نشرت : المصدر الشروق الجزائرية الأربعاء 06 مايو 2015 10:40 عرفت الإسلاموفوبيا صباح أمس تطورا خطيرا غير مسبوق في سجل الهوس السياسي المرضي الذي يجتاح الأسر السياسية الفرنسية بدرجات متفاوتة، أكدت الاستغلال السياسيوي الرخيص لتداعيات ما عرف إعلاميا بقضية "شارلي ايبدو" التي تحولت هي الأخرى إلى ذريعة للخلط بين الإسلام والإرهاب وبين المسلمين والإرهابيين. رئيس البلدية الذي بدأ بقوانين تمنع المهاجرين المسلمين من تثبيت الهوائيات المقعّرة التي تسمح بالتقاط القنوات العربية المتهمة بنشر الإرهاب في نظره ونشر الثياب على الشرفات، انتقل إلى مرحلة جديدة تكشف عن نواياه الحقيقية التي ليست لها علاقة بحماية البيئة من المظاهر الغريبة الدخيلة على المجتمع الفرنسي كما يزعم. في خطوة تمثل تحديا لما يسمى "دولة القانون" التي تعد حقيقة حينما يتعلق الأمر بمشاكل الفرنسيين الأقحاح، فقد راح أمس مينار يشهر إقدامه في برنامج "كلمات متقاطعة" التلفزيوني على إحصاء التلاميذ المسلمين استنادا لمعيار الدين من منطلق اتخاذ الإجراءات اللازمة والضامنة لاحتراز حتمي في زمن تعرض فرنسا للتهديد الإسلامي كما يروج معظم المثقفين الفرنسيين وعلى راسهم اريك زمور والان فينكلكروت وميشيل اولبيك واليزابيت ليفي. الغريب في الأمر عدم تردد مينار في القول إنه سيسعى لتطبيق خطة إحصاء تلاميذ بلديته، بجرد الأسماء التي تبين أن نسبة أكثر من 64 في المائة من التلاميذ مسلمون رغم إدراكه بأن القانون لا يسمح بذلك، الأمر الذي صدم رئيس الوزراء مانويال فالز الذي تحدث في وقت سابق عقب أحداث "شارلي" عن "الفاشية الخضراء" في إشارة إلى الأخوين كواشي بعد أن سبق وأن ندد بالغجر الذين لا يستحقون العيش في فرنسا بسبب نمط حياتهم. المسؤولون اليهود التقطوا خرجة رئيس البلدية المتطرف المذكور الساخنة، وطالبوا بمعاقبته لأنه يذكّر بالأيام السود التي تعرضوا لها على أيدي النازيين، خلافا للسيد عبد الله زكري الذي ندد بإجراء مينار العنصري في حديث هاتفي ل"الشروق" مذكّرا بسياسة الكيل بمكيالين حينما يتعلق الأمر بالإسلاموفوبيا التي لا تُعتبر سلوكا عنصريا مقارنة بمعاداة السامية. وقال زكري إنه طالب بموعد مع نجاة والو بلقاسم، وزيرة التربية، للتعبير عن سخط الجالية المسلمة من إجراء مينار موازة لاتخاذه الإجرارءات القانونية المطلوبة لملاحقته قضائيا، ومضى السيد زكري يقول إن موقف مينار ما هو إلا نتيجة طبيعية للصراع المحموم بين الأسر السياسية الفرنسية من أجل الفوز بأصوات الناخبين اعتمادا على التخويف من الإسلام رداء محاربة الإرهاب. وتأتي خطوة رئيس بلدية بييزي في سياق تمزق العائلة اللوبانية التي يوظفها دون الاعتراف بالإنتماء إليها، وذلك في إطار لعبة تقاسم الأدوار من منطلق تكتيكي يهدف أصحابه إلى الوصول إلى السلطة على حساب المسلمين والمهاجرين غير المسؤولين على كوارث فرنسا الداخلية على الصعيدين السياسي والاقتصادي والاجتماعي كما بين ذلك أكثر من باحث فرنسي وأجنبي نزيه فكريا وأخلاقيا. حتى لحظة كتابة هذه السطور، مازالت الأسر السياسية والإعلامية تتنافس حول طريقة استغلا ل قرار رئيس البلدية العنصري وحرب الأب جان ماري لوبان المؤسس التاريخي للجبهة الوطنية العنصرية ضد ابنته مارين خليفته الشقراء في سياق تداعيات تصريحه بأن تعرض اليهود لإبادة في غرف الغاز على أيدي النازيين مجرد تفصيل تاريخي. مسلسل تمزق العائلة اللوبانية مرشح للتغطية على فضيحة قرار المير العنصري، بعد أن دخلت على الخط الحفيدة ماريو مارشال مؤيدة الجد التاريخي في خطوة ناطقة بصراع امراتين خرجتا من رحم معاداة المهاجرين والمسلمين في كل الحالات.