نشرت : المصدر الشروق الجزائرية الخميس 12 فبراير 2015 11:00 انتفض أمس المئات من المقصين من عمليات الترحيل في عدة بلديات بالعاصمة، حيث أقدم مواطن ببلدية عين البينان على حرق نفسه أمام مقر البلدية، احتجاجا على عدم ترحيله، فيما اقتحم سكان الأسطح والأقبية بباب الوادي مقر الدائرة، بينما تجمهر العشرات من سكان حي أحمد ماكودي بالمحمدية احتجاجا على ما وصفوه بالغموض الذي يكتنف عملية ترحيلهم. وبالروبية شهدت المنطقة الصناعية اشتباكات بين السكان ومصالح الأمن بعد أن رفضت 105 عائلة الترحيل إلى بلدية مفتاح. عاد غضب قاطني الأسطح والأقبية بباب الوادى إلى الواجهة من جديد أمس، بعدما اقتحمعدد منهم مقر الدائرة الإدارية، لملاقاة مسؤوليها والحصول على رد يشفي الغليل بشأنموعد ترحيلهم، الذي طال أمده، على حد تعبيرهم، بعدما كانت السلطات قد برمجت منذانطلاق العملية 51 عائلة فقط. في وقت تعرف فيه البلدية أزمة سكن حقيقية تعود إلىسنوات. وقال المحتجون إن البلدية تضم أكثر من 600 قاطن بالسطوح والأقبية من أبناء بابالوادي، أبا عن جد، وجدوا أنفسهم في مثل هذه الوضعية بسبب غياب برامج السكن،مشيرين أن لجوءهم إلى الاحتجاج واقتحام الدائرة، جاء نتيجة حتمية بعد نفاد صبرهم، لاسيما وأن تصريحات زوخ انصبت بترحيل هذه الفئة نهاية السنة المنصرمة، يضيف هؤلاءالذين عبروا عن تذمرهم من المكيال الذي تكيل به السلطات المحلية التي تختار الأولوية فيالترحيل لقاطني القصدير وكل من تسول له نفسه إحداث أعمال الشغب وهو ما يشجع،حسبهم، اللجوء إلى مثل هذه الطرق حتى يتمكنوا من نيل حقوقهم ضمن القوائم الأولى شأنما حل بوادى قريش. وأضاف هؤلاء أن وقفتهم اليوم جاءت سلمية احتراما لزوخ ورئيسالجمهورية، مهددين بالتصعيد لاحقا في حالة استمرار السلطات في إطلاق وعود التهدئةالتي لا تسمن ولا تغني من جوع، على حد رأيهم، لا سيما وأنهم يعيشون أوضاعا لا تطاقتحت سلالم العمارات والأقبية والأسطح التي تفتقد أدنى شروط العيش، أكثرها الرطوبة. من جهته، أكد عثمان سحبان، رئيس بلدية باب الوادي، أن مصالحه اتخذت كامل الإجراءاتحيث أرسلت الملفات بعد دراستها حالة بحالة إلى الدائرة الإدارية، مشيرا أنه تحدث إلىالوالي زوخ بشأن هذه القضية، ليرد عليه بأنه سيتم ترحيلهم في القريب العاجل، أمابخصوص 40 المقصين من العمليات الماضية، فأكد أن لهم الأحقية في الترحيل كونهميملكون عقودا لشقق بعمارات مهددة بالانهيار. عرفت أمس المنطقة الصناعية بالرويبة اشتباكات بين السكان ومصالح الأمن بعد أن رفضتالعائلات القاطنة بالحي والبالغ عددها 105 عائلة الترحيل إلى بلدية مفتاح، بحجة أنهم لايرغبون في مغادرة رويبة إلى مكان آخر. جرت عملية ترحيل قاطني المنطقة الصناعية بالرويبة في أجواء غير عادية بعد أن رفضالسكان قرار الوالي القاضي بترحيلهم إلى منطقة مفتاح. ورفض السكان الخروج منمنازلهم التي هي عبارة عن بيوت قصديرية، ما خلف صدامات بينها وبين قوات الأمن التيحاولت تهدئة المواطنين ودعوتهم إلى القبول بالقرار بطريقة سلمية. وعلل السكان رفضهم الترحيل برغبتهم في الحصول على سكنات في المنطقة أو تسويةوضعيتهم في الحي، لا سيما وأنهم قطنوا في هذه المنطقة منذ قرابة 20 سنة. من جهتها،اعتبرت المصالح المعنية أن رفض السكان عملية الترحيل ليس مبنيا على حجة، خاصة أنهمسبق لهم القيام بجملة من الاحتجاجات وقاموا بقطع الطريق الوطنى من أجل الإسراع فيترحيلهم. كما تجمهر، أمس، العشرات من سكان حي أحمد ماكودي بالمحمدية أمام سكناتهم، احتجاجاعلى ما وصفوه ب "الغموض" الذي يكتنف عملية ترحيلهم، بسبب عدم اتضاح الموقع الذيسيتم إعادة إسكانهم فيه ورفض السلطات المحلية الإفراج عن قائمة المستفيدين. قال سكان الحي ل "الشروق" إنهم رفضوا الطريقة التي تمت بها عملية الترحيل، بسبب عدماتضاح الرؤية بخصوص الموقع الذي سيرحلون إليه خصوصا أنهم، حسب تعبيرهم، قضواجل حياتهم ببلدية المحمدية ومن غير المعقول إعادة إسكانهم خارج ولاية الجزائر، منتقدينفي ذلك الطريقة التي أديرت بها عملية الترحيل، خصوصا أنه لم تنشر أي قائمة عنالمستفيدين من السكنات في ظل حديث عن إقصاء عشرات العائلات، مطالبين في ذات الوقتبضرورة نشر القائمة والحي المستقبل قبل حمل أمتعتهم ومغادرة أماكن سكناهم.