من الاحتياط إلى الاحتياط هذه الكلمات هي التي يمكن أن تلخص لنا مشوار لاعب "الخضر" كريم مطمور هذا الموسم، فبعد أن قدم موسما متميزا 2009/2010، من الاحتياط إلى الاحتياط هذه الكلمات هي التي يمكن أن تلخص لنا مشوار لاعب "الخضر" كريم مطمور هذا الموسم، فبعد أن قدم موسما متميزا 2009/2010، قدم فيه كل شيء سواء مع فريقه "بوروسيا منشنڤلادباخ"، وساهم بشكل كبير في تحقيق بقائه في "البندسليڤا"، أو مع المنتخب الوطني الذي لعب فيه دورا فعالا في تأهيل الجزائر إلى كأسي العالم وإفريقيا 2010، وشارك في هاتين الدورتين وكان من أفضل العناصر الجزائرية، وكان الكل يتوقع له مزيد من التألق والنجاح لكن ما حدث كان مغايرا، حيث تم تهميش اللاعب السابق لنادي "ستراسبورغ" وبقي حبيس كراسي الاحتياط مع فريقه، وهو ما حطم جل أحلامه، ومن المؤكد أن مطمور تساءل في العديد من المرات، كيف للاعب الأكثر توظيفا في هجوم فريقه ومنتخب بلاده أن يتحول بين عشية وضحاها إلى احتياطي ولم يعد يستدعى حتى إلى المنتخب، لكن مطمور فضل الصمت والصمود أمام هذه الوضعية التي أثرت فيه وسدت أفقه الرياضي، قبل أن يظهر بصيص أمل في نهاية هذا الموسم حيث أصبح يشارك في نهاية اللقاءات مع ناديه كما تلقى دعوة من المنتخب الوطني. "لا أناقش أبدا قرارات المدربين" مطمور كان محترفا بأتم معنى الكلمة، ورفض مناقشة قرار مدربه في "بوروسيا مونشنڤلادباخ" بوضعه في الاحتياط بل رفض حتى التعليق على هذا الأمر، إذ صرح لنا قائلا: "منذ أن كنت صغيرا لم يسبق أن ناقشت قرار مدرب، ولن أبدأ اليوم بفعل ذلك"، وهو ما يؤكد أن مطور إنسان رزين فعلا وليس من السهل التأثير فيه، وأي لاعب في نفس وضعيته كان سيتوقف ويتأثر، لكن مطمور ضاعف العمل والنشاط في التدريبات وتحلى بحرارة أكبر، رغبة أقوى وتركيز، فهو يدرك أن العاصفة ستمر في أي وقت ويجب أن يكون جاهزا بدنيا وذهنيا. "عشت الكثير من الأحداث هذا الموسم لكنها زادتني قوة" وجدير الذكر أن ما عاشه مطور هذا الموسم صعب للغاية، ويؤثر في أي لاعب بشهادته حيث قال: "كل محنة أستخلص منها درسا، لقد تعلمت الكثير من الأمور هذا الموسم، وأصبحت أكثر قوة وما مررت به حفزني أكثر، رغم أني كنت أخشى أن يزعزع ذلك ثقتي بالنفس، لكني استفدت من كل ذلك في الأخير، فرغم أني لم أكن ألعب إلا أني أعرف قيمتي جيدا". لقد عرف مطمور أنه بفضل حنكته ورزانته وفطنته أن ما عاشه يجب أن لا يؤثر فيه، حيث كان أفضل من الكثير ممن عانوا وواجهوا أكثر من هذه الأمور في مسيرتهم الكروية، فبعضهم مرض والبعض الآخر أصيب وهناك حتى من مات على الميادين، وتأكد أنه يجب أن لا يفكر كثيرا في كرة القدم لأنها رياضة وفقط وأن لا يعطيها أكثر من حقها. "بقائي في الاحتياط سمح لي بتحليل العديد من الوضعيات في قلب اللقاء" وحتى يجعل محنته أمرا إيجابيا ويستغل كل شيء من أجل تطوير إمكاناته، حاول مطمور استخلاص دروس من خلال بقائه في الاحتياط حيث قال: "بقائي في الاحتياط أتاح لي فرصة تحليل اللقاءات وملاحظة طريقة تنقل لاعبي الفريقين على الميدان، أصبحت أقرأ اللعب بطريقة جيدة، وهي أمور لا يمكنك الانتباه لها لما تكون في قلب المباراة، كنت أستغل بقائي في الاحتياط لدراسة الوضعيات التي تسمح لي بتقديم الإضافة في حالة أراد المدرب الاعتماد علي وإشراكي في اللقاء حتى يكون دخولي قويا". "هي دروس ستفيدني في مهنتي المستقبلية وهي التدريب" الحديث عن الملاحظة والتحليل يبعثنا للتفكير في مهمة المدرب، وهو ما يعتزم مطمور القيام به بعد نهاية مشواره، حيث اعترف لنا وهو يضحك أنه استخلص دروسا مستقبلية: "أفكر فعلا في مزاولة مهنة التدريب بعد أن أتوقف عن اللعب". لكنه لا يزال شابا على هذا الأمر والتفكير فيه لا يزال بعيدا حيث قال: "يمكن القول إني استخلصت دروسا للمهنة التي سأقوم بها مستقبلا وهي التدريب، لكن التفكير في هذا الأمر سابق لأوانه، يجب التركيز على لعب الكرة وتطوير إمكاناتي فلا تزال أمامي 10 سنوات على الميادين، بدل التفكير فيما بعد توقف مشواري". "قبل ثلاثة أسابيع كنا موتى تماما" الجولة القادمة من "البوندسليڤا" لن تكون عادية، حيث ستشهد حماسا شديدا ومباريات مصيرية، ليس لتحديد البطل بما أن "دورتموند" توج بطل ألمانيا، وإنما لفرق المؤخرة ولتحديد الأندية التي ستنزل إلى القسم الثاني، هناك ثلاثة أندية لا تزال تصارع على البقاء من بينها "منشنڤلادباخ"، وفوز رفقاء مطور في المواجهة المقبلة لا يضمن لهم البقاء في القسم الأول، كما أن الهزيمة لا تعني السقوط بشكل نهائي، حيث أن كل الاحتمالات واردة فهناك "فولفسبورغ، بوروسيا مونشنڤلادباخ، وانتراخت فرانك فورت" تصارع على البقاء، وأحد هذه الأندية سيتأكد سقوطه إلى لقسم الثاني بشكل نهائي وناد آخر سيضمن بقاءه، في حين سيلعب النادي الثالث لقاء سد أمام صاحب المركز الثالث في القسم الثاني من البطولة الألمانية، من أجل ترسيم من يستحق الوجود ضمن القسم الأول، وبالتالي كل السيناريوهات محتملة في الجولة القادمة، وسيحاول رفقاء مطمور الفوز في "همبورغ" وانتظار تعثر "فولفسبورغ" في "هوفنهايم، من أجل ضمان البقاء نهائيا في القسم الأول حيث قال لاعب "الخضر": "نحن نمر بفترة ممتازة، فقبل ثلاثة أسابيع كنا بمثابة موتى لكننا عدنا من بعيد من خلال الفوز على رائد البطولة وهانوفر بميدانه، وبالتالي يمكننا تحقيق الفوز في هامبورغ". لن يكون أفضل ل مطور من إنهاء الموسم بإنقاذ فريقه من السقوط في آخر جولة والمشاركة في تربص "الخضر". ----------- “ينتابني شعور وكأنني سألبي أول دعوة لي إلى المنتخب” ماذا تعني لك عودتك إلى المنتخب الوطني مجددا؟ إنه لشرف كبير بالنسبة لي صدقني، لقد فرحت كثيرا وارتحت في نفس الوقت بعد هذه العودة، لطالما كنت تحت تصرف منتخب بلادي وكل دعوة يتم توجيهها إلي تفرحني كثيرا وأستقبلها بكل ترحاب، وهذه الدعوة الجديدة في حقيقة الأمر لها عدة خصوصيات من بينها أنها جاءت بعد موسم صعب للغاية قضيته، ومن جهة أخرى ستسمح لي باللعب مجددا مع المنتخب الوطني الذي اشتقت كثيرا لأجوائه ولا يخفى عليك أنه منذ قرابة سنة لم أتواجد في صفوف “الخضر” وهذا ليس بالأمر الهيّن. لم تتواجد مع “الخضر” منذ كأس العالم الفارطة، أليس كذلك؟ نعم بالضبط، فآخر لقاء دولي لعبته كان في 23 جوان 2010 وهذا عندما واجهنا منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبعدها شاركت في بعض التربصات لكن دون أن تسنح لي فرصة اللعب، وكما قلت لك من قبل فإن سنة أمر كثير بالنسبة لي لأنني افتقدت المنتخب الوطني والجماهير الجزائرية، وعودتي بذلك إلى صفوف المنتخب أمر خاص جدا بالنسبة لي. كيف عشت المدة التي كنت فيها مبعدا عن المنتخب؟ مثل كل مرحلة عادية يجب المرور عبرها في هذه الحياة، حاولت أن أنظر إليها من الجانب الإيجابي، وأكذب عليك لو أقل إنها كانت سهلة، لكنني لم أضخم الأمور لأن المدرب الجديد وضع بعض المقاييس في اختيار اللاعبين الذين يعتمد عليهم وهو محق في ذلك لأن أهم شيء بالنسبة للاعب دولي هو أن يشارك بانتظام مع ناديه والمدرب بذلك طبق تلك المقاييس، لهذا لم أكن معنيا بالتواجد مع المنتخب الوطني ولا أحد يمكنه أن يتدخل في خياراته التي هو حر فيها لا محالة. المدرب بن شيخة طبق هذه القاعدة على الجميع منذ بداية العام. نعم معك حق، وحتى هو مقتنع بذلك لأن الأمر منطقي إلى أبعد الحدود، لقد تفهمت الوضع جيدا وكنت متيقنا من أنه من أجل العودة إلى المنتخب يجب أن أبذل مجهودات إضافية وألعب على الأقل بعض المباريات مع فريقي. وهل أنت موافق على هذه الطريقة والمقاييس المتخذة في الاختيار؟ لست هنا في الموضع الذي يسمح لي بأن أوافق أو أرفض الطريقة التي يتم بها اختيار اللاعبين، فلا يخفى على أحد أن المدرب هو المسؤول الأول وصاحب القرار ودائما معه حق فيما يفعله، ما يمكنني فقط فعله هو إبداء وجهة نظري لا غير، أنا أتحدث بالخبرة التي استفدنا منها خلال تواجدنا مع المنتخب الوطني وكذلك خلال اللعب في مختلف الأندية الأوروبية، وهي أن كل اللاعبين الذين يتم انتقاؤهم للعب مع منتخبات بلدانهم عليهم أن يكونوا أساسيين مع أنديتهم، ولكن هناك بعض الحالات الخاصة التي يكون فيها بعض اللاعبين يعانون بعض الشيء من نقص المنافسة مع الأندية لكنهم يكونون فعالين وحاسمين مع منتخبات بلدانهم، ونتذكر جيدا كيف كان كريم زياني قبل مباراة القاهرة أمام المنتخب المصري، فقد كان يعاني من نقص المنافسة مع فولفسبورغ، بل أيضا كان يعاني من إصابة في الفخذ تعرض إليها ثلاثة أسابيع فقط قبل تلك المواجهة المصيرية، لكن كل تلك العوائق لم تقف في وجهه وعزيمته تغلبت على كل شيء بحيث كان من بين أحسن العناصر في ذلك اللقاء وأيضا في مباراة أم درمان، ونأخذ مثالا آخر حيا وهو لاعب ريال مدريد كريم بن زيمة الذي لم يكن يلعب مع فريقه لكن المدرب “لوران بلان” كان يعتمد عليه بانتظام وعندما سجل عدة أهداف مع المنتخب الفرنسي أصبح أساسيا مع ناديه، ومن بين الأمثلة أيضا قائد المنتخب المغربي حسين خرجة فهو ليس لاعبا أساسيا مع فريقه الإنتير ويكتفي بالمشاركة في الدقائق الأخيرة من المباريات لكن كل ذلك لم يمنعه من أن يكون قائدا للمنتخب المغربي، وبالعودة قليلا إلى الخلف فإنه كان من بين أحسن العناصر في مباراة عنابة، وبذلك فإن كل شيء يتوقف على قيمة اللاعب. “منصوري كان يستحق اللعب ولو دقيقة في المونديال” الظاهر أن الجدل الذي خلفته قضية اللاعب يزيد منصوري والاتهامات التي أطلقها في حق الناخب الوطني سعدان، مسلسل لن تنتهي حلقاته غدا، فالعديد من اللاعبين عبر عن رأيه في القضية بصراحة، والآخر فضّل التزام الصمت، ونجد أن البعض الآخر فضّل سياسة الحياد، على غرار مطمور الذي صرح قائلا: “أرفض أن أكون طرفا في هذه القضية، ولا يمكنني أن أقف في صف أي طرف من الطرفين، لأنهما بالنسبة لي رجلان قدّما الكثير لكرة القدم الجزائرية شئنا أم أبينا، لكن، يجب أن نكون في موقع منصوري كي نشعر بما يشعر به، من الصعب عليه أن يتقبل الوضع الجديد وهو الذي كان قائدا لعدة سنوات، وخاصة في مرحلة التصفيات أمام مصر، وللأمانة كان يستحق لعب ولو دقيقة في المونديال كتكريم له، تهميشه كان حدثا بارزا، لذا لا يمكن أن نتحدث في مكانه ما لم نكن نشعر بما يشعر به”. “أرفض أن أنحاز إلى سعدانأو منصوري” وأضاف مطمور: “لن أضع نفسي في موقع يجعلني أختار بين سعدان ومنصوري، الأول مدرب قدير منح للجزائر والمنتخب الوطني الكثير، ولن أقع في الفخ كما ينتظر مني البعض، أريد أن أوضح فقط أن وقع الصدمة كان قويا على منصوري كما كان عليه الحال لكل لاعب يُحرم من حدث بارز، خاصة وأن لعب لقاء في كأس العالم حلم كبير للجميع، ورغم أن سعدان كان يرى أن هناك لاعبين أفضل منه، إلا أنه كان من الواجب أن يشارك ولو لحظة واحدة في المونديال ليسجل اسمه، لكن لا أعتقد أنه كان ينبغي له أن يكشف أمورا سابقة، الصدمة هي التي جعلته يتكلم، لكن احتراما للعلاقة التي كانت بيننا واللحظات الكبيرة التي عشناها، كان ينبغي أن يعالج الأمور بشكل عائلي وليس في وسائل الإعلام”. “شعرنا بغياب منصوريعلى أرضية الميدان” وفي ذات الصدد، قال: “بحكم تجربته وقدمه في المنتخب الوطني، الجميع كان يكن له احتراما كبيرا على أرضية الميدان، وأصارحكم بأنه ترك فراغا في الميدان وشعرنا بغيابه، لأن دوره مهم جدا، على الرغم من أن البعض يرى أنه لا يظهر كثيرا على أرضية الميدان، اليوم عنتر يحيى هو من أخذ المشعل، وأرى أنه يجيد القيادة، ويجيد تأدية هذا الدور”.