الوحيد، كونه تجاوز كوت ديفوار في ربع نهائي "كان" 2010، إلا أن مشواره انتهى في الدور الموالي على يد المنتخب المصري. العميد كولو توري الأكثر تعطشا للقب القاري يعد كولو توري أقدم لاعب في صفوف المنتخب الإيفواري الحالي وهو الذي أعلن أن موعد اعتزاله دوليا سيأتي بعد نهاية هذه البطولة مباشرة، وبالتالي فهو الأكثر تعطشا للتتويج بكأس أمم إفريقيا الحالية، خاصة أن مدافع ليفربول الإنجليزي فوت على نفسه مثل بقية نجوم الجيل الذهبي ل "الفيلة" فرصة نيل لقب قاري خلال السنوات القليلة الماضية، ويحمل كولو توري رفقة شقيقه يايا آمال الجماهير الإيفوارية، كونهما شاركا في البطولات الأخيرة وأصبحا مطالبين بقيادة هذا المنتخب للنجاح وإلا فإنهما سيودعانه دون ترك بصمتهما، ليبقى منتخب 1992 الوحيد الذي صنع الاستثناء في كرة القدم الإيفوارية، بعدما منحها لقب "الكان" الوحيد في دورة السنغال. غياب دروغبا ضربة موجعة وخليفته بوني ليس أي مهاجم يفتقد مثلما هو معروف المنتخب الإيفواري لخدمات نجمه ديديي دروغبا الذي اعتزل اللعب دوليا مباشرة بعد نهاية مونديال 2014، وهذا ما يمثل ضربة موجعة لهذا المنتخب باعتبار أن المهاجم الحالي ل تشيلسي الإنجليزي، يعتبر هداف "الفيلة" خلال الدورات الأخيرة لكأس أمم إفريقيا وذلك بعد نجاحه في تسجيل 11 هدفا خلال 5 مشاركات، منها هدف سجله في شباك رايس مبولحي في لقاء المنتخبين سنة 2013، إلا أن خليفة دروغبا لا يستهان به أيضا وهو ويلفريد بوني المنتقل من سوانسي سيتي إلى مانشستر سيتي، إذ يمتلك مواصفات المهاجم المثالي ويتمتع بقوة بدنية هائلة، رغم أن تألقه على المستوى الدولي تأجل نوعا ما مقارنة ب بروزه مع الأندية التي حمل ألوانها. حذار من استصغار هذا المنتخب بعد مشاركته المخيبة في المونديال تغيرت المعطيات بين مواجهة 2010 ومباراة غد، ففي دورة أنغولا كانت مخاوف الجزائريين كبيرة جدا وقتها بسبب قوة المنتخب الإيفواري، إلا أن هذا الأخير أصبح يخشى أكثر من "الخضر" وليس العكس، خاصة أن الجميع شاهد الآداء القوي والمتميز لزملاء مجيد بوقرة في مونديال البرازيل الأخير، في الوقت الذي قد يستصغر فيه البعض كوت ديفوار بعدما خيبت الآمال خلال نفس الدورة العالمية، إلا أن ذلك ليس معيارا حقيقيا، في ظل امتلاك هذا المنتخب للاعبين قادرين على صنع الفارق، بالإضافة إلى التغيير الذي مس العارضة الفنية، حيث لا يحق لمنتخبنا الوطني استصغار نظيره الإيفواري، بل عليه التأكد بأنه بصدد مواجهة أحد عمالقة القارة.