أكد مدرب حراس مرمى منتخب أمريكا، زكي عبد الفتاح مصري الجنسية بأن الصدفة كانت وراء توليه هذا المنصب بعد أن تعرف على بوب برادلي مدرب الفريق الحالي خلال عملهما معا في فريق غالاكسي. وتوقع عبد الفتاح وصول رفقاء دنوفان إلى الدور ثمن النهائي في مونديال جنوب إفريقيا بفضل المشوار المميز الذي أظهروه في الإقصائيات. وأوضح في هذا الحوار الذي أدلى به ل "سي أن أن " ، أنه يشعر بالأسى والحزن بسبب الأحداث المؤسفة التي حصلت بين منتخبي مصر والجزائر، وقال بأن مهمته هي معرفة كل صغيرة وكبيرة عن " الخضر"... - متى بدأت رحلتك مع كرة القدم في أمريكا؟ * كنت حارس مرمى فريق غزل المحلة المصري، وفي عام 1994 تعرضت لإصابة بكسر في أحد أصابع يدي وأجبرت وقتها على الاعتزال، وسافرت حينها لزيارة شقيقي الموجود في ولاية كاليفورنيا، وبما أنني أعشق كرة القدم حتى النخاع سألت زوجة شقيقي الأمريكية عن ناد لكرة القدم، فقالت لي إن هناك ناديا أسمه "لوس أنجلوس صالصا" فذهبت إليه لمشاهدة مستوى كرة القدم حديثة العهد في ذلك الوقت على أمريكا، و تعرفت على مدير هذا النادي من خلال زوجة شقيقي التي كانت موجودة معي، وعرف أنني كنت حارس مرمى لأحد الفرق المصرية، فطلب مني مساعدته خلال فترة وجودي في أمريكا بتدريب حراس مرمى النادي وبقيت هناك إلى عام 1996، وهو تاريخ انطلاق أول بطولة احترافية في أمريكا، فتعاقدت مع نادي غالاكسي حتى عام 2004، وفي عام 2005 كلفت بمهمة مساعد مدرب حراس مرمى منتخب تحت 20 عاما، وفي عام 2006 عملت في نادي "شيفرز " مع المدرب بوب برادلي وكان أحد الفرق الكبيرة في أمريكا، ولكنه كان يمر بمرحلة صعبة في ذلك الوقت وحصلنا على المركز الثاني في البطولة. - كيف انتقلت الى منتخب أمريكا الأول؟ * في جانفي 2007 تولى بوب برادلي تدريب المنتخب الأمريكي الأول، ولحقت به كمساعد ومدرب حراس المرمى أيضا، رغم المعارضة الشديدة من الاتحاد الأمريكي لكرة القدم والإعلام المحلي، على اعتبار أن سمعة الكرة المصرية ليست في المستوى الذي يؤهل مدربا مصريا للعمل كمساعد لمدرب منتخب أمريكا، إلا أن برادلي تمسك بوجودي معه. - ما هي الصعوبات التي واجهتك خلال عملك في هذا المنصب الجديد؟ * الصعوبات كانت منذ البداية، حيث تعرضت لحملة شرسة من الانتقادات، إلا أن برادلي ساندني بقوة في هذه المرحلة، وطلب مني عدم الالتفات إلى كل الانتقادات التي توجه لي، على اعتبار أنها انتقادات تخص كوني من بلد ليس له باع طويل في كرة القدم، وأنه بمرور الوقت سأثبت وجودي وهو ما حدث بعد ذلك. - كيف حدث التطور الكبير في كرة القدم بأمريكا؟ * الرياضة من الأمور المهمة جدا في أمريكا، والدولة هناك تهتم كثيرا بذلك، فأية مدرسة هناك لديها العديد من الملاعب والقاعات المغلقة، ويهتمون جدا بصحة الأطفال، كما أن الاحتراف ساهم في ارتفاع مستوى كرة القدم، فالمنتخب الأمريكي الحالي يضم 16 محترفا في الأندية الأوروبية.. وأتوقع أن تصبح أمريكا خلال 5 سنوات على الأكثر من القوى العظمى في كرة القدم. - ماذا عن الاحتراف في البطولة الأمريكية؟ * دخل اللاعب الأمريكي معقول جدا ولكنه لا يقارن بمدخول لاعبي كرة السلة أو كرة القدم الأمريكية مثلا، فمتوسط دخل لاعب كرة القدم يتراوح بين 60 و400 ألف دولار سنويا، والاتحاد الأمريكي لكرة القدم وضع نظاما حيث يمنح الحق لأي ناد بالتعاقد مع 28 لاعبا بحد أقصى لا يتجاوز 2.5 مليون دولار، ولكن هناك استثناءات كما حدث مع النجم الإنكليزي ديفيد بيكام، عندما تعاقد مع نادي غالاكسي مقابل 50 مليون دولار، إلا أن الجزء الأكبر من هذا المبلغ تدفعه الشركات الإعلانية. - هل تحدث تأجيلات في البطولة الأمريكية، كما يحدث في البطولات العربية؟ * التأجيلات ممنوعة في البطولة الأمريكية، فمنذ بدأت البطولة هناك عام 96 لم يحدث تأجيل واحدة، باستثناء مرة واحدة خلال أحداث 11 سبتمبر 2001 عندما وقعت تفجيرات برجي التجارة العالمية بنيويورك، وتم التأجيل بسبب توقف حركة الطيران، ولم يتكرر الأمر مرة أخرى. - ما هو الفارق بين كرة القدم في كل من أمريكا والعالم العربي؟ * الفارق شاسع، ومن الظلم عقد مثل هذه المقارنات، ففي أمريكا لا مجال للعواطف والاحتراف هو السيد والعمل هو الأساس، عكس الكرة العربية التي تسيطر عليها المجاملات، فمشكلتنا كعرب أننا لا نجيد العمل المحترف وهو سبب تخلف الكرة العربية رغم عمق تاريخها مقارنة بكرة القدم في أمريكا. شاوشي حارس من طينة الكبار - هل سمعتم عن أحداث مباراة مصر - الجزائر في أمريكا؟ * منذ عملت في كرة القدم بأمريكا وأنا فخور بأنني عربي، إلا أن الأسبوع الذي شهد مبارتي مصر - الجزائربالقاهرة وأم درمان كان الأسوأ لي على المستوى الشخصي، وشعرت بالخجل، لقد كان منظرنا كعرب من أسوأ ما يكون. فقد شاهدت رشق حافلة المنتخب الجزائري بالحجارة في القاهرة عن طريق مدرب المنتخب الأمريكي لرفع الأثقال وهو فرنسي الجنسية، وسألني كيف نفعل كعرب مع بعضنا البعض مثل هذه التصرفات التي لا تمت للرياضة بصلة، ووقتها لم أعرف كيف أرد عليه وهو موقف أثر بالسلب على سمعة العرب أمام الأجانب. - ما هي فرص المنتخب الأمريكي في كأس العالم بجنوب إفريقيا؟ * المنتخب الحالي صغير السن حيث يبلغ متوسط أعمار لاعبيه 22 عاما، ورغم ذلك فالتوقعات تشير إلى أن الفريق سيبلغ الدور ثمن النهائي. - ما هي مهمتك في نهائيات كأس العالم؟ * بوب برادلي كلفني بمراقبة المنتخب الجزائري ومتابعة فترة إعداده عن كثب، وكتابة تقرير عن الفريق وأهم لاعبيه وطريقة لعبه وكل الأمور التي تخص الفريق، وأتمنى أن أنجح في مهمتي كما حدث مع المنتخب المصري في كأس العالم للقارات. - هل كنت تتوقع وجود منتخب عربي في مجموعة أمريكا في كأس العالم؟ * نعم، توقعت ذلك، وأبلغت برادلي بأن منتخب أمريكا سيواجه الجزائر، وتوقعت عدم تأهل منتخب مصر إلى كأس العالم قبل اللقاء الفاصل أمام "الخضر". - كيف تجمع معلومات حول المنتخب الجزائري؟ * قبل أسبوع من إجراء عملية القرعة الخاصة بمونديال جنوب إفريقيا، أتيحت لي فرصة الذهاب إلى مصر، وهناك التقيت بالطاقم الفني المصري الذي زودني بمعلومات كافية حول طريقة لعب المحترفين الجزائريين الذين ينشطون في مختلف البطولات الأوروبية، كما منحوني أشرطة فيديو خاصة بمباريات المنتخب الجزائري خلال الإقصائيات وحذروني من حراس المرمى، خاصة فوزي شاوشي، الذي أبهر المتتبعين بمستواه الكبير في المباراة الفاصلة، وأنا شخصيا أعتبره حارسا من طينة الكبار. - نفهم من كلامك أنك ستولي اهتمامك أكثر للحراس؟ * كما قلت سابقا، مهمتي مراقبة المنتخب الجزائري ومتابعة كل كبيرة وصغيرة عنه، وباعتباري مدرب حراس المنتخب الأمريكي، سأركز عملى أكثر على الحارسين قاواوي وشاوشي، حيث وصلتني معلومات مؤخرا حول الصراع الشديد بين الأندية الألمانية والفرنسية قصد ربح ورقة استقدام هذا الحارس. - في الأخير، هل تشعر باهتمام أمريكا بكرة القدم الآن؟ * اهتمام الشعب الأمريكي بكرة القدم في تزايد مستمر، بدليل أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أرسل إلى المنتخب رسالة تحية بعد الفوز على منتخب إسبانيا في كأس العالم للقارات، وتمنى التوفيق للفريق قبل لقاء منتخب مصر.