"تابعت لقاء المولودية أمام ديناموس عبر التلفزيون وسعدت كثيرا بالتأهل" "ايغيل رجل بأتم معنى الكلمة وتعلمت منه الكثير" "لو تتأهل المولودية إلى نهائي رابطة أبطال إفريقيا سأشاهد اللقاء من المدرجات" "لا يمكن أن أنسى نهائي كأس 1 نوفمبر في 5 جويلية أمام باتنة ولن أنسى الهدف الذي سجلته حينها" "رفضت عرضا من باريس سان جرمان لهذه الأسباب" "كنت ضحية لقاء المولودية أمام القبة لأنه ليس لقاء لأعاين فيه" "غول أخي واللقطة التي قمت بها أمامه مجرد تفصيل صغير" "نصف النهائي بين المولودية والاتحاد هو الأفضل في الجزائر" "لم يشرح لي أي شخص سبب إبعادي عن المنتخب سنتي 2001 و2004" "أنا أحضر شهادتي لأصبح مدربا" "أجمل ذكرى في مسيرتي هي لقب البطولة سنة 99 وبعدها مباراة أم درمان" "كدت أوقع للشبيبة سنة 98 واتفقت مع حناشي على كل شيء، لكن بعدها المكتوب ماكتبش" "ماجر وكافالي قاما بعمل جبار مع المنتخب" "لن أعتزل إلا يوم لا أستطيع اللعب، أو أفقد رغبتي في المشاركة" ----------- إنه صاحب ال 28 هدفا مع المنتخب الوطني، وهو نجم المولودية ومحبوب "الشناوة" الدائم، رفيق صايفي يبقى من بين خيرة ما أنجبت الكرة الجزائرية في العشرية الأخيرة ولا زال يصنع الحدث أينما حلّ، حيث حقق الصعود مع فريقه أميان إلى القسم الثاني الفرنسي، وقد استقبلنا في أميان وأجرى معنا هذا الحوار المطول الذي تحدث فيه عن كل خبايا مسيرته الكروية.... --------------- أولا رفيق، هنيئا لك تحقيق الصعود... شكرا، وأشكركم خاصة لحضوركم معي الآن في هذه الفترة، نحن نحصد ثمار العمل الذي قمنا به طوال الموسم، وقد استخلصناه بأحسن الطرق. لمن تريد أن تهدي هذا الصعود؟ أولا للوالد والوالدة، هما أول من أفكر فيهما دائما. هل كنت تنتظر نهاية مسيرتك بهذه الطريقة، شاركت في كأس العالم وأنت تحقق الصعود مع فريقك أميان إلى القسم الثاني؟ صراحة لا، الله وحده كان يعلم كيف سيكون مشواري، ولم أكن أنتظر كل هذه الأمور، المهم أنا أؤمن بأن الله عز وجل يخبئ لي أشياء جميلة. ومتى تفكر في اعتزال كل القدم، وتعليق الحذاء؟ يوم لا أستطيع أن ألعب، أو تصبح عندي رغبة أقل في لعب الكرة. إذن ستكون موجودا في الميادين الموسم القادم. لقد حققنا الصعود إلى القسم الثاني، ولازلت مرتبطا بعقد مع فريقي أميان لموسم آخر، ومن المفترض أن ألعب هذا الموسم بشكل عادي، وبعدها سنرى أين سيقودنا القدر. وهل هي إجابة على منتقديك الذين أرادوا أن تتوقف عن اللعب؟ أعرف أن الكثير أكدوا أنني لن أواصل لعب الكرة، أنا أقول لهم "ربي يهديكم"، إجابتي هذا المساء (الحوار أجري بعد اللقاء) كانت في الميدان، وبهذا الصعود المستحق. وهل مازلت تتابع أخبار فريقك السابق مولودية الجزائر؟ نعم، بطبيعة الحال، أنا أتابع دائما أخبار النادي وأهم الأحداث، فأنا أبقى أول مناصري المولودية هذا الفريق العريق والكبير، وسيبقى دائما في قلبي وحبه يسري في دمي. الفريق نجح في التأهل إلى مرحلة المجموعات في كأس رابطة أبطال إفريقيا، هل تابعت مشواره؟ بطبيعة الحال، كيف لا والفريق كان على مشارف تحقيق إنجاز مهم، ومثلما قلت لك، أنا دائما أتابع أخبار النادي عن قرب، ولا يمكن أن أضيع متابعة مستجداته في رابطة أبطال إفريقيا، لقد تابعت كل مبارياته، حتى التي خسرها بنتيجة ثقيلة في مرحلة الذهاب، كما تابعت لقاء العودة باهتمام. أنت تقصد مباراة ديناموس؟ نعم أقصد هذه المباراة، وقد تابعت المباراة التي لعبت في بولوغين عبر الشاشة، وكنت سعيدا للغاية بعد تحقيق التأهل، فبعد أن تنهزم بنتيجة ثقيلة في زيمبابوي ب (4-1) لم يكن من السهل العودة في السباق، لكن اللاعبين عرفوا كيف يرفعون التحدي، وليس من السهل تقديم مباراة مماثلة، لقد نجحوا بفضل الإرادة الكبيرة التي تحلو بها، الآن بعد هذا التأهل الفريق سيعود بقوة في البطولة. لكن الفريق يعاني في البطولة. يجب ألا ننسى أنه تمكن من التأهل إلى دور المجموعات في رابطة أبطال إفريقيا وهو ليس بالأمر الهين، أتمنى أن يواصل على نفس النسق ويذهب إلى أبعد من هذا، خاصة مع دعم الجماهير التي تستحق أن تكون سعيدة بفريقها. هل تتمنى أن يفوز بهذا اللقب؟ نعم لم لا؟ كل شيء قضاء وقدر، ومن الممكن جدا أن يحدث ذلك، فمثلا بالنسبة للمنتخب الوطني لا أحد كان ينتظر أن نتأهل إلى كأس العالم، لكننا في الأخير تمكنا من تحقيق ذلك وباقتدار، فلم لا تصبح المولودية بطلة إفريقيا أيضا؟ لو تتأهل المولودية إلى النهائي هل ستكون حاضرا في الملعب؟ لو تتأهل المولودية إلى نهائي رابطة أبطال إفريقيا فسأكون حاضرا في الملعب هذا وعد مني، لكن "إذا حيانا ربي" بطبيعة الحال. هل تتذكر دائما اللقب الذي حصلت عليه مع المولودية سنة 99؟ هذا أكيد، كيف أنسى ذلك الموسم، لقد تمكنا من الفوز بلقب البطولة بعد 20 سنة من الانتظار، وقد تم اختياري أفضل لاعب في الموسم في الجزائر، وبفضل هذا تمكنت من توقيع عقد احترافي في نادي تروا، لقد كان شيئا رائعا فعلا، وموسما لا ينسى بتاتا، كل ما وصلت إليه يعود فضله إلى المولودية، لهذا كلما يسألني الناس ما هي أفضل ذكرياتك أقول لهم المولودية دون تردد. في ذلك الموسم، شاركت في لقاء نصف نهائي كأس الجمهورية أمام اتحاد العاصمة، وهو الذي قال عنه منير زغدود في حوار معنا إنه الأفضل على الإطلاق، ما رأيك؟ نعم، أنا أوافق صديقي وأخي زغدود الرأي فيما قاله، لقد كان لقاء خاصا للغاية، أعتقد حتى أنه آخر لقاء في 5 جويلية شهد ذلك الجنون الجماهيري، أضف إلى ذلك فإنه كان هناك لاعبون كبار في الميدان، وشهد أهدافا جميلة والفرجة كانت حاضرة مع الأداء، أنا شخصيا أحتفظ بذكريات جميلة من ذلك اللقاء. كنت أيضا بمثابة الشبح الأسود للجار اتحاد العاصمة ذلك الموسم، حيث سجلت هدفين واحد في لقاء الذهاب والآخر في مواجهة الكأس، ما تعليقك؟ لقد كنت موفقا ذلك الموسم أمام الاتحاد، حيث سجلت كما تقول هدفين واحد في الذهاب والآخر في الكأس، في الميدان لاعبو الاتحاد كانوا بمثابة الإخوة الأعداء، وكان لزاما علينا إسعاد أنصارنا بالأهداف، لكن علاقتنا كانت مميزة. ذلك الموسم أيضا شهد تلك اللقطة الشهيرة أمام طارق غول حين صنعت الحدث، ما تعليقك؟ أتذكر ذلك، لكن هذا لم يكن إلا أمرا بسيطا، غول صديقي وشقيق بالنسبة لي، وأستغل هذه الفرصة لتحيته. هل يمكن القول إن هدفك سنة 99 كان اللقب والتحول إلى أوربا وفقط؟ نعم هذا صحيح، الأول كان الحصول على لقب مع مولودية الجزائر والفوز بالبطولة، والثاني كان التحول للعب في أوربا، كنت أريد الانتقال إلى مرحلة جديدة، والحمد لله حلمي تحقق، وهنا أيضا أريد أن أوضح أن مسيري المولودية ذلك الوقت وعلى رأسهم رئيس الفريق، وكذا الأنصار تفهموا رغبتي، كنت أريد اللعب في أوربا لأطور إمكاناتي أكثر فأكثر، وقد سهلوا لي الأمور، وأريد أن أشكرهم على ذلك، وهو ما جعلني أحب الفريق أكثر فأكثر. الصحافة ذلك الوقت أكدت أن رئيس اتحاد العاصمة سعيد عليق اتصل بك، ما الذي حدث؟ هذا غير صحيح، عليق لم يتصل بي أبدا، قبل التوقيع في تروا لم يكن لي أي عرض، لكن الموسم الذي سبق كانت لي فيه اتصالات مع رئيس شبيبة القبائل محند شريف حناشي. كدت تلعب للشبيبة، كيف حدث ذلك؟ كان ذلك في الموسم الذي سبق موسم اللقب، رئيس المولودية حينها محمد جواد كان قد قرر المغادرة وهنا تم الاتصال بي من طرف رئيس الشبيبة حناشي، التقيته سرا واتفقنا على كل شيء، كدت أوقع عقدا مع الشبيبة، بعدها تحدثت مع جواد وقد أقنعني بضرورة البقاء حيث كان قد بقي لي موسم آخر مع العميد، وحتى الأنصار أقنعوني حيث أن لجنة الأنصار كانت قد رفضت مغادرتي في ذلك الوقت. هذا الأمر يجهله الكثير، أليس كذلك؟ نعم، أعرف أن الكثير يجهل أني كنت على وشك حمل قميص شبيبة القبائل، لقد التقيت حناشي في السر، ولم أحدث الناس عن ذلك، وحتى لقائي مع جواد الذي أكدت فيه أنني قد أنضم للشبيبة كان سريا أيضا، لذا لا أحد سمع. وكيف أبطلت هذه الصفقة؟ أنا لم أرد أن أتدخل كثيرا في هذه القضية، تركت جواد وحناشي يحلان الأمر فيما بينهما، حتى يجدا أرضية اتفاق، وقد وجداها بسهولة، ولحسن الحظ أن الرجلين كانا صريحين معي ولم يخدعانني. واليوم تشكر دون شك الأنصار الذين رفضوا ذهابك في ذلك الوقت؟ نعم، اليوم أنا اشكرهم من كل قلبي، لأنهم وضعوا ثقتهم في، وبفضلهم أيضا تمكنت من التألق خلال الموسم الذي تلا هذه الحادثة، وحصلت على اللقب مع المولودية، وبعدها التوقيع على عقد احترافي مع تروا. ألا تعتقد أنك كنت ضحية ذلك اللقاء الشهير بين المولودية والقبة، حين جاء معاينو فريق باريس سان جيرمان لمعاينتك؟ نعم هذا صحيح، لم أتجرع لحد اليوم هذا الأمر، فقد أعطيت كل ما عندي في ذلك اللقاء، حتى أظهر قدراتي وأتمكن من الظفر بعقد مع باريس سان جيرمان، لكن بعد نهاية اللقاء، تأكدت أنها ليست المباراة التي يمكن أن تتم معاينتي فيها، لقد كنت متأثرا للغاية، لكن رغم هذا فإن مسيري هذا الفريق حضروا لي عرضا رفضته بعد ذلك. لماذا رفضت ذلك؟ بكل بساطة لأن مسيري باريس سان جيرمان أرادوا أن أوقع لهم على أن تتم إعارتي لفريق آخر، وقد رفضت هذه الفكرة، والحمد لله أنني وقعت لنادي تروا بعد ذلك. هل تحتفظ بذكرى الهدف الذي سجلته في نهائي كأس 1 نوفمبر، أمام شباب باتنة في ملعب 5 جويلية؟ بطبيعة الحال، لا يمكن أن أنسى تلك الأوقات، كنت أبلغ 20 سنة فقط، وكنت عائدا من إصابة أبعدتني عن الميادين مدة 6 أشهر، وتمكنت في هذه المباراة من تسجيل الهدف الوحيد في المواجهة، أمام مدرجات مملوءة عن آخرها في ملعب 5 جويلية. كنت صغيرا في السن، هل اندهشت من الأمر؟ لا بتاتا، الضغط كان إيجابيا من طرف الأنصار في الملعب، لأن المولودية لم تلعب مباراة نهائية منذ فترة، الأمر كان مذهلا فعلا بالنسبة لي، ولكن سبق أن عشت أوقاتا مماثلة في الموسم الذي سبق، لما كنت أدخل من حين لآخر. ومتى كان أول ظهور لك مع الفريق الأول للمولودية؟ كان ذلك في موسم 96/97، وهذا في لقاء "العميد" أمام شباب قسنطينة والذي لعب في بولوغين، وإذا لم تخني الذاكرة فزنا في هذه المواجهة بثلاثية نظيفة، ودخلت في وسط اللقاء. بعض الأنصار طالبوا من الرئيس جواد بعد رحيلك بأن يحذف الرقم 8 من الفريق، ما تعليقك؟ صراحة لم أكن أريد أن يتم حذف هذا الرقم بسببي، ولكن هذا دليل على حب واحترام الأنصار لي، الأمر يشرفني كثيرا. وكيف عشت نهائيي كأس الجزائر اللذين فازت بهما المولودية سنتي 2006 و2007؟ تابعتهما مثل أي مناصر عبر الشاشة الصغيرة، في النهائي الأول تابعت شوطا واحدا لأنني غادرت بعدها للتدرب مع فريقي، أما الثاني الذي سجل فيه فضيل حجاج هدفا جميلا، فتابعته إلى النهاية، وكنت في قمة السعادة لتمكن فريقي من تحقيق اللقب، وكنت سعيدا كثيرا للأنصار الذين يعتبرون من بين أفضل الجماهير الجزائرية. بالنسبة للمنتخب الوطني، بدايتك كانت أمام منتخب بلغاريا بصوفيا في عهد مزيان إيغيل... نعم هذا صحيح، مزيان إيغيل كان أول من استدعاني للمنتخب الوطني ووضع في ثقته، وأول ظهور لي كان بمناسبة المباراة الودية أمام بلغاريا بصوفيا، قبل ذلك كنت قد استدعيت لتربصات لكن أول لقاء لي كان أمام بلغاريا. على ذكر مزيان إيغيل، بعد مرحلة صعبة مر بها، هو يحقق نتائج متميزة مع أولمبي الشلف ويسير بخطى ثابتة نحو اللقب، ما تعليقك؟ يمكن أن ألخص الكلام عن مزيان إيغيل بكلمة واحدة، وهي أنه رجل حقيقي، أنا شخصيا تعلمت الكثير من الأمور بتعاملي معه واللعب تحت إشرافه، وأتشرف دائما بملاقاته، إنه رجل مبادئ وصريح. في مواجهة بلغاريا شارك نجم كبير وهو ستويشكوف، كان مثالا لك دون شك. لا، قدوتي منذ الصغر كان رابح ماجر، لأنه لاعب كبير فعلا وقدوتي الأخرى هي والدي، لكن لا أخفي أن مواجهة ستويشكوف في ذلك السن كانت أمرا مشرفا بالنسبة لي، فلا ننسى أن هذا اللاعب صنع له اسما في تاريخ كرة القدم، وصنع أجمل أيام برشلونة. دائما في نفس الحقبة، شاركت في مباراة تونس التي جرت ب 5 جويلية والتي انتهت بفوز الضيوف، وكنت قد شاركت في بداية الشوط الثاني رغم صغر سنك، ما الذي يمكنك أن تقوله لنا عن هذه المواجهة؟ إيغيل وضع في ثقته رغم صغر سني، وهو ما يؤكد أنه كان يؤمن بقدراتي، لقد أشركني في مباراة مهمة للغاية، ودخلت 5 دقائق فقط بعد بداية الشوط الثاني، حاولت قدر المستطاع تقديم الدعم لفريقي لنعود في النتيجة، لكن للأسف لم نتمكن من تحقيق الفوز. كنت حتى وراء تمريرة تمكن من خلالها تسفاوت من تسجيل هدف التعادل، لكن الحكم رفض الهدف بحجة التسلل. نعم هذا صحيح، مررت كرة طويلة ناحية حفيظ الذي تمكن من التعديل، لكن الحكم رفض الهدف بحجة التسلل، لكن في الحقيقة الكرة لم يكن فيها تسلل. حاولت التسجيل في هذه المواجهة بضربة مقصية، لكنها مرت ببضعة ملمترات. نعم، هذا دليل على أنني حاولت بكل الطرق، لكن الكرة رفضت الدخول، الأمر كان صعبا للغاية، وقد شعرت بخيبة أمل كبيرة، خاصة أن الجماهير تنقلت بقوة للملعب قصد تقديم الدعم لنا، للأسف لم نتمكن من تحقيق الفوز. بعدها جاء لقاء ليبيريا، حين تنقلتم في ظروف خاصة هل لك أن تحكيها لنا؟ في ذلك الوقت، الكل كان ينتظر أن ينهزم المنتخب الوطني، حتى اللاعبين كانوا قد أكدوا أنهم ذاهبون في مهمة "كوموندوس"، وليس من السهل بالنسبة لأي شخص أن يتنقل في تلك الظروف لتحقيق نتيجة إيجابية، كنا في وضعية حرجة، والخسارة كانت ممنوعة علينا تماما، أضف إلى هذا، انه في ليبيريا كانت هناك حرب أهلية قائمة في هذا البلد، وعند وصولنا إلى هناك وقفنا على أمور مروعة، منازل محروقة.... الخ، المهم لعبنا اللقاء وعدنا بتعادل إيجابي فعلا، وتمكنت أيضا من تسجيل هدف جميل، وعن عودتنا أتذكر أن سائق الحافلة رفض إعادتنا إلى المطار، أراد أن نملئ له البنزين وأن نعطيه المال، وحتى في المطار لم يكونوا يريدون تركنا نقلع بالطائرة، ولحسن الحظ أن قائد الطائرة قرر الإقلاع وعدنا سالمين من تلك المهمة. حتى في مباراة العودة قدمت لقاء في المستوى أمام لاعب كبير مثل جورج وياه. أتذكر هذه المواجهة التي لعبت في عنابة، أصدقائي حاولوا استفزازي قبل اللقاء، لكنهم هنؤوني بعد نهايته، لأنه كان هناك لاعب من حجم جورج وياه، لكنني تمكنت من مراوغته وتسجيل هدف جميل، هذا اللاعب غير عادي، لقد لعب في الدفاع وفي المرة الوحيدة التي صعد فيها إلى الهجوم تمكن من التسجيل. في كأس إفريقيا 2000، لم تتمكن من التألق فيما عدا لقاء الكاميرون...؟ أولا ضيعت اللقاء الودي أمام "فاسكو ديڤاما" البرازيلي، لأني كنت متواجدا مع فريقي، بعدها التحقت بالمجموعة وكنت قد عدت حديثا من إصابة، لكن رغم هذا المدرب وضع في ثقته وأشركني في المبارتين الأوليين، اللقاء الثالث لم ألعب فيه وكنت في قمة الغضب، لكني شاركت في لقاء ربع النهائي أمام الكاميرون، وقدمت أحسن لقاء لي. ألا تعتقد أن المجموعة كانت مضطربة نوعا ما، بما أنكم تلقيتم هدفين بعد نصف ساعة لعب فقط؟ نعم هذا صحيح، لقد كنا مضطربين قليلا، لكن لا يجب أن ننسى أنه في الجهة المقابلة كان أمامنا منتخب كاميروني قوي للغاية، وتمكن في نفس الموسم من تحقيق اللقب، بفضل أرمادة من اللاعبين الكبار، وبعد نهاية الدورة أكد إيتو أن المنتخب الجزائري كان أصعب فريق واجهته الكاميرون. بعد مشوار مماثل في كأس إفريقيا 2000، وبداية موفقة في التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2002، المنتخب تراجع كثيرا، لماذا؟ أتذكر أننا استهلينا تصفيات كأس العالم بلقاء تمهيدي أمام منتخب جزر الرأس الأخضر، وتمكنا من الفوز بفضل هدف سجلته شخصيا وآخر من طرف بورحلي، لكن بعد ذلك النتائج لم تكن معنا، فلا يمكن أن تحقق نتائج جيدة لما يتم تغيير اللاعبين في كل مرة، والطاقم الفني أيضا، هذا ما حدث. ألا تعتقد أن ركلة الجزاء الضائعة من طرف كراوش أمام السنغال في عنابة ساهمت في تراجع نتائج المنتخب في التصفيات؟ لا أعتقد ذلك، إنه القدر وفقط، كراوش لا لوم عليه، صحيح أن المدرب آنذاك عينني لتنفيذ ركلات الترجيح، وقد تحصلنا على واحدة في الشوط الأول، وتمكنت من تسجيلها، وحين حصلنا على ركلة الجزاء الثانية كنت متوجها لتنفيذها، لكن كراوش كان قد أخذ الكرة ولم يكن من الممكن أن آخذ منه الكرة لتنفيذ ركلة الجزاء أمام الجميع، كان واثقا من نفسه، لذا تركته ينفذها، وحتى لو سددتها أنا كان من الممكن أن أضيعها لأن الله هو من أراد ذلك. بعد لقاء المغرب في فاس، لم يتم استدعاؤك للمنتخب لماذا؟ لا أدري، صراحة لا أحد شرح لي آنذاك سبب إبعادي عن المنتخب، آخر لقاء لي كان في المغرب وكنا حينها تحت ضغط كبير، وكان أول لقاء بالنسبة لجمال بلماضي مع المنتخب، وبعدها لم يتم استدعائي، لا يمكنني أن أرغم مدربا ما على استدعائي بالقوة، لكن الأمر الأكيد هو أنني كنت جاهزا وفي أفضل أحوالي خاصة أنني شاركت في لقاءات كأس رابطة الأبطال الأوربية مع فريقي تروا. وهل شرح لك جداوي بعدها الأمر؟ لا، فقط أذكر أنني التقيته مرة في تونس، وتحدثنا قليلا، واعتذر لي عن عدم استدعائه لي. كيف تابعت الهزيمة أمام مصر 5-2 بعيدا عن المجموعة؟ كانت خسارة أثرت في كثيرا مثل كل الجزائريين، تابعت اللقاء عبر شاشة التلفزيون، المواجهة كانت مهمة خاصة أنها داربي عربي والهزيمة بتلك الطريقة تؤثر كثيرا، لكن دائما يجب أن ننسى مثل هذه الأمور، ونمر للتفكير في أشياء أخرى. لكن بعد ذلك تم استدعاؤك من جديد في عهد ماجر؟ قبل ترسيمه مدربا للمنتخب الوطني، اتصل بي ماجر عبر الهاتف وتحدثنا بصراحة مع بعضنا البعض، وقد وضع الثقة في من جديد. خطابه أعجبني وأقنعني كثيرا، وأنا كانت تحدوني رغبة شديدة للعودة إلى المنتخب الوطني، مع ماجر كل شيء كان يسير إلى الأحسن. أول مباراة له مع المنتخب كانت في باريس أمام المنتخب الفرنسي، وقد قدمنا لقاء جيد رغم الهزيمة. بعدها عملنا بجهد وشاهدنا منتخبا وطنيا متميزا أمام بلجيكا، لكن للأسف ماجر غادر بعدها. حتى في "كان 2002" التي جرت في مالي، شاهدنا منتخبا جيدا، خاصة أمام نيجيريا؟ نعم، فمثلما قلت لك تحت قيادة ماجر المنتخب كان يسير في الطريق الصحيح وكل شيء كان في المستوى، وخلال هذه "الكان" حققنا مشوارا جيدا وكل ما يمكن أن أقوله أننا كنا منتخب في طور التكوين. سعدان بعدها عوّض ماجر، وأبعد مرة أخرى عن المنتخب؟ صدقني إلى حد الآن لا أعرف أسباب هذا الإبعاد من المنتخب الوطني، لا أعرف لماذا أبعدني سعدان حينها، لكن هناك العدالة الإلهيّة ويجب أن لا أقلق كثيرا بسبب هذا. لا أحد شرح لك ذلك؟ لم يشرح لي أي أحد سبب إبعادي هذا. البعض أكد على وجود خلافات بينك وبين بوعلام شارف حينها؟ صراحة لا أعرف. ألا تعتقد أنك لو كنت حاضرا في كأس إفريقيا 2004 كنت ستقدم الكثير للمنتخب، خاصة أنه كان يوجد في المنتخب الكثير من اللاعبين الشبان على غرار عنتر يحيى، زياني، بلوفة...؟ في ذلك الوقت كنت لاعبا مهما في فريقي "تروا"، كنت أساسيا وشاركت في كل لقاءات الفريق، ومن غير الممكن أن أجزم أني كنت سأقدم الإضافة للمنتخب لو شاركت. يمكنني أن أقول نعم، لكن من الممكن أن لا أقوم بذلك لو شاركت. عودتك تزامنت مع الهزيمة المشهورة أمام الغابون في عنابة؟ عدت إلى المنتخب بعد سنة من الغياب وكان ذلك أمام الغابون، وجدت نفسي أجري في كل الاتجاهات وحدي، بعد أن تم طرد شراد بالبطاقة الحمراء. وتشاجرت حتى مع مناصر بعد نهاية اللقاء؟ هذا المناصر بدأ يشتم الجميع، فأكدت له أنه يجب أن لا يضع الجميع في قفص الاتهام ويعمم الكلام على الكل، وهنا شتم والدتي، لذا تشاجرت معه. كيف تقبّلت تضييع المشاركة في كأس إفريقيا 2006 و2008؟ في الحياة هناك مبدأ واضح، نحصد ما نزرع... كنا نملك منتخبا جيدا لكننا لم نتمكن من تحقيق التأهل، وأتكلم خاصة عن المنتخب الذي كان يعمل مع كافالي، كنا في المركز الأول لوقت طويل، قبل أن نفشل في الأخير، الأمر كان مؤثرا ومؤسفا للغاية، كافالي قام بعمل جيد ومميز، ولو تشاهد المنتخب الذي ذهب إلى كأس العالم فإن معظمه تقريبا ممن عملوا تحت قيادة هذا المدرب. لكن الناس يرون أن الهزيمة أمام غينيا كانت بسبب كافالي الذي فضّل اللعب بطريقة دفاعية، ما رأيك؟ لا أشاطركم الرأي، لو فزنا في اللقاء لا أحد كان سيقول إنه خطأ تكتيكي. صحيح أننا لعبنا بمهاجم واحد، ولكنه مجرد خيار، وللأسف خسرنا ونتيجة هذا اللقاء هي التي أقصتنا. خيبة الأمل كانت أشد من جانب الأنصار الذين غزوا مدرجات 5 جويلية والذين جاؤوا من ال 48 ولاية؟ نعم، أعلم ذلك، لقد جاؤوا من كل مكان من أجل مساندتنا، هذا أمر مؤسف فعلا، وبعد أن أعلن الحكم عن نهاية اللقاء فكرت فيهم مباشرة... أعلم أننا خيّبناهم ولم نعطهم ما يستحقونه، هذا مؤسف. قبل لقاء الغابون، كنت قد ضيعت المشاركة في مباراة الأرجنتين، هل تأثرت لعدم المشاركة؟ لا، أبدا. صحيح أني كنت أتمنى المشاركة في مواجهة مماثلة، لكن كانت هناك بعض الأمور العائلية التي حرمتني من المشاركة. في غامبيا خلال آخر مواجهة من هذه التصفيات سجلت هدفا، قبل أن تنهاروا بعدها وتتلقوا هزيمة؟ تقدمنا في النتيجة منذ البداية، ولكن علمنا بنتيجة اللقاء الآخر بين غينيا ومنتخب جزر الرأس الأخضر، وعرفنا أنه حتى لو فزنا ما كنا انتأهّل، لذا حدث تراخي من جانبنا. بعدها حققت تأهلا تاريخيا إلى كأس العالم 2010، وهو ما لم يكن ينتظره أحد بعد تضييع التأهل في طبعتي كأس إفريقيا الماضيتين؟ هذا صحيح، لا أحد كان ينتظر مشاهدتنا في كأس العالم، خاصة بعد أن عجزنا عن التأهل إلى كأس إفريقيا مرتين متتاليتين، لكن التصفيات جعلتنا نكبر لقاء بعد لقاء، وأعتقد أن مواجهة السنغال هي التي جعلت منتخبنا يكبر أكثر فأكثر وأعطتنا أكثر ثقة. كيف عشت مباراة مصر التي جرت في تشاكر وأنت بعيد عن المجموعة، بما أنك كنت معاقبا؟ آه، الأمر كان صعبا للغاية. كنت أتمنى التواجد فوق الميدان أفضل من التواجد في المدرجات، وصراحة لم أتمكن حتى من البقاء في المدرجات نظرا للضغط الشديد الذي كان موجودا، لذا نزلت إلى الميدان بين الشوطين، وخلال التواجد في غرف حفظ الملابس كنت على الأعصاب، لكني تخلصت من الضغط بعد نهاية اللقاء ووجدت نفسي أقوم بالدوران حول الملعب وأنا أحمل العلم الوطني. خلال هذه التصفيات كنت فعالا للغاية بتسجيلك هدفين أمام زمبيا ضمنا 6 نقاط ل "الخضر"؟ الحمد لله، عرفت كيف أسجل في الوقت المناسب، وبالعودة إلى الوراء الحمد الله أن الفرصة سنحت لي لتقديم خدمة جليلة لبلدي، لكن الأمر الأكيد هو أن التأهل كان بفضل المجموعة ككل، بدءا بعبد السلام وبزاز وصولا إلى الآخرين. ماذا عن لقاء أم درمان؟ بعد لقب البطولة مع المولودية سنة 1999 يأتي هذا اللقاء في المرتبة الثانية أحسن ذكرى في مشواري الكروي، لقد كانت أوقاتا خاصة للغاية، كان يجب أن نفوز على المصريين فوق ميدان محايد وقمنا بذلك فعلا... الآن أنا أرى مع ابني صور بالفيديو عن تلك الموقعة. أنهيت مسيرتك الكروية الدولية أمام المنتخب الأمريكي، يمكن القول إنها نهاية سعيدة، أليس كذلك؟ نعم، هذا صحيح. لم يكن من الممكن أن أتخيّل نهاية أفضل من تلك، المشاركة في كأس العالم قبل وضع حد لمسيرتي الدولية أمر جيد بالنسبة إليّ. لقاء المغرب يقترب، ما هي الرسالة التي يمكن أن توجهها لزملائك السابقين؟ أطلب منهم أن يبقوا واثقين من أنفسهم، هذا أهم شيء، وعليهم أن يواصلوا اللعب بطريقتهم مها كان الأمر. أدرك أن الأمر صعب، خاصة بعد تغيير المدرب وبعض اللاعبين، لكن الأمور ستسير على ما يرام، لقد قاموا باللازم في لقاء الذهاب، والآن عليهم أن يحسنوا التفاوض في هذه المباراة. في حال استدعاك المدرب الوطني لتقديم المساعدة للمنتخب الوطني من أجل التأهل إلى كأس إفريقيا، هل ستلبي الدعوة؟ نعم، هذا أكيد... سيكون شرفا لي أن أقدم يد المساعدة بطلب من المدرب الوطني، لكن لا أعتقد أنهم سيكونون في حاجة لخدماتي على الأقل في الوقت الراهن. زيدان تم استدعاؤه إلى المنتخب الفرنسي حتى يساعده على التأهل إلى كأس العالم 2006؟ نعم أعرف هذا، وأنا أيضا مثلما قلت لك مستعد لتقديم يد المساعدة لأن الأمر يتعلق ببلدي الجزائر. بدبودة صرح أنه يريد تتبع خطواتك، ما تعليقك؟ هذا شرف بالنسبة لي، أن أجد لاعبا يريد تحقيق مسيرة مثل مسيرتي. أنا أقول له تقدم إلى الأمام، ويجب أن لا تخاف من أي أمر، إنه لاعب يملك الكثير من الإمكانات وأتمنى له حظا موفقا. لم يتعدى سنه ال 20 سنة، هذا الأمر سيساعده دون شك على التطور أكثر والتأقلم كما ينبغي في أوروبا، ألا تعتقد ذلك؟ لا يوجد مشكل من هذه الناحية، فلا يوجد سن معيّن للنجاح. هل تحضر نفسك لتصبح مدربا؟ بطبيعة الحال، أنا حاليا ألعب في أميان وأجري تكويني لأتحصل على شهادات مدرب. هل ستكون مدربا للمولودية أم المنتخب الوطني؟ لا أعرف، من هناك إلى ذلك الوقت سنرى، يجب عدم حرق المراحل، يجب البدء بهدوء ودون تسرع، فهناك مراحل يجب أن نمر عليها، وكما يعلم الجميع ليس كل اللاعبين الكبار يصبحون مدربين كبار. كلمة أخيرة للجماهير الجزائرية؟ أشكر كل الذين ساندوني في مسيرتي الكروية، وأقول إن الجمهور الجزائري رائع فعلا ومن بين الأفضل في العالم، كما أحيي أيضا مناصري المولودية على وقوفهم مع فريقهم، وكذا والدي ووالدتي أشكرهما على دعمهم لي، وفي الأخير كل أصدقائي الذين يجب أن لا أنسى وقوفهم إلى جانبي، اخص بالذكر محمد ورضوان، خاصة رضوان الذي رزق مؤخرا بطفل وأقول له: "الآن أصبحت رجلا".