نشرت : المصدر الشروق الجزائرية الأحد 18 أكتوبر 2015 09:37 دعا عبد الوهاب بن رتيمة، مدير الأوقاف والزكاة بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، كبار رجال المال والأعمال للالتفاف حول صندوق الزكاة لأداء الفريضة التي تنطلق رسميا ليلة عاشوراء، وستستمر إلى غاية النصف الأول من شهر صفر القادم، واعتبر أن هؤلاء مطالبون بالتزكية على أنفسهم، لأن أموال الفقراء في جيوبهم وسيحاسبون عليها بالإضافة إلى ما للعملية من آثار نفسية واجتماعية واقتصادية عظيمة. ورفض عبد الوهاب بن رتيمة في تصريح ل"الشروق" أمس،القول أن صندوق الزكاة فقد هيبته، بل أن هناكجهات تحاول ضربه وتشويه صورته، ما جعل بعضالجزائريين يتوجهون نحو زكاة "الأظرفة" بدل المرور علىالمؤسسات على غرار المساجد والحسابات البنكية التيتضعها الوزارة الوصية تحت تصرف المزكين. واعتبر محدثنا، أن كبار رجال المال مطالبون بالتزكية، لأنحق الفقير موجود عندهم، وبالنظر إلى أن الزكاة فيها تطهير للأموال وتربية للأنفس وإحداث توازن إنساني على غرار الشح والبخل والنجاة من الطمع والحسد،وحتى لا ينظر الفقير إلى الغني كعدو، وحتى تكتمل العدالة الاجتماعية، وأضاف بن رتيمة: "وليعلم هؤلاءالمزكون أنهم قد يفلسون يوما ولن يجدوا إلا صندوق الزكاة لمساعدتهم". وقال أن وزارة الشؤون الدينية وجهت تعليمات للأئمة والمديرين الولائيين لإطلاق حملة الزكاة ال14، يوم 23أكتوبر، أي ليلة عاشوراء، في خطب جمعة توعوية وتحسيسية بالركن الثالث للإسلام. بالمقابل، كشف مدير الأوقاف أنه يتم التحضير لإنشاء ديوان للزكاة مستقل يقوم بالعمل على مدار السنةلتكون عملية جمع الزكاة وتوزيعها منظمة ومنهجية. من جهته، انتقد الخبير الاقتصادي فارس مسدور، تضاؤل عائدات أموال الزكاة في الجزائر، والتي قال إنها لاتتجاوز سنويا 140 مليار سنتيم، في وقت تفوت زكاة رجل أعمال بإحدى الولايات لوحده 160 مليار سنتيم،مقدرا في هذا الإطار زكاة 10 آلاف ملياردير جزائري ب3 ملايير دولار سنويا بمعدل 30 ألف دولار لكلملياردير. ودعا الخبير نفسه عبر "الشروق" رجال الأعمال إلى المساهمة بقوة في إعمار صندوق الزكاة، الذي يمكنالحكومة للاستفادة منه بالمشاريع الاستثمارية، خاصة وأن مساهمة المقاولين وأصحاب المؤسساتالصغيرة والمتوسطة تعادل 900 ألف مؤسسة، تضاف إلى 3 ملايين تاجر من شأنها أن تدر 30 بالمائة منميزانية الدولة، وهو ما يوازي حجم الأموال الموجهة سنويا لشراء السلم الاجتماعي. وتحدث مسدور عن مشروع قانون تنظيم الزكاة الذي يبقى حبيس الأدراج بوزارة الشؤون الدينية، منذ 2008ويتضمن هذا الأخير المطالبة باستحداث ديوان وطني للزكاة، ينظم العملية ويعيد تقويمها. بالمقابل، دعا رئيس نقابة الأئمة جلول حجيمي، إلى ضرورة تحبيب أصحاب "الشكارة" في أداء فريضة الزكاةبخطاب دعوي، بدل تنفيرهم، خاصة وأنه في خرجته الأخيرة مع منتدى "الأفسيو" لمس إرادة من بعض رجالالأعمال. وقال المتحدث ل"الشرق" أن الزكاة بقيمتها العامة لا تخرج كما يجب، خاصة وأن بعض الجزائريين أضحوايفضلون زكاة "الأظرفة"، وفي كثير من الأحيان يفضلون تقديمها لمعارفهم ولا يتم التصريح بها.