نشرت : الهداف الخميس 08 أكتوبر 2015 09:35 وتعود بداية الأحداث إلى مباراة الذهاب بين الفريقين في 14 تشرين أكتوبر والتي أوقفت قبل نهاية زمنها الرسمي بسبب اشتباك بين اللاعبين وأعمال عنف من قبل المشجعين ، وهو ما شكل حلقة جديدة في مسلسل توتر العلاقات القائم بالفعل بين البلدين الواقعتين في منطقة البلقان. وذكرت تقارير إعلامية صربية مساء الأربعاء أن حافلة المنتخب الصربي تعرضت للرشق بالحجارة وهي في طريقها من المطار إلى فندق إقامة اللاعبين في تيرانا ، وهو ما أدانه وزير الرياضة الصربي فانيا أودوفيتيتش. وقال أودوفيتيتش: "أدين أعمال التخريب والشغب من جانب المشجعين الألبان في تيرانا. لحسن الحظ لم تقع إصابات ولكنني أنتظر من السلطات الألبانية اتخاذ تدابير عاجلة لضمان مباراة آمنة دون عوائق." وأوضحت التقارير أن نافذتين زجاجيتين بالحافلة تصدعتا لكن الأحجار لم تخترقهما. واستدعت وزرة الخارجية الصربية السفير الألباني في بلجراد لتسليمه مذكرة احتجاج على الحادث. ولكن الدبلوماسي إلير بوكا رفض الدعوة ، حسب ما نقلته قناة "آر.تي.إس" التليفزيونية الحكومية عن الوزارة. وصرح توميسلاف كارادزيتش رئيس الاتحاد الصربي لكرة القدم في وقت سابق لقناة "آر.تي.إس" بأن صربيا قد تعيد النظر في خوض اللقاء في حالة وقوع أي حادث آخر. ووقع الاعتداء على حافلة المنتخب الصربي رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها السلطات في ألبانيا ، بما في ذلك نشر المئات من رجال الشرطة في تيرانا لتأمين اللاعبين. وسادت حالة من التوتر في وقت سابق من أمس الأربعاء عندما ألقي القبض على رجل ألباني ، تردد أنه كان من بين المتورطين في أحداث العنف بمباراة الذهاب ، وفي سيارته أسلحة نارية غير مرخصة. وكانت أعمال الشغب قد اندلعت في مباراة الفريقين العام الماضي بعدما حلقت طائرة فوق أرضية الملعب تحمل علما عليه شعار "ألبانيا الكبرى" ، حيث أثارت اشتباكات بين اللاعبين كما اقتحم عدد من المشجعين الصرب أرضية الملعب. ويمثل شعار "ألبانيا الكبرى" حركة سياسية تهدف لتوحيد الأشخاص ذوي العرق الألباني تحت راية دولة واحدة في منطقة جغرافية معروفة ومحددة. وتقرر بعدها اعتبار ألبانيا فائزة بالمباراة لتحصل على النقاط الثلاث ، مع خصم ثلاث نقاط من رصيد المنتخب الصربي في التصفيات. وأثارت تلك المباراة موجة من ردود الفعل بموقع شبكة التواصل الإجتماعي "تويتر" من جانب رئيسي وزراء صربيا وألبانيا ألكسندر فوسيتش وإدي راما ، على الترتيب ، وتسببت في تأجيل زيارة راما إلى بلجراد ، والتي كانت الأولى لرئيس وزراء ألبانيا إلى صربيا خلال ما يقرب من 70 عاما. ومن المقرر أن يلتقي المنتخب الألباني نظيره الصربي اليوم الخميس وسط حضور 12500 مشجع في استاد "الباسان" الذي يبعد 45 كيلومترا جنوب تيرانا. ومثلما كان الوضع في مباراة الذهاب في بلجراد ، لم تخصص أي تذاكر لمشجعي الفريق الضيف بسبب المخاوف الأمنية ، وهو ما كان متفقا عليه بين الطرفين عندما أوقعتهما قرعة التصفيات في مجموعة واحدة. ومع تبقي جولتين على نهاية التصفيات ، تمتلك ألبانيا فرصة قوية في التأهل إلى نهائيات البطولة الأوروبية للمرة الأولى في تاريخها ، بينما لا يمتلك المنتخب الصربي سوى نقطة واحدة بعد العقوبة التي فرضت عليه. ولم يتضح حتى مساء الأربعاء ما إذا كان فوسيتش سيسافر إلى ألبانيا لحضور المباراة إلى جانب نظيره راما. وساءت العلاقات بين بلجراد وتيرانا منذ الفترة التالية للحرب العالمية الثانية وتوترت بشكل كبير مع تأييد ألبانيا لاستقلال كوسوفو ، المقاطعة الصربية السابقة التي يشكل الالبان غالبية سكانها. وأعلنت كوسوفو استقلالها في 2008 بعد تسعة أعوام من الحرب مع النظام الحاكم في صربيا ، وكانت ألبانيا أول الدول المعترفة باستقلال كوسوفو.