زكي عبد الفتاح -مدرب حراس منتخب أمريكا- هو ابن أحد أقاليم مصر، سبق أن حرسة مرمى غزل المحلة وقادته تجربته وطموحه الى تدريب حراس المنتخب الأمريكي. سبق أن أدلى بتصريحات تلفزية لما قال إنه سيثأر للمصريين من الجزائر، لكنه نفى هذه التصريحات عند اتصالنا به... وقال أمورا كثيرة عن المنتخب الجزائري الذي كلفه برادلي بمتابعة كل صغيرة وكبيرة تخصه مساء الخير (الحوار أجري سهرة أول أمس)، كابتن زكي، معك صحفي من جريدة “الهدّاف” الجزائرية، ونريد أخذ رأيك في بعض الأمور. نعم لا يوجد مشكل، تفضّلوا. بداية نريد أن نعرف انطباعاتك بعد أن وقوع المنتخبين الجزائري والأمريكي في مجموعة واحدة، كيف كان شعورك خاصة أنك مصري، وعربي قبل كل شيء؟ لا يوجد أي شعور خاص أو مميز، القرعة كان يمكن أن توقعنا مع أي منتخب متأهل، وجاءت الجزائر مرحبا بها. هي مجرد منافسة شريفة بين منتخبين في لعبة رياضية، والأفضل هو الذي سيقول كلمته. كيف تسير تحضيرات المنتخب الأمريكي لهذه التظاهرة العالمية الكبرى؟ الأمور تسير بطريقة عادية ونطلب التسهيل من الله، ونتمنى أن تقل الإصابات في هذه المدة وخاصة القادمة. المقابلات الودية معروفة، أمام جمهورية التشيك في 25 ماي وأمام تركيا في 29 ماي، أما المعكسر التحضيري الأخير فكما هو معلن عنه سينطلق يوم 15 ماي. هل يمكن أن نعرف طموحات المنتخب الأمريكي من خلال المشاركة في كأس العالم؟ طموحات المنتخبات ال 32 الموجودة في كأس العالم هي الوصول إلى أبعد ما يكون، وهي طموحات مشروعة بالنسبة لكل منتخب حجز تأشيرة المشاركة في هذه المنافسة. طموحنا الأولي هو أن نصعد من المجموعة الى الدور الثاني، “ولو فيه نصيب” لم لا نذهب الى أبعد ما يمكن، وهذا حق مشروع بالنسبة لنا وللمنتخبات الأخرى. اطلعنا على بعض المقالات من الصحف الأمريكية التي تقول إن منتخبكم سيكون في فسحة أمام الجزائر وسلوفينيا، ما موقفكم من مثل هذه المقالات المغلطة؟ لا، لا يوجد منتخب وصل الى كأس العالم يقع في مجموعة سهلة، فكل المجموعات صعبة. كلام الصحافة الأمريكية “مش مضبوط”، الجزائر وصلت عن جدارة ويجب أن نحترمها، والمنتخبات ال 32 المتأهلة كلها يجب التعامل معها بحذر، ومجموعتنا بالتحديد مجموعة قوية ونحترم انجلتراوالجزائر وسلوفينيا، فهي كلها منتخبات قوية ولديها تقاليد في كرة القدم، وشخصيا أكن احتراما خاصا للجزائر لأنني أعرف الكرة الجزائرية لأني مصري، وتحديدا التشكيلة الحالية قوية جدا. كُلفت بمتابعة المنتخب الجزائري وتحضيراته من طرف المدرب برادلي، ما هي أهم الإستنتاجات التي خرجت بها من خلال هذه المتابعة؟ هي مباراة كروية والذي قدم الأفضل يكسب والتوفيق من عند الله، وكلا المنتخبين في حاجة الى توفيق من عند الله لا أكثر ولا أقل، هي منافسة عادية وشريفة ومن يبذل مجهودا أكثر على أرضية الميدان “الله يكرمو”. لم تجبنا عن السؤال، ما هي أهم استنتاجاتك عن المنتخب الجزائري؟ هو فريق قوي جدا ومحترم ومنظم، وأكن له كل الإحترام... هي تشكيلة متماسكة وما دام الجزائريون تأهلوا على حساب مصر بطل إفريقيا، فهذا أمر كاف حتى نكن لهم كل الإحترام ونأخذهم بالجدية اللازمة والمطلوبة، وهنا في أمريكا نحترم جميع المنتخبات ولن نتهاون في أي مباراة من المباريات الثلاث في الدور الأول. المدرب برادلي، ما يقول عن المنتخب الجزائري؟ الطاقم الفني، وبالتحديد أتكلم عن برادلي، يعرف بعض اللاعبين شخصيا منهم مطمور الذي يلعب مع ابنه في فريق واحد، ويكن احتراما شديدا للجزائر، يقول عنهم إنهم “فرقة كويسة جدا” ومنظمة وتعرف كيف تتصرف وتفوز بلقاءاتها، وهو متأكد أن المباراة لن تكون سهلة لأنه لا وجود لمنتخبات في المتناول خلال كأس العالم. ما هي نقاط القوة التي تخيفكم في المنتخب الجزائري ونقاط الضعف التي تحاولون استغلالها؟ هناك دراسة نجريها على المنتخب الجزائري، ولا يجوز أن نتحدث عن نقاط القوة والضعف لأنها مسائل حساسة وتقنية وأسرار مهنية، كما أن الأمور ليست قاعدة ثابتة... فيمكن أن تكون هناك نقاط ضعف نسجلها في ملاحظاتنا، لكن يوم اللقاء يصبح اللاعب الذي نتصوّر أنه ضعيف “كويس“، واللاعب الذي تتوقع أن يكون خطرا علينا يمكن أن لا يكون في يومه ولا يقوم بأمور كثيرة على أرضية الميدان، كل لقاء له ظروف وكل لاعب له نفسية ومعطيات، لهذا نقاط الضعف والقوة غير ثابتة وليست قاعدة. من هم اللاعبون الذين تتصوّر أن يشكلوا عليكم خطرا من المنتخب الجزائري؟ أقول لك أمرا... ال 11 لاعبا الذين سيلعبون يشكلون علينا خطرا ونحن نحترم جميع اللاعبين ولنا فكرة عن بعضهم، ولن نحسب حسابا فقط لعنصرين أو ثلاثة، لأنه في هذه الحالة يمكن أن يسجل لك اللاعب الذي لا تتوقع منه أن يقوم بشيء ما. يجب أن نحسب حسابا للجميع، أقصد قائمة ال 23، وما دام وصل هذا اللاعب حتى يمثل الجزائر في منافسة مثل كأس العالم فهذا يعني أنه خطر علينا، ويجب أن تأخذ احتياطاتك منه. ما هو الأمر الذي يخيفكم في المنتخب الجزائري؟ هو منتخب جماعي، يلعب كرة جماعية ومنظم، يمتلكون روح قتالية موجودة عند أغلب المنتخبات العربية، وهذه أمور نعرفها جيدا. المنتخب الجزائري يضم لاعبين مصابين، وآخرين لا يلعبون في فرقهم، الى أي مدى ستكون هذه النقطة في صالحكم، وربما في صالح المنتخبات الأخرى؟ الوقت لا زال مبكرا للحديث عن مثل هذه الأمور، لا زال شهران فاصلان عن هذه المنافسة، هناك معطيات ستتغير، مصابون سيعودون، وبعض اللاعبين الجاهزين سيصابون، لهذا من الصعب الحديث عن هذه الأمور في هذا الوقت، وربما عندما يحين موعد المقابلة ونتعرف على المعطيات قد نجيد الكلام في تلك اللحظة. خلال الأزمة الجزائرية – المصرية كنت قد أدليت بتصريح الى قناة “الحياة 2” وقلت إنك ستثأر للمصريين من المنتخب الجزائري، وتفوز عليه في كأس العالم مع منتخب أمريكا، هل لا زلت متمسكا بتصريحاتك؟ لا، لا، لا يوجد كل هذا الكلام من أصله. هل تراجعت عن قولك أنك ستفوز على المنتخب الجزائري؟ لا، لا.. هي مجرد منافسة شريفة، لا يوجد شيء اسمه ثأر في كرة القدم، هذا كلام بين دولتين لا علاقة لهما بمصر، والأفضل هو الذي سيفوز. نتذكر أنك كنت في موقف حرج للغاية في كأس القارات العام الماضي، عندما واجهت مع أمريكا منتخب بلادك مصر، أكيد أن الأمور كانت صعبة نوعا ما عليك، صف لنا موقفك يومها؟ هذا هو عملي، وأنا كنت أسعد إنسان، لأن أمريكا “كسبت مصر”، كما أن “دا أكل عيشي”، الكرة لا توجد فيها عاطفة، كما لا ندخل السياسة تماما في مثل هذه الأمور، ثم إن أمريكا بلد حرية وديمقراطية، هذا عملي، أنا شغلي مع منتخب أمريكا، وكنت سعيدا بالفوز، صحيح أن ذلك كان أمام منتخب بلدي لكن الرياضة رياضة وتبقى في إطارها مجرد ساعة ونصف من التنافس، وكما كنت أقول كنت جد فرح بفوزي على مصر في إطار منافسة رياضية. يوم مقابلة الجزائر وأمريكا، هل ترى أن المصريين سيميلون الى تشجيع المنتخب الأمريكي لظروف خاصة ويعرفها الجميع، بالإضافة الى تواجدك أنت ضمن الطاقم الفني لهذا المنتخب، أم أن كفة العروبة هي التي ستتغلب؟ اعتقد وصدقني أن المصريين عاطفيون جدا، أظن أنهم سيكونون مع الجزائر ومع العروبة، خاصة أن الأمور بدأت تصلح في الآونة الأخيرة، المقابلة في الملعب بجنوب إفريقيا ولن تكون في الجزائر أو مصر، وما في القلوب لا يعرفه إلا الله سبحانه وتعالى. هناك صحف مصرية، قالت إنك ستحمل معك علم مصر في لقاء الجزائر أمام أمريكا، حتى تضمن ولو حضورا رمزيا لبلادك في هذه التظاهرة، هل تؤكد لنا هذه المعلومة؟ أنا أمثل أمريكا، ومع منتخب أمريكا قلبا وقالبا، ولا علاقة لي بالسياسة، ومثل هذا الكلام، أنا شغلي و”أكل عيشي” من عملي مع هذا المنتخب، وسأمثلهم وأنا كما كنت أقول لك قلبا وقالبا مع أمريكا وليس مع مصر. على الورق بعد منتخب إنجلترا، منتخبكم هو الأقوى، ألا يشكل عليكم هذا عامل ضغط إضافي؟ لا أؤمن بشيء اسمه على الورق، ما سيحدث على الميدان لا علاقة له بالتخمينات ولا الحسابات، كل بطولة كل لقاء له ظروفه الخاصة، ممكن أن تكون على الورق الأقوى لكن لا تساعدك الظروف، فتفشل.. نحن مثلا في كأس القارات الأخيرة في جنوب إفريقيا لم يكن أحد يرشحنا لتحقيق شيء، لكننا وصلنا الى المحطة النهائية، كما أن الجميع كان يرشّح منتخب إسبانيا لنيل البطولة، لكنهم أقصوا وخرجوا، كل بطولة لها ظروفها الخاصة، الكرة كفاح ونضال على أرضية الميدان والملعب وحده الذي سيحدد الأقوى والأضعف. هناك أزمة حراس في المنتخب الإنجليزي، حيث لم يعثر كابيلو حتى الآن عن الحارس الأول كما أن هناك جدلا كبيرا بخصوص هذه المسألة، كمدرب حراس وحارس سابق في نادي الغزل والمحلة المصري، ما هو تصورك لهذا الأمر، وهل أنت متابع جيد لما يحدث؟ منتخب انجلترا قوي جدا، ومحترف، يعرفون ماذا يعملون، ولا يوجد شيء اسمه الأزمات على مستوى هذا المنتخب، في كأس العالم كل المشاكل تختفي، هم من القوى الكبيرة في العالم، ولديهم بدل اللاعب الواحد عشرة، ولا أتصور أن هناك مشكلة كبيرة من هذه الناحية. شخصيا أنت شاهدت مستوى المنتخب الجزائري، وأكيد أنك تعرف الحارسين شاوشي وڤاواوي، ما رأيك فيهما؟ لو كانت عقوبة شاوشي أكيدة في كأس العالم ستكون خسارة كبيرة، والحارس الثاني ما اسمه؟ اسمه ڤاواوي، لماذا؟ الذي لعب في القاهرة، هو حارس ممتاز، والظروف فقط لما عوقب هي التي جعلت شاوشي يلعب في السودان ويتألق، لا أعتقد أن حراسة المرمى في المنتخب الجزائري ستكون مشكلة كبيرة، ڤاواوي جيد ويملك خبرات، وبوجوده لا أظن أنه توجد مشكلة كبيرة. من خلال متابعتك للمنتخب الجزائري، كيف تتوقع أن تكون مقابلة الجزائر وأمريكا، على الأقل من ناحية التصور الأولي، ولو أننا نعرف أن لكل لقاء طابعه الخاص والمميز، والمباريات لا تتشابه في كل الحالات؟ لقاء قوي جدا بين فريقين محترمين، منتخب من شمال أمريكا ووسطها، وفريق يمثل العرب والكرة العربية، سيكون لقاء ندّيا و”فيه كورة”، وتكتيك قوي، خاصة أن المنتخبين يملكان مدربين محنكين، وستكون مقابلة جيدة من ناحية القيمة الفنية، ومن سيكون معه الحظ هو الذي سيفوز في النهاية. مادامت تكلمت عن المدربين، ماذا تعرف عن سعدان، وماذا يقال عنه في أمريكا؟ طبعا أكنّ كل التقدير والاحترام لهذا الرجل، فقبل انطلاق المرحلة الثانية من التصفيات المؤهلة كل الوعد الذي قدمه للجزائريين هو أن يصل إلى كأس إفريقيا، ولكن لم يكتف بتحقيق هذا الهدف فقط بل وصل إلى كأس العالم، ودور الأربعة في كأس إفريقيا، هو رجل محترم وكما تقول الحكمة العربية “لا كرامة لنبي في قومه”، حيث اسمع بعض الكلام وردود الأفعال من الجزائر، ولكن في رأيي الشخصي أنه من أعظم المدربين العرب الذين أنجبتهم الملاعب عبر التاريخ رفقة الكابتن حسن شحاتة بطبيعة الحال، وهذا يبقى رأيي الخاص الذي أنا متمسك به. لو نختم ماذا تقول للجماهير الجزائرية؟ الجماهير الجزائرية تحب كثيرا بلدها وفريقها، أقول لها لديكم روح وانتماء قوي الى بلدكم، 90 بالمائة من أسباب وصول الجزائر الى كأس العالم كان حماس الجماهير، وبلوغهم هذه المرحلة ليس مفاجأة، ولن يكون الجزائريون بحاجة الى توصيات من هذه الناحية للوقوف خلف فريقهم لأنهم يحبون كثيرا وطنهم ومنتخبهم. شكرا لك، ونحن سعداء بالحديث إليك. لا شكر على واجب، أتمنى فقط أن تنقلوا تصريحاتي حرفيا لأن هناك من سبق أن تصرفوا في كلامي وخلقوا لي مشاكل، مرّروا تحياتي للجزائريين وشكرًا لكم.